|
صارحوا الشعب بالحقيقة ..
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 14:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
......في كل مرة الطرف الفلسطيني والعربي يعلنون فيه عن عدم عودتهم إلى المفاوضات مع إسرائيل،لا تدوم فترة حرضهم وزعلهم فترة العدة الشهرية للمطلقة،يلحسون مواقفهم ويتخلون عن شروطهم بلا مقابل،بل ويعودون إلى المحادثات والمفاوضات بشروط أسوء من السابق،وفي كل مرة يسوقون حجج وذرائع واهية عن الأسباب التي دفعت بهم للعودة لتلك المحادثات والمفاوضات،والمأساة هنا حتى وهم يقولون لا عودة للمفاوضات أو المحادثات،إلا بوقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية،يمارسون الكذب علناً وجهراً، فتسمع عن جولات مستمرة من المحادثات والمفاوضات السرية،والتقدم فيها قاد الى عودة المندوب الأمريكي للشرق الأوسط"ميتشل" الى المنطقة،ومع قدومه والحديث عن العودة إلى المفاوضات،نسمع نفس الموقف من الجانب الإسرائيلي،رغم كل الصخب والضجيج والتطبيل والتزمير من قبل معسكر العجز العربي،بأن هناك ضغوط جدية أمريكية على إسرائيل وأن الخلاف الإسرائيلي- الأمريكي بلغ مستويات غير معهوده لم يشهدها منذ 35 عام،ولكن أمريكا تصر على تعرية هذا المعسكر حتى من ورقة التوت الساترة لعورته،فهي تعلن التزامها بأمن إسرائيل وبعلاقتها الإستراتيجية معها،وتتفهم موقفها بعدم القدرة على تجميد الاستيطان في القدس،وأن السلطة الفلسطينية عليها العودة للمفاوضات بدون هذا الشرط،وعليها أن تعود الى تلك المفاوضات والاعتماد على أمريكا في ذلك. وما يطرحه "نتنياهو" لا يخرج عن نفس المواقف والبرامج التي جاء على أساسها للحكم،الاستيطان في القدس سيستمر ويتواصل ولا عودة لحدود الرابع من حزيران ولا عودة للاجئين ولا إخلاء للكتل الاستيطانية الكبرى،ونعم لدويلة "كانتون فلسطيني" تحت الاحتلال،حدوده إسرائيل من كل الاتجاهات،أي مشروعه للسلام تأبيد وشرعنة الاحتلال مقابل تحسين الشروط والظروف الحياتية للفلسطينيين،وفي أحسن الأحوال دويلة بحدود مؤقتة. إذا كان هذا ما تصر عليه الحكومة الإسرائيلية جهراً وسراً ولا تحيد عنه،فلماذا العودة إلى المفاوضات إذاً؟ ولماذا الاستمرار في الرهان على حلب الثور؟ولماذا الاستمرار في عملية الكذب والخداع والتضليل؟ ولماذا لا يتم مصارحة ومكاشفة الجماهير والشعب بذلك؟ولماذا الإصرار على عدم الاعتراف بفشل هذا الخيار والنهج؟ولماذا لا يتم البحث عن بدائل وخيارات أخرى؟ ولماذا تستمر المقامرة بمصالح وحقوق الشعب الفلسطيني وفق منطق تجريبي مدمر؟ولماذا الخوف والحرص على سلطة لا تمتلك من مقومات السيادة شيء؟.وهل كل هذا الوضوح الإسرائيلي والمجاهرة بالمعاداة للسلام وعدم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى في حدودها الدنيا،وترجمة ذلك الى وقائع على الأرض بممارسات أحادية الجانب تهود وتأسرل القدس،وتلتهم أراضي الضفة الغربية بالمستوطنات غير كافية لوقف حالة العبث هذه وقطع الحبال والقنوات السرية والعلنية مع هذا النهج والخيار؟. إن من يتحمل المسؤولية المباشرة في هذا الجانب،ليس السلطة وفريقها المفاوض،بل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير،التي تحولت كهيئة ومنبر للاستخدام،وعلى ممثلي القوى اليسارية فيها وبالذات الجبهة الشعبية أن تحدد موقف واضح وصريح من عضويتها ووجودها في هذه الهيئة التي لا يجري احترام ولا الالتزام بقراراتها. ان ما نحن مقبلين عليه كشعب فلسطيني على درجة عالية من الخطورة،ففي ظل ما تقوم به السلطة الفلسطينية من ممارسات والعودة إلى المفاوضات وفق شروط إسرائيل وإملاءاتها،فإن هذا لن يقود إلا إلى المزيد من الشرذمة والانقسام والضعف في الساحة الفلسطينية،وتصبح آفاق تحقيق مصالحة فلسطينية بعيدة المنال،والأجدى لدعاة نهج التفاوض من أجل التفاوض والحياة مفاوضات،بعد أن ثبت فشل وعقم هذا الخيار،والذي كان تغطية ومبرراً لإسرائيل لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني،والاستمرار في خططها ومشاريعها في التهويد والأسرلة والاستيطان،ان يبحثوا عن خيارات وبدائل أخرى تمكن من بناء إستراتيجية فلسطينية موحدة تلتف حولها كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،فالمنطق المعمول به حالياً،هو منطق مدمر ويخلق المزيد من حالة اليأس والإحباط وعدم المصداقية في الساحة الفلسطينية،وليس عاراً أو عيباً على هذه القيادة التي تتغنى بالشعب والجماهير،أن تصارحهم بالحقائق،والقول لهم بأن خيار ونهج المفاوضات لن يقود الى تحقيق أي شيء من حقوق الشعب الفلسطيني،وأن بناء مؤسسات الدولة تحت سقف وشروط الاحتلال هو وهم،وما هو مطروح من الحكومة الإسرائيلية الحالية هو أقل من حكم ذاتي وإدارة مدنية مقلصة الصلاحيات. وأن ما تسعى إليه وتقوم به أمريكا وأوربا الغربية من تحركات سياسية ومبادرات وغيرها لا يخرج عن إطار الرؤيا الأمريكية وسياستها في المنطقة،بأن حالة الجمود من شأنها أن تدفع بالموقف الى الانفجار وهذا يقود إلى تقدم معسكر المقاومة والممانعة عربياً وتراجع وتآكل دور ووجود معسكر الإعتدال العربي،بل ربما سقوط العديد من أنظمته،وهذا بدوره يقود الى تهديد الوجود والمصالح الأمريكية في المنطقة،ولذلك لا بد من الاستمرار في إدارة الأزمة،وبما يمكن من ضبط الإيقاعات والتحركات وفق هذه الحالة،وبما يمكن إسرائيل من إستكمال خططها وبرامجها وفرض الوقائع على الأرض،وبالتالي البحث عن حل يتطابق مع رؤيتها وإستراتيجيتها في المنطقة،وخصوصاً أن أمريكا ترى أنها غير ملزمة بتغير نهجها وسياستها في المنطقة(سياسة العصا والجزرة)،في ظل عدم شعورها بأية مخاطر جدية على مصالحها في المنطقة العربية،وهي تمد الجزرة للعرب عندما تحتاج إلى اصطفافهم خلفها،كلما شعرت بأن هناك خطر يتهدد مصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة،وهذا ما شهدناه في العدوان على العراق عام 1991 قبيل احتلاله،وما نشهده الآن من محاولة إيجاد أوسع حالة من الاصطفاف العربي الرسمي العربي خلف موقفها،فيما إذا ما وجهت ضربة عسكرية الى إيران،وتصوير إيران على أنها الخطر المباشر على المصالح والوجود العربي وليس أمريكا وإسرائيل اللتان تحتلان أراضيهم وتنهبان خيراتهم وثرواتهم وتذلان وتفقران شعوبهم. من ينتظر شيئاً من جولات ميتشل المكوكية كم ينتظر دبساً أو عسلاً من قفا النمس،فميشتل وغيره ما يحملانه هو المزيد من الدعم المطلق واللامحدود للسياسات الإسرائيلية في المنطقة،وتعاطف على المستوى اللفظي والشعاري والذي لا يرتقي الى مستوى الفعل مع حقوق الشعب الفلسطيني. ومن يحول هذا التعاطف اللفظي والشعاري إلى ترجمات عملية،هو التغيرات الجدية في المواقف العربية والفلسطينية،والتي ترتقي الى مستوى التحديات،والمواقف التي تهدد جدياً مصالح أمريكا في المنطقة،مواقف تمجد وتعظم خيار المقاومة،مواقف تحتضن قوى المقاومة وتطلق يدها في العمل والفعل. مواقف تصارح الجماهير بأن المفاوضات غير المقرونة بالنضال لن تحرر وطناً ولن تجلب حقوقاً.
القدس- فلسطين 23/4/2010 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم استقلالهم .....يوم نكبتنا ...
-
أزمة الصواريخ السورية / والتعديل في ميزان القوى ..
-
دعم القمم العربية ..
-
لننتصر لأسرانا في معاركهم النضالية ..
-
القدس/ المطلوب حالة نهوض وتوحد ..
-
قمم بلا معنى وبلا قيمة ..
-
الأسير المناضل ابراهيم مشعل/ يدخل عامه الإعتقالي العشرون ..
-
في يوم الأرض .....ماذا تبقى من الأرض ...؟؟
-
تجارة المراكز الطبية
-
في عيد الأم/ ماذا بشأن الأم الفلسطينية ...؟؟
-
القدس / صدر مكشوف لخناجر التهويد..
-
دلال المغربي حتى في استشهادها تخيفهم ..
-
في يوم المرأة العالمي / الأسيرات الفلسطينيات رحلة عذاب ومعان
...
-
الجبهة الشمالية مرشحة للإشتعال عسكرياً ...
-
قدسنا ليست بخير يا عرب ...ويا مسلمين ..
-
ضم الحرم الأبراهيمي...ضم مسجد بلال ...ضم قبر يوسف ...ضم الأق
...
-
من ذاكرة الأسر / الأسير المناضل محمود عطون
-
المفاوضات ستستأنف بغطاء عربي ....والمصالحة ستباع عربياً ودول
...
-
نحو مؤتمر وطني مناهض للتطبيع ..
-
القدس معارك في كل الاتجاهات/ هدم منازل ...حفريات ....مصادرات
...
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|