|
هواجس الحرب
علي رجب
الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 18:48
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن العمل علي إعادة توطين ونقل أكثر من 5 مليون مواطن من داخل العاصمة الايرانية الي خارجها من أجل تخفيف المعاناة والازدحام والكثافة السكانية للعاصمة ليس هو السبب المعلن ، ولكن الإعلان يحمل بين طياته أمور آخرى أكبر بكثير من ذلك، فالخطوة الإيراني تشير إلى استعداد النظام لصد أي هجوم محتمل من قبل الحلفاء الغربيين. وتزامن إعلان نجاد مع إعلان الجيش الإيراني والحرس الثوري عن أكبر مناورة عسكرية خلال الفترة القادمة، تشير تلك الإجراءات بصورة طبيعية، لكن الأمر يقترب من حرب الخداع التي قادها الرئيس المصري أنور السادات والتي حقق بها بنصر اكتوبر 1973 إذن إيران تسعد لحرب أو لضرب عسكرية لمنشاتها النووية،وتتم الاستعدادات بالأسلوب الساداتي؛ وقال لي صديقي الباحث في الشئون الإسرائيلية محمود معاذ "إذن أنت تشير إلي احتمال وقوع حرب او ضرب امريكية لإيران". لم اجبه بالنفي او التاكيد ولكن مايدور علي الساحة الدولية والاقليمية يمكن ان اسميه "هواجس حرب" التي لا يستطيع احد ان ينفيها أو يؤكدها فالأمور خلال الأسبوع الماضي في المنطقة كلها تؤكد هواجس الحرب، فأوراق اللعبة الأمريكية متشابكة الآن وفي انتظار الحل العراق واشنطن تقترب من الخروج، وذلك بعد نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة وقيام السعودية بدور كبير بذلك عبر استضافتها اغلب الألوان السياسية لتركيبة المعادلة العراقية مما يؤدي إلي اقتراب أمريكا من حل معادلة العراق والشيعة وقواتها العاملة هناك عن طريق السعودية كما اشرنا سابقا، بجود حليف قوي لها علي راس السلطة في العراق ؛ومعها ايضا تستطيع امريكا توقيف كلا من شيعة اليمن وافغانستان عند النقطة التي يريدها البيت الابيض . أشار موقع عصر إيران الإخباري إلي زيارة وزير الخارجية السعودي سعودي الفيصل الي قطر، التي التقى خلالها رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم وحسب الموقع طالب الفيصل من الدوحة عدم حضور قطر قمة طهران دون ان يوضح الموقع الاسباب التي ادت الي السعودية لذلك الطلب! معني ذلك بان نذر الحرب قد اقتربت، وبقوة، فقد قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان "كافة الخيارات" لا تزال مطروحة في ما يتعلق بالتعامل مع كوريا الشمالية وايران رغم ان السياسة الاميركية الجديدة تحد من استخدام الاسلحة النووية. وتابع "ولكن اذا لم تلتزما بالقوانين واذا كنتما ستقومان بالنشر النووي، فان كافة الخيارات مطروحة بالنسبة للتعامل معكما. اغلب تصريحات كبار مسؤلي إيران ترى ان هناك خوف من شيئ ما فقد ارسل احمدي نجاد رسالتين الي الرئيس الامريكي باراك اوبام يحذره فيها من مغبت التهور وضرب بلاده ردا علي تصريحات الرئيس الامريكي ووصف مرشد الثورة الايرانية التهديدات الامريكية بالمتهورة ومحذرا ايضا من التعرض لايران تمتلك ايران العديد رد الفعل ضد ايضربة موجه لها. حزب الله في لبنان احدي صواريخ ايران طويلة المدي بجانب صواريخها الباليستية والذي سقوم بمهامه علي اكمل وجه في اعاقة واحداث خسائر فاتحة لإسرائيل لاحليف الامريكي الاكبر بالمنطقة ومعها كلا من سوريا وحماس مما يعني تعطيل وشل حركة الحليف في الشرق الاوسط. ولكن قد تنجح واشنطن في كسب دمشق عبر الجهود التي يبذلها السفير الامريكي الجديد بسوريا روبرت فورد يتزامن مع كشف الصحفي الامريكي سيمون هيرش الذي يعمل في صحيفة "نيويوركر" عقب حوار اجراه مع الرئيس بشار الاسدعودة التعاون والتنسيق بين جهاز الأمن السوري ووكالة المخابرات الأمريكية بما يعني العودة التدريجية للعلاقت بين البلدين يعودي الي انهاء زواج المتعة بين دمشق وطهران وذلك يساعد صقور البنتاجون كثير ا فيي الوصل لاي نجاح عمليتها العسكرية المتوقعة ضد ايران. ولكن المشكلة ستبقي في إغلاق مضيق هرمز مصدر القوة في التحدي الإيراني للتهديدات الأمريكية صادر أيضا من يقينها بأن لديها درعا قويا يحميها, على الأقل في الوقت الراهن, ألا وهو سلاح النفط ، ، فإن التهديد بوقف أكثر من 15 مليون برميل من النفط يعبرون الخليج يوميا مما يعني شلل وتعطل في الحركة الصناعية في مدن رئيسية في العالم اما علي الجانب الروسي، فموسكو تريد من أمريكا ان تحصل علي نصيبها من الكعكة وايضا يزيل قلق موسكو من سعي ايران الي اقامة الاتحاد الفارسي "افغانستان وطاجكستان وايران وهي الدول الناطقة بالفارسية" مما يهدد مصالح روسيا في منطق وسط اسيا. ومعه تستطيع روسيا العودة الي قوتها الاقليمية بالمنطقة وسط اسيا وابعاد الصين عن الدخول الي حظيرتها الخلفية والي الان لم تسلم موسكو صفقة نظام صواريخ ss300 الي طهران . تايوان قد تكون كلمة السر في موقف الصين تجاه القضية الايرانية اذا تم الصفقة بين بكين وواشنطن فستكون تايوان مقابل ايران، كما حدث بين فرنسا وانجلترا في الاتفاق الودي عام 1904، والذي قضى بتغاضي فرنسا عن احتلال انجلترا لمصر مقابل اطلاق يد فرنسا في بلاد المغرب العربي بعد احتلال فرنسا للجزائر، بهدف مواجهة قوة ألمانيا الصاعدة في ذلك الوقت. إذن الأمور تسير حتى الآن كما يخطط لها صقور البيت الابيض، فالأمر لا يتعدي مسالة اختيار الوقت المناسب لتوجيه الضربة لان توجيه ضربة عسكرية لإيران ليس بالأمر الصعب من منظور القوة الأمريكية، ولكن يظل الثمن غاليا جدا بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية .
صحفي مصري وباحث في الشئون الايرانية
#علي_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصفقة الأمريكية لتمرير العقوبات علي إيران
-
الملعب الأفغاني...الفائز طالبان
-
العقوبات الأمريكية ... الإيرانيون يعدونها باليوم
-
رسالة أوباما والطوق الإيراني
المزيد.....
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
-
الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها
-
سحابة تسقط من السماء في إندونيسيا: سئمت من الطقس الممطر هناك
...
-
ترامب يستكمل تشكيلة حكومة باختيار بروك رولينز وزيرةً للزراعة
...
-
ترامب ينتهي من تشكيل إدارته باختيار وزيرة لتولي حقيبة الزراع
...
-
بوتين يوقع مرسوما: قاتل وسدد ديونك مع زوجتك
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|