أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق سالم - الدين والسياسة














المزيد.....

الدين والسياسة


صادق سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في القرون الوسطى وقبل نهاية القرن السابع عشر كان للكنيسة سيطرة مطلقة على كل مفاصل الحياة الاجتماعية والفنية والعلمية وأيضا السياسية وكانت تضع قيود صارمة وشديدة جدا على كل مفصل من هذه المفاصل بحيث ان الذي يتجاوزها سيتهم بالهرطقة والخيانة وهي تهم كافية للإرسال إلى المقصلة !! بحيث ان العالم الفلكي غاليلو عندما اكتشف ان الارض ليس مركز الكون وانه جرم سماوي يدور حول الشمس وهذا خلاف ما تعتقده الكنيسة اتهم بالهرطقة ولم ينقذه من المقصلة غير ادعائه الجنون !! وقد استفاد من ذلك ملوك واباطرة وقياصرة ذلك الزمان بحيث يكفي ان يصدر أي امر مهما كان ويبدأ ( بسم الرب ) حتى يكون امر رباني واجب التنفيذ مهما كانت الظروف ولا ننسى حادثة نيرون عندما اجتمع عنه ملوك وقياصرة ممالك زمانه وأراد ان يريهم قوته فامر بان تحضر الفرقة الذهبية في جيشه وأوقفهم على منحدر صخري عالي جدا ثم قال لهم ( بسم الرب الى الامام سر ) فما كان من هذه الفرقة بكل جنودها وضباطها الا الامتثال للامر ( الرباني ) وتقدموا باتجاه المنحدر دون ان ترمش لهم طرفة عين واخذت الارتال تتساقط من المنحدر رتل بعد رتل حتى فنوا عن بكرة ابيهم !!؟؟
هذه السطوة المطلقة ( وهي بالتاكيد انحراف خطير عن تعاليم الرب الحقيقية ) ولدت شعور كبير بالتمرد لدى كثير من الناس ووصل هذا التمرد الى ذروته في اواخر القرن السابع عشر وحدث الانفجار في عام 1789 ابان قيام الثورة الفرنسية الاولى حيث ان أولا الأصوات التي تعالت هي قتل الملك الذي كان يمثل مقام الرب او على الاقل المنفذ لتعاليم الرب ومن هناك بدأت المطالبة بفصل الدين عن السياسة وضرورة حصر الدين بدور العبادة فقط .
فنتيجة لذاك التطرف المفرط جدا بتفسير التعاليم الربانية ولّد هذا الابتعاد المفرط عن التعاليم الدينية والتصور بانها هي المسؤولة كل المأسي , وبدء مصطلح العلمانية بالظهور منذ ذلك الوقت .
ولاننا نحن العرب لا نقتبس من الغرب سوى المساوء فقد تعلق الكثيرين بمصطلح العلمانية وتأثروا بها وتجدهم بين الحين والاخر يطالبون بضرورة فصل الدين عن السياسة وحصره بدور العبادة فقط حتى وصل الامر باحد كتابنا الكرام ( في موقع الحوار المتمدن ) ان يكتب مقال طويل حول ضرورة نقل الدين الى المتاحف !!!!!؟
ان هذا كله يعود لسببين . الاول قد قلناه وهو التقليد الاعمى لكل ماهو سيء يأتي من الغرب .
اما الثاني فهو الفهم الخاطئ للدين وعدم التفريق بين النظرية والتطبيق .
فالدين هو بالأساس مجموعتين من التعاليم او القوانين , الاولى تنظم تعامل الانسان مع ربه
( العبادات ), اما المجموعة الثانية فتقوم بتنظيم التعامل بين الانسان واخيه الانسان ( المعاملات ) وسنركز هنا على المعاملات لانها هي المسؤلة عن تنظيم الحياة بكل مفاصلها بما يضمن السعادة والاستقرار والامن والرفاهية لكل افراد المجتمع ثم تنتقل هذه المجموعة بعد ذلك الى علاقة المجتمع ككل بباقي المجتمعات ( الدول ) القريبة منها والبعيدة مما يوصل جميع المجتمعات الى الامان والتعايش السلمي والتعاون الاقتصادي والسياسي فيما بينها . هذا هو ابسط تعريف للدين . اما التعريف السليم للسياسة فهي كيفية تنظيم التعامل بين الحكومة والشعب من جانب والحكومة مع الحكومات الأخرى من جانب اخر مما يضمن المساوات والعدل والاستقرار الامني والاقتصادي لكل فرد في المجتمع ( اما تعريف ان السياسة فن الخداع فهذا تعريف مشوه لا نريد الخوض فيه ) , فاذن من هذان التعريفان نلاحظ ان الدين والسياسة يسيران بخط واحد واحداهما يكمل الاخر , وايظا لا يمكن الفصل بينهما دون ان يكون هناك تشويه كبيرة في العملية السياسية او الدينية .
نعم هناك تقصير كبير جدا واخطاء كبيرة في تطبيق التعاليم الاسلامية ولكن لماذا يحتسب هذا على اصل النظرية لماذا لا نقول ان فلان من الناس لم يطبق التعاليم الاسلامية بصورة صحيحة بل نضع اللوم كل اللوم على الاسلام بينما في السياسة عندما يرتكب السياسيون اخطاء مميته نصف سياستهم بالخاطئة ولا نقول ان نظرية السياسة خاطئة فاشخاص مثل هتلر وتشاوسسكو وصدام اوصلو بلدانهم للهاوية نتيجة سياساتهم الخاطئة لكننا عندما نتحدث عنهم نقول ان فلان القائد وفلان العسكري كان يمارس سياسة خاطئة بينما اذا اخطأ احد الذين يدعون الاسلام وممن يمسكون بزمام الامور نصف الخطأ بالاسلام ونظريته ونطالب بضرورة ابتعادها عن السياسة ؟؟؟!!

فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

[email protected]



#صادق_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواصف انتخابية
- يوم رأوكي
- لأجل عينيك
- لاجل عينيك
- يوم رأوك
- يأس
- الادارة بين القيادة والاستشارة
- مفارقات اتخابية
- نداء الروح
- شوق الحبيب
- مولدات الجريمة
- اجتماع عائلي ديمقراطي
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق سالم - الدين والسياسة