|
السيناريوات القابلة التطبيق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 19:34
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
بعد اعلان نتائج الانتخابات النيابية في العراق، ظهرت على الساحة اراء و مواقف و توجهات عاجلة دون دراسة، كما هو حال ما يبرز بعد كل حدث منذ سقوط الدكتاتورية، سمعنا ردود افعال سريعة و غير منطقية منذ اللحظة الاولى، و جرت اتصالات متشعبة داخلية بين الكتل و خارجية مع دول الاقليم و العظمى، لازالت الخلافات كبيرة و السبب الوحيد وفق ما يتسرب من وراء ستار الاجتماعات هو منصب رئيس الوزراء و من يعتليه الذي يتمتع بصلاحيات لا يضاهيه اي منصب اخر، و التي يجبر الملمين باعادة النظر فيه على الاقل لتسهيل اختيار من يشغله بعد الانتخابات النيابية المقبلة قبل اي شيء اخر. تنعكس التحركات بين لحظة و اخرى و تتفاوت الاراء بشكل قاطع بحيث الكتل تدير وجهها دائريا بكافة الاتجاهات و لاغراض عدة ، و ليس هناك من الممنوعات اليوم كما قيل بالامس القريب، و السبب هو المناورة و التكتيك و تخويف الاخر من اجل حصول على التنازل منه و الوصول الى المراد و تحقيق المبتغى ، و الطريق مزدحم و تحتاج الى مرشد عاقل عالم صاحب خبرة و في اكثر الاحيان تتوجه الكتل الى خارج الحدود وهو صاحب مصلحة ليس الا. التوجهات الجديدة تنبئنا على ان السيناريوات تعددت و لم يحسم بعد اي منها، و لم يثبت اي طرف على احداها لحد اليوم، و مازاد الطين بلة هو اعادة العد و الفرز و تهديدات الكتل في الطعن و رفض النتائج ان تغيرت. ما يعلن في هذه الايام من ان الكتل التي كانت بعيدة عن بعضها حتى الامس و تنوي الاقتراب و التفاوض رغم صعوبة الامر و استحالة التوصل الى حلول للقضايا و المشاكل المتعددة بينها،ليس الا صراع الاعلام، و لم تتجههذه الكتل الى هذه الالتفاتة الا بعد فشل في ايجاد الية لاختيار هذا المنصب الذي اصبح المعوق الاكبر ، و ربما الضغوطات الخارجية و المحاولات خارج الحدود مع هذه الكتل لها الدور الكبير في التقارب بينهم ، و الا هل من المعقول ان يكون احد الطرفين في المباحثات الجديدة هو من شمله قرارات هيئة المسائلة و العدالة و ابعد عن الانتخابات على اساس انه ابن البعث البار و اتهم بشتى التهم و اليوم هو الوسيط و من يقرٌب الاطراف !! ربما يكون تقارب ائتلاف دولة القانون من العراقية تكتيك من اجل اظهار ورقة للضغط على الائتلاف الوطني و اجباره على قبول اعادة انتخاب المالكي رئيسا للوزراء المقبل. لكن ما يصعب الامر هو عدم تحالف الكتل الاخرى معهم ان كانت تقاربهم فعلي و لا يمكن لهاتين الكتلتين تشكيل حكومة لوحدهما و خصوصا الكتلة الصدرية اصبحت لها ثقلها و موقعها الخاص الصعب و لا يمكن تجاوزها و اثبتت انها قادرة على تغيير المعادلات من كافة النواحي ، و ان بقيت بعيدا ليس من المعقول ان ترضى بان تبقى انصارها من الجيش المهدي منضوين في غياهب السجون و هي لم تتحرك ساكنا، و سوف تنعكس السلبيات على الجميع في ارض الواقع ، و لا يمكن لاية حكومة مقبلة تجاوز هذه الحالة و تضمن الامن و الاستقرار و عدم انفعال من له الصلة بهذه المشكلة. و من دون شك، ان المشكلة الكبرى بين كتلتي علاوي و المالكي هي منصب رئيس الوزراء ايضا، و هنا ستدخل الوزارات السيادية ايضا، و ربما رئيس الجمهورية معها تدخل ضمن المعادلة التي تعيق التوصل الى الاتفاق، و لا يمكن ان تدوم حكومة بين كتلتين لم تكن بينهما نقاط مشتركة غير المصالح و الاستئثار بالمواقع الحكومية، و لذلك لا يمكن التكهن بنجاح هذا التقارب من اول وهلة مهما كانت الضغوطات التي تمارس عليهما هنا و هناك، و بالخصوص هناك علاقات استراتيجية بين الكتلة الكوردستانية و مجلس الاعلى التي لا يمكن تجاهلهما عند تحالفهما بعيدا عن الحكومة و بالتعاون مع الكتلة الصدرية ، و عندئذ تكون لابعاد اقليم كوردستان على ارض الواقع دورا هاما في التوجهات الاخرى التي يمكن ان تبرز الى السطح. هنا يجب ان نفرق بين المحادثات التكتيكية و الاستراتيجية،و تقارب النتائج عقدت المشاكل اكثر و لم يبق الا العودة الى التوافق و توزيع الحصص كما هو الحال في هذه الدورة ، و تبدا المساومات و تتوصل القوى الى اهون الاشرار للاحتمالات المطروحة. من المعلوم ان السيناريوات عديدة و تطرح من اطراف عدة و كل حسب مصالحه، الا ان السيناريو الواقعي الذي يمكن ان يكون الانجح و الواقعي و ممكن التطبيق و نختصر الوقت به لفتح الطريق للدخول الى التفاصيل، هو طرح موقع رئيس الوزراء على طاولة التفاوض بين الكتل جميعا ليتفق عليه الجميع قبل اي شيء اخر و هو العقدة الكبرى، وكخطوة اولى غير قابلة للتراجع، و من ثم المناصب الاخرى التي تكون سهلة المنال و الاتفاق، و من المستحسن ان رئيس الوزراء المقبل خارج كل الكتل و من الشخصيات التي تحددها الكتل كأن يكون قاضيا نزيها محايدا متفقا عليه من قبل الجميع، و اعتقد انه لم يبق الا هذه الطريقة في اخر المطاف ان لم تتوصل الكتل الى حل هش قابل للعودة الى نقطة الصفر في اية لحظة، و الا التوافقات و الاتفاقات المظهرية و التقاربات و الموافقات على الامور الثانوية ليست بحل قبل فصل امر موقع رئيس الوزراء و تحديد الشخصية التي يتفق عليها الجميع دون استثناء، و ليس بشرط ان تتفق عليه الكتلة الكبرى فقط مهما كانت تفسيرات المحكمة الاتحادية لها . اذن مفتاح حل الالغاز و التوصل الى الحلول او التقارب هو تحديد موقع رئيس الوزراء الحاكم الفعلي وفق الدستور العراقي ، وهو السينارية الاكثر واقعية مهما طرحت الاراء و المواقف المختلفة و اطلقت البالونات الصحفية العديدة في كل ساعة و اتبعت التكتيكات المزعجة و الوقت ليس في صالح اية كتلة مهما كانت قدرتها او ثقلها ، و الشعب لا يحتمل الانتظار و الظروف العامة تفرض علينا التفكير العقلاني الصحيح.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحافة الكوردستانية الى اين ؟
-
هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟
-
كيف نغلق طريق الفساد المستشري في العراق ؟
-
من يحدد هوية العراق ؟
-
ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟
-
اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
-
التحزب و الثقافة السياسية في العراق
-
هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
-
انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
-
هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
-
كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال
...
-
الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
-
ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
-
بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
-
هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟
-
من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
-
ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
-
الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة
...
-
هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
-
هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
المزيد.....
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
-
تسعة شهور من الحبس الاحتياطي.. والتهمة “بانر فلسطين”
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|