|
في المادية الديالكتيكية .. 11
فواز فرحان
الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 21:58
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تطبيق المنهج الديالكتيكي على الايدلوجيّات ..
ــ ما هي أهمية الآيدلوجيات بالنسبة للماركسية ؟
نسمع عادةً قولاً خاطئاً مفادهُ ..أن الماركسية هي فلسفة مادية تنفي دور الأفكار في التاريخ ، وتنفي دور العامل الآيدلوجي ، ولا تعير أهمية إلاّ للتأثيرات الإقتصادية .. فالماركسية لا تنفي الدور المهم للذهن والفن والأفكار في الحياة ، على العكس ، إنها تعلق أهمية خاصة على أشكال الآيدلوجيات .. وخلال وقت طويل عولج من الماركسية القسم الذي يدرس الإقتصاد السياسي وإنتشر ، مما أدى الى فصل هذهِ المادة تعسّفاً ، ليس فقط عن الكل الكبير الذي تؤلفهُ الماركسية ،بل أيضاً عن أسسها ، لأن ما أتاح جعل الإقتصاد السياسي علماً حقيقياً هو المادية التاريخية ، التي هي كما رأينا تطبيق للمادية الديالكتيكية ... فالتفسيرات السيئة للماركسية تتأتى .. (( من أننا لم نصر بصورة كافية على دور الآيدلوجيات في التاريخ ، وفي الحياة ، ففصلناها عن الماركسية ، وبهذا فصلنا الماركسية عن المادية الديالكتيكية ، أي فصلناها عن نفسها)) .. ويسرنا أن نرى منذ بضع سنوات أن نرى الماركسية إستعادت وجهها الحقيقي ، والمكانة التي تستحقها ...
ــ ما هي الآيدلوجية ؟
الذي يقول آيدلوجية يقول فكرة أو مجموعة أفكار ، التي تؤلف كُلاً ، أو نظاماً أو حالة ذهنية في بعض الأحيان .. الماركسية .. هي آيدلوجية تؤلف كلاً ، أو علماً ، أو نظاما ً ، وتهب منهجاً لحل جميع المشكلات ، مثلاً آيدلوجية جمهورية هي مجموعة من الأفكار التي نجدها في ذهن جمهوري معيّن ، لكن الآيدلوجية ليست مجموعة من الأفكار المحضة ، منفصلة عن كل شعور ( هذا تصور ميتافيزيقي ) ... إن آيدلوجية ما تحوي بالضرورة مشاعر ، وإستلطافاً ، ونفوراً ، ومخاوفاً ، وآمالاً .. الخ ..
(( ففي الآيدلوجية البروليتارية .. نجد عناصر المُثل العُليا لصراع الطبقات ، لكننا نجد أيضاً مشاعر التضامن مع المستغَلين في النظام الرأسمالي أو المساجين ، ومشاعر التمرّد والحماسة وغيرها ، كل هذا هو ما يُشكل آيدلوجيّة ما )) ..
لنرى الآن ما الذي يُسمى العامل الآيدلوجي ؟
هو الآيدلوجية المعتبرة كسبب أو كقوة فاعلة ، مؤهلة للتأثير ، لذلك نتكلم عن فعل العامل الآيدلوجي ، فالأديان مثلاً هي عامل آيدلوجي ، يجب أن نحسب حسابهُ ، فهي تمتلك قوة معنوية لا تزال تؤثر بشكل هام حتى يومنا ..
ولنرى ما هو الشكل الآيدلوجي ؟
نُسمي مجموعة من الأفكار الخاصّة التي تؤلف آيدلوجية في ميدان متخصص ، فالدين والأخلاق هما شكلان من أشكال الآيدلوجية ، وكذلك العلم والفلسفة والأب والفن .. فإذا أردنا تفحّص دور تاريخ الآيدلوجية بشكل عام أيضاً ، وتاريخ أشكالها بصورة خاصة ، علينا أن نوجّه هذه الدراسة ليس بفصل الآيدلوجية عن التاريخ ، أي عن حياة المجتمعات ، لكن بإظهار دور الآيدلوجية وعواملها وأشكالها في المجتمع وإنطلاقاً منهُ ...
ــ البنية الإقتصادية والبنية الآيدلوجية ...
رأينا في دراستنا للمادية التاريخية أن تاريخ المجتمعات يُفسَّر بالترابط التالي .. الناس يصنعون التاريخ بأفعالهم ، التي هي تعبير عن إرادتهم ، وهذهِ الإرادة تُحددها الأفكار ، ورأينا أن الذي يفسّر أفكار الناس ( آيدلوجيّتهم ) هو الوسط الإجتماعي الذي تظهر فيه الطبقات ، وهذهِ الطبقات تتحدّد بدورها بفعل العامل الإقتصادي ، في نهاية المطاف بنمط الإنتاج ... ورأينا العامل السياسي يوحد بين العامل الآيدلوجي والعامل الإجتماعي ، وهذا العامل السياسي يظهر في الصراع الآيدلوجي كتعبير عن الصراع الإجتماعي ... وإذا تفحصّنا بنية المجتمع ، في ضوء الماديّة التاريخية نرى أن البُنية الإقتصادية توجد في أساسه ، ثم فوقها البُنية الإجتماعية التي تحمل البُنية السياسية ، وأخيراً البُنية الآيدلوجية ...
يقول ماركس ...
(( في الإنتاج الإجتماعي لمعيشتهم ، يدخل الناس في علاقات مُحددة ، ضرورية ومستقلة عن إرادتهم ، علاقات إنتاج تتوافق مع درجة معينة لتطوّر قواهم المادية المنتجة ، إن مجموع علاقات الإنتاج هذهِ يكوّن البُنية الإقتصادية للمجتمع ، والأساس الواقعي الذي ترتفع عليه بُنية فوقية حقوقية وسيّاسية ، تتوافق مع أشكال مُحددة في الوعي الإجتماعي ( أشكال من الآيدلوجيات ) ، فنمط إنتاج الحياة المادية يُحدد شروط سيرورة الحياة الإجتماعية والسياسية والفكرية بصورة عامة )) ...
نرى بالتالي ... أن البُنية الإقتصادية هي في أساس المجتمع ، أي البُنية التحتية ، والآيدلوجية التي تتضمن جميع الأشكال ( الأخلاق والدين والعلم والشعر والأدب والفن ) تؤلف البُنية الفوقية للمجتمع . علمتنا المادية أن الأفكار هي إنعكاس للأشياء ، وأن وجودنا الإجتماعي هو الذي يُحدد وعينا ، سنقول إذا ً .. (( أن البُنية الفوقية هي إنعكاس للبُنية التحتية )) .. مثال .. لنأخذ ذهنية عاملين غير مُنتسبين للنقابة ، أي غير ناضجين سياسياً ، أحدهما يعمل في مصنع كبير ، والآخر يعمل عند حِرَفي صغير ، فمن المؤكد أنهما يملكان تصوّراً مختلفاً عن رب العمل ، بالنسبة للأول يكون العمل فيه مُعقلن ، ورب العمل سيكون المستغِل المتوحّش ( ميّزة الرأسمالي ) ، وبالنسبة للثاني سيرى رب العمل كشغيل معهُ ، مرتاح طبعاً لكنهُ شغيل وليس طاغية ... هذا التفكير هو إنعكاس لظروف عملهما الذي حدد شكل الفهم لرب العمل لديهما .. هذا المثل المهم يفرض علينا الدقة في صياغة بعض الملاحظات ..
ــ الوعي الصحيح والوعي المغلوط ...
قلنا أن الآيدلوجيات هي إنعكاس للظروف المادية في المجتمع ، وأن الوجود الإجتماعي هو الذي يُحدد الوعي الإجتماعي ، وقد يُستنتج من ذلك أن البروليتاريا يجب أن تمتلك بصورة أوتوماتيكية آيدلوجية بروليتارية .. لكن .. إفتراضاً كهذا لا يتوافق مع الواقع ، لأن هناك عمالاً لا يمتلكون وعياً عمالياً ... إذاً يجب أن نميّز هنا .. يمكن ان يعيش الناس في ظروف محددة لكن وعيهم لها لا يتوافق مع الواقع ، هذا ما يُسميه انجلز بالوعي المغلوط .. مثال .. بعض العمال متأثرون بمذهب التضامن الحِرَفي ، الذي هو عودة الى العصور الوسطى ، الى الحِرَفية ، في هذهِ الحالة ، هناك وعي لبؤس العمال ، لكنهُ ليس وعياً صحيحاً وصادقاً ، الآيدلوجية هنا هي إنعكاس لظروف الحياة الإجتماعية ، لكنها ليست إنعكاساً أميناً ولا دقيقاً .. إن الإنعكاس هو غالباً في وعي الناس ، إنعكاس مقلوب ، إن ملاحظة واقع البؤس هو إنعكاس صحيح للظروف الإجتماعية ، لكن هذا الإنعكاس يصبح خاطئاً عندما نظن أن العودة نحو الحِرَفية ستحل المشكلة ، نرى هنا وعياً صحيحاً في جزءاً منهُ ووعياً خاطئاً في الجزء الآخر .. العامل الذي هو من أنصار المَلَكية يملك أيضاً وعياً صحيحاً ومغلوطاً في نفس الوقت ، صحيح لأنهُ يريد إزالة البؤس الذي يلاحظهُ ، ومغلوطاً لأنهُ يظن أن مَلِكاً يستطيع أن يفعل ذلك ، وببساطة لأنهُ أخطأ التعليل ، وأخطأ إختيار آيدلوجيتهِ التي قد تجعل منه عدوّاً طبقياً مع العلم أنهُ من نفس طبقتنا .. وهكذا فإن إمتلاك وعي مغلوط هو أن نكون مخدوعين بالنسبة لوضعنا الحقيقي ، سنقول إذاً أن الآيدلوجية هي إنعكاس الظروف المعيشية ولكنها ليست إنعكاساً قدرياً .. إن للعمل الآيدلوجي أهمية بالغة بالنسبة لنا كماركسيّين ، فلإكتساب وعي صحيح يجب هدم الوعي المغلوط ، وهذا التحويل لا يمكن تحقيقه دون العمل الآيدلوجي .. إن الذين يقولون أن الماركسية هي عقيدة قدرية هم على خطأ ، لأننا نعتقد بحق أن الآيدلوجيات تلعب دوراً كبيراً في المجتمع ونعتقد أنه علينا أن نُعلم ونتعلم هذهِ الفلسفة الماركسية حتى تلعب دور الأداة والسلاح الفعّال بالنسبة لنا ...
ــ فعل ورد فعل العوامل الآيدلوجية ...
رأينا بالأمثلة عن الوعي الصحيح والوعي المغلوط أن الأفكار يجب أن تُفَسَّر دائماً بالإقتصاد فقط فتنتفي فعل الأفكار نفسها ، إن مثل هذا التصرّف هو تفسيراً للماركسية بصورة سيئة ... فالأفكار تفسَر طبعاً في نهاية التحليل بالإقتصاد ولكنها تمتلك فعلاً خاصاً بها ...
يقول انجلز ... (( بموجب هذا التصوّر المادي للتاريخ ، نرى أن العامل المادي للتاريخ هو في نهاية المطاف ، إنتاج الحياة الواقعية وإعادة إنتاجها ، وإذا عالج أحدهم ذلك ، ليقول بأن العامل الإقتصادي هو المحدد الوحيد ، فهو يحوّل هذا القول الى جملة فارغة مجرّدة . يحوّلهُ الى الخلف فالوضع الإقتصادي هو الأساس ، لكن مختلف أجزاء البُنية الفوقية تؤثر أيضاً على مجريات الصراع التاريخي ، وتحدد بنسبة غالبة شكل الصراع في الكثير من الحالات ، فهناك فعل ورد فعل لجميع هذهِ العوامل ، تشق في وسطها الحركة الإقتصادية طريقاً لها في النهاية كشئ إلزامي وسط هذا الحشد من الصدف اللامتناهية )) ..
نرى إذاً أنهُ يجب فحص كل شئ قبل البحث عن الإقتصاد ، وإنهُ إذا كان الإقتصاد في نهاية التحليل فيجب التفكير دائماً أنهُ ليس السبب الوحيد ... فالآيدلوجيات هي إنعكاسات ونتائج للظروف الإقتصادية ، لكن العلاقة بينها ليست بسيطة ، لأننا نلاحظ فعلاً عكسياً للآيدلوجيات على البُنية التحتية ... إن التطوّر السياسي والحقوقي والفلسفي والديني والأدبي والفني .. الخ يرتكز على التطور الإقتصادي ، لكنها تفعل جميعها الواحدة في الأخرى كما تفعل في الأساس الإقتصادي وليس ذلك بهذا الشكل لأن الوضع الإقتصادي هو السبب ، وهو وحدهُ الناشط وكل ما تبقى إنفعال ، هناك على العكس فعل ورد فعل على أساس الضرورة الإقتصادية التي تتغلب دائماً في نهاية المطاف ... نحن نرى بالتالي .. إن الظروف الإقتصادية تولد الأفكار ، لكن الأفكار أيضاً تولد تعديلات في الظروف الإقتصادية ، ويجب عند تفحّص الآيدلوجيات ، جميع الآيدلوجيات ، أن نأخذ في الإعتبار تبادل العلاقات هذا ، ولا نرى أن الضرورات الإقتصادية تتغلب عليها دائماً إلاّ في نهاية التحليل ... ونعلم أن مهمة نشر الآيدلوجيات ، إن لم نقل الدفاع عنها ، تقع على عاتق الكتّاب والمفكرين ، وهم وإن كانت كتاباتهم غير مميّزة دائماً ، لكننا نجد في الواقع لدى تحليل الكتابات التي تبدو كقصص قصيرة وأخبار ، نجد دائماً آيدلوجية ما ، إن القيام بهذا التحليل هو عمل دقيق للغاية ، ويجب القيام به بكثير من الحيطة ، والمنهج الديالكتيكي الذي سنُعيّنهُ سيكون مساعداً كبيراً ، ولكن يجب الحذر حتى لا نكون آليين فنحاول تفسير ما لا يُفسّر ...
ــ منهج التحليل الديالكتيكي ...
لتطبيق المنهج الديالكتيكي جيداً يجب أن نعرف الكثير من الأشياء ، وإذا كنا نجهل موضوعها ، يجب أن ندرسهُ بدقة وإلاّ فإننا سنحصل على كاريكاتير من الأحكام .. هذا المنهج نستطيع تطبيقهُ في تحليل كتاب أو قصّة تحليلاً ديالكتيكياً ، ونستطيع تطبيقهُ على موضوعات اخرى ..
أولاً ... يجب الإنتباه الى محتوى الكتاب أو القصة التي نُحللها ، وفحصها بصورة مستقلة عن كل مسألة إجتماعية ، لأن ليس كل شئ يتأتى عن الصراع الطبقي والظروف الإقتصادية .. ــ هناك تأثيرات أدبية يجب أن نأخذها في الحسبان ، ومحاولة رؤية الى أيّةِ ( مدرسة أدبية ) ينتمي العمل .. ــ أن نأخذ في الإعتبار التطور الداخلي للآيدلوجيات ، عملياً سيكون من المفيد تحقيق خلاصة للموضوع المُحَلل ، والإشارة الى ما يُلفت النظر فيه ..
ثانياً ... مُراقبة النماذج الإجتماعية ، أبطال الحِبكة ، البحث عن الطبقة التي ينتمون إليها ، فحص نشاط الشخصيات ، ورؤية ... هل نستطيع ربط ما يحدث بوجهة نظر إجتماعية بشكل ما .. فإذا كان ذلك مستحيلاً ، وإذ لم نستطع تحقيق ذلك بصورة عقلية ، فمن الأفضل ترك التحليل بدلاً من الإختراع ...
ثالثاً ... عندما نجد الطبقة أو الطبقات التي هي موضوع التحليل ، يجب البحث عن الأساس الإقتصادي ، أي ماهيّة وسائل الإنتاج وشكل الإنتاج في اللحظة التي يحدث فيها العمل القصصي .. فإذا حدث الأمر في أيامنا ، فالإقتصاد هو الرأسمالية ، نرى حالياً العديد من القصص والروايات التي تنتقد وتحارب الرأسمالية ، ولكن هناك شكلين لمحاربة الرأسمالية .. ــ ثوري يسير الى الأمام .. ــ رجعي يريد الرجوع الى الماضي ، وهذا الشكل نجدهُ غالباً في القصص الحديثة ، حيث يتم التأسف على الزمن الماضي .. عندما نحصل على كل هذا ، نستطيع البحث عن الآيدلوجية والنظر فيما تكون عليهِ الأفكار والمشاعر ، وما هو شكل تفكير الكاتب .. ونحن ببحثنا عن الآيدلوجية ، نفكر بالدور الذي تلعبهُ ، بتأثيرها على ذهن الناس الذين يقرأون الكتاب .. ثالثاً .. يمكن عندئذٍ أن نعطي نتيجة التحليل وأن نقول .. لماذا كُتِبت هذهِ القصة أو الرواية في وقت كهذا .. وأن نفضح نوايا الكاتب حسب الحالة ، أو نمتدحها ( والتي هي غالباً واعية عندهُ ) .. يجب علينا بالتالي في دراساتنا وفي حياتنا الشخصية والنضالية أن نحاول رؤية الأشياء في حركتها ، وفي تغييراتها وفي تناقضاتها ، وفي معانيها التاريخية ، وليس في حالتها الجامدة الثابتة ، رؤيتها ودراستها من كل الوجوه ، وليس بشكل أحادي الجانب ، وبكلمة واحدة ، أن نُطبّق في كل مكان ودائماً الذهنية الديالكتيكيّة ..
ــ ضرورة الصراع الآيدلوجي ..
نحن نعرف الآن بصورة أفضل ، ما هي المادية الديالكتيكية ، التي هي شكل حديث من المادية أسسها ماركس وانجلز ، وطوّرها لينين ، إن الماركسية ـ اللينينية والمادية الديالكتيكية هي وحدة لا تنفصم ، ما يُتيح قياس إتساع الماركسية اللينينية ومداها وغناها ، هو معرفة المادية الديالكتيكية ..
وهذا ما يدفعنا الى القول ..
(( أن المناضل لا يكون مسلحاً آيدلوجياً بشكل صحيح ، إلاّ إذا عرفَ هذا المذهب بمجملهِ )) ..
لقد فهمت البرجوازية ذلك جيداً ، لذا فهي تجهد نفسها لإدخال آيدلوجيتها الخاصة في وعي الشغيلة ، مُستعملة في ذلك جميع الوسائل المشروعة واللامشروعة .. فإذا تغلب المنهج الميتافيزيقي على المنهج الديالكتيكي قديماً فذلك بسبب الجهل كما رأينا ، لقد أعطانا العلم اليوم الوسائل التي تبرهن أن المنهج الديالكتيكي هو الوحيد الذي يتوافق تطبيقهُ مع البحوث العلمية ، فمن الفاضح أن نتابع تعليم أطفالنا كيف يفكرون وكيف يدرسون في ضوء منهج ناشئ على الجهل ... فإذا كان العلماء في أبحاثهم العلمية ، لا يستطيعوا أن يدرسوا ضمن إختصاصاتهم دون أن يأخذوا في الإعتبار تفسيرات العلوم ، فيطبقون بذلك جزءاً من الديالكتيك بصورة غير واعية ، لكنهم يحملون معهم تكوين ذهنهم الميتافيزيقي الذي أعطي لهم ، فكم من تقدم كان حققهُ وأتاح تحقيقهُ المفكرون الكِبار الذين أعطوا أشياء كثيرة الى الإنسانية لو كانوا يملكوا ذهناً ديالكتيكياً !!!
الخلاصة ...
لحسن الحظ ، نشاهد منذ عدّة سنوات إندفاع هائل عند الطبقة العاملة لدراسة الماركسية بمجملها ، وإهتمام مُتزايد لدراسة الفلسفة المادية بشكل دقيق ، وهذهِ إشارة الى أن الطبقة العاملة قد أحسّت تماماً بصواب الأسباب التي أعطيناها في البداية لصالح دراسة الفلسفة المادية ... فالشغيلة تعلموا بتجربتهم الخاصة ضرورة ربط النظرية بالممارسة ، وضرورة دفع الدراسة النظرية في نفس الوقت الى أبعد ما يمكن .. علينا أن نعرف الماركسية ونجعلها معروفة في كل الأوساط ، في الشارع وبصورة موازية في العمل ، يجب على المناضلين أن يقود النضال الآيدلوجي ، وللسيطرة على جميع وجوه الصراع ، يجب أن يكون الإنسان مُسلحاً ، والمناضل لايكون مُسلحاً إلاّ بمعرفة المادية الديالكتيكية ... وبإنتظار أن نبني المجتمع اللاطبقي ، حيث لا شئ يعيق تطوّر العلوم ، فإن ذلك جزء أساسي من واجباتنا ...
مختصرات في الماركسية ... ــ مبادئ أولية في الفلسفة ... جورج بوليتزر ــ أصل العائلة والملكية الخاصة ... انجلز
#فواز_فرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في المادية الديالكتيكية .. 10
-
في المادية الديالكتيكية .. 9
-
في المادية الديالكتيكية .. 8
-
في المادية الديالكتيكية .. 7
-
في الماديّة الديالكتيكيّة .. 6
-
في الماديّة الديالكتيكيّة .. 5
-
في الماديّة الديالكتيكيّة .. 4
-
في الماديّة الديالكتيكيّة ..3
-
في الماديّة الديالكتيكيّة ..2
-
في الماديّة الديالكتيكيّة ..1
-
مختصرات في الماركسية 24
-
مختصرات في الماركسية 23
-
مختصرات في الماركسية 22
-
مختصرات في الماركسية 21
-
مختصرات في الماركسية 20
-
مختصرات في الماركسية 19
-
مختصرات في الماركسية 18
-
مختصرات في الماركسية 17
-
مختصرات في الماركسية 16
-
مختصرات في الماركسية 15
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|