أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - الدرة المفقودة














المزيد.....


الدرة المفقودة


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 18:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الدرة المفقودة

بعد انهيار المعسكر الاشتراكي تمكنت تلك الأحزاب اليسارية الجلباب والبرجوازية الفحوى والطموح من إشهار إسلامها للسلطة المخزنية، الذي طالما أخفته، وباتت ركيزة واضحة من ركائز الإقطاعية ذات الوجوه المتعددة والمختلفة. فتارة تراها بوجه المهرج المقلد للحاكم وكثيرا ما تظهر بوجه الحاجب المخزني وهو الأنسب لها. لكن ضررها لايكتمن فقط في خيانتها للعهد، فهذه أمور تحصل كثيرا في المسار النضالي لطول وصعوبة سكته، بل يكمن بالدرجة الأولى في كونها أفقدت الجماهير إيمانها بالنضال المشروع من أجل حقوقها وجعلتها ترتمي في أحضان التطرف والعنف. وهنا جنايتها التاريخية الكبرى في حق الجماهير التي لن تعفيها من المساءلة وحتما ستقدمها لمحاكمة عادلة آجلا أم عاجلا، فيوم الحساب آت لا ريب فيه.
لقد استغل هذه الظروف العكرة أصحاب الفكر التكفيري وعملوا باجتهاد على اصطياد النفوس الضعيفة واستقطابها وتجنيدها لجنة الفردوس على حساب الأبرياء. وما يجدر ذكره هنا هو أنّ قوة خطابهم الاستقطابي تكمن خارج كيانهم الإديولوجي الضعيف بفطرته، حيث ساعدهم في نشر فلسفة الكراهية والعداء للآخر عجز الشق اليساري الشريف عن تقديم بديل فكري للجماهير يتماشى وإمكانيتها الفكرية الرهينة بمرحلة تطورها التاريخي. فجاء فكر الرؤية والخلافة والجهاد ليملأ ذاك الفراغ الناتج عن ضعف مدرسة التنظير اليسارية، إن لم نقل انعدامها. فهذا الشق اليساري، رغم تسليمنا بإخلاصه، نعتبر طموحاته غير متكافئة مع إمكانياته الفكرية وبالتالي فهو عاجز على تأطير الجماهير وقيادتها. هنا اُفتقدت الدرة أي أن جماهيرنا اليوم هي في أمس الحاجة إلى من يقودها ويوجهها في نضالاتها اليومية كحد أدنى وصراعها الطبقي كحد أقصى. فمن سيرجع الدرة المفقودة إلى مكانها؟
حسب اعتقادنا هناك ثلاث قوى تطمح لدور القيادة الجماهيرية وهي:
أ‌) العدالة والتنمية: هذا الحزب لا يمكنه ذلك لكونه انصهر في القالب المخزني وبات إحدى ركائزه، وكل كلامه عن العدالة والتنمية تمويه لحقيقة كنهه المخزني. فهذا الحزب طرأ عليه نفس التغيير الذي عرفته أحزاب يسار الماضي.
ب‌) العدل والإحسان: رغم دورها البارز،اليوم، في نضالات الجماهير إلا أنها تنظيم آبوسي لا يختلف عن النظام الإقطاعي في شيء، حيث بنيتها تعتمد على طاعة المريد المطلقة للشيخ. كما أنها لا تمتلك تصورا واضحا للبنية الاجتماعية والإقتصادية والصحية والمالية والتعليمية.. كل ما تروجه هو أفكار عن مجتمع إسلامي من وحي تقديسها لماضي غامض ومليئ بالفلكلور الشعبي. لكن العدل والإحسان، رغم اختلافنا معها في الرؤية، تبقى تنظيم شريف ثابت على مبادئه ولا يقبل المساومات فيها، على الأقل في ظل قيادة مؤسسها وقائدها عبد السلام ياسين أما بعد رحيله، كل نفس ذائقة الموت، فلا توجد ضمانات لاستمراريتها في نفس النهج.
ت‌) اليسار الشريف، والذي غالبا ما نسميه بالسلفيين، عاجز عن تحمل مهمته التاريخية نظرا لعدم قدرته عن النزول من علياء الترف الفكري إلى أرض واقع الجماهير الكادحة. لذلك لا نعتقد بأنه سيتمكن من الارتقاء إلى الدور الطلائعي في نضالات المستضعفين.
انطلاقا من هذه المعطيات نرى ضرورة العمل على إنشاء أرضية نضالية غير سابقة تعتمد نهجا جديدا في المسار النضالي لجماهيرنا الكادحة. أرضية منبنية على إيديولوجية فحواها العدالة الاجتماعية بمعنى تكافؤ الفرص للمواطنين، وكرامة الفرد أي ضمان حريته في الاعتقاد والتعبير والمشاركة في تسيير أمور مجتمعه والحق في العمل الشريف والتعليم والتطبيب والراحة وأخرى. ونرى أن هذه الإديولوجية لا بد لها من أن تنطلق من تاريخنا وتقاليدنا العريقة دون إغفال التجربة البشرية ككل في مجال التحرر والانعتاق من أغلال الاستغلال، ولا بد لها من الارتكاز على الأسس العلمية التنظيرية منها والعملية بعيدا عن الرومانتكية والفولكلوريات. هذه الإديولوجية الجديدة تجعل من مبادئها التعددية والإيمان بنسبية الحقيقة وسلطة الشعب المتمثلة في مبدأ الشورى بين أبناء الشعب الواحد على اختلاف آرائهم ومعتقداتهم. إننا نريد لها أن تكون إيديولوجية التوحيد لا التفريق، الأخوة والرفاقية لا العداوة والكراهية. لأننا أبناء شعب واحد ووطن واحد وأمة واحدة طالما حاول المستعمر دس التفرقة بينها فلم يفلح فهل ينجح المخزن حيث فشل الاستعمار؟
إن وحدة الصفوف ضرورية إن رغبنا في التغيير، وإتلاف القلوب إجباري إن طمحنا للنجاح، والتحام القوى لا مناص عنه إن سعينا، فعلا، لمغرب عهد جديد.
ولنا عودة في الموضوع.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الرفاق السلفيين
- أصرخ أين شهامتكم..؟
- أهل القرية وابن الشهيد
- هو وهي
- Tyrannosaurus
- أسباب فشل اليسار المغربي كما أراها
- واعتصموا..
- زيرو دولة المغرب
- المنصب
- حول موضوع روسيا البيضاء بموقع الجزيرة
- مغرب العهد الجديد
- الحسناء والمفتي المتقي
- الطائفية: جماعات دينية أم تنظيمات سياسية
- الاتحاد السوفياتي لا زال قائما
- وحدتنا الترابية: قضية انفصاليين أم قضية غياب الديمقراطية؟
- حرية التعبير في المغرب المخزني: إلى أين؟
- فطرتنا الحقيقية: سياسة المعيارين
- عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم ديمقراطيون
- عندما يصبح الإنسان بضاعة
- نضال الجماهير الشعبية في متاهات الصراعات الإديولوجية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - الدرة المفقودة