|
الطلبة القاعديون و العنف
الحسن أمغار
الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 06:11
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
ما جري مؤخرا في شهر أبريل هذا و في إحدى الكليات الجامعية بأكادير بالمغرب المتمثل في الهجمة المسلحة بالسكاكين من طرف المنتسبين إلى التيار القاعدي المرتكز على الإيديولوجية الماركسية ( كما يفهمها هذا التيار) والمرتكزة على مرجعية سياسية تتبنى النهج السياسي لحزب "النهج الديموقراطي" ضد متعاطفين من تيار طلابي له قاعدته الأساسية في الجامعة المغربية و هو فصيل الحركة الثقافية الامازيغية(نتج عنه اصابات بليغة ما يزال احد الطلبة الامازيغيين يرقد في مستشفى الحسن الثاني بأكادير الى اليوم ) لدليل على فشل المشروع الستاليني الذي ما يزال بعض الطلبة القاعديين يحاولون التشبث به رغم تطبيقه الفاشل و فشله الذي أدى الى تشتيت الاتحاد السوفياتي . ان الهجوم المبني على العنف و الارهاب الذي يقوده الطلبة القاعديون في بعض الجامعات المغربية التي لا يستطيعون الارتكاز فيها ضد الفصائل الطلابية الأخرى و خصوصا في الآونة الأخيرة ضد طلاب الحركة الثقافية الامازيغية يدل على عجز هذا التيار عن استقطاب الحركة الطلابية التي تميل دوما إلى من يعبر عن طموحاتها ، فما أعطاه التيار القاعدي في الساحة الطلابية لا يعدو ان يكون شعارات ايديولوجية ذات حمولة ايديولوجية يحفظها كل مبتدئ في هذا التيار عن ظهر قلب و يحاول تصريفها في الحلقات الطلابية لاستعراض قوته الايديولوجية و تمكنه من الفكر الماركسي ، و لا يحمل من هذا الفكر الانساني الا الشعارات البراقة ، فالمتأمل لشعاراتهم سيظن أن المغرب اكتسحه التيار القاعدي الماركسي و أن المغرب قاب قوسين أو أدنى من الثورة الماركسية، في حين ان الحقيقة ما هي الا شعارات و بلاغات بعض الطلبة سرعات ما تذروها الرياح. نعم كانت الحركة الطلابية بالمغرب حركة ثورية لها قاعدتها الطلابية و لها امتدادها في بعض الأوساط الاجتماعية لكن مع الانتكاسات التي عرفته الماركسية في بعض البلدان انتكست الحركة الطلابية في جانبها الماركسي بدورها في المغرب، و ظهرت فصائل أخرى كالحركة الطلابية الإسلامية التي تسلحت بالعنف للسيطرة على الجامعة المغربية و لكنها فشلت و رجعت الى حجمها الطبيعي، و الحركة الثقافية الامازيغية التي استطاعت الانتشار بسرعة في الساحة الجامعية بحكم الفكر التقدمي الذي تحمله الميني على الحداثة و العلمانية و التقدمية و إرجاع الهوية الثقافية الامازيغية للشعب المغربي الذي حاول دعاة الفكر القومي العربي البعثي بالمغرب محوه بشتى الوسائل مستغلين أجهزة الدولة في ذلك ، و لم يخرج التيار القاعدي الماركسي بدوره من هذه الشرنقة القومية ، بخلاف الحزب الشيوعي المغربي " حزب التقدم و الاشتراكية" الذي كانت له مواقف مشرفة من القضية الامازيغية حين كان التيار القاعدي في الجامعة المغربية ينعتها بالرجعية و الإقطاعية الى غير ذلك من الشعارات البراقة التي عفا عليها الزمن . و الغريب في الأمر أن العنف و الإرهاب الذي كان الطلبة الإسلاميون مارسوه في الجامعة المغربية للاستيلاء عليها و الذي أدى الى فشلهم هو نفس العنف و الإرهاب الذي استخدمه الطلبة القاعديون في كليات أكادير لاسترداد ما أضاعوه في الساحة الطلابية لكن بدلا من ربح مواقع لهم خسروا تعاطف الحركة الطلابية بأكادير لأن العنف و الإرهاب منبوذ في كل مكان و خصوصا في مواقع الثقافة و العلم. أن العنف و الإرهاب يستطيعان تكميم الافواه لفترة و لكنه لن يستميل القلوب ، و لن تستطيع المصطلحات البراقة المبنية على اللغة الخشبية و التي يحفظها كل مبتدئ في النضال الايديولوجي أن تحقق بعض المطالب المادية للطلبة التي تهم حياتهم الطلابية و اليومية و هي المطالب التي ركزت عليها الحركة الثقافية الامازيغية و اكتسحت بها الساحة الطلابية و هو ما لم يستطع الفصيل القاعدي مسايرته و رأى فيه تهديدا لوجوده فبدلا من النضال لتحقيق مطالب الطلبة التجأ الى العنف و الارهاب ضد الحركة الطلابية الامازيغية التي نددت بهذا العنف الذي خرج عن مبادئ الحركة الطلابية المغربية" أوطم"، و عن الفكر الحضاري المغربي المبني على احترام الاخر.
#الحسن_أمغار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موعد صرف رواتب المتقاعدين شهر يناير 2025 والسلم الجديد
-
متقاعدو الأرجنتين يتظاهرون ضد تدابير التقشف التي فرضها الرئي
...
-
احتجاجات عمالية غير مسبوقة: ستاربكس تواجه إضرابًا شاملًا قبل
...
-
وزارة المالية العراقية توضح حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في
...
-
100 ألف دينار زيـادة رواتب المتقاعدين في العراق شهر يناير !!
...
-
وزير التجارة السوري: زيادة الرواتب 400% مع تحرير السوق ورفع
...
-
زيادة رواتب التقاعد في العراق 2025 حقيقة ام خيال هيئة التقاع
...
-
أعرف حالًا .. جدول صرف رواتب الموظفين هذا الشهر ديسمبر 2024
...
-
وزارة المالية العراقية تحسم الجدل حول.. حقيقة زيادة رواتب ال
...
-
سارع بالتسجيل قبل الإغلاق.. رابط تجديد منحة البطالة الجزائر
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|