أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ملتقى 14 تموز الثقافي - بمناسبة الذكرى 44 لثورة 14 تموز المجيدة















المزيد.....

بمناسبة الذكرى 44 لثورة 14 تموز المجيدة


ملتقى 14 تموز الثقافي

الحوار المتمدن-العدد: 189 - 2002 / 7 / 14 - 11:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


           

 

تحل علينا في شهر تموز(يوليو) من هذا العام، الذكرى الرابعة والأربعون لثورة 14 تموز الوطنية المجيدة ووطننا العراق الحبيب مازال يرزح تحت كابوس النظام الفاشي يهدد وجوده. وفي مثل هذه المناسبة، من المفيد تذكير أبناء شعبنا بمبادئ هذه الثورة وأهدافها الوطنية العظمى، لإستخلاص الدروس والعبر من أجل الخروج من الكارثة التي يعيشها العراق منذ إنقلاب 8 شباط 1963 ولحد الآن. هذه الثورة التي ظهر اليوم كثيرون مع الأسف ينددون بها ويشوهون وجهها لأنها لم تبلغ غايتها التي كنا نريدها لها، ولا يدرون أن التقصير لم يكن من جانبها وان النكسات الكثيرة المؤذية التي تعرضت لها ومن ورائها شعب العراق لحد اليوم جاءت لأن القوى الوطنية لم تكن في مستوى مهماتها الحقيقية إزاء حدث كبير مثلها، فانشغلت بالتناقضات الداخلية فيما بينها غير ملتفتة إلى أن العدو الأكبر للجميع يقف لها كلها بالمرصاد.

لقد كانت ثورة 14 تموز منسجمة مع منطق التاريخ وإستجابة لحاجة الشعب العراقي، قامت بتنفيذها القوات المسلحة الوطنية العراقية المتمثلة بتنظيم الضباط الأحرار بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم، واحتضنتها الجماهير منذ ساعات الأولى، تحقيقاً لمطالب الأجيال العراقية وطموحات الشعب في إقامة نظام حكم وطني ديمقراطي مستقل ذو سيادة وطنية كاملة لأول مرة في تاريخه المعاصر وكانت مكملة لثورة العشرين الوطنية (1920) التي أرغمت المستعمرين على الرضوخ لمطالب الشعب العراقي في تأسيس الدولة العراقية، إلا إن الإستقلال السياسي بقي ناقصاً دون طموحات الشعب وقواه السياسية، لذلك استمرت الإنتفاضات الشعبية والوثبات الوطنية والإنقلابات العسكرية طيلة فترة العهد الملكي من أجل إنجاز الإستقلال السياسي الكامل والسيادة الوطنية، فكانت ثورة 14 تموز المحصلة المنطقية وتتويجاً لتلك الإنتفاضات والحركات السياسية والتي حققت طموحات الشعب العراقي في إستقلاله الكامل وسيادته الوطنية ومهدت السبيل للسيطرة على ثرواته الوطنية وخاصة النفطية منها لاحقاً.

ولم تكن الثورة نتيجة لطموحات بعض العسكريين الطامعين في السلطة والمغرر بهم، كما يتصور البعض، بل كانت نتيجة حتمية ورد فعل لأوضاع شاذة وغاشمة سادت العراق أغلب فترات الحكم الملكي الذي كان يدعي الديمقراطية والكل يعرف كيف كان هذا الحكم يتعامل مع البرلمان والدستور والمعارضة الوطنية. فكيف يمكن التوفيق بين الديمقراطية التي كان يدعيها النظام الملكي- السعيدي وتزييف الإنتخابات ونفي المعارضين السياسيين وإسقاط الجنسية عنهم وحتى إعدامهم لا لشيء إلا لأنهم كانوا يحملون أفكاراً تختلف عن أفكار الحكام، إلى حد أن رئيس الوزراء نوري السعيد قد حل البرلمان عام 1954 بعد إفتتاحه لأنه فاز فيه 11 نائباً من المعارضة الوطنية من مجموع 131 نائباً. إن نظاما لا يتحمل وجود 11 نائباً معارضاً مقابل 120 من المؤيدين له، لا يمكن اعتباره نظاماً ديمقراطياً وكان بالتأكيد يقود البلاد إلى ثورة على تلك الأوضاع الشاذة..

إن تقييم الثورة يعتمد على التوكيد من أن الوضع الذي ساد قبل 14 تموز 1958 كان يستوجب التغيير. فالنظام الملكي كان نظاماً ديمقراطياً بمظهره وديكتاتورياً بجوهره. فكان الشعب بأغلب شرائحه الإجتماعية يعاني من تردي الأوضاع السياسية والإقتصادية في البلاد وتدهور العلاقات الإجتماعية السائدة في المدينة والريف. كذلك كانت العلاقات الخارجية للسلطة عربياً وإقليمياً ودولياً، لم تكن في أي جانب منها في صالح الشعب العراقي والأمة العربية وشعوب المنطقة، ولا في صالح السلام في العالم. لذلك كان الوضع يستوجب التغيير. وعند إنتفاء إمكانية التغيير بالوسائل السلمية الديمقراطية بسبب غيابها، جرى ذلك بالعنف من قبل القوات المسلحة وبدعم من الشعب والقوى السياسية الممثلة بجبهة الإتحاد الوطني والقوى السياسية الكردستانية.

نسوق هذا الكلام لأن هناك من يقيم ثورة 14 تموز بالمقارنة مع الدكتاتورية الفاشية الحاكمة اليوم وما جرته على العراق من خراب وتحلل في المجتمع ودمار لبنيته التحتية وإهدار لثرواته وتبديد طاقاته البشرية والمادية ويجري تحميل ثورة تموز مسئولية ذلك كله. وفي هذا تجن على الحقائق وإبتعاد عن التحليل العلمي. فالظاهرة الاجتماعية يجب أن تحلل وتقيَّم تاريخياً أي في ظروفها الملموسة وفي زمان ومكان حدوثها، فالأمور مرهونة بأوقاتها.

ولكون ثورة 14 تموز قد تمتعت بالأصالة الوطنية العراقية التحررية ولمصلحة كل العراقيين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية، أو المناطقية، لذلك تعرضت ومنذ ساعاتها الأولى، إلى هجمة الدول الإستعمارية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا اللتان حشدتا جيوشهما في لبنان والأردن على التوالي، للزحف على العراق وإغتيال الجمهورية الفتية، لولا تحالف الشعب والجيش حول الثورة وقيادتها الحكيمة للذود عنها مما أحبط مخططات أعدائها من الخارج. ولكن هذا لم يمنع الإستعمار من إستخدام المخططات الجهنمية الخبيثة، فرق تسد، وحبك المؤامرت، لضرب الثورة من الداخل، مستخدمة الفئات المتضررة منها وتمزيق وحدة القوى الوطنية. لذلك تعرضت الثورة ومنذ ساعاتها الأولى إلى محاولات التحريف والتشويه والتزييف وبالتالي الإسقاط في نهاية المطاف. فلقد تضافرت جهود الدول الغربية التي عرضت ثورة 14 تموز مصالحها الإستعمارية للضرر، مع جهود الدول الإقليمية الطامعة في الزعامة الإقليمية على حساب العراق وثرواته الوطنية، فلقد ناصبت القيادة المصرية العداء لقائد ثورة 14 تموز وعملت كل ما في وسعها على إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم من أجل إحتواء الثورة ثم الهيمنة عليها بهدف السيطرة على العراق وثرواته الغزيرة. فلم تمض إلا أياماً قليلة على نجاح الثورة حتى قامت المخابرات المصرية بخلق مشاكل جدية بين زعيم الثورة عبد الكريم قاسم ونائبه عبد السلام عارف. تبع ذلك قيام فئة ضالة من العراقيين عسكريين ومدنيين وبتنسيق وتحريض من مصر، بالدعوة إلى ضم الجمهورية العراقية الفتية وتحويلها إلى إقليم شرقي بإسم الوحدة الفورية وحتى قبل أن تستقر الثورة وتحقق مكتسباتها الوطنية للشعب.

 لقد رفض الشعب العراقي بغالبيته تلك الدعوة، السابقة لأوانها والتي أرادوا فرضها بالقوة  لنسف حرية وسيادة وإستقلال العراق وحرمان شعبه من التمتع بثرواته وحتى من لقمة العيش. لقد  حرصت حكومة الثورة وقائدها الزعيم عبد الكريم قاسم على تجنب جر العراق في الصراعات الدولية التي لا ناقة له فيها ولا جمل، وحماية العراق وسيادته ومقدراته من هيمنة الدول الكبرى. لقد وعدت الثورة في بيانها الأول الشعب العراقي بإجراء إنتخابات عامة لإختيار رئيس للجمهورية وتولي مجلس للسيادة صلاحيات رئيس الجمهورية حتى تتم الإنتخابات الدستورية. لكن الصراعات الدموية بين القوى السياسية أربكت قيادة الثورة وأحالت دون تحقيق هذه الأهداف.

لقد تمسك قائد ثورة تموز حتى لحظة إستشهاده، بحرية العراق وإستقلاله وعدم انحيازه وكان في كل ما قام به خلال حكمه مجسداً تجسيداً حقيقياً لمباديء وأهداف ثورة 14 تموز ووقف بحزم ضد الإرهاب والفوضى. واستطاع خلال أربع سنوات ونصف من عمر الثورة أن ينفذ معظم أهداف الثورة التي خططت لها اللجنة العليا للضباط الأحرار..

ولكن مع الأسف الشديد، انشغلت القوى السياسية العراقية في صراعات دموية متناحرة فيما بينها من أجل مكاسب فئوية ضيقة، ورفع شعارات لم تكن أساساً من أهداف الثورة، وأغرقوا البلاد في بحر من الفوضى وأعمال العنف راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، مما اربكت الثورة وقيادتها الوطنية المخلصة في تنفيذ مهماتها الأساسية وتحقيق أكبر ما يمكن من مكتسبات للشعب، مما فسح المجال أمام القوى الأجنبية الطامعة بثروات بلادنا والحاقدة على شعبنا، بالإستفادة من حالة الغليان والتناحر الدموي هذه، فشكلت الحلف غير المقدس مع الفئات الرجعية في الداخل، فوجدت ضالتها في حزب البعث والفئات القومية الأخرى كأداة لتنفيذ المؤامرة لذبح الثورة الوطنية وقيادتها المخلصة، فكان لهم ما أرادوا في الإنقلاب العسكري المشؤوم يوم 8 شباط 1963 الأسود الذي أباحوا فيه ذبح العراقيين وديست كرامة العراق وسيادته الوطنية. وصار الوطن مسرحاً لألشع أعمال العنف وأبوابه مشرعة لإنتهاك سيادته لكل من هب ودب، وأحالوه إلى سجن كبير وشعبه يعامل كأسرى حرب.. وما النظام البعثي- الصدامي الدموي الجاثم على صدر الشعب العراقي الآن إلا إمتداداً لذلك الإنقلاب الأسود.

لقد آن الأوان للوطنيين العراقيين أن يذكِّروا أنفسهم وبقية العراقيين من أبناء الجيل الجديد، بالحقيقة التي لا غبار عليها وهي وطنية وعراقية وإستقلالية ثورة 14 تموز الخالدة وأن يتصدوا لكل من يحاول تزييف حقيقتها الوطنية، حفاظاً على الود والحب والإخلاص الذي كان يحمله إبن الشعب البار الزعيم عبد الكريم قاسم للعراق وشعبه.

لقد عاشت ثورة 14 تموز أربع سنوات ونصف السنة فقط، قدمت خلالها ما استطاعت تقديمه في تلك الفترة الزمنية القصيرة في تاريخ العراق من مكاسب وطنية عظيمة مازالت باقية حتى يومنا هذا عنواناً على وطنية الثورة وقائدها.

إن إنقلابيي 8 شباط لم يقوموا بإنجاز الوحدة العربية التي ملئوا الدنيا ضجيجاً من أجلها إبان المرحلة التموزية القاسمية النيِّرة كما وعدوا في بيانهم الأول، بل كل ما أنجزوه هو القضاء على ثورة 14 تموز وقواها الإجتماعية وتدمير العراق وسفك الدماء وهتك الأعراض وإغراق الوطن بحمامات الدم، وتقديم خدمات مجانية للشركات الأجنبية الإحتكارية وإقامة نظام عنصري طائفي عشائري عائلي مقيت حل محل حكم الزعيم عبد الكريم قاسم الوطني.

فيا أيها الوطنيون العراقيون الغيارى الحريصون على مصلحة وطنهم، ندعوكم إلى استخلاص الدروس والعبر من هذه المناسبة الوطنية التاريخية، وأهم درس هو أن وحدة القوى الوطنية أدت إلى  تحقيق الثورة وانتصارها، وانفراط عقد تلك الوحدة أدى إلى إغتيالها وانتصار أعداء شعبنا. لذلك فقوى شعبنا كافة مطالبة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا المبتلى بأبشع سلطة قمعية منذ غزو هولاكو، بالعمل الجاد لتحقيق وحدتها والنضال من أجل خلاص شعبنا من محنته وإنقاذ وطننا من التمزق الذي يهدده طالما بقى صدام ونظامه البغيض جاثماً على صدره. أيها العراقيون علينا أن نحتذي برمز الوطنية العراقية الشهيد عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً للشعب وفي سبيل المثل الوطنية العليا، فقابلوا ذخيرة الموت وهم يهتفون بحياة الشعب.

 

ملتقى 14 تموز الثقافي

 

 



#ملتقى_14_تموز_الثقافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ملتقى 14 تموز الثقافي - بمناسبة الذكرى 44 لثورة 14 تموز المجيدة