أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصر محمد اليوسف - العمليات (الاستشهادية - الانتحارية - الإرهابية)















المزيد.....


العمليات (الاستشهادية - الانتحارية - الإرهابية)


نصر محمد اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العمليات "الاستشهادية" تخالف إرادة الله
شهدت السنوات الاخيرة تفاقم ظاهرة التغرير بالبسطاء من المسلمين، لتنفيذ عمليات انتحارية، (((استشهادية))) بين صفوف أناس،، لا يمكن لهم أن يؤثروا في القرارات السياسية، لا وهم أحياء،، ولا حتى بعد أن يسقطوا ضحايا... وبهذا فإن النتيجة الوحيدة، التي تجلبها عملياتٌ من هذا النوع،، هي تشويه صورة الإسلام، وإثارة مشاعر الكراهية ضد كل مسلم بلا استثناء...
إنني كعربي مسلم، وجدت من واجبي أن أضيف صوتي إلى الأصوات التي تُـحذِّر من عبثية هذا النوع من "النضال" وخطورته، فقررت أن أتوجه إلى المسلم الصادق البسيط بهذه الـ (مقالة ـ رسالة)، آملا أن تساهم بساطتُـها وتسلسلُـها المنطقي، في الوصول إلى قلبه....
بسم الله الرحمن الرحيـم
هذه رسالة، أوجهها لكل مسلم، يبتغي من كل عمل يقوم به، مرضاةَ الله وحُـسنَ الثواب...
إخوتي الأعزاء!!!
إن العمليات (الاستشهادية ـ الانتحارية ـ الإرهابية)، التي جرت وتجري تحت اسم الإسلام، وتُـزهَـق فيها أرواحٌ بريئة،،، تتطلب من كل مسلم غيور على سمعة دينه أن يتساءل:
ـ هل يصح أن يرتبط سفكُ الدماء ونشر الأحزان وبث الرعب باسم الإسلام؟؟؟
لا أعتقد أن أحدا من المسلمين يرضى بذلك... ذلك أن كل مسلم، على ثقة تامة بأن الإسلام دين السلام والخير...
وهنا يبرز سؤال:
ـ إذا،،، كيف يتم ذلك على أرض الواقع؟؟؟
وأجيب بكل قناعة بأن ذلك يتم بتخطيط من أناس، يُـسَخِّـرون الدين لغايات في أنفسهم...
ورب قائل يقول: إذا،، الخلل في الدين، الذي يتيح للمغرضين استغلال تعاليمه، بشكل يدفع البعض لـقتل نفسه وقتل الأبرياء...
وأرد بكل تأكيد أن الدين براء من الخلل... وإنما الخلل في تفكير أولئك المسلمين البسطاء، الذين يتنازلون عن حقهم وواجبهم في التبصر والتفكير، ويسمحون للآخرين أن يفكروا عنهم، ويفسروا ويؤولوا تعاليم الإسلام وفق ما تقتضيه مصالحهم...
لهذا أجده واجبا علي أن أتوجه للمسلمين البسطاء، الذين يتمسكون بدينهم بكل صدق وعفوية، داعيا إياهم للتفكيـر والتبصر، تنفيذا لتعليمات الله سبحانه، التي وردت في عشرات الآيات...
تعالوا إخوتي نتناول الأمر خطوة بعد خطوة:
في البداية يخبرنا الباري عز وجل أنه قرر أن يجعل له خليفة في الأرض... "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة." (البقرة‏:30)‏‏... وقرر (الله تعالى) كذلك أن يضع المخلوقَ المنتظر في مرتبةٍ أعلى من مرتبة الملائكة... هذا ما يؤكده إضفاءُ صفة الـ "خليفة" على ذلك المخلوق المنتظر، ويؤكده قولُـه تعالى: "إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين،، فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فـقعوا له ساجدين". (‏ ص‏:71، 72 ). ونتابع في تأمل كلمات الله، ونخص منها: "يا أيها الناس اتقوا ربكم، الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء." (النساء: 1)
هذه الآيات الكريمة تُـظهر بوضوح تسلسل عملية ظهور النفس (الإنسان) على الأرض. حيث أخذ الخالق قِـطَـعا من طين الأرض، وركبها على صورة إنسان، ثم نفخ في ذلك الطين من روحه، فأصبح الطينُ المجبول بروح الله (نَـفْـسا) أو (بشرا)...
وأود هنا أن ألفت انتباهكم إلى مسألة مهمة، وهي أن الله استخدم كلمتي "بشر" و"نفس"، ولم يُـقرِنْـهما بأية مواصفات أخرى؛ كاللون أو العرق أو القومية أو المعتقد... وهذا يعني أن كل إنسان هو "خليفة" الله في الأرض...
وننتقل إلى آية أخرى يقول فيها المولى عز وجل: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنّما قتل النّاس جميعاً"... (المائدة: 32)
إن هذه الآيةَ الكريمة، توضح بما لا يدع مجالا للتأويل أن قتل (النفس)، بغض النظر عن شكلها ومعتقدها، يصح في حالتين:
الأولى: لتنفيذ القصاص... أي لتنفيذ حكم الإعدام بمن ثبت أنه ارتكب جريمة قتل...
الثانية: لتنفيذ حكم الإعدام بشخص ثبت أنه ينشر الفساد في الأرض...
والمفسد هو الإنسان الذي يساهم، بقصد منه أو بغير قصد، في خلق حالة من الفوضى والانحلال والانفلات في المجتمع ، بما في ذلك؛ الترويج للفساد الأخلاقي والمخدرات، والاعتداء على أرواح وأعراض وممتلكات الغير... وهذا التفسير ورد في قوله تعالى: "ـ ـ ـ سعى في الأرض ليـُفـسِـد فيها، ويُهلكَ الحرثَ والنسل ـ ـ ـ" (البقرة: 205)
إخوتي!
إذا اتقينا الله في تعاليمه، وابتعدنا عن التلاعب بكلماته، فسوف نتوصل إلى نتيجة لا لبس فيها، مفادها أن قتل أي إنسان خارج الحالتين المذكورتين أعلاه، يُعتبر بمثابة إبادة للجنس البشري... وبالتالي تَـحَـدٍّ لإرادة الخالق العظيم...
أي أن من ينفذ تفجيرا، يَـعتقد أنه يتقرب به إلى الله، يجد نفسه، في واقع الأمر، مشاركا في عملية استئصال خلفاء الله وعياله... وما مصير من يتحدى إرادة الله، ويسعى لإبادة خلفاء الله وعياله؟؟؟ سؤال لا يحتاج إلى إجابة...
وقد يقول قائل: إن من يُـسموْن بالأبرياء، هم في الواقع مجرمون، أو على الأقل شركاء في الجرائم، لأنهم ينتخبون قادة، يرتكبون الجرائم باسمهم...
وأقول لمن يقدم مثل هذه التبريرات، إن هذا لا يصح في المنطق... لأننا إذا افترضنا جدلا أن ثمة بين الضحايا من "انتخب" أولئك القادة، فليس بالضرورة أنه يوافق على كل ما يقومون به... وما من شك في أن بين ضحايا مترو موسكو، أو قطارات مدريد، أوشوارع لندن ونيويورك وبغداد وكابل ودمشق والرياض، شخصا واحدا على الأقل، لا يهتم بالسياسة، ولا ينتخب، ولا يوافق على كل تصرفات قادته... فبأي ذنب قتل هذا الشخص؟؟؟
وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا التبرير يتنافى مع تعاليم ديننا، التي تحظر علينا أن نعاقب أحدا على ذنبٍ ارتكبه شخصٌ آخر... والدليل على ذلك قوله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى.". (الانعام: 164) و(الاسراء: 15) و(فاطر: 18) و(الزمر: 7)
إخوتي!
قد يحاول البعض، ممن يخططون أو ينفذون مثل هذه العمليات، تبرير ما يقومون به بدعوى أنهم "يجاهدون" لإرغام الحكومات على تغيير سياساتها، أو سحب قواتها، أو لمعاقبة المتعاملين مع الغزاة، أو لإزاحة حاكم ظالم...
نعم هذه أهداف نبيلة بلا جدال... لكن الغاية، مهما كانت نبيلة، لا يجب أن تدفعنا إلى إغضاب الله وتحدي إرادته... ونحن إذا مضينا في هذا السبيل، فإنما نكون قد فضلنا تعاليم ماكيا فيللي على تعاليم ديننا، دينِ العدالة والسلام...
والسلام عيكم
نــصــر محـمــد اليـوســـف




#نصر_محمد_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “ارسمي الفرحة على وجه البيبي الصغير” استقبل حالا تردد قناة ط ...
- الرئيس بزشكيان: على الدول الاسلامي التعاون ووضع الخلافات جان ...
- هل أحاديث النبي محمد عن الجيش المصري صحيحة؟.. الإفتاء ترد
- المكتبة الخُتَنيّة.. دار للعلم والفقه بالمسجد الأقصى
- “خلي أطفالك مبسوطين” شغّل المحتوي الخاص بالأولاد علي تردد قن ...
- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصر محمد اليوسف - العمليات (الاستشهادية - الانتحارية - الإرهابية)