أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبيد ولد إميجن - عودة المنسيين















المزيد.....

عودة المنسيين


عبيد ولد إميجن
(Oubeid Imijine)


الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 00:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الحلقة 2 من 3
"من يلبس الحذاء هو الذي يحس بموضع اشتداد الألم"، مثل إفريقي
صفوة ما سبق نشره في الجزء الأول من مقالنا المعنـــون "الغضـب المشروع والصمـت المرفـوض" ((مداعبة العنصرية)) هو الإشارة إلى وجود نوع من التداخـل المريب فيما يتعلق بسلطة الدولة ونفوذ المجتمع التقليدي، فإذا كانت السلطات الحاكمة هي التي أسهمت في ترسيخ سلطة قوى الإقطاع وتغذية شرايينه التقليدية عن طريق التغاضي عن سطوة الارستقراطيات القبلية على الأتباع، فإن هذه المشيخات بالضرورة، دأبت على ابتلاع سلطة الدولة ضمن المجالات الجوهرية السياسي منها والاجتماعي، نعني أن القوى المسئولة تاريخيا وروحيا عن "العبودية" وعن مداعبة "العنصرية" هي التي تدير اليوم كل شيء، السلطة، والثروة، المساواة و الحرية؛ وهو ما يعيق تطور الأوضاع باتجاه مزيد التمكين لشرائح المجتمع الأقل حظا كلحراطين، ويمنع من التمتع بالحق الأصيل في الحرية التامة والمساواة العامة، بين المواطنين.

بناء على هذا الحكم التصنيفي قد يستبعد البعض، إمكانية حصول أي نوع من الاختراق لصالح شريحة الحراطين، ما دامت مفاهيم كالحرية والمساواة، مستحيلة التطبيق في ظل مجتمع عرف بجموده وانزياحه اتجاه تبرير الممارسات الاستعبادية، بدل تجريمها، ومعاقبة مرتكبيها طبقا لنصوص الاتفاقية الدولية الخاصة بالرق والممارسات الشبيهة بالرق، وقانون تجريم الممارسات الاسترقاقية، ليس هذين القانونين غير مصدر قانوني يزيد من بؤس ويأس الجماهير التي تروم نيل حقوقها عبر التغيير الاجتماعي الواعي والصادق، وبالتالي أطلت تيارات تعبر عن إرادة هذه الجماهير، ومن بينها من لا يرى أن التغيير ينال بالمناشدات أو الالتماسات بل، بخوض عباب بحار مهما كانت شدة اضطرابها، وسيكون قوامها "العصيان المدني" و"الانتفاضات الشعبية"، ربما، أسوة بتجربة ثورة العبيد بهايتي وزنجبار، وربما أيضا، تكون النتيجة كما آلت إليه الأمور في رواندا، ويبدوا أن الجدال الحاد والدائر حاليا، يتجه إلى الانشغال باستباق تلك الموجة، من خلال تعرية المواقف الخاطئة لكلتا الطرفين، وكشف العوائق التي تحول دون ترقية السواد الأعظم من الموريتانيين، على أساسات حداثية تستمد مشروعيتها من مفاهيم كالمواطنة، والمساواة في الحقوق والواجبات، أي أن هذا الجدال يبحث في ضرورات قيام الدولة المدنية بعد إلحاق الهزيمة بمؤسسة الإقطاع القلبي والعنصري.

لا يجب أن نغض الطرف، عن طبيعة البعد التاريخي و الجيو- بوليتيكي في الصراع الاجتماعي في موريتانيا حيث تمتد جذور هذا الصراع إلى ما قبل حقبة الطرد الحساني إلى الصحراء، وغني عن القول، عند الحديث عن هذه الفترة، التذكير بان القبائل المغفرية الغازية للمنطقة، كانت قد أقدمت على ابتلاع قبائل الشوكة من صنهاجة والبربر الخلص، بعد ابتكار نظام سياسي (غنائمي) لدرجة تعكس قيم (السائبة)، هذه الهجرة التي عرفتها المنطقة كان كتاب التاريخ المحدثون قد أغفلوا ذكر أسبابها الحقيقية، بعد أن تبلور واقع اجتماعي جديد، مكن شريحة "البيظان" من الاستفراد بالقيادتين الروحية والدنيوية، ولمدة ستة قرون، وبالتالي فإن الحاجة تبقى ماسة لإجراء تشخيص واقعي غير منحاز لدراسة ما طبع هذه الحقبة التاريخية من احتكاكات أثنية وقبلية، وتبيين دور هذه القبائل في تجارة النخاسة عبر الأطلسي (1600-1810) إلى جانب طبيعة المبادلات (المقايضة) التجارية المحلية كالصمغ العربي والملح والذهب بالعبيد من الزنوج الأحرار، هذه العينة من المبادلات التجارية هي التي اتضح مع مرور الوقت أنها كانت السبب المباشر في شقاء المجلوب من زنوج المنطقة باتجاه الشمال والشرق الإفريقي، فمن المسئول تاريخيا أيضا عن تدشين هذا الطريق المعاكس لتجارة الأطلنطي؟ ومن المستفيد؟.

من أجل تبرير هذه الممارسة، ترى السلطة الدينية أنه من باب التفريق بين متماثلين آدميا فإن هؤلاء الزنوج أو لحراطين شديدي السواد، والبأس، قد خلقوا لملئ منزلة دونية، وأن "هذا ما كتبه الله" عليهم، وعلى هذا الصعيد، يرى آخرون أنه نظرا لغياب الأصل، أي الجهاد، فإن الشبهة حاصلة إزاء حرمة استعباد السكان الأصليين، غير أنهم لا يتحرجون من التسليم لفتاوى الفقهاء المحليين التي تبيح الممارسة باعتبار "الحرام لا يتعدى ذمتين"، وهؤلاء بقيامهم وتظاهرهم بالشرع، يبقون أوفياء لجاهلية عتاة الكفر من قريش بحسب نص الآية، "إنا وجدنا آباءنا على ملة وإنا على آثارهم لمهتدون"، و لعل هذا ما يفسر النظرة الدونية التي لازال ينظر بها هذا العنصر والتي يكشف عنها مثلا الوصف التميزي لمفردة "الشخص": "أطفل" بالنظر إلى بيظانيته، و"امنادم" لأنه اسود، وبذلك يكون الأسياد رغم تظاهرهم بالإسلام قد قطعوا طريق الخلاص الإلهي على عبيدهم ومواليهم (لحراطين)، حين حكموا فيما بينهم قانون الغاب، وهو الشيء الذي تغلغل في نفوس الضحايا وأفرز لديهم مشاعر الكبت واليأس والحرمان، كما طبع الحراك الاجتماعي بمزيد من الميل إلى الكسل والرتابة بحيث أنـزلت الناس إلى مراتب محتقرة ودونية (الأرقاء) وفي ظل بيئة اجتماعية وثقافية مواتية لتشريع نبذ الفئات على أساس وظيفي (لمعلمين).

هذه العوامل لا يمكننا أن نغفلها مجتمعة حين الحديث عن الحقبة الحديثة من السيطرة المقننة، وهــي حقبـة تبدأ من العام (1901-1960) أي منذ دخول الاستعمار الفرنسي لموريتانيا وحتى الاستقلال، ومن المعروف أن السلطات الاستعمارية (فرنسا) خلال هذه الفترة، كانت قد تمت استمالتها من قبل أصحاب الكفة القبلية والروحية الراجحتين في جهات المستعمرة الجديدة، وقد تم احتضان قادة هذه الإدارة، كما جرى تكيف قبلي وأميري سريع مع التغلغل الفرنسي، وبالتالي جرى بين الطرفين تعاون مصلحي متبادل ومثمر، والنتيجة أن فرنسا التي كانت حريصة على الوفاء لمبادئها الاستعمارية، غضت الطرف عن عدم تطبيق عملائها الجدد للتشريعات الاستعمارية في مجال إلغاء العبودية، وهذا ما يفسر لنا حتى الآن عدم تطبيق السلطات الحاكمة للقوانين آنفة الذكر، في نفس المجال، حيث لا زال ينظر رجال الدولة ومقربيهم من مثقفين وأئمة وإعلاميين، إلى ترسانة القوانين هذه، باعتبارها وسيلة شرعية تستدر من ورائها تمويلات مؤسسات البنك الدولي ونادي باريس للدائنين، يعدم أن تجد من يستنجد بالقانون من أجل تحقيق هدف إنساني سام أو لكسب غاية يتعين من خلالها النفاذ إلى المساواة بين المواطنين.. وعلى العموم تبارك الدولة الموريتانية الحديثة هـذا المستوى من التعايش، المبني على قوة العرف، والتقليل من أهمية العامل الدولي أو الأممي، وهو ما سيؤدي بالنهاية إلى طغيان الإحساس النفسي لدى أبناء العبيد (لحراطين) بعدم الأمان من جانب الأنظمة السياسية المتعاقبة على تسيير البلاد.. هذه بعض الظواهر التي لا جدال في كونها تبقى السبب الرئيس لما يدور وسيدور من حساسيات اجتماعية مفرطة، وصراعات اثنيه وعنصرية منتظرة. من هنا، صارت مهمة المهتمين بديمومة التعايش بين المكونات الوطنية هي التشخيص المستنير عن مكمن الداء، والتدليل عن طريق الحوار على قابلية الشفاء، مما يعني أن الاستحالة غير واردة.



#عبيد_ولد_إميجن (هاشتاغ)       Oubeid_Imijine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبديد الشكوك .. الحلقة الثالثة والأخيرة
- الغضب المشروع . . . والصمت المرفوض الجزء الاول
- هل نقبل مجلس حقوق الإنسان كحكم بين العبيد وأسيادهم بموريتاني ...
- توسلات المستمعين لم تشفع في استمرارية إذاعة المواطنة
- النشيد الوطني الموريتاني بين إملاءات الماضي ومواكبة التجديد


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبيد ولد إميجن - عودة المنسيين