أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل السويدي - ضـوء على حالة السجون في عر بستان















المزيد.....

ضـوء على حالة السجون في عر بستان


عادل السويدي

الحوار المتمدن-العدد: 907 - 2004 / 7 / 27 - 10:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إلى منظمات حقوق الإنسان و الجهات المعنية

مسألة المحاكمات السياسية الشاملة التي تستبيح حرية الشعوب والحريات في إيران هي مسألة تحتاج إلى إلقاء الأضواء عليها و تتطلب التدخل المستمر من الهيئات و اللـّجان المختصة بحقوق الإنسان فيها، و سنقتصر في هذه الورقة على ما يمسّ من قضية الشعب العربستاني بشكلٍ خاص، كونه يتعلّق بحاضر هذا المجتمع و مستقبله أيضا. فحجب الحرية عن الطلائع المفكرة للمجتمع العربستاني تؤدي خدمة ً موضوعية للأعداء و يرميهم عنوةً في جهد أمريكا التي تتطلّع للاستحواذ على المنطقة و خيراتها. فالذي يريد عبور المأزق لا يهمّه من يقدّم له العون، إلا إذا تمتع بحس ٍ عال ٍ و وعي ٍ استثناءي يضع المصائر التاريخية على جدول أولوياته.
هذه المقدمة نستوحيها من المعطيات التي تجمعت لدينا عن المحاكمات الجائرة التي ستشهدها الشهور و الأيام القادمة، سيّما و اقترنت بصدور الحكم الجائر على المواطن الأهوازي (( علي ?لداوي )) دون وجه حق، و ذلك لمدة عامين و نصف بسبب رفعه أعلاماً وطنية تعبّرعن مشاعره الفيّاضة في لحظة فرح ٍ عابر.
هذا الحكم الجائر قد دقّ جرس الإنذار عند كل العربستانيين حول القمع الفارسي للمجتمع العربي ، و دفعهم للتطيّر من موقف القائمين على الأمن الإيراني الذي ينبغي أن يكون للإيرانيين كلهم ، و ليس للفُرس فقط و ما يتضمنه ذلك من دلائل لا نود التطرّق بالمزيد اليها.
و حديث السجون يقتضي الإستفاضة ، طالما السلطة تصرّ على رهن مواقفها السياسية بتسلّط هؤلاء المسؤولين الإداريين و السياسيين ، ففي إحدى الزنزانات التابعة لـ : (( سجن كارون )) أدخل المسؤولون السياسيون لتلك الزنزانة 80 مجنوناً من مدينة " بم " مستجلبين من هذه المدينة التي ضربها الزلزال القاتل قبل حوالي شهور ، و إدخال هؤلاء ـ المجانين المستجلبين ـ الى (( سجن كارون )) في مدينة الأهواز و دمجهم مع السجناء السياسيين العرب ، و ما يشكله ذلك من إنتهاك صارخ على حقوق هؤلاء السجناء. و لا نود الإستفاضة بدلالة هذه الحادثة ، ولكننا نضعها أمام كل المعنيين بحقوق الإنسان ، بغية إصدار رأيهم بذلك.
و في هذا السياق أصدرت المحاكم الإيرانية في عربستان حكماً جائراً بحق الشيخ ناصر ابوريكان و الملقب بـ (( شيخ خشّان )) الذي بقي في دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة عشرون عاماً متواصلة ، و عند عودته الى أهله و وطنه على خلفية تمتعه بالطمأنينة الكاملة كونه لم يمارس أي عمل ٍ ضد الدولة الإيرانية ، ولكنه فوجيء بإقدام القوات الأمنية الإيرانية بإعتقاله و الحكم عليه 30 عاماً بتهمة أنه كان يمارس النشاط السياسي في منفاه ، و تهم ٍ أخرى ملفـّقة ، و عندما إستأنف القرار الجائر هذا ، أصدرت المحكمة عليه حكماً بالإعدام ، وذلك بسبب تجرّءه على إحقاق الحق بحقه .
إنّ هذا الحكم هو خطوة مشبوهة لتكميم أفواه كل المعترضين على السياسة الإيرانية، و فيما كانت الجموع الإيرانية تلملم جراحها على إثر زلزال مدينة " بم " الإيرانية أقدمت السلطات على نقل السجناء المجانين من مدينة " مسجد سليمان " الى (( سجن كارون )) على خلفية تخوفهم من الزلزال المحتمل ـ كما قيل ـ ، في وقتٍ يجمع المراقبون على أن الهدف من ذلك هو إرهاب المواطنين العرب في الإقليم . علماً أن القاعة السجنية الواحدة تتسع الى 20 فرداً فقط بينما تحصر السلطة الأمنية عدداً من السجناء هناك لأكثر من 45 سجين . كما هو الحال في القاعة رقم 4 على سبيل المثال ، أي أن المجموع هو 45 في القاعة الواحدة بدلا عن الـ 20 سجيناً ، في حين أن (( سجن كارون )) يتسع لـ 700 سجين في الوقت الذي حشرت فيه السلطة الأمنية 5000 سجين .
و هذه المعطيات الحقيقية تبين مدى البعد اللاإنساني للسلوك القمعي الإستخباراتي لهذه المجموعات الأمنية ، و الإستطراد حول هذا الوضع اللاإنساني يقتضي منا المزيد من الأوراق و المعلومات و التحليل ، و نحن نحاول تجاوز ذلك بغية عدم إستفادة الخصم الأمريكي منها . ناهيك عن المعاملة السيئة مع السجناء من حيث الطعام الشحيح و الإدمان المتفشي بشكل كبير و مخيف في السجون ، و إنعدام أية خدمة يتطلّع اليها السجناء وفق المقاييس الحد الأدنى في السجن بما فيها الخدمة الصحية.
و من المعلوم لجميع المراقبين و المتتبعين أن الأمور السياسية في ايران تتجه الى منحاها الخطيرو أنها تسير بشكل ٍ غير مأمون العواقب، ليست بالنسبة للنظام فقط ، و إنما للكل الإيراني ايضا : أرض و مجتمع و مؤسسات ، و كنا نعتقد و مازلنا نؤمن بأن المسؤولين في ايران ـ إصلاحيين و محافظين ـ يعملون على إعادة النظر بحساباتهم العملية و السياسية قبل تفاقم المسائل الخطيرة التي تواجهها دولتنا الإيرانية ، جرّاء الخطر الماحق الماثل على وطننا: ـ " إن الرياح التي نلمح بداية إعصارها تهبّ على المنطقة بعكس ما تشتهيها السفن الإيرانية التي تغذ السير نحو المستقبل .... لذلك يتسائل الوطنيون ـ كل الوطنيين ـ عن الأسباب الكامنة وراء هذا التعنّت السلطوي الإيراني لحلحلة الأزمة في الداخل ، و التغلّب على المأزق السياسي الذي يعاني منه أبناء الشعب العربستاني .
إننا نرى الضغوط الأمريكية ـ السياسية و العسكرية ـ لا تصب نتائجها في صالحنا ، الأمر الذي يشكل هذا السلوك ، الذريعة السياسية المخاتلة بيد الأمريكيين و تشجّعها على رفع العصا ضد الجميع : السلطة و النظام و المجتمع و الوطن الإيراني
إن الطريقة التي تقود بها السلطة الإيرانية لن تفض ِ الطريق المرجو ، فالدول الأوروبية على مافيها من إستقلال ٍ سياسي ٍ نسبي ، إلآ أنها تُشكل جزء من الحالة السياسية الغربية التي تحدد مساراتها السياسية الإستراتيجية ، " الولايات المتحدة الأمريكية " .
اذا كان هناك من خلافات ٍ بينها فهي خلافاتٍ على التفاصيل ، بينما هم متحدون ضد العالم الجنوبي كُلّه ـ شعوباً و أنظمة ً و أوطان ـ بهدف إستغلالها المشترك ، و لا مجال للإقلاع عن مشاريعها سوى بالإعتماد على سياسةٍ وطنيةٍ في الداخل تحترم المجتمع و تستجيب لآماله و تنفذ مطاليبه المعلنه و الحقة ، و الإتصال بالقوى الشعبية التي تمثل مكونات هذا المجتمع ، بدلاً من محاصرتهم بالرغبات و الإملاءات الفارسية ، و قمعهم بالإجراءات اليومية .

26 – 7 – 2004



#عادل_السويدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متنــوّرو عرب خوزستان ( عربستان ) يصرّون على أن أحمد مدني هو ...
- قصة المجزرة التي قام بها مجرم الحرب ((أحمد مدني)) ضد الإنسان ...
- السادة المفكرون المسؤولون عن كل ما حدث و يحدث اليوم في ايران
- امريكا و القوميات في ايران


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل السويدي - ضـوء على حالة السجون في عر بستان