أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث














المزيد.....

اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 21:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد نقطة التحول الكبرى في حياة العراقيين بكافة مكوناته عند سقوط الدكتاتورية، و التغييرات المتعددة التي شهدها الوضع العراقي العام من كافة الجوانب، لم نشهد له مثيل من قبل من حيث جوهر التغيير و ما جلب معه بعد عقود من القهر و الظلم و القمع المستمر ، و لم تحتوي هذه العقود في طياتها غير الاتقلابات و المؤامرات و سكب الدماء من اجل السيطرة على السلطة و حكم البلد باي شكل كان. منذ تاسيس الدولة العراقية بفعل فاعل خارجي و فرض الملك عليه، و يسير الشعب العراقي وفق ما تفرض عليه من الاوامر من بغداد دون ان يؤخذ ولو براي او موقف واحد له، و حدثت تحولات طفيفة جدا خلال سنين طويلة ، و بعد موت الملك فيصل الاول بدات سلسلة من الانقلابات الدموية بين فترة و اخرى، و حدثت اضطرابات و تم القتل و النفي لعديد من القادة ، و بدات بقتل الملك غازي بحادث مدبر في نيسان 1939 و من ثم انقلاب تموز 1958 و قتل الملك فيصل الثاني الى قتل عبد الكريم قاسم و تسلم عبد السلام عارف الحكم و من ثم بعده عبد الرحمن عارف الى ان وصل قطار البعث و مخططاته السوداء كنقطة تحول قاتمة في العراق بعد تنحية عبد الرحمن عارف او بالاحرى ابعاده بشكل لم يتمكن من التصدي ولو لفترة قصيرة.
لا نريد هنا ان نتطرق الى ظروف المنطقة في تلك المرحلة و الدخول في الوضع السياسي العام و كيفية ترابط الحكومات و خاصة الجمهوريات الفتية في هذا الاقليم و الدعم و الاسناد الذي لاقوه اثناء التغييرات التي كانت تحصل في اية دولة في هذه المنطقة من قبل هؤلاء ، العراق و سورية و مصر و اليمن في مقدمة البلدان التي كانت لها التاثيرات اللمتبادلة على البعض ، و لم يحدث اي طاريء في اي من هذه البلدان الا و يتوضح فيما بعد ان التخطيط و الاثارة و الدعم جاءت من احدى تلك الدول الاخرى ، اي لم تكن حكومة جديدة مهما كانت نوعها مستندة على استقلاليتها الا و تكون مستندة على عوامل خارجية و اساسها نابع من التوافقات و المؤامرات السرية التي تحاك لقلب اي نظام ان كانت هناك نسبة معينة من احتمال النجاح في الاستقلالية.
بعد دراسة هذا التاريخ بشكل علمي و الدخول في ثنايا ما حصل بالتفصيل سنكون على دراية كافية بمجريات الامور و ما كانت تلك الدول تعمله و النظام الذي يحكمه و العلاقات التي تربطهم طيل تلك الفترة ، و سيكون طبيعيا ان نعلم بان التدخلات التي كانت كبيرة و في وضح النهار دون اي اعتبار للسيادة، و كانت اعتمادا على شعارات الامة العربية الواحدة و المصير الواحد و الوطن العربي الواحد ، و توارثت الاجيال هذه الادعائات، فلا يكون ما نراه غريبا جدا و لاما يحصل اليوم من التدخلات المستمرة ومن الجهات العدة عجيبا، اضافة الى ما كان الترابط و التكتل الايديولوجي هو السائد في حينه، فاليوم دخلت على الخط قوى اخرى ليس من منطلق الجمهورية و نبذ الملكية و الادعائات التقدمية او المحافظة على المصالح الملكية و انما استنادا على الصراع الديني و المذهبي للحفاظ على التوازنات الجديدة .
عندما ننظر الى هذا التحول الكبير و الطريقة الفريدة في التغيير و التداعيات مابعد التغيير و الاليات التي تعتمد في حكم البلد ، و الاستناد على المفاهيم الجديدة و الغريبة عمليا و مارسة عن المنطقة بشكل كامل ، يجب ان لا نتعجب من الصراع الحامي و ما تشهده الساحة الاقليمية و تدخلاتهم الفاضحة حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بكل ثقلهم، و هذه نتيجة طبيعية لتعقيدات ما تفرضها الديموقراطية و الانتخابات، و الخوف و الرعب الذي يدخل نفوس الحكام المتسلطين و خشيتهم الكبيرة من نتائج المعادلات التي لا تكون لصالحهم في حال تطبيق الديموقراطية ، و يحالولون بشتى السبل التدخل فيما يجري على الساحة العراقية ، كما كان من قبل و لكن بوسيلة اخرى ، ان كان عن طريق الانقلابات و القتل و سكب الدماء في تغير الحكومات هو شغلهم الشاغل حتى الامس، فاليوم التعددية التي اثبتت نفسها سدت امامهم الكثير من الطرق، الا انهم وجدوا ثغرة اختلاف المكونات الاساسية للشعب العراقي و يحاولوا ان ينفذوا منها للتدخل و تنفيذ اجنداتهم التي كانت تطبق من قبل عن طريق الانقلابات العسكرية الدامية.
عند استقرار الاوضاع في العراق بشكل تام و تتجسد الديموقراطية و تنظم حياة العراقيين، فتُعتمد القوانين التي هي لصالح كافة المكونات و يحس المواطن بالمواطنة و الحرية و نسبة من العدالة الاجتماعية، حينئذ يمكن ان تترسخ الاجواء السلمية و تثبت عملية تداول السلطة عمليا و تفصل السلطات الثلاث عن بعضها، التنفيذية التشريعية القضائية و تؤمن الخدمات و نقترب من الدول المؤسساتية ، هنا و في هذا الوقت تقطع الطريق امام المتدخلين ، و هذه اعظم نقطة تحول في تاريخ العراق و المنطقة ايضا و تغلق الابواب نهائيا، ويبتر التدخل الفاضح المستمر بشتى الطرق حتى اليوم، و سوف تتغير المعادلات التي لعبت عليها الاطراف المختلفة في محاولتهم لميل الكفة لصالحهم ،و بترسيخ الديموقراطية المنشودة هذه نعطي دروسا لهؤلاء و يجبرون على اعادة النظر في عملهم و يهتمون بشؤونهم الداخلية و يحتذون بنا اجباريا ،و سيكون العراق الورقة المؤثرة على المنطقة و في حينه سننتج نقطة التحول الاعظم للمنطقة باكملها.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحزب و الثقافة السياسية في العراق
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
- انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
- هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
- كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال ...
- الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
- ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
- بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
- هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟
- من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
- ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
- الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة ...
- هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
- هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
- الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
- هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟
- ما يحصده المواطن من التعقيدات السياسية في العراق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث