أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عندما - يتغوط - العقل / تصاب - المؤخرة - بالصداع ..؟















المزيد.....


عندما - يتغوط - العقل / تصاب - المؤخرة - بالصداع ..؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 17:02
المحور: حقوق الانسان
    



بداية أعتذر مسبقاً لهذا العنوان ، وهو شر لابد منه ، عندما يقتحم أحدهم ، حياة الناس الخاصة والشخصية جداَ . فلكل مقام مقال .
أحدهم نشر خطبة عصماء بتاريخ 18 / 4 / 2010 ميلادي وهو ما يوافق العام الأول لقول أبو الحكم عليه السلام ، من هذا الذي جاء يسفه آلهتنا ، قيل له لقد ظهر دين جديد في مكة ..؟ بيد أن أبا الحكم عرف من أين تؤكل الكتف وأصبح خليفة ، وفي حضرته رقصت كافة الجواري الحسان على أنغام الدفوف ونكهة الخمر .
عنوان الخطبة كان " الخمر بين الإسلام والنصرانية " ... قبل قراءة الخطبة توقعت أن المادة نوع من البحث الجاد في قصة الخمر ، بغض النظر عن الملاحظات حول العنوان الذي لا علاقة له بعلم الأديان . المهم في المقدمة وهذا ما يهمني أكثر من حواشي الخطبة العصماء التي إفتقرت الى الخاتمة اللازمة في شتم كل من هب ودب على وجه هذه الأرض .. جاء في المقدمة التالي :
لا تجد ملحداً الا ويشرب الخمر
لا تجد فاسقاً الا ويشرب الخمر
لا تجد ديوثاً الا ويشرب الخمر
لا تجد خائناً لزوجته الا ويشرب الخمر
لا تجد ماكراً كذاباً الا ويشرب الخمر
لا تجد .. لا تجد .. ولاتجد .. الا ويشرب الخمر.
هذه هي المقدمة العصماء . لكن الكاتب المحترم ربما فاته الأمر أو أنه نسي أو تناسي ، سيان أو أن الهدف من هكذا مقال التمتع لاحقاً بنكهة الشتائم . بيد أننا لا نشتم أحداً بل نحاور عقله في حال إمتلاكه للعقل ، ليس كرأس .. فكل الرؤوس هي رؤوس ، حتى رأس الفجل يقال له رأساً . بيد أن ليس كل رأس به عقلاً . وبما أنه كتب في موقع ديمقراطي فقد وجب علينا فريضة إعتبار أنه يمتلك " عقلاً " متجاوزين الإفتراض القائل بحالة النفي . وبما أنه من الصعب على المرء مناقشة النص بتصوره شخصاً إفتراضياً وليس نصاً ، لذا لن نلجأ الى مناقشة ما جاء في إطروحته سواء حول وضع المرأة في الديانة المسيحية في مادة سابقة له ، أو موضوع العلاقة الحميمة التاريخية للخمر قبل وبعد الهجرة . لأن مناقشة الموضوع بجدية وموضوعية، عبارة عن جهد ضائع .
أولاً شرب الخمر هو فعل شخصي ، وحق من حقوق الإنسان في ممارسة حريته الشخصية دون أن تتعدى على حرية الآخرين . لكن عندما يحشر الدين نفسه في الحرية الشخصية بهذا المفهوم السابق ذكره ، فإن الدين أياً كان يعتدى على الحرية الشخصية للفرد . فالمرء حر في دخول الحمام بقدمة اليسار أو اليمين ، أو بالتغوط على جنبه الأيسر أو الأيمن ، أو في خروج الغائط مستقيماً ، والبعض في حالة الإستعصاء الفكري يخرج من أية فتحة بالرأس ، لأن الغائط هو فعل بيولوجي .
وما أكثر المتغوطين في عالم لم يعد له علاقة سوى بأفضل طرق وأساليب النكاح . ربما لهذا نصف المتغوطين يولون كل عام وجههم شطر جنوب شرق أسيا لدراسة علم النكاح والمنشطات ، بما فيها خمر الملحدين ، لدى شعوب الصين وجنوب شرق أسيا لأن أعدادهم فاقت المليار . كان يمكن للأخ صاحب الخطبة مناقشة موضوع الخمر من حيث تأثير الإدمان على الأسرة مثلاً أو من حيث الأمراض التي يتسبب بها الإدمان الكحولي ..؟ لكن الأقرار والتوصل الى هذه الأحكام المطلقة، في بداية الخطبة فإنها توضح أن الهدف من المادة ليس حواراً عقلانياً أو بحثاً ذا أهمية ولو بسيطة . بل هو هجوم غير طبيعي على الحق الشخصي للبشر والتحريض عليهم بصورة جاهلة وعدوانية .
وشئ غريب أن لاأت الأخ كاتب المقال لم تصل الى العشرة ، عندها كان يمكن للمرء أن يسبشر خيراً أنه من المبشرين بجنة الخلد لتذوق نكهة خمرة لا تسكر لأن فعلها التنشيطي مستمر لضمان النتائج في معاشرة كل الحور العين ، ماعدا الغلمان فلا علاقة لنا بهم سواء أكانوا عبيد الجنة أم جواري المؤمنين في الدنيا .
وهكذا بجرة قلم ، كشف الأخ كاتب المقال عن مستوى غير عادي في الحقد على البشر ، ربما علينا أن نشكر إدارة موقع الحوار على السماح لهكذا خطبة بالمرور لأنها فرصة جديدة للتعرف على أشكال وحقيقة أفكار لا تمت بصلة حتى لعصر ما سمي بالإسلام ، أو ما قبله . وهي حالة تدفع المرء للتفكير والتساؤل ترى أفكار من هذا النوع من أين جاءت .. وماهو مصدرها السيكولوجي ..؟
عادة في علم النفس هناك قاعدة معروفة في علم التحليل النفسي ، وهي إرجاع الفكرة الى أصولها . ومن المسلم به أن أفكار من هذا النوع تقودنا الى نصوص تغاير الزمن ، وأن المدافعين عنها اليوم هم بالضبط مثل من يدافع عن أخر معاقل سجن الحرية في قاع الكون في العصر الحديث . وهنا أود الإشارة الى نموذج وألية تحريض عدوانية وإرهابية في هكذا خطاب ، فإذا دققنا جيداً في المفردات المستخدمة ؟، بغض النظر عن دونيتها ، لكنها توضح الى درجة بعيدة نوعية الخطاب الموجه الى الناس بقصد تحريضهم ضد شعوب الأرض قاطبة ، وضد الفئة العقلانية منهم . تماماً مثل ذاك الخطاب البائس الذي أفلس والقائل أن الشيوعية تعني إشتراكية الزوجات ، عندما كانت الشيوعية هي العدو الأول للإمبريالية وكل أعوانها من الرجعيات المتعفنة ، وحراس نصوصها الحجرية .
وهكذا علينا نحن من نتحتسي الخمر أن نخون زوجاتنا ، وأن نكذب حتى على الألهة مجتمعة وننافق لكي نثبت " فرضية " الجهل والتجهيل التي خرجت من فتحة صاحب الخطبة العصماء . ربما على الإنسان أن يشكر القدر أننا لا زلنا نعيش في عالم لم تتوصل بعد فيه التكنولوجيا الى إختراع رائحة كتابة ما ، أو رائحة ..؟ وأنت تتصفح بعض الخطب العصماء . رغم أني أحب رائحة الورد وعطر النساء ، ونسيم البحر ، وكأس من خمرة كل أنبياء الحب ، فقليل منه ينعش قلب الإنسان .
وبما أنه من العسير مناقشة حجر ما ، لكن أود إحالة صاحب الخطبة الى مدينة " كريستيانوبولس " ، وهي مدينة فاضلة جاءت في كتابات المفكر الألماني " فالنتين أندريا" حيث يصف رجلاً ضاق ذرعاً برذائل مجتمعه ، فركب البحر مهاجراً ، فإذا بعواصف وأعاصير وموج هائل ، أدت الى تحطم السفينة في البحر " الأثيوبي " فيلجأ بطل القصة وأسمه " كافار سلامة " الى جزيرة يحكمها ثمانية رجال ، يتبع كل منهم ، ثمانية آخرون ، ويساعدهم في الحكم مجلس " شورى " . في هذه الجزيرة الوهمية يسود النظام بفضل مجلس الشورى ... لآأت الأخ كاتب المقال هي ثمانية ، لا تصلح سوى لجزيرة الأخ " كافار سلامة " ومجلس شورته .
أما نحن سنحتسي الخمر ونواصل إحترامنا لزوجاتنا والأخرين ، ونعلن الحب شهادة ميلاد لنا ولكل الناس ، ونحترم حق الجميع في حياتهم الشخصية ، إمرأة أو رجلاً ، ولا نعيش في وهم الجنة والحور العين . فالخمر هو المنقذ من الضلال . أقول قولي هذا وأستغفره ونتمنى الرحمة والخير والمحبة لكل الناس فإستغفروه يامعشر الخمارين ، يغفر لكم .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كان ( الإله) ليس وهماً.. / فهو ملحد ؟
- قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي
- عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة
- لماذا إختفى مفهوم الرجعية / من أدبيات اليسار ..؟
- من إسراطين ..الى نيجيريا / حوار هادئ مع الأخ العقيد القذافي
- ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟
- مؤتمر - قمة - العائلات الحاكمة / في العالم العربي
- ببغاء - السيدة مرتا - / وأبونا الخوري..؟
- برج - الأسد -
- إعلان- الجهاد - النووي ..؟
- هل - الملائكة - سعاة بريد / لتوزيع النصائح ..؟
- تلميذ في الإبتدائية .. مدير جمعية تعاونية ..؟
- أنت ... كافر ونص ..؟
- رقص - هز - البدن ..؟
- البحر ... يلد النساء ...
- ثقافة - صباح الورد -
- إمرأة .. وكاهنان .. ونهر ..؟
- عندما تحولت تشو يينغ تاي / الى فراشة ملونة ..؟
- جلسة تحضير أرواح / في قرية (بريفزا) ..؟
- العودة من المستقبل الى / عصر نهاية الديانات ..؟


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عندما - يتغوط - العقل / تصاب - المؤخرة - بالصداع ..؟