أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - وترجل الفارس احمد سعد














المزيد.....

وترجل الفارس احمد سعد


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 19:59
المحور: سيرة ذاتية
    


وترجل الفارس احمد سعد
شاكر فريد حسن
جللني الحزن والأسى حين علمت بنبأ وفاة المناضل الشيوعي العريق، والصحفي البارع واللامع البارز، رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" العريقة ، الدكتور احمد سعد البرناوي .وآه ما ابشع الموت الذي يتصيد خيرة الرجال في وقت احوج ما نكون فيه لهم ولمواقفهم وعطائهم.
ومع رحيل الدكتور احمد سعد تغيب شخصية قيادية وحزبية وسياسية وايديولوجية ، وقامة اعلامية وثقافية باسقة عالية الصوت والنبرة الثورية والتقدمية ، وزعت جهدها على ميادين متعددة، فانتزعت الاعجاب والتقدير والاحترام .
عاش احمد سعد ومات شامخاً وواقفاً كسنديان وزيتون وبطم الجليل ، لم تلن له قناة وصمد أمام المرض اللعين الذي قاومه بشراسة نادرة،ظلت هامته مرفوعة وبقي انساناً ايديولوجيا وعقائدياً شريفاً لم تهتز قناعاته ولم ينكس الراية ، بعد الانهيار المدوي والزلزال الكبير في المعسكر الاشتراكي العالمي ، وكان طيلة حياته صاحب رسالة ،وقلماً نظيفاً ملتزماً لا يساوم ،ولا يشترى بالمال والدولار النفطي.
عايش احمد سعد التمزقات والتحولات ، والهزائم والاخفاقات والانتصارات فلم ييأس ولم يستسلم ولم قامر او يغامر ، وظل قابضاً على جمرة الفكر رغم الانهيار،انغمس مبكراً في العمل السياسي والوطني والشعبي والحزبي ، وانتمى الى التيار اليساري التقدمي الانساني الثوري ، التيار الماركسي الشيوعي ، والتيار السياسي الواقعي السياسي ، في اطار الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فرفع عالم النضال في وجه الظلم والقمع والكبيت والبطش السلطوي وضد الحكم العسكري البغيض ، مشاركاً في معارك شعبنا الوطنية والطبقية من اجل الخبز والعمل والكرامة والمساواة والسلام العادل.
تحلى احمد سعد بالشجاعة والصدق والرؤية السياسية السليمة والصحيحة ،ضحى بحياته وجند قلمه وفكره دفاعاً عن معتقداته الفكرية الراسخة وعن قضايا شعبه المختلفة ، وكم حلم وحلمنا معه بالعيش الحر والكريم في وطن وطن سعيد تسوده مبادئ الحرية وقيم العدالة والمساواة والاخوة الانسانية الصادقة .
كان احمد سعد وسيبقى معلماً من معالم حياتنا السياسية والاعلامية والثقافية ، في اسلوبه وجدنا تلك الروح الانسانية والثورية الغامرة والمتفائلة ، والشجاعة والجرأة والمبدئية ، وعمق التحليل والرؤية الواقعية والبوصلة السياسية التي ترشدنا الى السبيل الحقيقي.
رحل احمد سعد تاركاً وراءه تاريخاً حافلاً وزاخراً ،وذكريات حية لكل من عرفه عن قرب وعن بعد ،وتابع وواكب كتاباته الغزيرة ، وتاركاً ايضاً ارثاً ضخماً من الابحاث العلمية في الاقتصاد السياسي ، والمقالات الصحفية والسياسية التحليلية، والكلمات التأبينية والرثائية ،والنصوص النثرية التراثية الساخرة ، التي استوحاها من واقع المشردين والمهجرين ، ومن واقع البروة المهجرة وحياة قرانا العربية .
المنهج العلمي ،التحليل الواقعي ، الالتزام بالفكر الايديولوجي الشيوعي ، المثابرة في النضال والكتابة ، الثقة بمستقبل الشعوب المستضعفة ، استقلالية الرأي وحرية الفكر والتنوع والتعددية ، احترام الديمقراطية المركزية ، والنقد والنقد الذاتي ، هذه هي الاقانيم التي آمن بها وتمسك بها الراحل احمد سعد طوال مسيرة عطائه ونضاله ، التي خاض فيها النقاشات والسجالات الفكرية والسياسية والتنظيمية مع اصحاب الفكر القومي ، ومع الانتهازيين وتجار الفكر والوصوليين والهاربين من السفينة، مدافعاً ببسالة عما يراه حقاً وصدقاً.
احمد سعد مناضل فلسطيني ومحارب شيوعي عريق وعنيد ، ومثقف مسلح بوعي طبقي وايديولوجي ، وانسان متواضع ، قنوع ، مخلص ووفي ، وصاحب ضمير حي ، واقعي ، حالم ومؤمن بحتمية الانتصار ، ومحب عظيم للسلام والشيوعية والادب والحرية والثقافة التنويرية والفكر العقلاني النقدي والعلمي، وهو فقيد المهجرين ، وفقيد الالتزام بالفكر التقدمي الديمقراطي ، وفقيد الجماهير المسضعفة والمهمشة ، وفقيد النضال لتحقيق السلام العادل والثابت والشامل .
احمد سعد بكلمات قليلة، هو العطاء السخي ،والقلم المثابر ، والمحلل السياسي البارع والضالع، والمبدئي الراسخ ، والاصالة الثابتة ، والفكر المتوقد ، والمقاتل بلا هوادة دفاعاً عن فكر الفقراء والطبقة العاملة المسحوقة ، الفكر النير المضيء ، الفكر الماركسي المادي الجدلي، وسيظل في ضمير شعبنا هادياً ومرشداً ومنظّراً وملهماً على طريق الحرية والاستقلال والسلام والتقدم .
فوداعأ يا ابا محمد ، فقد نفعت الناس وستبقى سنديانة جذعها في السماء وجذورها تضرب في اعماق الأرض.، ذكرك وثراك.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة التشكيلية في الداخل الفلسطيني
- عبد الرحمن الأبنودي ..شاعر الفلاحين والجذور الشعبية
- الجديد في مجلة (الإصلاح) الثقافية
- وقفة مع كتاب -يافا... بيارة العطر والشعر-
- بمناسبة (15) عاماً على تأسيسها : دار الأماني تصدر ديوان -لما ...
- قراءة في الروائي السوري هاني الراهب
- عبد المحسن بدر من ابرز نقاد الواقعية
- قراءة في بواكير الرواية الفلسطينية تحت الاحتلال
- ادب الحصار
- هشام جعيط :المفكر العربي الساعي إلى تطوير الحوار النقديبين ا ...
- مجلة (الاصلاح)الثقافية تحتفل بعيدها الثامن
- الحرية والإبداع
- الدكتور فؤاد زكريا، الداعي الى التفكير العلمي والتحديث الحضا ...
- عامان على رحيل سهيل ادريس
- في ذكرى اغتياله :مات حسين مروة وبقي فكره المتوهج والأصيل
- لمواجهة السياسة العدوانية الأمريكية في المنطقة
- احمد فؤاد نجم شاعر الغلابى وسفير الفقراء
- إضاءة على المفكر والمؤرخ الفلسطيني الراحل بولس فرح
- صدور العدد الجديد من مجلة-الإصلاح- الثقافية
- وقفة مع الشعر الوطني الفلسطيني


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - وترجل الفارس احمد سعد