أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - مقال أعجبني-ما أجمل تَسامُحهم!-رجال الدين المسلمون والبابا والدالاي لاما -أحمد بغدادي[*]














المزيد.....

مقال أعجبني-ما أجمل تَسامُحهم!-رجال الدين المسلمون والبابا والدالاي لاما -أحمد بغدادي[*]


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2985 - 2010 / 4 / 24 - 23:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين أنظر إلى الدالاي لاما، الرئيس الروحي والزمني لبوذيي التيبت، وأرى ابتسامتَه الساحرة الهادئة، وحين أستمع إلى بعض أحاديثه، أو حين أرى طيب تعامُله مع الآخرين، أتساءل: لماذا لا نرى مثل هذا في كبار رجال الدين المسلمين؟! كذلك الأمر مع البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وكيفية تسامُحه وتواضُعه مع الناس.
الطابع الإنساني
هذان المثالان على ممثلَي ديانتين كبريين، يُعَد أتباعُهما بالملايين أكثر من المسلمين وينتميان إلى بلاد أكثر تطورًا من بلاد المسلمين، يقدِّمان الأمثولةَ لأجمل صور التسامح الإنساني والديني. وحين أستعرض ما أراه في البرامج المتلفزة الوثائقية عن رجال الدين غير المسلمين عمومًا، أرى فرقًا كبيرًا في درجة التسامح الإنساني، درجة لا يمكن لرجل الدين المسلم أن يبلغها يومًا. والطابع الإنساني الذي يجمع بين هذين العملاقين إنسانيًّا يتسم بالتالي:
- لم يدَّعيا قط أن دينهما وحده هو "دين الحق" وأن الأديان الأخرى باطلة.
- لم يدْعوا أتباعَهما قط إلى قتال الآخرين باسم الدين.
- لم يضعا أتباعَهما فوق الآخرين، لا دينيًّا ولا أخلاقيًّا.
- لم يكفِّرا إنسانًا، ولم "يبشِّراه" بالنار في الآخرة!
- لم يتدخلا يومًا في إيمان أو معتقَد، بل تركا الأمر للخالق.
- لم يجبرا الحكوماتِ على تدريس دينهما ونبذ ديانات الآخرين.
- لم يؤذيا كاتبًا أو مثقفًا: احترما نفسيهما، فلم يأخذا كاتبًا إلى المحاكم، حتى لو كَتَبَ ضد دينهما، ولم يتدخلا قط لمنع كتاب أو مقال[†]، حتى ولو كان ضد دينهما.
- لم يُصدِرا قط فتاوى دينية ضد الآخرين.
- لم يروِّعا أحدًا بفتاوى الدم والقتل.
- لم يؤذيا أحدًا في دينه، كما يحدث في فتاوى المسلمين تجاه غير المسلمين.
- طلبا الغفران لكلِّ نَفْس، بصرف النظر عن دينها (غفر البابا حتى للرجل التركي الذي حاول اغتياله وبارَكَه).
- كانا على مستوى من الفضيلة جَعَلَهما لا يترددان في الاعتراف بالخطأ، حتى لو كان تاريخيًّا.
- لم ينصرا يومًا طاغيةً أو مستبدًا، بل اعتذرت الكنيسة الكاثوليكية عن صمتها إزاء جرائم النازيين، وحثَّ الدالاي لاما التيبتيين على مسامحة الصينيين على جرائمهم في التيبت.
- لم يتدخلا في حياة الناس الخاصة.
- لم يتدخلا في عمل الساسة.
- لم يداهنا حكامًا لمصالح دنيوية.
- لم يسعيا إلى جمع المال باسم الدين.
- زهدا في الدنيا، على الرغم من قدرتهما الكبيرة على التلذذ بها ماديًّا وأدبيًّا.
- لم يرتقيا يومًا منبر كنيسة أو معبد لشتم الآخرين.
- تجنَّبا الإثارة الإعلامية لكسب الأتباع.
- لم يظهرا في الفضائيات والمجلات والصحف لتفسير الأحلام!
- لم يتعاملا يومًا مع "الجن"، على اختلاف جنسيتهم!
التسامح الإنساني
أتساءل: من أين جاء هذا الرجلان بهذا القدر الهائل من التسامح الإنساني تجاه الآخرين المختلفين عنهم دينيًّا؟! وما هي القوة الروحية التي لديهما والتي تُمِدهما بهذه الروح الإنسانية التي لا نجدْ لها مثيلاً في ديار الإسلام؟! لماذا لا نتعلم منهما كيفية إشاعة هذه الروح الكريمة المتسامحة في مجتمعنا المسلم؟!
اقرؤوا معي ما كَتَبَه المرحوم سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن (مجلد 2، ص 134):
إن البشرية اليوم تعيش في ماخور كبير [...] إن البشرية تتآكل إنسانيتُها، وتتحلَّل آدميتُها، وهي تلهث وراء الحيوان، وميراث الحيوان، لتلحق بعالمه الهابط، والحيوان أنظف وأشرف وأطهر [...] حتى الحيوان لم يسلم من الشتم [...] بالله عليكم، لو يصل هؤلاء إلى السلطة ماذا سيفعلون ببني البشر؟!
وختامًا، رجل الدين المسلم هو وحده الذي يفتي بتحريم بناء المعابد للآخرين في بلاد المسلمين، في حين لا يمانع البابا أو الدالاي لاما في بناء المساجد في أية بقعة يصل إليها نفوذُهما الديني.
هل هناك تسامُح أكثر من هذا؟!
سؤال من الكاتبة راندا شوقي الحمامصي بعد قراءتنا لهذا المقال الرائع-لماذا لا نكون جميعاً بهذا التسامح؟؟؟؟؟ هل هذه الروح التسامحية صعب تواجدها اليوم؟؟أم نحن لا نحاول أن نكون؟؟ شكراً لقراءتكم هذا المقال الرائع بحق-تحياتي وعميق تقديري للسيد الكاتب أحمد بغدادي.
*** *** ***
عن Beirut Times
http://maaber.50megs.com/issue_march06/lookout3.htm

[*] أستاذ في جامعة الكويت.
[†] إذا صحَّ هذا على الدالاي لاما فهو لا يصح 100% على المغفور له البابا، الذي وافق على تعليق أستاذية الأب أويغن دروفِرمَن بعد نشر كتابه موظفو الله، وكذلك على تعليق أسقفية السيد جاك غايو، أسقف مدينة إفرو الفرنسية، نظرًا لمواقفه الإنسانية الجريئة حيال قوة الردع النووية وزواج الكهنة وكهنوت النساء والطلاق ومنع الحمل والإيدز ولمطالبته الكنيسة بالتصالُح مع عصرها (راجع حوار كريستوف فارنيي معه في كتاب العالَم يصرخ، الكنيسة تهمس). (المحرِّر)
هذا المقال على الرابط التالي
http://maaber.50megs.com/issue_march06/lookout3.htm#_ftn2



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى تُصبح نفساً متكاملة - تحدِّيات الوحدة والتكامُل
- المخ البشري والروح الإنساني:ديناميكية (حركة) الترقي الروحاني
- المخ (الدماغ)، الوعي، الروحانية
- نحو قواعد عامة للسلوك الإنساني
- المحبة والإتحاد
- من المراهقة إلى النضج
- الحرية وإرادة الإنسان
- أسقام المعرفة في حالةٍ تعالج المصاعب السيكولوجية بالنسبة للف ...
- أسقام المعرفة
- عندما تتجه الأمور نحو الأسوأ-المعاناة أول الطريق نحو الحقيقة ...
- سيكولوجية الروحانيّة وخصائص الإنسان الأساسية
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة- المحبة والإرادة و البحث عن ...
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة-الغرض من الأحاسيس
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي -المادية كنهج للحياة
- معنى الإسلام
- الحياة الروحانيّة-4/4- -الحياة الروحانيّة والمجتمع البهائي
- الحياة الروحانيّة-3/4- -التجارب والصعاب
- الحياة الروحانية-2/4-الممارسات الروحانيّة والتطوّر الروحاني


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - مقال أعجبني-ما أجمل تَسامُحهم!-رجال الدين المسلمون والبابا والدالاي لاما -أحمد بغدادي[*]