التصرفات هي الدليل على سلوك الآخرين د. عدنان الطوباسي: الاباء نموذج السلوك الايجابي عند الابناء

راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 23:15
المحور: الطب , والعلوم
    

هل حدث وأن أنتابك الذهول قبل ذلك لردة فعل أحد الأشخاص تجاه شيء ما قلته أو فعلته؟
يرى الدكتور عدنان الطوباسي رئيس الجمعية الثقافية للشباب والطفولة والمتخصص في علم نفس المراهقة، ان السلوك ناتج عن معطيات الشخص وانماطة المختلفة وفي حالة حدوث انحراف لدى بعض الناس في سلوكهم فلا بد من تعديل هذا السلوك..وحتى لا يكون هناك فجوة حقيقية بين السلوك الحسن والسلوك الخاطىء فلا بد ان يكون هناك دور للاسرة في بث السلوك الحسن والايجابي بين افرادها ولا يكون ذلك الا اذا كان الوالدين نموذج جيد ويتمتعان بسلوك ايجابي حتى يستطيع الابناء تقليد هذا السلوك الجيد..
أنا شخصياً واجهت ذلك، ربما تكون قد تعلمت مع هذا الشخص بنية صافية تماماً لتجد في النهاية أن ما فعلته قد أثار الشخص الآخر ... ومن المخيب للأمل أن تجد رد فعله سلبياً لم تكن تتوقعه ومثل هذه التجارب تجعل الكثيرين يفقدون الأمل في قدرتهم على فهم الناس، وإذا كان هذا صحيحاً: فسيكون هذا بحق شيئاً يدعو للأسف.
ويقول الدكتور الطوباسي ان الانسان يملك الطاقة الكامنة التي لا بد ان يفرغها في الجوانب الايجابية في الحياة ولذلك معلية ان يبرمج يومة باستمرار ويقسمة الى محطات توفر لة السعادة والهناء فالتحظيظ اليومي جزء من السلوك الحسن والايجابي في الحياة
ويشير الطوباسي ان للاعلام ووسائلة المختلفة دورا كبيرا في تعديل سلوك الناس السلبيين في المجتمع من خلال ما يقدمة من برامج ووسائل نقدية وترفيهية ومسلسلات هادفة وحوارات ذا نمط ايجابي..من شانها ان تساهم في بث السلوك الحسن بين الناس .
في كل مجال تقريباً يتشكل سلوكك بشكل كبير من خلال ما تتوقعه، فعندما تقرر شيئاً ما فأنت تتوقع أن القرار الذي اخترته سيكون أفضل من غيره وعندما تجري تغييراً ما، فأنت تتوقع أن الوضع الجديد سيكون في النهاية أفضل من الوضع القديم، فالتوقع يؤثر حتى على تصرفاتنا الصغيرة نسبياً.
يؤكد الطوباسي قد يكون من المبالغة في تسهيل الأمور القول: إن التوقع هو العامل الوحيد الذي يشكل السلوك، فالغريزة تلعب دورها كما يلعب اللاواعي دوره، كما أن للعادة أيضاً تأثيراً ومع هذا، فالتوقع يلعب دوراً رئيسياً في تحديد ما نفعله وما نتجنب فعله. لحسن الحظ، فإن السلوك الإنساني ليس عشوائياً كما قد يبدو في الغالب، فقد وجد علماء السلوك أن السلوك الإنساني يمكن توقعه بيسر أكثر مما نظن.
دعونا نتعرف على الأفراد من خلال التعرف على سلوكهم، أن هناك سلوكيات معينة ترتبط بشكل كبير بسمات أخرى مختلفة إلى حد ما، فعندما كنا نرى مؤشراً لبعض هذه السلوكيات كنا نتنبأ وبدقة كبيرة بأن الشخص لديه الصفات التي كان يعتقد أنها مرتبطة بهذه النوعية من السلوك، وفي وقت ما نصل إلى الحد الذي أصبح بإمكاننا أن نتنبئ بالكثير عن الشخص بمجرد النظر إليه، وعادة ما يكون افتراضنا صحيحاً.
ويوضح الطوباسي أنه يمكنك هذا الأسلوب من تجاهل تفاصيل كثيرة غير ذات صلة أو ذات صلة واهية، بحيث يمكنك أن تركز على الأهم، ويوضح لك النموذج ما الذي تبحث عنه كما يساعد على تحديد الأنماط المفيدة، ويساعد على تفسير ما تراه، أي أن النموذج يساعدك على أن تتفادى النواحي التي تعتبر غير ذات أهمية في موقف ما، بحيث يمكنك أن تصل بشكل أفضل إلى جوهر ما تريد فهمه.
وإذا كان التبسيط هو عملية توقع أساليب الناس، فلماذا لا تضع نموذجاً يمكنك من توقع السلوك المحتمل أن تسلكه أنواع معينة من الموظفين، وكيف يحبون أن يعاملهم الآخرون، وذلك في جميع المواقف التي تشكل حياتنا؟ وقد تم وضع نموذج النمط الاجتماعي لهذا الغرض، ونعتقد أنك ستندهش من مدى فائدة النموذج عندما تعرفه وتستخدمه في خلق علاقات عمل أفضل.
يستعرض الطوباسي من منطلق فكره ويعبر عن أن الأسلوب هو الطريقة التي يراك الآخرون تتصرف من خلالها، لأن نمط الفرد السلوكي المعتاد في التوكيد، والاستجابة، ونمطية السلوك هي التي تفيد في التنبؤ بالسلوك الذي يفضله الفرد في العمل مع الآخرين ، السلوك هو ما يفعله الشخص، وهو التعبير الخارجي عن حياة الشخص وهو يعني بلغة الجسد، ما هي سرعة حديث الشخص؟ ما مقدار استخدامه للإشارة؟ وما مدى ارتفاع صوته عند الحديث؟ ما مقدار تغييره في مقامات صوته؟ وهذا يعني الكلمات التي يختارها الشخص. هل غالباً ما يسأل هذا الشخص عن رأيك، أو يعرض وجهة نظره هو، هل تركز المحادثة أكثر على المهمة أو العلاقة؟
وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذا الأسلوب لا يعني بذلك العالم الداخلي من الأفكار والمواقف والمشاعر والقيم، وهو لا يشجع مستخدميه على البحث داخل ذات الأفراد الذين يعملون معهم، وبدلاً من هذا فهو يعلم الأفراد كيف يفهمون السلوك الذي يراه الجميع.

#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات