أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آزاد برازي - السياسة السورية في تجاهل وتخوين الأكراد















المزيد.....

السياسة السورية في تجاهل وتخوين الأكراد


آزاد برازي

الحوار المتمدن-العدد: 907 - 2004 / 7 / 27 - 02:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اعتادت السياسة السورية الرسمية سواء الداخلية والخارجية منذ عقود في تجاهل
الأكراد السوريين بشكل كامل عن طريق إلقاء التهم والتهرب والتجاهل وذلك لخدمة
توجهاتها القومية الهادفة أساساً لصهر جميع القوميات ضمن بوتقة القومية العربية
والغاية تبرر الوسيلة لديها ,لذلك اتبعت أساليب في تشويه المعطيات التاريخية
. ومخالفة الواقع
ولكن لا يخفى على صناع القرار في سورية الذين يرسمون شكل السياسة السورية
الدور العظيم الذي قام به أبناء الشعب الكردي في صنع ورسم تاريخ سورية منذ
إحداثها في العشرينات ومن ثم مشاركتهم مع كافة أبناء الشعب السوري في الدفاع
عن تراب الوطن ضد الاحتلال الفرنسي حتى الاستقلال,والمشاركة الفعالة في بناء
الدولة السورية في كافة مجالات الحياة,ولم يبخل الشعب الكردي السوري بطاقاته
. وقد اخلص من أجل الوطن وعزته ومازال مستمراً على هذا النهج
والسؤال الذي يطرح نفسه من المستفيد من سياسة التخوين والتجاهل؟
وهل من الوطنية أن نتجاهل أكثر من مليوني كردي, وذلك التاريخ النضالي الطويل
. وما قدمه من مناضلين ومفكرين وسياسيين
وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على العالم وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة
وسقوط الاتحاد السوفييتي والحادي عشر من أيلول مازال سياسات التجاهل والتخوين
مستمرة فعلى ما يبدو أن التاريخ متوقف على ما قبل الحرب الباردة وإنهاء إشكالية
عقلية جامدة طاغية تحاول قدر الإمكان إبقاء عجلة التطور وخلق عوائق ومتاهات
. أمام الارتقاء والتقدم الذاتي لهذا المجتمع
فهذه العقلية هي التي ستشكل خطراً على هذا الوطن في الحاضر والمستقبل, فبدأنا
نلحظ بوادر الخطر التي تجلت في أحداث المناطق الكردية ويخطىء الذي يظن بأن
بهذه السياسة يحقق فيها مصلحة هذا الوطن أو المصالح القومية بل يهيئ للكثير
. من القوى الداخلية والخارجية للصيد في المياه العكرة
فالمصلحة الحقيقية هي في التعايش السلمي بين جميع الفئات والطوائف والقوميات,
والتاريخ القريب والبعيد مازال سخياً بتقديم الدروس للاستفادة منها وخاصة
بعد التغييرات التي حدثت في العالم بعد المرور من بوابة الحادي عشر من أيلول,
فالحكمة تدعونا أن نعتبر من التاريخ وخاصة بعد ما قدمه ب ن لادن من خدمات
خليلة لأمريكا وفتح الحدود السياسية أمامها مهما بعدت ودقوا مسامير نعش السيادة
الوطنية ففتحت ملفات الإرهاب في العالم فالمتضرر الآن هي أمريكا ليست دولة
من دول العالم الثالث, البداية أفغانستان وقواها الظلامية الرجعية ولاحقاً
العراق وديكتاتوريتها إذاً ما نفهمه أن أمريكا الآن في عقر دارنا بشكل مباشر
والتجربة العراقية قدمت دروساً يجب الاستفادة منها من قبل دول العالم الثالث
عموماً والدول العربية خصوصاً فالجزرة فَقدت وبقيت العصا فبالتالي يجب على
. الحكومات أن تكون متوافقة مع شعوبها ومتحاورة لها
فأمريكا على حدودنا الشرقية باحتلالها المباشر للعراق وهي في الشمال والجنوب
من خلال النفوذ والقواعد العسكرية ولا تتوانى أبداً عن التهديدات الموجهة
بشكل واضح وصريح إلى سورية عن طريق مسؤليها بشكل شروط غير مباشر قابلة للنقاش
. وما على سورية إلا الموافقة عليها
إذاً كل المعطيات تدعونا إلى استحقاقات داخلية لترتيب البيت السوري لكن على
الرغم من هذه الظروف مازالت نزعت التخوين والتجاهل إحدى الأساليب المتبعة
لدى أصحاب العقلية الشوفينية بل زادت حدةً بعد أحداث المناطق الكردية وبكل
بساطة ألقت اللوم على قوى خارجية واتهمت أبناء الشعب الكردي بالتآمر ونعته
بالطابور الخامس وكالعادة شماعة الأخطاء هي أمريكا وإسرائيل محاولةً بذلك
تشويه الوعي الذاتي العربي على مستوى الشارع وبالفعل بدأت هذه السياسة تفعل
فعلها في الشارع العربي المهيىء مسبقاً لاستقبال هكذا تصورات حقاً أنها مصيبة
ولكن الكارثة تكمن عندما يحتضنها المثقف العربي ليجعلها مقدمات لاستنباط
أشياء جديدة, على الرغم من التصريح الرسمي للسيادة الرئيس بشار الأسد بنفيه
لوجود أيدي خارجية في الأحداث واعترافه أن القومية الكردية جزء من النسيج
. السوري
أن هذه العقلية متأصلة في المجتمع العربي إلا ما ندر وهي بعيدة كل البعد عن
الموضوعية ولا تلقي اللوم على نفسها مطلقاً ولا تقود إلى الأسباب الحقيقية
إلا بما يتوافق مع مصالحها وأيديولوجيتها وتفضل ممارسة هوايتها التخوينية
تجاه الأخر وإنكار وجوده. فالمطلوب من الحكومة السورية التخلص من أرباب هذه
العقلية من أمثال بثينة شعبان وعماد فوزي الشعيبي. . . . . . . . . الخ فصيرورة
التاريخ لن تتوقف عند هولاء وكلما تقاعست الحكومة السو رية عن ذلك ستفتح لنا
أبواب نجهل ما خلفها فالتراكمات التي نتجت عبر عشرات السنين من ممارسات شوفينية
. وسياسات استثنائية ظهر برد فعل كردي عنيف أثناء الأحداث
فالقضية الكردية في سورية هي إحدى القضاية العالقة الأكثر تجاهلاً التي تحتاج
إلى حلول وما الحلول الأمنية إلا دليل فشل وعدم القدرة على قراءة الواقع
قراءة صحيحة وتعبير عن سيطرة عقلية شوفينية جامدة تتجاهل المصلحة الوطنية
وباحثة عن مصالحها الشخصية لكنها يجب أن تعي أنها مهما حققت من مصالح شخصية
. فهي في النهاية ستخسر وطناً
والشعب الكردي مازال يتمسك بالأمل في أن تقوم الحكومة السورية بحل قضيتهم
. القومية والإقرار الإيجابي بهم
وخاصةً بعد التغيرات الحاصلة في المنطقة, وانهيار نظام صدام حسين الديكتاتوري
فتح أفاق جديدة للقضية الكردية في مختلف الأجزاء وخصوصاً على الساحة العراقية
بدأنا نشهد في سورية تحطم الكثير من الحواجز النفسية التي أوجدتها الأجهزة
الأمنية التي تحاول جاهدة بأساليبها المرهبة واعتقالاتها العشوائية ومضايقاتها
المستمرة وممارساتها في السجون والتعذيب حتى الموت, إعادة بناء جدران الخوف
. التي تشظت
أما الآن المطلوب أن تلحق الحكومة السورية بركب الدول المجاورة التي تضم ضمن
حدودها السياسية أجزاء من كردستان وتهيىء لحالة من الانفراج لمنح حقوق الشعب
. الكردي في سورية
وكما يقال الكرة في ملعب الحكومة السورية فهي التي ستحدد الأوضاع في الداخل
. وكيفية التعامل مع الشارع السوري عموماً والشعب الكردي خصوصاً



#آزاد_برازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى أنت يا بروتوس


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آزاد برازي - السياسة السورية في تجاهل وتخوين الأكراد