|
/قراءة في تقرير معهد العدالة الانتقالية 2مشهدية الانتقال من دكتاتورية محلية متخلفة إلى أخرى أجنبية غازية .
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 909 - 2004 / 7 / 29 - 08:18
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مشهدية الانتقال من دكتاتورية محلية متخلفة إلى أخرى أجنبية غازية . " قراءة في تقرير المعهد الدولي للعدالة الانتقالية 2 " علاء اللامي معصوم غير المعصوم : قبل أن أبدأ الجزء الثاني من هذه الدراسة أود التوقف سريعا عند زخة الإيميلات العشوائية التي أمطرني بها بعض القراء ممن انبروا للدفاع عن السيد فؤاد معصوم رئيس الهيئة العليا للمؤتمر الوطني البرايمري محاولين فيها برقعة الدفاع عن الاحتلال ببرقع الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي وبهذه المناسبة " الزخة " أسجل التالي : - لم انتقد فؤاد معصوم وأهاجمه لأنه كردي أو من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بل لأنه يقود مؤسسة عميلة شكلها الاحتلال هدفها تزوير إرادة الشعب العراقي وتلفيق برلمان مبرمج سلفا ، برلمان موافق أو بلغة برلمانات الأمس الملكية " برلمان موافج " على بقاء الاحتلال لزمن سيطول وفق المحاصصات الحزبية والطائفية والعنصرية . - لم يسلط نظام الطاغية صدام التكريتي ظلمه وقمعه على فئة معينة من فئات الشعب العراقي بل كان "عادلا " في شمولية ظلمه وقمعه فلم تفلت منه فئة أو طبقة أو مدينة أو إثنية بل إن ظلمه تعدى البشر ليطال السمك والطيور في أهوار الجنوب العراقي ، وعلى هذا فليس من حق أحد احتكار المظلومية وتحويلها إلى سلم من عظام الشهداء الأبرياء لنيل المناصب والامتيازات وجمع المال السحت . - ليس صحيحا أن الولايات المتحدة ستجلب للكرد الحرية والحقوق القومية وسيأتي اليوم الذي تجرد قوات الاحتلال الأمريكية البيشمركه الكردية من رشاشاتهم كما جردت مليشيات بدر ثم ( إن أمة تستعبد غيرها لا يمكن أن تكون حرة ولا يمكن تمنح الحرية لأمة أخرى ) كما قال الدكتور الألماني كارل ماركس فإن كنتم لم تسمعوا بهذا الاسم فاسألوا عنه كاكه فؤاد معصوم ! - ليس دقيقا القول بأن فؤاد معصوم إنما يدافع عن مبادئه التي هي مبادئ وحقوق الأمة الكردية أو الشعب الكردي بل هو يدافع - كسائر الساسة العراقيين المتعاونين مع سلطات الاحتلال من عرب وأكراد .. الخ - عن مصالح حزبية وامتيازات شخصية . ويمكن لنا أن نشير إشارة سريعة فقط إلى تلك المصالح الشخصية والعائلية التي تديرها وترعاها السيدة جوان فؤاد معصوم " ابنة فؤاد " من خلال منصبها الفعال في مجلس الإعمار الذي تعاقدت فيه وكالة الاستخبارات الأمريكية مع العشرات من المثقفين والخبراء العراقيين المؤيدين للحرب والاحتلال مقابل مرتبات مجزية بعشرات الآلاف من الدولارات ، ومن خلال تخصص السيدة جوان فؤاد معصوم في مراجعة وتدقيق والمصادقة على عقود استيراد التكنولوجيا الخاصة بالمواصلات والاتصالات الحديثة مع الشركات الأجنبية . ومعروف في أروقة الوزارة العراقية المتخصصة بهذا الموضوع أن للسيدة جوان ووالدها نسبة مئوية في كل عقد تتم المصادقة عليه الأمر الذي يدر عليهما ملايين الدولارات شهريا ، يجري ذلك بعلم الوزير المختص والمعروف هو الآخر بجشعه الشديد وركضه خلف الهدايا الثمينة والمداليات الذهبية ( مع إنه من حزب إسلامي طالما تغنى بالزهد وطلب الشهادة ...الخ ) و إصراره على تلبية رغبات زوجته في مرافقته خلال زياراته الرسمية إلى خارج العراق حيث اعتاد على أن يحجز لها جناحا خاصا في أرقى الفنادق في العواصم العربية والأجنبية وثمة الكثير من الفضائح المشابهة وبجميع اللغات المستعملة في العراق ..فلا تحرجونا ، وانتظروا معنا يوما تنشر فيه تلك العقود السحت والنسب المئوية والمبالغ التي اقتصها اللصوص والمختلسون من لحم الشعب العراقي ، تلك العقود التي نرجو من الشرفاء " إياهم " الإسراع بتزويدنا بنسخ حقيقية منها قبل أن تصل إليها أيادي تجار الكوبونات وحرامية الأحزاب !! تلطيف دكتاتورية الاحتلال : يسجل التقرير وبلغة ملغمة الرفض الشعبي للاحتلال ولكنه يحاول التخفيف من حدة هذا الرفض من خلال استعماله لغة غير مباشرة بل ومنافقة حيث نقرأ فيه الفقرة التالية ( أعرب العديد من المشاركين عن وجود شك واسع النطاق تجاه العالم الخارجي، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة، والدول العربية لتركها العراقيين لأقدارهم ودعمها النظام السابق. إلا أنه على الرغم من وجود مواقف سلبية عموما تجاه المشاركة الدولية في العراق، فقد اعترف كثيرون بأن النظام القضائي العراقي قد لا يستطيع إجراء محاكمات عادلة ومستقلة، وأقروا بالحاجة إلى الخبرة والمساعدات الخارجية المقدمة على سبيل الدعم والمساندة وليس التحكم والسيطرة، وذلك لتحقيق العدالة وترسيخ احترام سيادة القانون. وينتقد التقرير السيطرة الأمريكية المُحكمة على كل مرحلة من مراحل العدالة، ويحث على زيادة مشاركة الخبراء الدوليين المستقلين.) في هذه الفقرة الثعلبية والبعيدة كل البعد عن المنهجية العلمية المألوفة في المعاهد العلمية الغربية نضع اليد على محاولة تحويل الوجود المسلح للمحتل الأجنبي إلى " وجود خارجي " وتحويل الرفض الشعبي إلى مجرد شكوك ثم يقترب التقرير من طابع البلاغات الأيديولوجية التي يصدرها إعلام الاحتلال حين يصور الموضوع وكأنه تقني ومتعلق بعدد الخبراء والمستشارين الغربيين العاملين لصالح تمشية مشروع الاحتلال لكنه- التقرير – يعود ويسجل حقيقة على الأرض تسمى الدكتاتورية الشاملة التي تمارسها سلطات الاحتلال حتى على حلفائها من أحزاب عراقية عميلة ولكنه – كالعادة – يصوغ تلك الحقيقة بعبارات مطواعة جدا فيسمي تلك الدكتاتورية القمعية " السيطرة المحكمة الأمريكية على كل مرحلة " . رشوة العراقيين بنفطهم المسروق : أما د. هارفي فاينشتاين المدير المشارك لمركز حقوق الإنسان والأستاذ الإكلينيكي بكلية الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي فيتوقف عند موضوع مهم جدا وهو محدودية المجال المقترح لإعادة البناء الاجتماعي بسبب اقتصارها على الميدان القضائي فيقول على الرغم من هذه الأمور تشكل الأساس لإعادة البناء الاجتماعي، فإن مجالات العدالة القضائية وتقصي الحقائق وسيادة القانون والأمن يجب ألا تكون المحور الأوحد للمشاركة، فإعادة البناء الاجتماعي تتطلب الاهتمام بقضايا العدالة التوزيعية، بما في ذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب التوعية بحقوق الإنسان والإصلاح المدرسي وحرية الصحافة وحرية الحركة. ويجب إشراك العراقيين من كل الطوائف العرقية والدينية في هذه العملية الجوهرية لبناء الثقة والوحدة ) يمكننا قراءة هذه الاستنتاجات بشكلها العميق والقريب من الواقع فهارفي فاينشتاين يحاول استعمال " العدالة التوزيعية " من أجل رشوة العراقيين لكي يفوز الاحتلال بثقتهم ووحدتهم خلف راية عملاء الاحتلال . إن الظرف الحياتي والاقتصادي والاجتماعي الصعب والذي تسبب به الاحتلال وعقود من الحكم الدكتاتوري المتخلف لم يؤدِ حتى الآن إلى تزوير وعي الناس وخلخلة رفضها للاحتلال فالعراقيون يأخذون ما يقدمه فاينشتاين كرشوة مغلفة بعبارة " العدالة التوزيعية " ولكنهم يأخذونها كحق منتزع بالمقاومة والرفض مدركين بأنها جزء من ثرواتهم الوطنية التي ينهبها الاحتلال وعملاؤه . قفزة في الهواء : ويختتم التقرير بالقول بأن ( التحول إلى مجتمع قائم على سيادة القانون يجب أن يتم من خلال استراتيجية شاملة للعدالة الانتقالية تضم المحاكمات والتحقيقات واستخراج الجثث والتحري والإصلاح المؤسسي وإعادة البناء الاجتماعي والمصالحة. ) غير أن التقرير يقفز على حالة الاحتلال الفعلية للعراق فيوقف هذه الخلاصة على رأسها عوضا عن الاعتراف بأن أي استراتيجية شاملة لتحقيق العدالة لا يمكن القيام بها والاحتلال قائم ومستمر ، وإن دولة عراقية مستقلة وديموقراطية تقوم بعد هزيمة الاحتلال هي الطرف الوحيد والإطار الصحيح الذي يمكن له تحقيق مثل تلك الاستراتيجية الشاملة لتحقيق العدالة إذ لا عدالة والاحتلال قائم لأنه يشكل نقيضها التام .. سنتجاوز خلاصات التقرير وننتقل إلى نصوصه المفصلة ونستعرضها محللين توخيا لأقصى درجات الوضوح ولأكبر قدر من المعلومات الثمينة .وسنبدأ بمقدمة التقرير في الحلقة القادمة فللحديث صلة .
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحتلال هو النقيض التام للعدالة ولا يمكن للنقيض تحقيق نقيضه
...
-
الموجبات التاريخية والمجتمعية لمشروع المجلس التأسيسي الوطني
...
-
تحالف الدوري والزرقاوي سيدمر المقاومة العراقية من الداخل !
-
حكومة المنفى كحكومة علاوي غير شرعية و كلتاهما مرفوضة !
-
الانمساخ من مداح للطاغية صدام إلى مروج لحكومة -الوايرات - !
-
الطائفيون وحقوق الإنسان وأكذوبة الستين جثة .
-
من ينقذ البعثيين العراقيين من أنفسهم ؟ دفاعا عن الشعب العراق
...
-
حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :
-
جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !
-
المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء
-
الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !
-
لجنة الحقيقة والمصالحة : ضمان حقوق الضحايا دستوريا واستثناء
...
-
تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : نظام البعث استورد التعذيب الش
...
-
تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : و معادلة العفو المشروط مقابل
...
-
تجربة جنوب أفريقيا أكدت: تحقيق العدالة يؤدي إلى المصالحة ولي
...
-
فضيحة الوزير الجلاد: التصفية العادلة لملفات القمع الشمولي وت
...
-
المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والأربعون / التمييز /
...
-
توضيح ومناشدة : لتكف الأقلام العراقية الوطنية عن الاحتراب ال
...
-
المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السابع و الأربعون : ال
...
-
الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط !:
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|