أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - نتؤات عقل مسلم















المزيد.....

نتؤات عقل مسلم


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 908 - 2004 / 7 / 28 - 11:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه محاولة بسيطة...وغير مكتملة لتلمس (بعض) من تضاريس عقل مسلم قد يكون ذكر أو أنثى...كبير أو صغير...متشدد أو معتدل...أستاذ أو طالب...الخ. لا أدعي امتلاكي للحقيقة الأبدية، فهي مجرد قراءة انطباعية عادية لشخص عادي، قد أكون على حق في بعضها، وقد أكون على باطل في بعضها.

q قراءة انتقائية ومبتسرة للتراث والتاريخ الإسلامي بالشكل الذي يخدم توجهات أيدلوجية معينة ويتماهى مع صور مؤسطرة لشخصيات وظواهر تاريخية غابرة. إن من يكتبون أو يقرؤون التاريخ يغلب عليهم تضخيم أحداث تاريخية ( كقتال الملائكة مع المسلمين ضد كفار قريش في غزوة بدر)، وإعطاء شخصيات معينة أبعاد أسطورية ( كزهد عمر بن الخطاب واقتصاده في الوقت الذي دفع فيه أربعين ألف دينار مهر لأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب). بينما يشيحون بوجوههم عن العديد من الممارسات والحقائق التي تشوه الصورة الرومانسية وتعكر طوباوية تلك المرحلة المنصرمة خاصة في زمن الرسول محمد والخلفاء الراشدين الأربعة. ولإعطاء مجرد مثال بسيط هنا، فإن الكل يتحدث بإعجاب بالغ عن عبقرية خالد بن الوليد في ميادين القتال، وتلك بالطبع حقيقة لا يماري فيها أحد، ولكن هناك جانب معتم من تلك الشخصية لا أحد يريد أن يكشف النقاب عنها وهي تصرفاته البربرية مع " ما يسمى بالمرتدين" حيث استعمل النار والرمي من شواهق الجبال والتنكيس في الصحاري ضد من أمسك بهم. والأنكى من ذلك قتله لمالك بن نويره حتى يتسنى له الحصول على زوجة القتيل أم تميم المشهورة بجمالها البارع، الأمر الذي أثار حنق عمر بن الخطاب عليه.

q عقل تستبطنه عقدة المؤامرة والشعور المرضي بأن الغرب إجمالاً والولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل تحديداً يتآمرون من أجل سرقة مقدرات بلاد المسلمين ونفطه، وتدمير البنى الأخلاقية، وإحلال النموذج الغربي المنفلت من القيم والدين، وإشاعة الفوضى والبلبلة، واشغال الدول والشعوب بالحروب والفتن حتى لا تقوم للمسلمين قائمة. فحسب هؤلاء فإن سقوط يرجي نيويورك في " غزوة منهاتن" هي تدبير أمريكي – إسرائيلي لتبرير ضرب أفغانستان وإيجاد قواعد دائمة بجوار منابع نفط وسط آسيا بالرغم من تأكيدات بن لادن وأعضاء القاعدة على تنفيذ هذا الإنجاز التاريخي للانتقام والتشفي من أمريكا الصليبية. والغريب أن هناك نوع آخر من ضحايا عقدة المؤامرة والأفلام المكسيكية يلمحون إلى أن بن لادن عميل أمريكي! إن إصرار العقل المسلم بنزعته الدونكيشوتيه على الزج بالغرب وتحميله تبعات هزائمنا السياسية والعسكرية والحضارية هو إسقاط لكافة أزماته وإخفاقاته على الغير، بجانب منحه شعور كاذب بمدى أهميته ومنزلته لدرجة أن القوى الصهيونية والمسيحية لا تكف عن الكيد له وامتصاص ثرواته وتفتيت قواه الذاتية. أضف إلى ذلك أن الهوس بالفكر بالتآمري هو انعكاس لسلوك عريق عرفه العرب والمسلمون وتشهد بذلك صراعات ومؤامرات القصور والأجنحة الحاكمة والاغتيالات السرية من أجل الفوز بالخلافة أو ولاية العهد، وهذا مدون في كتب التاريخ كافة ولا أحد ينسبها إلى دسائس بيزنطة أو روما.

q إيمان غير قابل للنقاش بالاصطفاء وامتلاك الحقيقة المطلقة، وهي خاصية تتقاطع عندها الأديان السماوية ولكنها أكثر بروزا وتجذرا في العقل الإسلامي. فالمسلم يتباهى بأنه يبز غير المسلم باعتناقه الدين الذي لن يقبل الله له بديلاً (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) وبأنه يتبع محمد العربي وهو خاتم النبيين ( أنا محمد النبي ولا نبي بعدي، أوتيت فواتح الكلم وجوامعه وخواتمه وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش). وتأتي آيات قرآنية تعزز شعور المسلم بالتفوق على غيره كما في قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). وإلى جانب نقاءه واصطفائه الديني فهو مالك الحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها وأن الإسلام ينسخ ما قبله من الديانات ويهمين عليها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها كما في قوله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) وقوله عليه السلام (والذي نفس محمد بيده لا يسمع أحد هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار). هذه النرجسية الدينية لدى المسلمين وغيرهم شكلت تاريخياً إطارا للحروب الدينية وبالرغم من خفوت أثرها لدى الجماعات غير المسلمة التي اختارت طواعية الاندماج في مجتمع الحداثة والعلمانية إلا أنها مازالت (= النرجسية الدينية) مستيقظة داخل كل مسلم بشكل أو بأخر ولا أعتقد أننا نجافي المنطق عندما نؤكد على أن شعور الجماعات الإسلاموية بالاصطفاء وامتلاك الحقيقة المطلقة هو أحد المداخل لتفكيك ظاهرة العنف لديهم.

q عقل تعشعش فيه الخرافات والأوهام، فالماضي والمستقبل يسيطر عليهما الخرافة والدجل. فما قبل الإسلام هو تاريخ مسحور اختزلته الإسرائيليات بجملة من المعجزات الميتافيزيقية كانفلاق البحر والطوفان ومملكة سليمان الخرافية دون أن يعي هذا العقل أو يسمع بوجود دراسات تاريخية معاصرة كشفت عن تلك الأكاذيب التوراتية التي انتحلت أساطير سومر وبابل قبل أن تتسرب للقرآن. أما ما بعد الإسلام هو تاريخ ذهبي ومشرف يشعر المسلم دوماً بالحنين إليه والصغر أمامه بالرغم من أن الماضي ليس وردي اللون كما يتوهم. فالخلافة مثلاً لم تكن بالنموذج المثالي بل كانت نظام قمعي وتسلطي، فضلاّ عن أنها لم تتحقق على أرض الواقع بسبب الحركات الانفصالية الدائمة والمشتعلة هنا وهناك. ومما يؤسف له أن أشباح الماضي والموتى والتي تحكم حاضرنا اليوم تتدخل أيضاً في كتابة سيناريوهات المستقبل، بل وتزداد تسلطاً مع تردي الأحوال السياسية والإجتماعية والثقافية. فعقل المسلم مسكون بهاجس علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى، وبظهور المهدي المنتظر، ومجيء الأعور الدجال، والحرب المنتظرة مع اليهود والمسيحيين. ويذكر أنه قبل حرب أمريكا على النظام الصدامي البائد ازدهرت بكثرة الأحاديث عن احتمال أن يكون صدام هو من نسل خالد بن يزيد من معاوية ( = السفياني)، كما راجت وقتها الكتب الصفراء التي تروج لمجيء المهدي وقيام حرب كونية شاملة.

q عقل يخلط الدين بالسياسة، والسياسة بالدين، عقل لا يعرف أن يعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله، بل أن هذا الخلط بدا متعمداً لتبرير القمع والاستبداد على مدار ما بزيد عن أربعة عشر قرن. وتتجلى ميوعة الحدود ما بين المقدس والدنيوي، وتماهي شخصية الحاكم الأرضي في الذات الإلهية من خلال سلوكيات الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، ورد فعله على احتجاجات الناس على الهبات والعطايا المالية التي كانت تنثال بسخاء على بني أميه وبعض الصحابة المقربين والمستفيدين، وتحيزه في تعيين ولاة الأمصار من بني أميه. فعندما تعالت أصوات الساخطين وطالبته بالتنحي عن منصبه احتج بأنه لن يخلع قميصاً ألبسه الله له. وفي مرحلة لاحقة تبنى الأمويون مبدأ الجبرية وعملوا على تعزيزه لضرب مفهوم القدرية الذي تبنته المعارضة السياسية في معرض نزاعها مع الأمويين. واستمر الخلفاء وأمراء الولايات من بعد في توظيف الدين وافتعال جملة من الأحاديث المنسوبة للنبي محمد لشرعنة وجودهم وتصرفاتهم. ومن المحزن أن الثورات الإجتماعية أو السياسية المناهضة لطغيان السلطة اضطرت إلى أن تتلبس بالدين لتمرير برامجها واستقطاب تعاطف العامة كما فعل محمد بن علي (صاحب الزنج)، والذي يبدو أنه قد أضطر إلى إدعاء الانتماء إلى آل البيت لكسب تعاطف الناس مع ثورة الزنج والتي أنهكت السلطة العباسية في بغداد ما يقارب خمسة عشر عام.

q عقل يفتقد القدرة على الرؤية البانورماية الشمولية للمشهد، فيغلب الجزء على الكل، والفرع على الأصل. وهو عقل انطباعي ساذج يصدر أحكامه وتصنيفاته بناء على معايير مسبقة ومضحكة. وللتمثيل على ذلك، فقد شكك الكثيرون في إيمان وعلم الداعية المصري عمرو خالد كونه حليق، وقبل سنوات استغرب أحد المتصلين ببرنامج أكثر من رأي على قناة الجزيرة أن تكون الأديبة الكويتية عالية شعيب أستاذة للتربية الإسلامية بجامعة الكويت وهي التي لا ترتدي الحجاب!. وهو عقل مانواي يجهل ألوان قوس قزح، ولا يرى لشدة تعصبه إلا لونين الأبيض والأسود.....والخير والشر.... والجنة والنار.... ودار الإسلام ودار الكفر.... والحلال والحرام. إن صرامة العقل المسلم في التعاطي مع الظواهر المحيطة به، وإصراره على التبويب الثنائي للحكومات والأفكار والأشخاص والديانات إما في خانة الحق أو خانة الباطل أصبح عائقاً على قراءة كل ما يجري من حوله من مشاهدات وأحداث، مما أنعكس بدوره على صياغة علاقاته مع الآخرين واستمراره في تكرار أخطائه. ولعل هلع الحكومات العربية تجاه المشروع الأمريكي لتطوير الشرق الأوسط وقيام الجماعات الإرهابية الإسلاموية باختطاف الغربيين المدنيين ونحرهم وفق الطريقة الإسلامية يحمل في طياته رفضاً وتشككاً بالآخر يعبر عنه إما برفض أفكاره أو بذبحه.



#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يأتون الكتب من ورائها
- من عنق الزجاجة
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ملامح الدور الوهابي السعودي في تشويه التعليم
- المرأة السعودية في إطار الحركة الوهابية


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - نتؤات عقل مسلم