|
الماركسية اللينينية الماوية في مواجهة التحريفية المعاصرة
ابراهيم المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 09:21
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
سبق لموقع طريق الثورة ان نشر هذا المقال تحت عنوان "اللينينية و التحريفية المعاصرة" على صفحات الحوار المتمدن، و نظرا للأهمية التاريخية لهذا المقال في فهم إحدى المراحل الاساسية في الصراع ضد التحريفية المعاصرة من جهة ، و نظرا أيضا لأهميته الراهنة في الكشف عن أكاديب التحريفية اليوم التي تحاول معارضة الماوية باللينينية، ارتأيت انه من المفيد جدا إعادة نشر هذه الوثيقة التاريخية التي توضح مضمون الصراع الذي قاده ماو تسي تونغ ضد التحريفية و دفاعا عن اللينينية، قراءة ممتعة ابراهيم المغربي
يحتل اليوم تقييم التجربة التاريخية للحركة الشوعية العالمية أهمية بالغة في صفوف جميع الشيوعيات و الشيوعيين من أجل استخلاص الدروس و العبر لرسم معالم طريق الثورة بشكل أوضح. و إذا كانت التجربة الثورية على عهد لينين تلقى "إجماعا" حولها فإن تجربة الحركة الشيوعية بعد لينين و ضمنها التجربة الصينية لا تزال غير واضحة للعديد من المناضلات و المناضلين نظرا لفقدان المعرفة بها و بأشكال تطورها و في هدا الباب نقدم للرفاق مقالا يوضح مضمون الصراع الدي خاضه الشيوعيون الصينيون تحت قيادة الرفيق ماو تسي تونع ضد التحريفية المعاصرة المقال صادر سنة 1963 بجريدة الراية الحمراء طريق الثورة ----------------------------------------------------------------------------المقال--------------------------------------------------------------
للينينية و التحريفية المعاصرة
لقد أصبحت اللينينية عن حق تشكل مرحلة جديدة في تطور الماركسية، بعدما عرفت المبادئ الثورية الأساسية للماركسية، النور على يد المعلم العظيم لينين .ففي الوقت الحاضر تتعرض اللينينية لهجوم عنيف و تشويه لم يسبق له مثيل من طرف التحريفية المعاصرة . فالأساسي و الجوهري في اللينينية يتمثل في كونها طورت نظرية ماركس و انجلز، كما فسرت تفسيرا علميا التناقضات الر أسمالية المتفاقمة، هذه الأخيرة التي أدت إلى الانتقال نحو مرحلة الامبريالية، كما قامت اللينينية بإغناء النظرية و التكتيك الماركسي للثورة البروليتارية و دكتاتوريتها . إن ثورة أكتوبر العظمى، انتصرت تحت قيادة لينين، كما حققت شعوب الصين و شعوب عدد من الدول الأخرى انتصارات مماثلة على نفس نهج أكتوبر العظيم . إن هذه الأخيرة لم تكن غير انتصارات الماركسية أي انتصارات اللينينية . لقد قال لينين : " إن مذهب ماركس في كل خطوة يقوم بها على نهج الحياة يكسب الصراعات التي يخوضها " . لقد تطورت اللينينية في خضم الصراع الذي خاضته ضد الأممية الثانية، فكل انتصار تحققه، يكون مرفوقا بشكل لا مفر منه بمعارك متتالية و متواصلة ضد السخافات الانتهازية و السياسية، فمن أجل إفراغ الماركسية من روحها الثورية، و تحطيم أحلامها، و من أجل تضليل الجماهير أيضا، قام شيوخ الأممية الثانية التحريفية __________ بالمعطيات الجديدة للتطور الاقتصادي . إن التاريخ يتكرر في شروط مختلفة، و بأشكال مختلفة، فالتحريفية المعاصرة تعلن أنها مخلصة للينين، و ترفع علم اللينينية، لكنها في الواقع تستعمل بعض المعطيات الجديدة في التطور التاريخي، من أجل تضليل الجماهير، و هدم النظرية الثورية اللينينية، فتهاجم كل ما هو أساسي في اللينينية : نظرية لينين حول الامبريالية، و تكتيكه حول الثورة البروليتارية و ديكتاتورية البروليتاريا . تقوم التحريفية المعاصرة بتضليل الجماهير، كسابقتها، تحريفية و انتهازية الأممية الثانية ، فتجتهد في التضليل عن تناقضات الرأسمالية و الامبريالية، إنها تتجاهل أن الامبريالية و الرأسمالية تحتضر و تتعفن، إنها أيامها المحدودة . إن التحريفية المعاصرة تتجاهل كل هذا، و تعتبر الامبريالية مرحلة فوق الامبريالية . تكون التحريفية المعاصرة التي يمثلها " تيتو " اليوغسلافي مرتبطة بالخصوص بتزيين آلة الدولة البرجوازية الاحتكارية . فالتحريفية تعتبر أن سياسة التأميم، و رأسمالية الدولة الاحتكارية، تدخل الدولة في الاقتصاد في الدول الامبريالية و في الدول الرأسمالية عامة، كل هذه العوامل تشكل انبثاق العوامل الاشتراكية " تحقيق الاقتصاد المخطط " و بداية " مسلسل التحول الاشتراكي " . فالتحريفية المعاصرة تتحدث كثيرا عن "التغيير التدريجي " عن " اندماج الثورة و الإصلاح "، لكنها لا تنبس بكلمة عن ضرورة تحقيق ثورة تحطم جهاز الدولة البرجوازية من أجل ديكتاتورية الطبقة العاملة و من أجل الاشتراكية . يعلم الكل، أن المبدأ الماركسي الأساسي الذي دافع عنه لينين، هو بالأساس الثورة، من أجل تحطيم جهاز الدولة البرجوازي، و إحلال دكتاتورية البروليتاريا محل ديكتاتورية البرجوازية . فبدون ثورة كهذه فإن التحويل الاشتراكي لن يكون له معنى و ستظل رأسمالية الدولة الاحتكارية هي الرأسمالية دائما . فكما أكد لينين على ذلك، فوجود و تطور الرأسمالية الاحتكارية، و ضمنها وجود و تطور رأسمالية الدولة الاحتكارية، يبين فقط أن بعض المقدمات المادية للاشتراكية الناضجة موجودة، و أن الثورة الاشتراكية قريبة جدا و لا مفر منها، و ليست مطلقا دليلا من أجل التغاضي عن هذه الثورة أو نفيها، و تجميل الرأسمالية، المهمة التي يقوم بها كل الإصلاحيين . هناك اختلاف كبير حول تقدير مرحلتنا، فعندما يعتبر الماركسيين أن المرحلة هي مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية و التي بدأت بثورة أكتوبر ( إعلان ممثلي الأحزاب الشيوعية و العمالية في الدول الاشتراكية )، فإنهم ينطلقون في ذلك من الثورة البروليتارية و من التجربة الغنية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى . إن الماركسية اللينينية كانت دائما تعطي اهتماما بالغا للنضال الديمقراطي، ففي الدول التي تنتصر فيها الثورة الديمقراطية البرجوازية، فإن على البروليتاريا في هذه الدول أن تقود الجماهير،و أن تقود الثورة الديمقراطية البرجوازية و أن تصارع من أجل انتصارها . أما في الدول التي توجد بها الديمقراطية البرجوازية، فعلى البروليتاريا أن تستفيد من هذه المكتسبات الديمقراطية، و أن تحقق أخرى جديدة، من أجل تربية و إيقاظ الجماهير و تنظيمها قصد تطوير الصراع ضد نظام الاستغلال و العنف البرجوازيين . فبعد الاستيلاء على السلطة، يجب على البروليتاريا أن تقوي و تصلب ديكتاتوريتها،و ذلك بتطبيق الديمقراطية الموسعة، تحت القيادة المركزية العليا، أي ممارسة الديكتاتورية على العدو، و ممارسة الديمقراطية الشعبية وسط الشعب لضمان انتصار الاشتراكية و الانتقال نحو الشيوعية .
الديمقراطية دائما لها طبيعة طبقية .
إن الماركسيين لا يتكلمون عن الديمقراطية بشكل عام أو بشكل مجرد، فدائما يطرحون سؤال الديمقراطية ارتباطا بالشروط التاريخية . يقول لينين، في الشروط الرأسمالية، لا يمكن للبروليتاريا أن تحافظ على استقلالها، إلا بإخضاع نضالها من أجل الديمقراطية لنضالها من أجل هدفها العام، الذي هو النضال من أجل ديكتاتورية البروليتاريا " الثورة الاشتراكية و حق الشعوب في تقرير مصيرها " . لقد قال أيضا إن إحلال ديكتاتورية البروليتاريا ، محل الديكتاتورية البرجوازية، هو توسيع للديمقراطية ذات المضمون التاريخي للعالم أجمع، وتحويل ديمقراطية مستعارة إلى ديمقراطية حقيقية، نزع الحقوق الديمقراطية للمستغلين الذين يشكلون أقلية، و تمتيع الأغلبية الساحقة الذين هم العمال بالديمقراطية . فالقول بأن ديكتاتورية البروليتاريا هو إقصاء للديمقراطية ليس إلا كذب برجوازي ليبرالي متعفن يرفض الصراع الطبقي " الثورة البروليتارية و المرتد كاوتسكي " . فكما التحريفيين القدامى، تستعمل التحريفية المعاصرة كل الذرائع من أجل تحقير و تذميم الطبيعة الطبقية للديمقراطية، و تهجين التناقض بين الديمقراطية البرجوازية و الديمقراطية البروليتارية . إن رفع شعار الديمقراطية بشكل عام أو الديمقراطية لكل الشعب هو في الحقيقة خدمة للديمقراطية البرجوازية، أي ديكتاتورية البرجوازية. فهكذا يقومون بكل شيء من أجل الخلط بين الثورة و الإصلاح، إن كل عملهم لا يمكن أن يتجاوز النطاق المقبول من طرف ديكتاتورية البرجوازية . إن لينين قد دحض هذه الرؤية منذ زمن قديم فقد قال : " من العبث الاعتقاد بأن الثورة العميقة التي لم يسبق للإنسانية أن عرفت مثلها، بأن الانتقال لأول مرة في العالم من سلطة الأقلية المستغلة، إلى سلطة الأغلبية المستغلة، سيحدث في إطار نظام الديمقراطية القديم، الديمقراطية البرجوازية البرلمانية، من العبث الاعتقاد بأنه سيحدث دون إحداث هزات عميقة، بدون خلق أشكال ديمقراطية جديدة، و مؤسسات جديدة، توفر شروط جديدة لتطبيق ديمقراطية جديدة ." ( المؤتمر الأول للأممية الشيوعية – لينين ) . إن هذه الموضوعة اللينينية لم تتأكد صحتها فقط إبان ثورة أكتوبر، و لكن أكدتها بعد ذلك أيضا الانتصارات الثورية للاشتراكية في عدة بلدان . أما التحريفية المعاصرة فتتشبث بهذا الادعاء العبثي الذي رفضه لينين . ففي شروط الاشتراكية، تتذرع التحريفية المعاصرة بشعار " الديمقراطية بشكل عام "، فتتجاهل الطبيعة الطبقية للديمقراطية، و تبحث عن إزاحة ديكتاتورية البروليتاريا، من أجل إعادة الرأسمالية بشكل من الأشكال . أما فيما يخص سؤال الصراع من أجل السلم و التعايش السلمي، فإن التحريفية المعاصرة شوهت اللينينية و حرفتها بشكل سافر و دنيء . فكل الماركسيين اللينينيين، و على رأسهم لينين، بعدما ظهرت أول دولة اشتراكية في العالم، اعتبروا أن المهمة الأساسية للدولة الاشتراكية هي أن تناضل من أجل التعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة، و ضد سياسة الاجتياح، و سياسة الحرب الامبرياليتين . إن الحزب الشيوعي الصيني، بقيادة ماوتسي تونغ، قد أكد دائما على ضرورة حل النزاعات بين الدول عبر الطريق السلمي، و ليس عن طريق القوة . إن وجهة نظر الحزب الشيوعي الصيني هذه، ليست من اجل الاستهلاك الإعلامي، إنها تتجلى بوضوح في سياستنا و في موقفنا، إن العالم يعرف جيدا بأن الجمهورية الشعبية الصينية تعد من بين من ساهموا في بناء مبادئ التعايش السلمي التي تطبقها أيضا . فتجاهل هذه الوقائع من طرف الامبريالية، و الرجعية، و التحريفية المعاصرة، لن يجدي نفعا . إن سياسة السلم للدول الاشتراكية، لم تلغي التناقضات الموجودة موضوعيا في العالم : التناقض بين الدول الاشتراكية، و الدول الامبريالية، التناقض بين البرجوازية و البروليتاريا في الدول الرأسمالية، بين الامبريالية و الأوطان المضطهدة، بين مختلف الدول الامبريالية، بين مختلف المجموعات الاحتكارية في كل دولة امبريالية على حدة. إن الماركسيين اللينينيين يعتبرون أنه من أجل الحصول على السلم العالمي، و التعايش السلمي بين الدول الاشتراكية، و الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة، لا يجب أن نتجاهل هذه التناقضات . بهذا الشكل يمكن تحقيق هذا التعايش السلمي كما يمكن إيقاف الحرب العالمية التآمرية التي تحاول الامبريالية إشعالها ضدا على الدول الاشتراكية المتشبثة بسياستها السلمية، إن التعايش السلمي سيتحقق بفعل وحدة القوى الثورية لكل الدول المرتبطة بالسلم ضد قوى الاستعمار و الحرب الامبرياليتين من اجل الحد من أطماعها و إيقافها عند حدها . فبالنسبة للماركسيين اللينينيين، إن الصراع من اجل التعايش السلمي بين الدول الاشتراكية، و الدول الأخرى ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة، و صراع الطبقات في الدول الرأسمالية، و النضال الثوري للأوطان المضطهدة ضد الامبريالية من جهة أخرى، شيئان مختلفان، فالأول لا يمكن أن يعوض الثاني، و لا يمكنه أن ينفيه . إن نضال الشعوب المضطهدة في الدول الرأسمالية، و نضال الأوطان المضطهدة سيكون في صالح السلم العالمي، و التعايش السلمي بين مختلف الدول، إلا أن التحريفية المعاصرة تحت هذه الذريعة " التعايش السلمي "تفعل أي شيء من أجل الحد و من اجل إضعاف، و تجاهل النضال الثوري للشعوب و الأوطان المضطهدة . إن هذا الفهم هو الذي يخدم كليا رغبات الامبريالية و الرجعية في كل الدول، و يضر بشكل كبير النضال من أجل السلم و من أجل التعايش السلمي بين مختلف الدول . إن التحريفية المعاصرة تستعمل نفس الذرائع القديمة في الهجوم على الماركسية اللينينية : الصراع ضد الدغمائية ( الوثوقية ) . يقول لينين، إن مختلف الإصلاحيين، و تحريفيي الحركة العمالية يشكلون عائلة واحدة، يتبادلون المدائح، يتعلمون من بعضهم البعض، يقومون بالدسائس المشتركة ضد الماركسية، إن هذه الظاهرة التي وصفها لينين منذ أزيد من 60 سنة، ظهرت من جديد في شروط تاريخية جديدة . إن الشيء الوحيد المختلف هو أن التحريفية المعاصرة لا تتورع في الهجوم على الماركسية اللينينية . فعلى سبيل المثال، يعلن البعض و بدون أي سند على أن " الدغمائيين " ينادون باللجوء إلى الحرب كي يبينوا سمو الاشتراكية و الشيوعية على الرأسمالية، فماذا يكون هذا ؟ فإن لم يكن افتراءا سخيفا على الماركسيين اللينينيين فهو تملق دنيء للإمبريالية و لكل الرجعيين . فالتحريفية المعاصرة تدعي كذلك أن الماركسيين اللينينيين الثوريين ( الدغمائيين )، في______ بعض التسويات الضرورية . إن الماركسيين اللينينيين الحقيقيين لا يرفضون التسويات، فخلال نضالنا الثوري الطويل، عقدنا نحن الشيوعيين عدة اتفاقيات مع العدو الداخلي، كما العدو الخارجي . لقد وقعنا مع الخط الرجعي لتشيوتشانغ بيك، كما وقعنا مع الامبريالية الأمريكية، فالبنسبة لنا نحن الماركسيين الحقيقيين، فالسؤال هو معرفة أي نوع من المساومة، ما طبيعتها، و كيف يمكن تحقيقها ؟ إن لينين كان على حق عندما قال : " إن رفض المساومة مبدئيا، و تجاهل مشروعيتها عامة كيفما كانت ، صبيانية، من الصعب أخذها بجدية ". ( مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية ) . فكما يقول لينين : " إن الإنسان السياسي، الذي يود أن يفيد قضية البروليتاريا، يجب عليه أن يستطيع التمييز بين المساومات المقبولة، و المفيدة لقضية الشعب، و المساومات ذات الطابع الخياني ". إننا كشيوعيين صينيين، ننطلق من هذه التعاليم اللينينية، للتمييز بين مختلف المساومات، تلك التي تخدم قضية الشعب، و تلك التي لها ميزة الخيانة . في سنة 1946، قال الرئيس ماو في بعض التدقيقات حول الوضع الدولي الراهن : " إن البلدان الاشتراكية، و البلدان الامبريالية، قد تتوصل الى بعض التسويات، حول بعض القضايا، و من ضمنها بعض القضايا الأساسية، و قد توضع بعض المعاهدات التي تبدو ضرورية ". إن هذا النوع من المعاهدات لا يمكن أن تكون إلا ثمرة النضال الفعال لكل القوى الديمقراطية في العالم ضد القوى الرجعية للولايات المتحدة الأمريكية، و انجلترا و فرنسا . فكل المساومات مع الامبريالية و البلدان الرأسمالية لا يفرض على شعوب هذه البلدان أي نوع من التسويات مع أنظمتها، فالنضالات المختلفة لهذه الشعوب يجب أن تستمر وفق الشروط المختلفة. إن سياستنا الدولية نحن الشيوعيين الصينيين، يجب أن تتماشى مع هذا التحليل العلمي الماركسي اللينيني الذي قام به الرفيق ماو . فكما كان الحزب البلشفي الكبير عرضة لدسائس العدو العديدة، هذا الأخير الذي هاجم البلاشفة فنعتهم بالقطاعيين، الوثوقيين، البلانكيين، و الفوضويين ... فإن الماركسيين اللينينيين الثوريين، اليوم يتعرضون لهجوم التحريفية المعاصرة، إنه من المؤسف أن ينتقل الرفيق Togliyati الى صف العدو . إن التحريفية المعاصرة، ارتكبت عدة جرائم في حق الحزب الشيوعي، لماذا ؟ أليس لأننا ندافع بشراسة عن الماركسية اللينينية ؟ أليس لأننا لا نساوم أبدا بالمبادئ، و لا نقدم تنازلات نظرية ؟ أليس لأننا نناضل ضد التحريفية المعاصرة، و الدغمائية، ضد الانتهازية اليمينية و الانتهازية اليسارية ؟ أليس لأننا نناضل ضد المغامراتية، و الاستسلامية ؟ أليس لأننا نناضل ضد القطاعية التي تبتعد عن الجماهير؟ أليس لأننا نناضل ضد الشوفينية، و القومية، و الرجعية، بمختلف أشكالها ؟ إن البعض يستغل كل فرصة ممكنة ليهاجم موضوعة الحزب الشيوعي الصيني "إن الامبرياليين و كل الرجعيين نمور من ورق " . من خلال تشويهها بمختلف العيوب، إنها موضوعة اعتمدت الدراسة العلمية التي قام بها لينين للامبريالية . إن الامبريالية تمثال ذو أرجل من صلصال، خصم يظهر انه قو ي، و وحش رأسمالي مفترس لكنه غير قادر على إيذائنا . إن التحريفية تردد دوما، يجب أن نتبع تعاليم لينين، لكنها في الواقع تنفصل، و تبتعد عن اللينينية، أي نظرية لينين، حول الامبريالية، الثورة البروليتارية، و ديكتاتورية البروليتاريا . فحول جوهر الامبريالية ألم يكشفوا عن وجههم الحقيقي، بالابتعاد عن اللينينية ؟ إن الذين يهاجمون هذه الموضوعة " الامبريالية، و كل الرجعيين هم نمور من ورق "، لا يقومون إلا بمجاراة الامبريالية، يدعون وسط الشعوب التي تريد الثورة أن مقاومة الامبريالية لا جدوى منها، و بأن الثورات كيفما كانت فلا أمل فيها . إن الامبريالية الأمريكية و عملائها أخضعت شعوب العالم منذ سنوات للتهديدات النووية : "إن الذين لا يسلمون بسيادتنا، يستحقون حذفهم " . إن كل إثارة لموضوع الأسلحة النووية وسط الجماهير من طرف التحريفية المعاصرة التي تمثلها عصبة " تيتو " تدخل في إطار المساومة مع الامبريالية الأمريكية . إن الماركسيين اللينينيين الحقيقيين يعارضون كليا سياسة الحرب النووية الامبريالية . على أي فإن الجمهورية الشعبية الصينية اقترحت في عدة مناسبات خلق منطقة فارغة من الأسلحة النووية تضم كل الدول الأسيوية و محيط الولايات المتحدة، ضمن الماركسيين اللينينيين الحقيقيين و منهم الشيوعيين الصينيين، الذين كانوا دائما يقولون بأن تأخذ كل الشعوب قدرها بيدها، و أن لا تترك مصيرها مرتبط بالابتزاز عبر التهديد النووي للامبريالية الأمريكية . إن الشيوعيين الصينيين يقولون أن البلدان الاشتراكية يجب أن تعتمد عل قوة الشعوب المرتبطة بالعدالة، إنها سياسة العدالة التي يمتلكونها، لا يجب مطلقا الاعتماد في العالم على الأسلحة النووية . إن التحريفية المعاصرة تعرف جيدا وجهة النظر الماركسية هذه لكنها تختلق الأكاذيب من أجل تضليل الجماهير، يدعون بأن أولئك الذين يسمونهم " دغمائيين " يتمنون إقحام الإنسانية في الحرب النووية . إنهم يتذرعون دائما بالأخلاق . أين هي إذن أخلاقهم عندما يفبركون أكاذيب من هذا النوع ؟ إن التحريفية المعاصرة تستعمل جملة من الأكاذيب من أجل تشويه و مهاجمة أطروحات الماركسيين اللينينيين كي تمنع الشعوب المضطهدة من القيام بالثورات و النضال التحرري . ففي نظر التحريفية المعاصرة، في ظل الشروط التي تتميز بوجود الأسلحة النووية، و أسلحة عسكرية مشابهة، فإن أي ثورة أو أي عمل ثوري سيكون ضد منطق الحياة. إن منطق الحياة يعني منطق الاستعباد الذي يهدف الى قتل إرادة الثورة عند كل الشعوب و جعلها خادمة مطيعة للامبريالية و لكل الرجعية . إن الماركسيين اللينينيين يعارضون هذا المنطق الاستعبادي و يدافعون على أن الشعب يجب أن يحرر نفسه بنفسه كي يبني حياة جديدة و مستقلة و سعيدة . إنه قانون ذلك التطور الاجتماعي الذي لن يوقفه أحد مطلقا . إن التحريفيين المعاصرين يعتبرون أنه في الشروط التاريخية الحالية، من البلاهة التمييز بين الطبقات، بين البروليتاريا و البرجوازية، بين الامبريالية و البلدان المضطهدة، بين الرأسمالية و الاشتراكية، بين الحرب العادلة و الحرب الغير العادلة، بين الثورة و الثورة المضادة . ففي نظرهم، إن هذا التمييز قد فقد مدلوله في المرحلة و لا يعكس إلا الدغمائية . ففي الحقيقة، إن التحريفية رفضت مذهب ماركس كليا، كما رفضت اللينينية، إنها تعتبر أن أولئك الذين لا يقاسمونها هذه النظرية و هذا النوع من التعاطي، الذين لا يتكلمون و لا يفعلون وفق معزوفتهم، يجهلون " الروح الإبداعية للماركسية اللينينية "، يهاجمون سياسة التعايش السلمي، إنهم يستعيرون لقب "الثوار"، إنهم يسراويين، مغامرين، دغمائيين، قطاعيين و قوميين ... إن لينين انتقد تحريفيي و انتهازيي الأممية الثانية " إن طرح الإشكال بهذا الشكل خارج الطبقات، أو فوق الطبقات، و لو كان ذلك باسم الشعب كله، يعني بكل بساطة التخلي عن التعاليم الأساسية للاشتراكية : نظرية الصراع الطبقي " ( لينين 4 المؤتمر الأول للأممية الشيوعية ) . إن هذا السلوك قد أبرز خاصة المواعظ و الإجراءات السياسية للتحريفية المعاصرة، إنها ترفض أن تصدق أن الجماهير الشعبية هي القوة المحركة للتطور التاريخي . إنها الجماهير التي تصنع التاريخ . إنهم يعتبرون أن تغيير الوضع الدولي، و مصير الإنسانية يوجد بين أيدي بعض زعماء القوى الكبرى، و ليس نابعا من القوة المتحدة للجماهير الشعبية في كل دول العالم . إن البعض يحلم فقط بالجلوس على نفس السفينة الى جانب رؤساء الدول الامبريالية ، و يعتبرون ذلك أكبر شرف لهم، بينما يرفضون التحدي و بشجاعة الى جانب الجماهير الشعبية . أليس غريبا انتماء مثل هؤلاء الى صفوف الماركسيين اللينينيين ؟ قال لينين : " إن الخطأ الكبير لزعماء الاشتراكيين الثوريين، و المناشفة هو عدم ثقتهم في الجماهير و التشكيك في قدراتها، و الخوف من طاقتها الثورية عوض دعمها كليا و بدون تحفظ " . هنا أيضا بالضبط يتجلى خطأ التحريفية المعاصرة . ففي الحقيقة،إن النظريات الحديثة التي يتكلم عنها التحريفيون ليست إلا روايات في شروط معاصرة، إنها سخافات التحريفيين القدامى من طينة برنشتاين و كاوتسكي . إنها طبعة بسيطة من كلام قديم تحاول البرجوازية من خلاله خداع الشعب . إن التحريفية أفيون، يخدر الشعب، إنها بمثابة موسيقى لتعزية العبيد . فالأحزاب التحريفية تشكل وسط الحركة العمالية، الجماعة السياسية التابعة للبرجوازية، إنها دعامة اجتماعية للبرجوازية و الامبريالية . فما دامت الأنظمة الرأسمالية و الامبريالية قائمة في العالم، فإن التحريفية كتيار فكري سيظهر دائما، في فترات مختلفة، و بأشكال مختلفة . إذن لم تم انهيار الأممية الثانية، عمليا و نظريا . إن لينين كان قد توقع سنة 1917 " ففي بعض عشرات السنين، فلنتمنى ذلك، سيخرج من أحشاء الاشتراكية الديمقراطية المتحدة و العالمية بليخانوفيين جدد، و شيدمانيين جدد، و توفيقيين جدد كأمثال كاوتسكي . لقد أثبت التاريخ ذلك، فبعد وفاة لينين، عرفت الحركة الشيوعية العالمية صراعا حادا بين الماركسيين اللينينيين و أعداء الماركسية، إن هذا الصراع كان دائرا بين اللينينيين و على رأسهم الرفيق ستالين من جهة و من جهة أخرى كان تروتسكي و بوخارين و بعض المغامرين اليساريين، و الانتهازية اليمينية . و ها نحن اليوم مرة أخرى نعيش هذا الصراع الحقيقي بين الماركسيين اللينينيين و أولئك المعارضين للماركسية اللينينية، أي التحريفية المعاصرة . إن إعلان موسكو لسنة 1957 قد قال : "إن الخطر الأساسي الذي يواجهنا اليوم هو التحريفية " . إن التأثر بالبرجوازية يشكل السبب الداخلي للتحريفية، و الاستسلام أمام ضغوط الامبريالية هو السبب الخارجي . ففي الدول الرأسمالية و الامبريالية، فإن الأسباب العامة التي حددها لينين و التي تؤدي الى ظهور التحريفية مازالت قائمة الى يومنا هذا . إن الامبريالية و الرجعية، وفقا لحاجياتهم، و من أجل إزاحة الجماهير الشعبية تستعمل أسلوبين أساسيين : العنف المباشر تارة، و بعض الإصلاحات تارة أخرى . إن هذين الأسلوبين يستعملان بشكل دوري، أو بشكل منسق . فكلما كانت البروليتاريا قوية، كلما كان احتيال البرجوازية كبيرا من أجل خداع الحركة العمالية، ما يسبب عدة ردات انتهازية . قال لينين : " إن تذبذب أسلوب البرجوازية يؤدي الى تقوية التحريفية وسط الحركة العمالية، كما أن هذه التذبذبات تحول الاختلافات التي تظهر وسط الحركة العمالية الى انشقاقات " خلافات وسط الحركة العمالية الأوروبية . إن كلمات لينين هاته هي بمثابة تحذير دائم للحركة العمالية العالمية . إن هذه السحابة الداكنة للتحريفية تغطي حاليا سماء الحركة العمالية العالمية . إن التحريفية المعاصرة، تلجأ علانية الى الأنشطة الانشقاقية .إن ظهور التحريفية المعاصرة بالحق تعتبر سوءا . و بما انه لا يمكن تجاوزها،و علاوة على أنها أصبحت حقيقة موضوعية، فإن ظهور التحريفية المعاصرة يمكن الناس من معرفة و تمييز و فهم السوء الذي تسببه، و سيمكن تغيير هذا السوء. بدعم من الامبريالية، فإن التحريفية المعاصرة، تعتقد على ما يبدو لها أنها انتصرت . لكن الحقيقة ستنتهي بنقل التحريفية نحو العبثية، و الى انتصار الماركسية اللينينية عليها . إن التحريفية المعاصرة، تحاول عبثا تحقيق بعض التقدم، معتقدة انتهاء صلاحية الماركسية . فالماركسية اللينينية هي التي ستستجيب لحاجيات التطور التاريخي للبشرية و ليس التحريفية المعاصرة، إن التاريخ يؤكد أن النصر النهائي سيكون للماركسية اللينينية . إن وضع الحركة العمالية اليوم، يعتبر أفضل من الماضي، يوجد قطب اشتراكي قوي، كما يوجد ارتباط عالمي قوي بالماركسية اللينينية . فبوعي لم يسبق له مثيل، فكل شعوب العالم هنا، بالإضافة الى الحركة الثورية الوطنية و الديمقراطية التي عرفت إقلاعا عنيفا، بينما الامبريالية تعيش أياما صعبة . فبعد التجربة الغنية المكتسبة في القارتين الأوروبية و الأسيوية، فالثورة الاشتراكية في أمريكا اللاتينية اغتنت من هذه التجارب . إن كل هذه التجارب قد ساهمت في اغناء الماركسية اللينينية، لقد سلحت إيديولوجيا، الشعوب الثورية في كل البلدان . إن كل هذه الحقائق وقائع تاريخية موضوعية، تحاول التحريفية بترها و تشويهها . إن الصراع الإيديولوجي في نهاية القرن 19 على المستوى العالمي بين الماركسية اللينينية و التحريفية، كان معركة ثورية كبيرة خاضتها البروليتاريا . إن الصراع الإيديولوجي الذي نخوضه على المستوى العالمي، تحت راية اللينينية ضد التحريفية المعاصرة، يجب أن يصبح أيضا رمز التطور الشاسع للحركة الثورية البروليتارية، و لكل الحركات الثورية الشعبية . إن السيل الجارف للحركات الثورية لكل الشعوب، المؤطر بالماركسية لا يمكن إيقافه . " التنبؤات " التاريخية لمذهب كارل ماركس " الذي كتبه لينين في 1913، ينتهي بهذه الجملة : " لكن المرحلة التاريخية، الآتية ستحمل للماركسية، مذهب البروليتاريا، نصرا باهرا " . نستطيع أن نتنبأ أنه في عصر الثورات الكبرى، حيث البناء و التشييد في مختلف الدول الاشتراكية، يحرز بدون توقف انتصارات جديدة، حيث حركة التحرر في آسيا و إفريقيا و أمريكا اللاتينية، حققت إقلاعا قويا، حيث الطبقة العاملة و الشعوب المضطهدة الأوروبية و الأمريكية استيقظت، نرى اللينينية تحقق انتصارات أكثر بطولة . بقيادة الفكر اللينيني العظيم، رفعت الى الأعلى راية وحدة الحركة الشيوعية العالمية، راية وحدة دول القطب الاشتراكي، راية وحدة الأحزاب الشيوعية و العمالية بكل دول العالم، وحدة شعوب العالم، الراية الثورية لإعلاني موسكو، من أجل النضال جميعا ضد الامبريالية و الرجعية للدفاع عن السلم العالمي .
صدرت في 1963
#ابراهيم_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يرد الماركسيون اللينينيون الماويون على -الانتقادات- التي
...
-
ملاحظات حول بعض خلفيات نقاد -ندوة مراكش-
-
محطات من تاريخ الماوية بالمغرب: وثيقة تاريخية لمنظمة -إلى ال
...
-
الحركة التضامنية مع المعتقليبن السياسيين وسؤال الوحدة
-
معركة مراكش: النتائج و الافاق
-
حركة المعتقلين السياسيين بمراكش - دروس و عبر -
-
انتفاضة مراكش تكشف حقيقة -حركة لكل الديمقراطيين
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
-
فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد
...
-
السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل
...
-
هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
-
تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم
...
-
العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم
...
-
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|