ماريو أنور
الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 16:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من أجل فهم واضح لما سيتبع , إنه لمن الضرورى أن أذكر بالعلاقة العضوية و الضرورية , فى جميع المجالات , التى تستند إليها العملية الانسانية بكل ما للكلمة من معنى . ولكى يصل المتسلق الى القمة وجب أن تكون له الارادة الحاسمة لبلوغ الذروة . إنها شريعة عالمية , فلذلك يجب أن تتحقق قى حقل العلم , هذا العلم الذى يمدحه جميع الناس و يتبجحون بانتصاراته , ولكن دون الغوص فى العمق ليعرفوا نبه الروحى العمي الذى يغذى الدافع البشرى له , غير المنازع و الشمولى .
فمنذ قرن تقريباً و البحث العلمى , على الأرض , أصبح كمياً ( من خلال عدد العاملين فى حقله ) , ونوعياً ( من خلال النتائج التى وصل إليها ) عنصراً من العناصر المهمة , أو بالأحرى العنصر الأهم فى النشاط الانسانى الواعى . ولكن لكى يبقى هذا العنصر فاعلاً يجب أن يكون هناك محرك قوى جداً يسند مسيرته و يدفعه الى الأمام فى حركيته . لذلك سنجيب هنا على هذا السؤال .
منذ البدء ونحن نعرف أن الذى يجعل من الانسان " عالماً " هو نزعته الحشرية التأملية , وبالتالى سعيه الى المادة التى تسهل له الحياة و العيش الهنىء. لذلك سعى الى الاكتشاف و الكشف من خلال حاجته الانسانية , وبالتالى للتمكن من عيش برفاهية كاملة . وهذه النزعة المزدوجة للرفاهية و للتسلية إنها الدافع الأساسى للبحث العلمى . ولكن كيف بامكاننا أن لا نرى , فى الوقت نفسه , دافعاً نفسيـــــــــــــــــــاً , أهم من الدوافع الأخرى , يظهر لعينى الباحث اليوم , مرتبطاً بآخر تطورات المعرفة , ويتعدى السعى الى الرفاهية و العيش الهنىء , ألا وهو الأمل المقدس فى الوصول الى الأكثر كينونة , لغاية الآن اكتفى الانسان بأن يعيش كما هو , وفى الظروف التى يعتبرها الأفضل لهذا العيش . ولكن عاملين عقليين جديدين ظهرا للوجود أمام عينيه , هما : الاكتشاف ان الحياة هى نتيجة التطور , وان هذا التطور يجعله يطور نفسه أكثر بواسطة طاقات التطور العلمى نفسه . وهكذا ابتدأ يظهر بعد جديد فى قلبه , أو طموح جديد فى قلب البشرية , وهو أن يعيشوا بكمال أكثر من خلال روحنة العمل نفسه , وبوعى كامل لهذه الروحنة . وانطلاقاً من كل ذلك ابتدأ الباحث يرى أنه عليه أن يطور العالم معه ,
#ماريو_أنور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟