أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟














المزيد.....

هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2985 - 2010 / 4 / 24 - 09:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق بشعبه و ارضه و ثرواته يدع اي مراقب ان يعتقد جازما بانه يمتلك ما يؤهله بان يجاري اية دولة متقدمة في فترة قياسية لو كانت الارادة صلبة في تحقيق ذلك، و هذا ليس بتفاؤل او قراءة سطحية لما فيه العراق، بل الثروة الحقيقية البشرية لا تقل عما موجودة في تلك البلدان اضافة الى ثرائه المادي و المعدني و الحضاري و تاريخه المليء بالمفاخر و العقول الضائعة الكثيرة بين غدر الزمان و مصالح الاقليم و العالم اجمع.
من خلال تطبيق عملية اجتماعية علمية للشعب في المدى المنظور يمكن ان يستند هذا البلد على الثروة البشرية الملائمة التي يمكن ان تصبح في المستوى المؤثر على المجالات كافة لو اديرت من قبل عقلية و فكر سياسي متطور، و بمقياس و معيار المباديء العلمية للتنمية و القدرة الانسانية لدى العراق، و هي ما تؤهله حقا بان يكون في المراتب المشجعة في المستوى المطلوب منامتلاكه للثروة البشرية في تنمية البلد، و هذا ما يتطلب من الملمين بهذا الجانب و المخلصين ان يهتموا بالوضع الامني و الصحي و الثقافي و الاجتماعي العام و الاقتصادي للشعب و ضمان احتياجاتهم الضرورية. و يجب ان يكون المواطن من اولويات اهتمام السلطة و ان يكون ضمن المعادلة الرئيسية لادارة البلاد و ليس خارجها، او التضحية به من اجل السيطرة على الوضع و التسلط باي ثمن كان، و تبعد القيم الانسانية عن مسار العملية و التي من المفروض ان تكون امام الانظار و الاعتبار دائما، و الهدف الرئيسي لضمان ذلك هو ترسيخ العدالة الاجتماعية و المساواة بين الافراد .
ما يدفعنا اكثر الى الاعتقاد بان العراق غني بالثروة البشرية هو امتلاكه لنسبة كبيرة من اصحاب العقول المتميزة و المختصين من العلماء و الفلاسفة، و ما يحتاجه هو تفعيل المراكز العلمية لنقل تلك الابداعات التي تبرز من نتاج افعال تلك الايدي الى مجال العمل و الواقع و خلق جو التنافس ، و استغلال وجود الامكانيات المادية من واردات النفط و الثروات المعدنية لرفع المستوى العلمي و ازدياد البعثات و اشتراك اكبر عدد من المختصين في الدورات العلمية الحديثة و الممكنة التطبيق في ظروفنا الخاصة وفق برامج و خطط بعيدة المدى و الاستفادة من التطورات التكنولوجية و الاتصالاتية في مكانها الصحيح.
المشكلة العويصة الكبرى التي نعاني منها منذ امد بعيد و ازدادت تعقيدا بعد سقوط الدكتاتورية و غطت على الثروة البشرية التي يمكن استغلالها في تقدم البلد و قللت من شانها، هي تحزب المجتمع و سيطرة الحزب على كافة مرافق الحياة و عدم فصل الحزب عن الحكومة و السلطة و البلد و عدم الاهتمام بالمهن و الاختصاصات بشكلها الصحيح و عدم المحافظة على اخلاقية المهنة و سماتها من كافة جوانبها.
لو تمكننا في وقت قياسي اعادة التوازن الى المجتمع و تنظيمه و اعادته الى الحالة الصحيحة له سنتمكن من رفع شان الثروة البشرية التي يتمتع به اكثر من الثروة المادية و المعدنية، و هذا يتوقف على النظام و الخطط و البرامج المعتمدة للحكومة التي شغلت جل وقتها للصراع السياسي بين الاحزاب و لم تلتفت ولو للحظة بما يهم الشعب اكثر من التحزب و السياسة.
و لكن لو كان الاقتصاد محتكرا من قبل الاحزاب و السلطة ، و لم يشترك الفرد العراقي بشكل ما في ادارة اقتصاد البلد سوى كانت في القطاع الخاص او المشترك الملائم للوضع العراقي فانه يبتعد عن خدمة العراق و يتوجه نحو الطرق السلبية، و هذا ما يفرض على الحكومة تنفيذ خطط تجعل الفرد مساهما في خدمة البلد و مستفيدا من الثروة، و يمنع في نفس الوقت الفساد الذي ابتدعه احتكار الاحزاب و الشخصيات لثروات البلاد.
و هذا ما يدعنا ان نقول ان الشعب الثري هو الشعب الذي يتمتع بالثروة البشرية الكبرى و ليس الثروة المادية او المعدنية فقط كما هو حال العراق اليوم، و الواجب هو الكفاح في كل لحظة من اجل تحرير العقل و الاستمتاع بالديموقراطية و الحرية الحقيقية، و لم يدع المواطن الحرٌ اية سلطة محتكرة له من الجانب الفكري و الثقافي و الصحي و السياسي، ويجب ان تستند الحكومة على المواطنة في تعاملاتها دون اي تمييز بين المكونات ، و الاهتمام بالشباب و النساء و التركيبة الفعالة للمجتمع اي النخبة المثقفة المؤثرة من جميع المجالات و توفير الظروف الملائمة لهم و تعبئتهم و تشجيعهم على التمسك بالبلد و سماته، و هم من يقدرون على تقدمه و رفع مستواه في كافة النواحي ، و يصبح المواطن في حينه كجزء هام من الثروة البشرية و بدورها تكون جزءا من الامن القومي و الوطني للبلد، و يكون مشاركا في التخطيط و العمل و يساهم في سياسة و ادارة الوطن، عندئذ تكون الثروة البشرية داعمة لتقدم البلد و دافعة له نحو الامام و ضامنة لاستقراره و امنه.
من هذا المنطلق و ما يمتلك العراق ، عند تقييمنا له علميا نكتشف بانه يمتلك ما يعزز وضعه المستقر بشكل عام لو اديرت بسياسة و عقلية تقدمية حديثة مستندة على ما يملك و هو غني به سوى كانت الثروة مادية او بشرية و التي هي العمود الفقري الداعم لحاضر و مستقبل البلد و نجاح مسيرته و تنميته .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نغلق طريق الفساد المستشري في العراق ؟
- من يحدد هوية العراق ؟
- ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟
- اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
- التحزب و الثقافة السياسية في العراق
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
- انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
- هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
- كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال ...
- الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
- ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
- بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
- هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟
- من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
- ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
- الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة ...
- هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
- هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
- الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟