أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية














المزيد.....


القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 23:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


لأول مرة في تاريخ الإعلام المصري تصدر محكمة حكما قضائيا بوقف برامج تليفزيونية، لقد حصل المستشار مرتضي منصور علي حكم قضائي بايقاف ثلاثة برامج رياضية في قناة الحياة يقدمها المذيع اللامع أحمد شوبير علي اعتبار أن هذه البرامج تضمنت سبا وقذفا في حق المستشار، وقد استقبل الوسط الإعلامي الخبر بدهشة وفتح المجال لمناقشة تأثير الحكم علي الإعلام بشكل عام وعلي الإعلام الرياضي بشكل خاص. لقد حل شوبير منذئذ ضيفا علي العديد من البرامج الفضائية معتبرا ما حدث اعتداء علي حرية التعبير والإعلام، وهي الحرية التي تميز مصر عن سائر الدول العربية.

وفي الوقت نفسه استغل المستشار كاريزمته وقدراته التعبيرية في اقناع المشاهدين بأن ما يقدمه شوبير بعيد كل البعد عن الإعلام. والسؤال الذي نطرحه هنا هو: هل من سبيل لمنع مقدمي البرامج «الرياضية» من النطق بعبارات وألفاظ خارجة في حق الآخرين؟ للإجابة عن هذا السؤال فقد قررت التجول في دهاليز الإعلام الرياضي الأمريكي الذي يحتمي بالمادة الأولي في الدستور الأمريكي التي تدعم حرية التعبير وحرية الصحافة.


من الملاحظ أن البرامج الرياضية في بلاد العم سام منذ نشأتها تضمنت بعض الفقرات التي تنم عن عنصرية مقدميها، ورغم ذلك لم تتعرض هذه البرامج للإلغاء كما حدث في برامج قنوات الحياة بل دفع مقدمو البرامج ثمنا باهظا للتصريحات غير المسئولة التي خرجت من أفواههم. وإليكم نماذج إعلامية من أمريكا تعكس إساءة استخدام حرية التعبير والإجراءات التي تمت للتصدي لها. لقد حدث في 15 إبريل 1987م أن حل آل كامبانيس، المدير التنفيذي لفريق لوس انجلوس دوجرز، ضيفا في البرنامج الشهير «نايتلاين» أو خط الليل، فبادره مقدم البرنامج تيد كابل بسؤال: لماذا لا تستعين الأندية الرياضية بمديرين فنيين أو مديرين عموم من السود في دوري البيسبول؟ لقد جاءت الإجابة متضمنة إهانة صريحة للمواطنين السود، جدير بالملاحظة أن مسئولي نادي دوجرز لم ينتظروا طلوع الفجر ولم يعطوا الفرصة لأحد لكي يلجأ للقضاء، إذ لم يكد ينتهي البرنامج حتي أعلن مسئولو الدوجرز الاستغناء كليا عن خدمات كامبانيس. المثير للدهشة أن مذيعا آخر وقع في نفس الشرك في غضون عام من واقعة كامبانيس. وهذا المذيع هو جيمي سنايدر الذي قضي 12 عاما في مجال الإعلام الرياضي. ورغم هذه الخبرة الطويلة إلا أن سنايدر تعرض في 16 يناير 1988م للفصل من الوظيفة نتيجة لإدلائه بتعليقات عنصرية في حق الرياضيين السود.

لعل الإعلام الرياضي الأمريكي لم يستوعب دروس الثمانينيات إذ استمر مقدمو البرامج في النطق بألفاظ مهينة للآخرين ففي أكتوبر 2003م أطلق راش ليمباغ، مذيع شبكة أي اس بي ان، عبارات عنصرية في حق لاعب كرة القدم في نادي ردسكينز، دونافان ماكناب، حيث قال ليمباغ إن ما كناب لم يكن ليلقي النجاح لولا أنه من ذوي الأصول الأفريقية. وكانت هذه التصريحات كافية للمطالبة باستقالته من الشبكة، لقد حدثت واقعة مماثلة في عام 2006م حيث تعرض مقدم برنامج إذاعي يدعي مايكل ايرفين للفصل بعد أن نطق بعبارات عنصرية مفادها أن لاعب نادي الكاوبوي توني رومو ذا الأصول الأفريقية ليس لاعبا جيدا «لأنه ليس من البيض» لكنه يجيد اللعب لأن دماء بيضاء تجري في عروقه.

أما في مارس 2007م فقد أقدم المذيع الشهير في قناة سي بي إس، دون ايموس، بالإدلاء بتصريحات عنصرية في حق لاعبة أمريكية سوداء في فريق روتجرز لكرة السلة، وعلي الفور قررت شبكة قنوات السي بي إس الأمريكية فصل ايموس من البرنامج الإذاعي الذي يقدمه ولم تلتفت إلي الشهرة التي حققها في مجال الإعلام. لقد جاء في تصريحات رئيس الشبكة أن الإدارة تدرك التأثير السلبي للغة العنصرية علي الشباب الأمريكي.

ومما سبق يتبين لنا أن مقدمي البرامج في أمريكا يدركون أن حرية التعبير لا تعني حرية السباب وأن المؤسسات والشركات الإعلامية لا تتهاون مع المتجاوزين، أما في مصر فإن المواطن الذي يتعرض للإهانة في الإعلام المرئي أو المقروء لا يملك سوي اللجوء إلي القضاء لرد الاعتبار وهذا مرده إلي الدور السلبي الذي تنتهجه مؤسساتنا الإعلامية الخاصة التي تترك المجال لمقدم البرنامج لكي يفعل ما يشاء من تصفية حسابات مع الخصوم والمنافسين.

وهذه السلبية ترجع إلي حقيقة مهمة مفادها أن هذه المؤسسات حديثة العهد بحرية الإعلام والتعبير ولم تضع حدا فاصلا بين حرية الرأي وحرية السب والقذف. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول إن مؤسساتنا الإعلامة يجب أن تتدخل فورا لوقف أو فصل مقدمي البرامج الذين يتجاوزون المألوف ويحولون برامجهم إلي أسلحة فتاكة. هذا سوف يجنبنا الاستغاثة بالقضاء بحثا عن إلغاء البرامج التليفزيونية.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
- حوار مع شاب جزائرى
- المحظوظون فى مباراة أم درمان
- العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول
- اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
- العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
- معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر
- أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟
- جائزة نوبل والحفاوة المصرية


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية