أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟














المزيد.....


ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 18:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما هو المعلوم حتى الان في المقارنة بين مفهومي الحوار و المفاوضات ، هو وجود القرارات القاطعة و الحلول في نهاية المطاف للمفاوضات بعد الاخذ و العطاء ، اما في الحوار هو طرح الاراء و المواقف و النظرة الى المواضيع المطروحة و بيان ما هو الاصح من التخمين كان او الاستنتاج لما يفسر و يحلل اثناء الحوار.
ما يستنتج من النقاشات في طرح المواضيع المراد بحثها في زمان و مكان معينين ربما يختلف و يتغير من مرحلة لاخرى. اي بمعنى ، الموضوع الذي يستند على ركائز معينة و يُراد منه نتاج ما ، لا يمكن ان يبقى على حاله كما هو لفترة طويلة، بل الحوار الذي يُثار حول قضية ما يمكن ان تكون له تداعيات تختلف بحدوث المستجدات و التغييرات التي تحدث نتيجة التطورات في المجالات المتصلة بتلك القضية التي يجري الحوار حولها. اما المفاوضات التي تهدف للحصول على ثمرة معينة تختلف جذريا عن الحوار من كافة الجوانب، بحيث يمكن ان تكون الركائز و الاعمدة التي تعتمد في طرح المطالب تبقى لحين الحصول على النتائج، او تكون مؤقتة و تستعمل من اجل اسناد ما يطرحه اي طرف لتثبيت ادعائاته و صحة توجهاته و حقيقة كلامه و عدالة مطالبه. و تدخل هنا مجموعة من العوامل التي تدفع الطرف المفاوض الى اتباع طريقة دبلوماسية معينة لاقناع المقابل و منها المصالح المختلفة و الاهداف العامة لما وراء تلك المفاوضات، و هنا ايضا لا يمكن ان ننتظر الجديد او حدوث اختراع او ايجاد فكر او فلسفة و عقيدة و ايديولوجية و نتاج جديد بحيث يمكن ان يزيح القديم و يبدا في مرحلة حديثة بشكل فوري، اما الحوار الموضوعي الايجابي لمجموعة من الجهات او الاطراف ذات الخلفيات الثرية بالمعرفة و العلمية و المنطق يمكن ان يثير ما يطمح اليه العقل المتطور للفكر الانساني، اي يمكن انتظار بروز ثمرة جديدة للحوار الناضج الفعال ان كانت بعقلية تقدمية معتمدة على الاسس العلمية و المنطق السليم و بخلفية داعمة للابداع في الموضوع المطروح للحوار، و الهدف المشترك بين الحوار و النقاش و المفاوضات هو وجود الهدف المعين بذاته ، اي النقطة المراد الوصول اليها بعد العملية و بطريق الحوار، اما الطريقة و الالية المتبعة فيمكن ان تكون مختلفة، و يمكن ان يجري الحوار بعيدا عن التخطيط و الاجندات المسبقة و في لحظة طرح موضوع ما، و لا يحل اية مشكلة او قضية في اللحظة الانية للحوار و انما يسهل الوصول الى الحل. ما هو الاهم في الحوار هو انبثاق الحقيقة من الاراء و المواقف المختلفة التي تطرح على البساط و تدفع الى المستفيد من الحوار ان يستثمر الثمرة المنبثقة من الحوار و يعتمد الحقيقة في الوصول الى الهدف، و في اكثر الاحيان نصل الى المراد و ان ارادت الحوارات وقتا اطول و لكن تجسيد ماهو المنتج من نجاح الحوار يكون اسهل و ممكن التحقيق.
اما فيما يخص الوضع العراقي في هذه المرحلة بالذات، فاننا نحتاج الى حوارات علمية متسعة حول العمليات الجارية سوى كانت سياسية او اقتصادية او ثقافية او اجتماعية ، و ان كنا ندخل في المفاوضات المختلفة بين فترة و اخرى و بعد كل عملية او قانون هام حساس يُراد امراره ، الا اننا لم نقف عند ما يحتاجه الشعب بشكل جدي و ما يجب الاصرار عليه و ما هو الاهم من الاولويات التي من الواجب العمل على الوصول اليه.
تجري حوارات هامشية هنا و هناك دون ان تثمر شيئا، و ان كان اي حوار له ايجابيات و ان لم تظهر في وقته، و الشعب العراقي بصفاته و سماته المعروفة عنه متعطش للبحث و النقاش و ان كان متشددا و خشنا في الطرح و البحث و النقاش ، الا انه دائم النقاش غير منكفيء او منعزل رغم كبت الدكتاتورية له و رزوحه تحت ثقل الحكم اللمتسلط عليه و افرازات الحروب المتتالية المفروضة عليه، و عدم تشبعه من الحريات التي منحت له بعد سقوط الدكتاتورية و انطلاقته من الظروف التعيسة و الجو المعروف بالسجن الكبير له.
الحرية توفرت و بشكل نسبي ، الاحزاب تعددت و من جميع المشارب و العقائد و الايديولوجيات ، الاعلام انتشر و توسع كالنار في الهشيم، الطقوس و الشعائر الدينية و المذهبية و العقيدية طبقت و بمبالغة و غلو، الوضع الاجتماعي العام تاثر بالمتغيرات بشكل كبير. و هذا ما يوفر الارضية الملائمة لطرح اي موضوع يهم الشعب بشكل عام، و ما يحتاجه اليوم هو الحوار الحقيقي و طرح المواضيع و اعلان الاراء و المواقف، و من هنا سيظهر الجديد و نتفهم المتغيرات و نعتمد الانسانية و العقلانية في العلاج للمشاكل و حل القضايا. و ان كانت قضايا الساعة بحاجة الى مفاوضات صريحة الا ان الحوار هو سيد الاطروحات للحلول و ان احتاج الى وقت، و ان لم يكن العلاج لاي موضوع عن طريق الحوار لن يكون جذريا و سريعا.
ما يتميز به الشعب العراقي من موزائيكية التركيب و ما توارثه في تاريخه و حضارته العريقة يعتبر من العوامل المساعدة في تكريس الاعتماد على الحوار الدائم و الوصول الى الاهداف بشكل سليم.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
- التحزب و الثقافة السياسية في العراق
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
- انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
- هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
- كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال ...
- الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
- ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
- بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
- هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟
- من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
- ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
- الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة ...
- هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
- هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
- الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
- هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟