دراسة استطلاعية لآراء مدرسي ومدرسات الفيزياء حول أسباب عزوفهم عن استخدام المختبر

عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 23:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

دراسة استطلاعية لآراء
مدرسي ومدرسات الفيزياء
حول أسباب
عزوفهم عن استخدام المختبر



إعداد
م. د عصام عبدالعزيز محمد المعموري م.م ولاء عبدالرزاق علي الخالدي
معهد إعداد معلمات بعقوبة معهد إعداد معلمات المقدادية
المسائي المسائي


مشكلة البحث
ـــــــ
إن المختبر هو المكان الذي يتم فيه النشاط العملي في مادة العلوم ، ولذلك يمكن إن يلعب دوراً هاماً للغاية في تعلم الطلاب لهذه المادة ، فهو مركز علمي يتيح للمتعلمين إجراء التجارب والتحقق من القوانين والنظريات الواردة في المنهاج . إن للتجربة العملية فوائد كثيرة منها : تدريب الطلبة على استخدام الأدوات والاجهزة المختبرية واكتسابهم المهارات اللازمة لذلك ، واعتماد الطلبة على انفسهم في عمليات التعلم واكتشاف المعلومات والتحقق منها وجعل المجرد محسوساً
( نشوان ، 1989 ، ص119) .
وفي ظل الفلسفة الحديثة للمختبر لم يعد مهماً إن تنجح التجارب آو تفشل طالما إن الهدف من وجوده هو استثارة للتفكير وتحفيز عملية التعلم ، ففشل التجربة قد يؤدي احياناً إلى ظهور موقف تعليمي ، حيث يستغل المدرس هذا الفشل ليوجه انظار الطلبة إلى اسبابه ويشجعهم على الافتراض والتحليل وبالتالي إلى اعادة التجربة ثانية للتوصل إلى نتائج افضل وادق ( نادر ، 2002، ص 48) .
وتعاني الدول النامية بوجه عام من نقص التجهيزات المختبرية لتدريس العلوم ، ومدرس العلوم مطالب بالقيام بكل شيء من ادوات مختبرية لازمة وتحضيرها في كل حصة دراسية واجراء التجارب مما يثقل اعباءه ، الامر الذي يجعله يلجأ إلى الاكتفاء بالشرح آو التوضيح الشفوي ( نشوان ، 1989 ، ص 332) .
ونظراً لاهمية استخدام المختبر في تدريس العلوم عامة والفيزياء خاصة فقد انبرى الباحثان لاستقصاء اهم المعوقات أو المشاكل التي يمكن إن تعوق آو تحول دون استخدام مدرسي ومدرسات الفيزياء للمختبر وتنفيذ النشاطات المختبرية العملية .
ولاجل ذلك سيحاول الباحثان الاجابة عن السؤال التالي : ماهي اسباب عزوف مدرسي ومدرسات الفيزياء للمرحلة الثانوية عن استخدام المختبر ونشاطاته المختبرية والعملية اثناء تدريسهم لمادة الفيزياء من وجهة نظر المدرسين انفسهم ؟








المبحث الاول
ــــــ

يتناول هذا المبحث أهمية البحث والحاجة اليه واهداف البحث وحدوده وتحديد المصطلحات .


أهمية البحث
ـــــ

لايمكن تصور أي تدريس للعلوم عامة والفيزياء خاصة بدون استخدام المختبر ، ففي العقود الاخيرة لم يعد المختبر مكاناً لاثبات مايعرفه الطلاب مسبقاً من حقائق ومبادئ علمية ، ولم تعد الدروس العملية منفصلة عن الدروس النظرية ، انما اصبح المختبر مكاناً يستثار فيه التفكير وتكتشف فيه الحقائق واصبح التدريس العملي والنظري يكمل احدهما الاخر ( نادر ، 2002 ، ص 47)
إن المختبر بنشاطاته العملية والتقنية يزيل الحاجز بين عمل الدماغ وعمل اليدين فهو تفاعل نشط بين الافكار والتجارب ، وهو نمط للتفكير والاداء يتفاعل فيه التخطيط والاداء والتعليل والتفسير وحل المشكلات مع الاعمال اليدوية والمشاهدات وبعض النشاطات المختبرية والنفسحركية ( زيتون ، 1999، ص162) ففي المجال المعرفي تهدف النشاطات المختبرية إلى مايلي :
1- تشجيع النمو المعرفي
2- تعزيز تعلم المفاهيم العلمية .
3- تطوير مهارات حل المشكلة .
4- تنمية التفكير الابتكاري
5- تنمية طرائق العلم وعملياته ومهاراته . ( النجدي وآخرون ، 1999،ص266) ، ( زيتون ، 1999 ، ص 267 )



أما في المجال الادائي فانها تهدف إلى مايلي :
ـــــــــــــــــــ
1- تطوير مهارات تحليل المعلومات البحثية .
2- تطوير مهارات الاداء في الابحاث العلمية .
3- تطوير مهارات الاتصال .
4- تطوير مهارات العمل مع الاخرين . ( النجدي وآخرون ، 1999، ص267)

أما في المجال الوجداني فانها تهدف إلى مايلي :
ــــــــــــــــــــــ
1- اثارة وتنمية الميول والاتجاهات العلمية . ( زيتون ، 1999 ، ص 162)
2- تشجيع الادراك الايجابي لقدرة المرء على الفهم وعلى التأثير على الاخرين .
3- تنمية بعض القيم كالدقة والامانة العلمية . ( زيتون ، 1999، ص 164)

واضافة إلى ماتقدم من فوائد للمختبر فان المختبر من جهة اخرى يعتبر مركزاً للوسائل التعليمية وليس مجرد مكان لإجراء التجارب المختبرية ، وترجع أهمية ذلك إلى ضرورة التكامل في الانشطة العلمية ، فالمختبر حسب رأٍي ( أل ياسين ، 1965) احد الوسائل التعليمية المهمة التي تخرج الطالب من عالم المجردات إلى حيز المحسوسات ، فتظهر المعلومات والحقائق بحلة جديدة تجعلها مقبولة لدى الطالب ومثيرة لاهتمامه وانتباهه اليها ( السعدي ، 1988 ، ص 5) ويتفق (نشوان ، 1989) مع هذا الرأي فهو يذكر إن التنويع في النشاطات العلمية مفيد لانه يوفر الدافعية لدى الطلاب ويمنع الملل ويحفزهم إلى مزيد من الجهد ، ولذلك لابد إن يحرص المدرس على التنويع ليدخل إلى نفوس طلبته البهجة والسرور من جهة وتعزيز مايتعلمون من جهة اخرى ويراعي الفروق الفردية بينهم . ( نشوان ، 1989، ص121) .



ونتيجة لما تقدم لم يعد مقبولاً مهما كانت ظروف المدرسة عدم استخدام المختبر في تدريس العلوم عامة والفيزياء خاصة ، فالعمل المختبري قد يكون فردياً آو على شكـل مجموعات ويتوقف ذلك على عدد الطلبة في الصف والامكانات المادية المتوافرة .
فالدراسة في المختبر تحقق وظيفتين ، استقصائية وتوضيحية ، وحتى في تجارب العرض التي يقوم بها المدرس فان ذلك لايعني الغاء دور الطلبة تماماً ، بل من الممكن وجود ادوار لهم لاتقل في اهميتها عن دور المدرس .

هدف البحث
ــــــ
يهدف البحث تعرف اسباب عزوف بعض مدرسي ومدرسات الفيزياء عن استخدام المختبر ونشاطاته العملية اثناء قيامهم بتدريس الفيزياء في المرحلة الثانوية .

حدود البحث
ــــــ
يقتصر البحث على مدرسي ومدرسات الفيزياء في المرحلة الثانوية في المدارس النهارية في محافظة ديالى للعام الدراسي 2008- 2009 .

تحديد المصطلحات
ــــــــ
1- المختبر هو صف دراسي تتوافر فيه الأجهزة والوسائل التعليمية المناسبة لتوضيح آو إجراء تجارب الفيزياء .
2- المرحلة الثانوية هي المرحلة التي تشمل الصفوف الدراسية للبنين والبنات ابتداء من الصف الاول المتوسط ولغاية السادس الاعدادي .




المبحث الثاني
ـــــــ
دراسات سابقة
ـــــــ
اجريت العديد من الدراسات عن اسباب عزوف مدرسي العلوم عن استخدام المختبر ونشاطاته المصاحبة اثناء تدريسهم للعلوم ، وقد تنوعت الوسائل المستخدمة في تلك البحوث ولكنها اتفقت تقريباً في نتائجها . وسيتم عرض بعض من الدراسات السابقة المشابهة للدراسة الحالية من حيث الهدف والوسائل المستخدمة وحسب التسلسل التاريخي لها ، وكانت كالتالي :
1- دراسة ( السعدي ، 1988 )
استهدفت الدراسة الكشف عن معوقات إجراء التجارب العلمية في الفيزياء في المدارس المتوسطة في مدينة بغداد من وجهة نظر مدرسي و مدرسات الفيزياء والاختصاصيين والتربويين في الفيزياء واستخدمت الباحثة الاستبيان اداة للبحث بعد استيفائها لشروط الصدق والثبات وبالاستعانة بالنسب المئوية ومربع كاي والوسط المرجح توصلت الباحثة إلى جملة من النتائج كانت كالتالي :-
1. عدم تناسب موضوعات مادة الفيزياء مع عدد الحصص الاسبوعية المقررة لها .
2. عدم كفاية الوقت المخصص للدرس لإجراء التجارب التي تتطلب وقتاً اكثر .
3. كثرة عدد الطلاب في الصف الواحد .
4. قلة التدريب على الأجهزة المتوافرة في مختبر المدرسة اثناء الدراسة الجامعية .
5. عدم وجود مساعد مختبر .
6. عدم اتباع نظام القاعات .
7. اعتقاد المدرس بان بعض الموضوعات الفيزيائية بسيطة ولاتحتاج إلى تجارب لتوضيحها .
8. عدم وجود برنامج عملي يحدد نوع وعدد التجارب الواجب اجرائها
9. اعتماد اسئلة الامتحانات الوزارية العامة على الجانب النظري .
10. قلة عدد التربويين والاختصاصيين بالمختبرات .
11. عدم وجود مختبر بالمدرسة .
وعلى ذلك فقد اوصت الباحثة بالعديد من الامور التي من شأنها التغلب على المعوقات الحادة من وجهة نظرها . ( السعدي ، 1988، ص Z - ن )
2- دراسة ( زيتون ، 1988)
ـــــــــــــ
استهدفت الدراسة استقصاء معوقات استخدام المختبر والعمل المختبري لدى معلمي العلوم في المرحلة الأساسية ( الاعدادية ) في وسط الاردن . وقد اعد الباحث مقياساً للمعوقات المختبرية التي تواجه معلمي العلوم في استخدامهم للمختبر ونشاطاته المختبرية استناداً إلى إجابات افراد العينة ، ثم استخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والاهمية النسبية لكل فقرة من فقرات المقياس لتصنف المعوقات إلى ثلاث فئات . وتتلخص المعوقات المختبرية التي ظهرت بدرجة عالية ( 60% فأكثر) كما يلي :
أ‌- عدم وجود حصة خاصة بالمختبر في البرنامج المدرسي .
ب‌- كثرة عدد الحصص التي يدرسها معلم العلوم اسبوعياً .
ج- كثرة عدد الطلاب في الصف الواحد .
د- كبر حجم المادة الدراسية في العلوم .
هـ- عدم توافر وقت كاف لتحضير وإعداد التجارب المختبرية .
و- قلة الادوات والاجهزة المختبرية في المختبر .
ز- عدم توافر وسائل الامن والسلامة العامة في المختبر .
ح- عدم وجود مساعد مختبر لإعداد وتحضير النشاطات والتجارب المختبرية
ط- عدم توافر التمديدات الضرورية من ماء وكهرباء ومصادر حرارة في المختبر






أما المعوقات المختبرية التي ظهرت بدرجة قليلة ( اقل من 40%) فتمثلت بالاتي :
أ‌- صعوبة ضبط الطلاب في قاعة المختبر .
ب‌- تجنب كسر الأدوات والأجهزة المختبرية .
ج- ضعف ميول واتجاهات المعلم نحو العمل المختبري .
د- عدم تأكيد المناهج على النشاطات المختبرية ( زيتون ، 1999، ص177-179) .

3- دراسة ( الشوارب ، 1991 )
ــــــــــــ
استهدفت الدراسة استقصاء المشكلات التعليمية في تدريس العلوم كما يراها معلمو العلوم في المرحلة الأساسية في جنوب الأردن وكانت المعوقات المختبرية التي نالت أكثر من (60%) مرتبة كالآتي :
أ- عدم توافر الإمكانات والظروف للطلاب لإجراء التجارب بأنفسهم .
ب- عدم وجود وقت كاف لتحضير وإعداد التجارب المختبرية .
ج- عدم وجود حصة خاصة بالمختبر في البرنامج المدرسي .
د- عدم كفاية الميزانية المخصصة لشراء الأدوات والأجهزة والمواد العلمية .
هـ- عدم وجود إرشادات باللغة العربية مرفقة بالأجهزة لشرح طريقة عملها
و- قلة الأدوات والأجهزة والمواد الضرورية لعمل التجارب .
ز- عدم كفاية وقت الحصة لإجراء التجارب المختبرية .
ح- عدم وجود مشرف مختبر متفرغ . ( الشوارب ، 1991 ،ص 125-126)









المبحث الثالث
ـــــــ
يتناول هذا المبحث الإجراءات التي اتبعت لتحقيق هدف البحث وهي :
1- مجتمع البحث وعينته :
ــــــــــ
يتألف مجتمع البحث من مدرسي ومدرسات الفيزياء في المدارس الثانوية في محافظة ديالى للعام 2008 -2009 والذين يقومون بتدريس الفيزياء فعلياً ، أما عينة الحث فقد تم اختيارها قصدياً من مدرسي ومدرسات الفيزياء في قضاء بعقوبة وذلك للظروف الأمنية الصعبة وصعوبة التنقل بين أقضية المحافظة فجعل من الالتقاء بكافة مدرسي المحافظة امرأ غير ممكن خلال فترة إعداد هذا البحث ، فقام الباحثان باختيار عينة البحث البالغ ( 33 مدرساً ومدرسة ) في مديرية الإعداد والتدريب عند التحاقهم بالدورة التنشيطية لمدرسي الفيزياء في شهر آب 2009 .

2- أداة البحث
ـــــ
استخدم الاستبيان كأداة لتحقيق اهداف البحث ، حيث تم استطلاع اراء العديد من المدرسين والمدرسات في الاستبيان المفتوح لمعرفة اسباب العزوف من وجهة نظرهم ، كما الاعتماد عليها في بناء الاستبيان المغلق بعد توحيدها واضافة فقرات اخرى اليها اعتماداً على ماورد في دراسات سابقة ذات علاقة بموضوع البحث واستناداً إلى الخبرة الشخصية للباحثين في التعليم .
وبعد ايجاد صدق وثبات الفقرات تضمنت الصورة النهائية للاستبيان (22 فقرة) وازاء كل فقرة ثلاثة حقول اشارة في الحقل الذي يعبر عن آراءه حول كون الفقرة ( موافق ، لا أدري ، غير موافق ) .




صدق الاداة
تم تحقيق الصدق الظاهري للاستبيان عن طريق عرضه على لجنة من المحكمين من ذوي الاختصاص لتقويم كل فقرة والحكم على صلاحيتها ( انظر ملحق رقم 1) ، وبعد تحليل اراء المحكمين تم حذف وتعديل واضافة واعادة صياغة العبارات فاصبح عدد فقرات الاستبيان (22 فقرة ) موزعة على اربعة مجالات هي : المختبر ومستلزماته ، المدرس ، الطالب ، المناهج ( انظر ملحق رقم 2) .

ثبات الاداة
لحساب ثبات الاستبيان قام الباحثان باستخدام طريقة اعادة الاختبار على العينة الاستطلاعية للمدرسين والمدرسات ، وباستخدام معادلة بيرسون وجد إن معامل ثبات الاستبيان يساوي ( 75,34%)

حساب الاوزان الكلية للفقرات
لاجل حساب حدة كل فقرة من فقرات الاستبيان استخدم الوسط المرجح حيث تم اعطاء ثلاث درجات للاستجابة ( موافق ) ودرجتان للاستجابة ( لا أدري ) ودرجة واحدة للاستجابة ( غير موافق ) .

الوسائل الاحصائية
ــــــــ
1- النسبة المئوية .
2- معادلة بيرسون لحساب ثبات الاداة .
3- الوسط المرجح لايجاد حدة كل فقرة .





المبحث الرابع
ـــــــ
يتضمن هذا المبحث نتائج البحث وتحليلها والتوصيات والمقترحات .
نتائج البحث وتحليلها
ــــــــــ
لغرض تحقيق هدف البحث تم تحليل فقرات الاستبيان باستخدام الوسائل الاحصائية المذكورة آنفاً تم ترتيب فقرات الاستبيان في ضوء الوزن المرجح لكل فقرة وفيما يلي عرض لنتائج البحث ومناقشتها :
من ملاحظة الجدول رقم (1) نجد إن الفقرة ( 9) احتلت المرتبة الاولى من الاهمية حيث حصلت على وزن مرجح ( 2.961) مقارنة بالوسط الفرضي (2) وهذا يعود إلى كثرة اعباء مدرس الفيزياء وعدم قدرته على التوفيق بين متطلبات تدريسه النظري وبين متطلبات التجارب العملية .
أما الفقرة ( 14) فقد جاءت بالمرتبة الثانية حيث حصلت على وزن مرجح ( 2,923) وهذا يشير إلى أهمية ايجاد حصص خاصة بالجانب العلمي في جدول الدروس ، وقد اتفقت كل من دراستي ( زيتون ، 1988 ) و ( الشوارب ، 1991) على الفقرتين (9،14) واظهرتا بانهما من العوائق الكبيرة ، فالتطبيق العملي له دور كبير في تفسير وترتيب المفاهيم لاذهان الطلبة ويجعل تلك الموضوعات عالقة للاذهان ، أما الفقرتان (6،12) فقد جاءتا بالمرتبة الثالثة وبوزن مرجح ( 2.884) وبالاتفاق مع دراسات (زيتون والسعدي والشوارب ) ، فمن المعروف عن مواضيع الفيزياء انها تحتاج إلى وقت كبير في شرحها وتفسيرها ليفهمها الطلاب وخاصة اذا احتوت تلك المواضيع على مسائل رياضية ، وهذ ما يجبر اغلب المدرسين على الاستغناء عن التجارب العلمية ، كما إن عدد الطلاب الكبير في الصف الواحد لايسمح لهم بحرية الحركة في المختبر وعدم تمكنهم من مشاهدة تجارب العرض وتعيق على المدرس مشاهدتهم عند قيامهم بالتجارب والنشاطات الاخرى .


أما الفقرتان ( 19 ، 21) فقد حصلتا على المرتبة الرابعــــة وبوزن مرجح ( 2.807) وباتفاق مع دراسة ( زيتون ، 1988) حيث إن عدم توافر المتطلبات الأساسية في المختبر وعدم وجود محفزات مادية آو معنوية للمدرس لتشجيعه على إجراء التجارب تعد عائقاً كبيراً لإجراء تجارب الفيزياء .
أما الفقرة (8) فقد جاءت بالمرتبة الخامسة بعد حصولها على وزن مرجح ( 2.769) وقد اجمعت دراسات ( زيتون والسعدي والشوارب ) على هذه الفقرة ، فمن المؤكد إن لمساعد المختبر دوراً هاماً في تنظيم عمل المختبر وإعداد المختبر للدرس العلمي وإعداد الأجهزة والادوات واستكمال النقص من الأجهزة والادوات في المدرسة من مصادرها الرئيسية ، لذا فان غيابه يلقي على مدرس الفيزياء اعباء هذه الاعمال وبالتالي يؤدي إلى قلة اجراءه للتجارب العملية .
أما الفقرات ( 11، 17 ،22) فقد جاءت بالمرتبة السادسة بعد الحصول على وزن مرجح ( 2,692) ففيما يخص الفقرة (11) نجد إن الاغلبية يؤكدون على إن موضوعات الفيزياء المقررة في الكتاب لاتتناسب مع عدد الحصص الاسبوعية المقررة لها .
وفيما يخص الفقرتين (17 -22) نرى إن المتتبع لاسئلة الكتاب والاسئلة الوزارية يجدها تعتمد على الجانب النظري مما يشجع الطالب على الحفظ الاصم في تحضيره اليومي وعدم تقبله لهذه الموضوعات اذا ما طرحها المدرس بشكلها العملي .
أما الفقرة (20) فقد جاءت بالمرتبة السابعة بحصولها على وزن مرجح ( 2,653) وبالاتفاق مع دراسة ( السعدي ، 1988) حيث يتفق الجميع على إن عدم وجود منهج مستقل للمختبر يحدد نوع وعدد التجارب الواجب اجراؤها كفيل بان يجعل المدرس غير ملزم بإجراء التجارب في الفيزياء .
أما الفقرة (18) فقد جاءت بالمرتبة الثامنة بعـــد حصولها على وزن مرجح ( 2,615) وبالاتفاق مع دراسة ( الشوارب ، 1991) ، إذ إن غياب أدلة التجارب يعيق إجراء جزء من التجارب نظراً لمساهمة هذه الأدلة في زيادة معرفة وفهم المدرس بكيفية إجراء التجارب وبالتالي يسهل عليه عرضها آو إجراؤها أمام الطلاب .


أما الفقرة (10) فقد جاء بالمرتبة التاسعة بعد حصــــولها على وزن مرجح ( 2,461) حيث تتفق دراسة ( زيتون ، 1988) مع هذه الفقرة في إن عدم توافر وسائل الأمن والسلامة في المختبر يعد سبباً مهما في تجنب المدرس لأخذ طلابه إلى هكذا مختبر آو إجراء أية تجربة فيه .
أما الفقرة (2) فقـد حصلت على المرتبة العاشرة بعـد إن حازت علـى وزن مرجح ( 2،230) مما يشير إلى أهمية توعية المدرس نفسه بدور المختبر في تدريس الفيزياء وفق الفلسفة الحديثة وتصحيح نظرته للإطار الضيق والتقليدي للمختبر .
أما الفقرة (1) فقد حصلت على المرتبة الحادية عشر بعد إن حازت على وزن مرجح (2,192) ومن الجدير بالذكر إن هذه الفقرة مترابطة كثيراً مع التي تليها وهي الفقرة (5) التي حصلت على وزن مرجح ( 2,153) إذ إن عدم معرفة المدرس بتشغيل آو صيانة الأجهزة وعدم وجود فني متخصص لإدامة هذه الأجهزة المختبرية يؤدي إلى تجنب المدرس لاستخدام هذه الأجهزة أصلا لكي يخفف من استهلاك آو تلف ما لديه من الأجهزة والمواد المختبرية .
أما الفقرة (15) فقد جاءت بالمرتبة الثالثة عشــر بحصولها على وزن مرجح ( 2,038) وقد اتفقت أيضا مع دراسة ( السعدي ، 1988) إذ إن عدم وجود مختبر في المدرسة يعتبر عائقاً إلى حد كبير نتيجة لأهميته في تدريس الفيزياء .
أما الفقرات ( 3 ، 4 ، 7 ، 13، 16) فقد حصلت على أوزان أوطأ من الوسط الفرضي وهذه لن يتم مناقشتها .











جدول (1)
يبين ترتيب الفقرات حسب إجابات المدرسين والمدرسات تنازلياً حسب حدتها
المرتبة الفقرات أرقام الفقرات في الاستبيان حدة الفقرات
1 عدم توافر وقت كافي لتحضير وإعداد التجارب المختبرية 9 2,961
2 عدم وجود دروس في الجدول مخصصة للجانب العملي 14 2,923
3 وقت الدرس غير كاف لإجراء التجارب المختبرية 6 2,884
3 كثرة عدد الطلاب في الصف الواحد 12 2.884
4 عدم توفر المتطلبات الأساسية من ماء وكهرباء وحرارة في المختبر 19 2,807
4 عدم وجود محفزات للمدرس لتشجيعه على إجراء التجارب 21 2,807
5 عدم وجود مشرف آو مساعد مختبر لإعداد وتحضير التجارب المختبرية 8 2.769
6 كبر حجم المادة الدراسية في الفيزياء 11 2,692
6 عدم تأكيد المناهج الدراسية على النشاطات المختبرية 17 2,692
6 قلة اهتمام الطلاب بالتجارب لأنها لاتخضع للتقويم في الامتحانات العامة 22 2,692
7 عدم وجود منهج مستقل للمختبر 20 2,653
8 عدم وجود دليل للتجارب مع الكتاب المدرسي 18 2,615
9 عدم توافق وسائل الأمن والسلامة العامة في المختبر 10 2,461
10 تجنب فشل التجربة المختبرية أمام الطلاب 2 2,230
11 تجنب استهلاك آو تلف المواد المختبرية 1 2,192
12 عدم معرفة المدرس لتشغيل آو صيانة الأجهزة المختبرية 5 2,153
13 عدم وجود قاعة آو غرفة خاصة للمختبر 15 2.038
14 كثرة عدد الدروس التي يدرسها مدرس الفيزياء أسبوعيا 13 1,923
15 عدم إعداد المدرس في الكلية إعدادا مناسباً لإجراء التجارب المختبرية 7 1,846
15 قلة الأدوات والأجهزة المختبرية في المختبر 16 1,846
16 ضعف ميول المدرس نحو العمل المختبري 4 1,653

التوصيات
ــــــ
في ضوء نتائج البحث يوصي الباحثان بما يلي :
1. تخصيص دروس في الجدول للجانب العملي .
2. وضع حوافز مادية ومعنوية للمدرسين لتشجيعهم على إجراء التجارب .
3. تدريس الفيزياء في غرفة المختبر وتوفير المواد والادوات والمستلزمات المختبرية .
4. ضرورة اخضاع المختبر للتقويم في الامتحانات المدرسية آو الوزارية
5. وضع درجة خاصة للمختبر والنشاطات المختبرية تترامح بين (25%-35%) من الدرجة الكلية لمادة الفيزياء .
6. تعريف المدرسين بتشغيل وصيانة التجهيزات المختبرية وتدريبهم على إجراء التجارب المختبرية ونشاطاته العملية وبخاصة عند إعداد المدرسين آو تدريبهم قبل وإثناء الخدمة .
7. تدريب الطلاب على مراعاة الدقة واحتياطات الأمان والسلامة في العمل المختبري .

المقترحات
ـــــ
استكمالاً لهذه الدراسة يقترح الباحثان القيام بالدراسات الآتية :
1. إجراء دراسة مماثلة تختص بدراسة معوقات إجراء التجارب العملية في الكيمياء والأحياء في المدارس الثانوية .
2. إجراء دراسة تجريبية على اثر استخدام المختبر في تدريس الفيزياء على تحصيل طلبة المرحلة الثانوية .
3. إجراء دراسة تجريبية عن اثر استخدام المختبر في تدريس على تنمية تقدير الطلبة للعلم والعلماء .



المصادر
ـــــ
1. آل ياسين ، محمد حسين : مبادئ في طرق التدريس العامة ، بيروت وصيدا ، بدون طبعة ، المطبعة العصرية ، 1964 .
2. زيتون ، عايش : أسلوب تدريس العلوم ، ط3 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن ، 1999 .
3. السعدي ، ساهرة عباس : ( معوقات إجراء التجارب العملية في الفيزياء في المدارس المتوسطة في مدينة بغداد ) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلية التربية ابن الهيثم ، 1988 .
4. الشوارب ، غسان : ( المشكلات التعليمية في تدريس العلوم كما يراها معلمو العلوم في المرحلة الأساسية ) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، عمان ، الأردن ، 1991 ) .
5. فيركسون ، جورج . أ : التحليل الإحصائي في التربية وعلم النفس ، ترجمة هناء محسن العكيلي ، دار الحكمة للطباعة والنشر ، الجامعة المستنصرية ، بغداد ، 1991 .
6. نادر ، سعد عبد الوهاب وآخرون : طرائق تدريس العلوم للصف الرابع في معاهد إعداد المعلمين والمعلمات ، ط 14 ، مطبعة اليرموك ، بغداد 2002 .
7. نشوان ، يعقوب : الجديد في تعليم العلوم ، ط1 ، دار الفرقان للنشر والتوزيع ، عمان ، الاردن ، 1989 .
8. النجدي ، احمد وآخرون : المدخل في تدريس العلوم ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1999 .







الملاحق
ــــ
ملحق رقم (1)
أسماء الخبراء الذين حكموا على صلاحية فقرات الاستبيان
ــــــــــــــــــــ
1. أ . د ناظم كاظم جواد – قياس وتقويم – كلية التربية الأساسية – جامعة ديالى .
2. م.د نجلة محمود الربيعي – طرائق تدريس علوم الحياة – معهد إعداد المعلمات في بعقوبة .
3. م.د نصيف جاسم الخزرجي – طرائق تدريس الفيزياء – مديرية تربية صلاح الدين .
4. م.د يوسف احمد خليل – طرائق تدريس علوم الحياة – معهد إعداد المعلمين في بعقوبة
5. م. عبد الرزاق عيادة – طرائق تدريس الفيزياء – معهد إعداد المعلمين في بعقوبة .
6. م .م حسن علي محمود – طرائق تدريس علوم الحياة – معهد المعلمات المسائي في بعقوبة .
7. محمد عباس الكرخي – مشرف تربوي – اختصاص الفيزياء – مديرية تربية ديالى .
8. يسرى متعب – مدرسة فيزياء – ثانوية الآمال للبنات – مديرية تربية ديالى .

ملحق رقم (2)
يبين توزيع فقرات الاستبيان النهائي إلى مجالات
المجالات أرقام الفقرات
المختبر ومستلزماته الضرورية 8 ،9 ،10،15،16 ،18،19،20
المدرس 1، 2، 4 ، 5 ، 7 ، 13 ، 21
الطالب 3 ، 12 ، 22،
المناهج 6 ، 11 ، 14 ، 17

#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات