أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وأخيرا أدرك الساسي غلو التجديد وتطرف أصحابها !!(1)















المزيد.....

وأخيرا أدرك الساسي غلو التجديد وتطرف أصحابها !!(1)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 23:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تشن جريدة التجديد والهيئات الناطقة بلسان حالها حملة شرسة ضد الأستاذ محمد الساسي بعد حشره قسرا ضمن من تسميهم ، ظلما وعدوانا ، "بالاستئصاليين" . ولم يكن من جرم اقترفه الأستاذ الساسي يجلب عليه كل هذا السخط العارم سوى أنه انتقد إصرار التجديد على نشر فتاوى موغلة في التطرف ومناهضة للمسار التحديثي الذي يسير عليه المغرب ملكا وشعبا . ولعل تواتر مقالات الأستاذ الساسي في باب غلو فتاوى فقهاء التجديد نبهت أصحاب هذه الجريدة إلى احتمال تفطن أصحاب القرار السياسي إلى الأهداف الحقيقية التي تحرك الجريدة في نشر تلك الفتاوى المتطرفة ، فتكون لهم مواقف أخرى غير التي ظل أصحاب الجريدة يطمئنون إليها ، ومنها ما ذكره مصطفى الخلفي مدير نشر التجديد في حوار لأسبوعية الحياة عدد101 قال فيه (أن المنطق الافتراضي الذي يلجأ إليه الأستاذ الساسي يوقعه في احتمالات بعيدة تضع "التجديد" في موقع المتهمة بالتحريض ضد اليهود مع تقديم الحيثيات القانونية للتجريم ، بحيث لم يبق سوى مطالبة الجهات الوصية بإعمال مقتضيات ذلك من محاكمة وإغلاق الجريدة ).لقد تفاجأت التجديد بالأبعادالخطيرة لفتاواها التي أثارها الأستاذ الساسي الذي ألفت منه نقدا مهذبا ملفوفا بعبارات المجاملة وبعيدا عن الإزعاج بالسؤال أو الاستنتاج . بل إن أصحاب التجديد اطمأنوا إلى مناصرة الساسي لهيئتهم السياسية ضد ما اعتبروه "ظلما" .وهذا ما نقرأه في التجديد ( يصر الأستاذ الساسي في كثير من مقالاته ومحاضراته على رفضه النيل من حقوق حزب العدالة والتنمية واستنكاره لما يتعرض له من حملات ظالمة واعتداءات بينة على حقوقه المشروعة، وهذا يحسب للأستاذ الساسي، لكن هذا الموقف يصبح ملتبسا حينما يختار أن يحشد الأدلة والحجج الواهية والوهمية وأحيانا المغلوطة لكي ينفي عن حركة التوحيد والإصلاح، ومن ثمة عن حزب العدالة والتنمية صفة الاعتدال، ويدرجها ضمن خانة الانغلاق والتطرف، ليتقاطع في ذلك ليس مع مطالب الاستئصاليين في الانقلاب على تجربة الإدماج السياسي للإسلاميين وتبرير النكوص والارتداد الديمقراطي، ولكن مع مقولاتهم التي ينطلقون منها لتسويغ هذه المطالب. ) . ذلك أن الأستاذ الساسي كان يحصر نقاشه على جريدة التجديد وحدها دون الإشارة إلى الهيئات المرتبطة بها ، أي حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية . لكن هذ المرة تحصّل لديه وعي حقيقي أن التجديد تنضح بما تحمل الهيئات المرتبطة بها من عقائد الغلو وثقافة الكراهية . فالتجديد ناطقة باسم هيئات تأكد لدى الأستاذ الساسي أنها تحمل مشروعا خطيرا يتهدد حالة الاستقرار والانسجام التي عاش عليها المغاربة آلاف السنين . فالمشكل غير محصور في شقه القانوني الذي يعاقب الشخص أو الجهة المحرضة على التمييز أو عرقلة نشاط إقتصادي ، بل يشمل البعد المجتمعي بحيث يصير فيه الاختلاط محرما وممنوعا لدرجة ، كما جاء في مقالة الأستاذ الساسي ( إقامة مجتمع لا يعالج فيه المرضى الذكور إلا الأطباء الذكور ، ولا يعالج فيه المرضى المسلمون إلا من طرف الأطباء المسلمين ، ويُصار فيه إلى إنشاء جامعات وكليات للطالبات لا يدرس فيها إلا الأستاذات .. وإلى تقسيم المسيرات في الشارع إلى صفوف خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال ، وكذلك بالمسارح والقاعات العمومية ) . ولنا أن نتصور تبعات الفتاوى ذات النفس المتشدد والمغالي في مناحي الحياة العامة . ومن تلك الفتاوى ما سبق وانتقد خطورته الأستاذ الساسي وتتعلق بإجازة احتجاز الأب لابنته 15 سنة ، أو تحريم التأمين الصحي ، أو الإفتاء بأن قوانين مدونة الأسرة لا توافق الشرع ، وغيرها من الفتاوى التي لا تختلف في شيء مع فتاوى التكفيريين والإرهابيين . وما يُحسب للأستاذ الساسي أنه سمى الأمور بأسمائها ، وإن متأخرا . فالتجديد لم تكن أبدا جريدة مستقلة ولا منفتحة على قيم العصر والمواطنة وثقافة حقوق الإنسان . إنها أداة إعلامية تخدم مشروعا مجتمعيا وتؤسس له فقهيا ، فيما حزب العدالة والتنمية يتولى التهييج السياسي عبر اتخاذ مواقف تتناسب والفتواى التي تروج لها التجديد ويصدرها فقهاء حركة التوحيد والإصلاح . وقد سبق لأحد أعضاء الحركة أن انتقدها لتطرفها وسلفيتها المغالية تحت اسم مستعار : بدر الدين رشدي بقوله ( إن مشكلة الحركة هي مشكلة فكر منغلق يحمله كثير من حشوية العلوم الدينية ويريدون فرضه باسم المشروع الإسلامي ، واستغلال الأدوات التنظيمية من خلال البرامج التكوينية والتأطيرية ، وإلغاء كل أشكال الاختلاف والتعددية داخل الحركة ، حتى أصبحت الحركة في واقعها الحالي تجمعا سلفيا ، لا يختلف في شيء ، من الوجهة الفكرية والتصورية ، عن جماعات السلفيين المهووسين ) . وحقيقة الغلو والتطرف جسدتهما الهيئتان الدعوية والحزبية في مناسبات عديدة ولا زالتا . وليس أقلّها ما نشرته جريدة التجديد غداة الحملة المناهضة لمشروع خطة إدماج المرأة في التنمية حيث جاء في افتتاحية العدد 51 بتاريخ 12 يناير 2000: ( وستكتشف بعد القراءة المتأنية أن مناط الخلاف مع واضعي الخطة والمتعصبين لها ليس هو التنمية ولا إدماج المرأة في التنمية ، وأن القضية أكبر من هؤلاء ، إذ تتعلق بمواجهة مؤامرة على الأسرة المسلمة تقف وراءها قوى دولية هي التي زرعت الكيان الصهيوني في فلسطين .. وستكتشف أن الأمر لا يعدو أن يكون بالنسبة لفئة من بني جلدتنا خضوعا لدورة جديدة من دورات الاستعمار .. وستكتشف أن المستهدف هو هدم أحكام الشريعة الإسلامية وتقويض الأركان التي تقوم عليها الأسرة المسلمة .. وسيأخذك العجب العجاب ويذهب بك إلى أقصى حد الاستغراب ، حينما ستكتشف أن الذي يقوم على تنفيذ هذه الخطة الاستعمارية المسندة أمريكيا وصهيونيا ليس هو اليمين الليبرالي ( الرجعي ) ، كما عودنا خطاب أيام الحرب الباردة ، وإنما هو اليسار الاشتراكي التقدمي ، وجمعياته وشبكاته وجبهاته ) . وبوجب هذا موقف أصحاب التجديد هذا يكون الساسي وكل المناضلين السياسيين والحقوقيين ، نساء ورجالا، المطالبين بإقرار تشريعات تنصف المرأة وترفع عنها الظلم والعنف والتمييز ، يصبحون أعداء الله وعملاء الصهيونية تحق فيهم الأحكام "الشرعية" التي صاغتها حركة طالبان ونفذتها ضد الأبرياء العزل . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد واللاعقاب يقودان حتما إلى الكارثة أو الفتنة .
- مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.
- مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإن ...
- مبادرة -أنصفونا- صرخة إنكار وليست مراجعة واعتذار .
- جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .
- المرأة بين حركية الواقع وتحجر الفقه .
- ماذا لو تحولت فاجعة مكناس إلى بداية حقيقية لعهد الحساب والعق ...
- خلافة الشيخ ياسين قضية عقدية وليست تنظيمية .
- هل نضجت شروط محاورة معتقلي السلفية الجهادية ؟
- فتاوى الريسوني : الخفيات والأبعاد .
- زواج القاصرات جُرم اجتماعي وقانوني .
- جماعة العدل والإحسان والنبوءة المكذوبة .
- هل ستكون الأحزاب السياسية في الموعد مع رهان الجهوية ؟
- من يجر المغرب إلى فتنة الإفتاء ؟
- أفْغَنَة شمال إفريقيا جزء من إستراتيجية تنظيم القاعدة.
- ما علاقة طرد المبشرين ومنع بناء المآذن بحرية الاعتقاد ؟
- موقف الإسلاميين إزاء النضال من أجل حقوق المرأة .
- لما الإصلاح يقوده الأمراء ويناهضه الفقهاء !
- هجمة التطرف من المحيط إلى الخليج .
- هل ستعي الجهات المعنية رسائل جماعة العدل والإحسان ؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وأخيرا أدرك الساسي غلو التجديد وتطرف أصحابها !!(1)