|
الأكراد وفزاعة الأسرلة 1|3
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 908 - 2004 / 7 / 28 - 11:12
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
اتخذ الموقف من الأكراد-بعامة- منذالسقوط الأخير لصدام حسين في المصيدة التي أعدها بنفسه، منحى جديدا، حيث إن القوى الشوفينية بدأت تحرك أعدادا من بيادقها ساسة وأشباه مثقفين وغوغاء قوميين ، أواسلامويين ، للتنطع للكردي ،وتشويه صورته ، وتخوينه ، وتأليب الرأي العام عليه ،تارة على انه دخيل على مكانه ،ووطنه! ،وتارة على انه سبب في استدراج الأجنبي إلى المنطقة ،وسوى ذلك من الأضاليل التي لا يصدقها مطلقوها في الأصل. وها هي هاتيك القوى تنتقل إلى مرحلة أخرى ، تستخدم فيها كل ارثها، وملكيتها، واحتياطها من الأكاذيب والاتهامات المحرمةاخلاقيا ،إذ تحاول خلق علاقة وهمية بين الأكراد والإسرائيليين ، على أن الموساد تغلغل في – أرض العراق – وكردستان ، بسبب الأكراد!، دون أن يدرك هؤلا ء مسألتين مهمتين : أولاهما:أن من احتل العراق ، هم الأمريكان ،وليس الأكراد ، وان دخول أية قوى – غير مرغوب بها – إسلاميا ، وعربيا ، ليس بسبب تواطؤ الأكراد ، وإنما يتم تحت إشراف المحتل ، ووفق مخطط لا علاقة للكرد به . وثانيتهما : يصور هؤلا ء الحاقدون على الأكراد ، بأن الإسرائيليين انما يقيمون في كردستان ،فحسب ، دون الحديث عن كامل العراق وخارج إرادة العراقيين :عرباً وكرداً ، في ما لو كان الأمر صحيحا ، ودون أن يذكر-وبحسب مصادر كردية كانت قد تنطعت للرد علىالتهمة - بأن لليهود( كديانة وليس الصهيونيةا لبتة ) أنفسهم أماكن مقدسة ،من معابد ، ومزارات ، قد تؤجج في نفوسهم – نوستالجيا – إليها ، شأن غيرهم من البشر ، مادام أنهم كانوا أبناء هذا المكان ،يعيشون إلى جانب العرب والأكراد وسواهم في أرض العراق . واذا كان من البدهي ، ان لا مشكلة قومية ، أوجغرافية كردستانية مباشرة مع اليهودأوالقضية الفلسطينية ، رغم وجود يهود كردستانيين ، وذوي أصول كردية ، الا أن الأكراد ، ومن المنطلق الوطني المطلوب ،سواء أكانوا في سوريا ،أم في العراق ، فانهم ينظرون إلى إسرائيل من المنظور الوطني السوري أو الوطني العراقي ، من خلال صوابية هذا الحسّ الوطني ، ومن خلال الحس بوحدة المصيرمعاً، وهو ما يرتب على الشريك العربي : مكانياً ، أن ينظر هو الآخر إلى القضية الكردية ، بالروح نفسها ، ويتخذ الموقف نفسه أي موقف الكردي من الإسرائيليين وكافة مشاريعهم التوسعية المرفوضة (وذلك بتفهم أخوتهم الكرد في سائر أجزاء كردستان) ويمكن أن نقول مثل هذا الكلام أيضاً في ما يتعلق بالموقف الإسلامي كاملاً، وهو ما لم يتم للأسف نتيجة الخلل في المعادلة ، والتي يسببها موقف الشعوب المجاورة والمتعايشة مع الكرد، منهم، أجل إنها إشكالية دقيقة ينبغي أن يتفهمها هؤلاء الأخوة : عرباً وأتراكاً وفرساً ...! لقد وصلت الأمور في هذا الاتجاه أن تنشر جريدة الثورة السورية ( وهي إحدى ثلاث صحف رسمية في سورية! ) مقالاً لـ .د رفعت سيد أحمد وهو كما يعرف نفسه : كاتب ومفكر سياسي مصري بعنوان : الموساد ........ حين يتغلغل !! الأصابع الإسرائيلية في العراق نموذجاً وذلك في 8تموز-2004... يبين – الكاتب – منذ استهلالة مقال| الفتنة هذا (إنه من هؤلاء الذين كانوا يحذرون من خلط الأوراق في أية قضية سياسية لأن ذلك يولد إشكاليات لا يسهل حلها مستقبلاً وآية ذلك ما يحدث اليوم في شمال العراق بشأن الملف الكردي ، وبخاصة الدور الإسرائيلي الجديد القديم هناك. وإذا كنا نحذر من خلط الأوراق بإجمال ، فإننا بشأن هذا الملف تحديداً ، ينبغي أن نحذر منه ، وأن نعرف موضعه وحدوده قبل أن نسارع باتهام ( قوة إسلامية ) لها دورها ، وتاريخها الذي نعتز به خاصة في امتداداته داخل إيران وسوريه وتركيا ، فالأكراد تاريخياً كانوا أصحاب دوررائد في تاريخ منطقتنا بدءاً من صلاح الدين الأيوبي ( الكردي المسلم ) الذي حرر القدس من أيدي الصليبيين وانتهاء بـ ( كرد علي ) الذي رأس مجمع اللغة العربية في دمشق ومئات غيره من ذوي الدور والحيثية السياسية والحضارية التي نهضت بهذه الأمة ، وشاركت في بناء حضارتها الزاهرة .، وكل هذا الكلام له طبعاً...!. من خلال قراءة هذه الاستهلالة نجد مايلي : 1- إن الكاتب ومنذ السطر الأول يقرّ بأنه يقوم بخلط الأوراق وفي هذا وحده رد منه عليه ،و لولا الإحساس الشخصي مني بضرورة وضع النقاط على الحروف لما خضت غمار محاورته البتة . . 2- يحاول الكاتب أن يبين أنه يختلف الكاتب عن هؤلاء الذين يجحدون على الكرد دورهم البارز الذي قاموا به منذ أن دخلوا في حظيرة الدين الإسلامي . 3- علاقة الأكراد بالعرب ، تبدأ لديه بصلاح الدين الأيوبي وتنتهي بمحمد كرد علي فقط . 4- يشير الكاتب أن الأكراد ممثلين بصلاح الدين ومحمد كرد علي، و المئات غيرهما نهضوا بهذه الأمة ، ولا أدري هل أنه يتحدث عن أمة عربية ؟ أم أمة إسلامية ؟وهل يرى أن دور هؤلاء ينبغي أن يكون مقتصراً على النهوض بأمم سواهم، وعلى حساب شخصية أمتهم الكردية ؟. 5- إن تهمة عمالة الأكراد لإسرائيل هي جديدة قديمة، أو العكس، حسب قوله حرفياً! ، وهو بهذا ينسف الوصف السابق للأكراد من قبله، جملة وتفصيلاً ، ولعلي أتذكر هنا ذلك المعارض العروبوي في ملتقى الحوار الوطني في باريس، الذي رد عليّ علانية بأن البطل صلاح الدين الأيوبي لم ينتصر على أعدائه لأنه كردي، بل لأن ثقافته عربية إسلامية! ، إذ رددت عليه وبهدوء: لم لم تعاود هذه الثقافة منذئذ صناعة بطل آخر يحرر الأرض والكرامة العربيتين المغتصبتين!.
قبل أن أخوض غمار الرد على هذا الكاتب أحبّ أن أؤكد نقطتين اثنتين : -على الرغم من هويتي الكردية انتماءً، وإحساساً ، إلا أنني أعد نفسي يوماً وراء يوم أكثر شعوراً وغبطة بانتمائي السوري وضمن معادلة تربطني ككردي ابن هذه الجغرافيا بالآخر الذي بات يعيش معي ، وتكمن مصلحتنا – جميعاً –في أن نبني هذا المكان ، ونذود عنه ، ولكن بعيداً عن وهم الوشائج الواهية التي تفرض على الكردي على حساب إلغاء هويته !. - إن فهمي – كماركسي – للصهيونية ، جوهراً ، ورؤى، وممارسة ، مبني على أسس راسخة ، لن تتغير ، يضاف إلى ذلك صحة إدراكي لمفهوم الشراكة أو المواطنة مع الآخر / العربي، وما يفرضه كل ذلك عليّ ، من خلال الانسكان بوحدة الهم ، والتطلع ، والحلم ومن هنا ، فلقد تبينت خلال مساحة واسعة من كتاباتي – الهمّ العربي الفلسطينيّ – من خلال حسّ إنسانيّ ، عال ، تماماً ، كما أحمل همّي ككرديّ ، منذ اولى كتاباتي إبداعاً ونثراً ... ، وإن بات يخدش رغماً عنّي – الآن – مثل هذا القناعة – لدي – وللأسف – موقف هذا الشريك ، من سائر قضاياي ،و الذي ينظر إلى الكردي – ودون سائر المسلمين غير العرب – على أنه من جملة سباياه !، وأن وجوده مرهون بتذويب ملامحه ، في خدمة سيده ، لأنّ العلاقة بينهما لاتعدو علاقة سّيد ومسود البتة...! .،وهنا تماماً مأزق الذهنية الاستعلا ئيةالمرفوضة،والمدانة في آن واحد . يتبع.............
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأكراد وفزاعة الأسرلة 2/3
-
الأكراد والمعارضة السورية رداً على محمد سيد رصاص
-
سوريا على مفترق طرق
-
قلق عارم ...لا ينتهي
-
معايير مفلوجة.!
-
هذه المسافات الوهمية متى نزيلها ...؟!
-
أنا و التلفزيون....!.
-
أحقاد الرؤوس وحرب الفايروس ....!الى أحمد جان عثمان
-
ما لم تنشره صحيفة ( المحرر العربي ) حول أحداث 12آذار
-
-حول اعتقال أكثم نعيسة- حكمة العقل لا قبضة اليد ....! -وطن و
...
-
بين نوروز وعيد العمال العالمي ...!
-
بمناسبة عيد الجلاء العظيم كل عام وأنتم وشعبنا بخير..!
-
دماء دون أربعين
-
الجزيرة العليا استعادة لتأريخ مغيب !!!
-
على هامش أحداث 12 آذار حوار مع صديق مختلف ...! 3 / 3
-
على هامش احداث12آذار حوار مع صديق مختلف 2من 3
-
على هامش احداث 12 أذار حوار مع صديق مختلف 1/3
-
أكراد سوريا مهاجرون أم يراد تهجيرهم...!!؟
-
خدش الطفولة - إلى محمد غانم
-
المثقف العربي و محنة الكردي 3 من 3
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|