|
ما الله؟... Ali Sina
إبراهيم جركس
الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 00:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لطالما حاول البشر إيجاد الأجوبة المتعلّقة بالله منذ بداية تفكيرهم وإدراكهم لوجودهم الخاص في هذا العالم. وقد خرجوا بأجوبة عدّة، فقط ليطرحوها جانباً فيما بعد ويجدوا أجوبةً أخرى جديدة. ظهرت الآلهة في الحيوانات، في الظواهر الطبيعية، في النجوم والكواكب، في الكائنات الخيالية الخارقة، وكقوانين طبيعية. مع اتساع فكرنا وتزايد مستوى ذكائنا البشري، تغيّرت الإجابة عن هذه الأسئلة. ومع ذلك، وبالرّغم الاكتشافات المذهلة التي تمّ تحقيقها في مجالات العلوم كافة، بدأ أننا غير قادرين على إيجاد جواب محدّد ومرضٍ لهذا التساؤل الأبدي. كل ما يمكننا فعله هو أن نقرّر ما هو غير الله، أمّا ماهية الله بذاته، فما زالت غير معروفة. من غير المعقول أن يكون الله حيواناً. كما لا يمكن أن يكون الشمس. أو القمر أو النجوم. لا يمكن لله أن يكون كثرة. كما أنه لا يمكن أن يكون كائناً حياً. جميع هذه الأشياء يمكن استعراضها بشكلٍ منطقي. أمّا ما لا يمكننا استعراضه منطقياً فهو أنّ وجود الله. على مرّ التاريخ، كان الله دائماً انعكاساً للصّفات الإنسانية. كان التجسيد الأنسب لجميع مخاوفه وآماله. كان مصدر إلهام البشر لطموحاتهم. وبما أنّ البشر مختلفون عن بعضهم البعض، فأفكارهم، مخاوفهم، إلهاماتهم، مختلفة ، وكذلك آلهتهم. آمن الآزتك بـ "Huitzilopochtle" الذي كان يعبد كإلهٍ للحرب. ويعتقد أنّه كان يتمّ التضحية بقرابة 20000 شخص كل سنة على يد العائلة المالكة الآزتكية. الأسرى كانوا يؤخذون إلى قمّة أعلى هرم، وفي طقس شعائري ديني يتمّ شقّ صدورهم وانتزاع أفئدتهم بقسوة. ثم ّ يتمّ بعد ذلك إلقاء جثث الضحايا من أعلى الهرم لتتدحرج نحو الأسفل عبر درجاته. من الصّعب تصوّر الدافع الكامن وراء تلك الطقوس الشعائرية للقيام بالتضحية، ويسمّى "تونالي tonally"، الذي يعني "الروح المفعمة والحيوية". كان يعتقد فيما مضى أنّ "التونالي" تجري من الدم البشري، وتتركّز أو تتجمّع في القلب عن يصبح الإنسان خائفاً. وهذا يفسّر تعطّش الإله لتناول القلوب البشرية. فمن دون هذه التضحية، تتوقّف كل أنواع الحركة، وحتى حركة الشمس والكواكب. لذا عندما كان الآزتك يقدّمون الأضاحي، كل ما كان يهمّهم هو أنهم كانوا يحافظون على الشمس في مدارهم ويمنعونها من السقوط [1]. أمّا إله الإسرائيليين فكان تفضيلي النزعة ويفضّل شعباً معيّناً دون غيره من الشعوب الأخرى. كان قد اختار اليهود كشعبه المختار. والسبب الرئيسي وراء ذلك كان بأنّ اليهود يعيشون في حالة عبودية أغلب الوقت من تاريخهم. وكان آسروهم يسيئون معاملتهم باستمرار. في الماضي كان البشر قساة ضدّ أقرانهم البشر الآخرين، أكثر ممّا هم عليه في الوقت الحاضر. وللتعويض عن ذلك، تصوّروا أنّ إلههم يحبّهم أكثر من باقي البشر. وقد وعدهم بالنصر النهائي وإلحاق العذاب والعقاب الشديدين بآسريهم ومضطهديهم. وقد أكّد لهم أنّ هذه المِحَن سوف تنقيهم من ذنوبهم وتطهّرهم من آثامهم. وبهذه الخيالات والأحلام السعيدة تحمّل اليهود مشاقّ عظيمة ولم يفقدوا أملهم حتى هذه اللحظة. فالخلاص والمجد قريبان جداً. بالنسبة ليسوع الملقّب "بالمسيح" كان الله يمثّل المحبّة. كان يسوع رجلاً مسالماً ورسالته رسالة سلام. وكان يعلّم الناس أن يسامحوا بعضهم البعض وأن يصفحوا عن ذنوب إخوانهم، وأن يروا الضياء بأعينهم قبل أن يبحثوا عن اللّطخة في أعين الآخرين، وألا يرجموا مرتكبي الخطيئة إذا كانوا هم خطاةً، وأن يحبّوا جيرانهم وحتى أن يديروا الخد الآخر للذين يصفعونهم. كان إلهه شبيهاً به تماماً. هذا هو الإله الذي كان يسوع قد اخترعه. بالنسبة لمحمد _أو لأي شخص يحمل صفات نرجسية_ كان الله يجسّد كل شيء يريده النرجسي أن يكونه. كان مطلق القدرة، والقوّة، والبطش، حازماً في مطالبته للاحترام. كان يطالب بأن يُعْبَد ويؤثَر على كافة الموجودات. كان إله محمد غلهاً طائشاً يلبّي جميع طلباته. كان يضع القوانين ثمّ يخرقها حينما يشاء وكان غير مسموح أن يتساءل أحد أو يرتاب. كان يمكنه إرسال الناس الأتقياء إلى الجحيم ويكافئ المسيئين والمجرمين، إذا رغب في ذلك. الناس لم يكونوا متأكّدين من مصيرهم ولم يكن باستطاعتهم نيل خلاصهم عن طريق الأفعال الجيّدة والخيّرة فقط. كان عليهم أن يخضعوا له وينصاعوا لأوامره، وكان عليهم أيضاً أن ينحنوا له ويعبدوه كي يكسبوا رضاه. إله الإسلام هو طاغية ودكتاتور. وعقله يشبه عقل صدّام حسين أو هتلر أو ستالين. فهو قاس ولا يرحم تجاه أولئك يعارضونه ولطيف متسامح مع أولئك الذين يعبدونه. إنه إله متطلّب، يطمح للظهور والتميّز، ويهان إذا تجاهله البشر ولم يعبدوه. بالنسبة لمحمد، كانت هذه الخصائص مثالية تماماً. فإلهه هو أناه الخاص: انعكاس لشخصيته. إله آينشتاين ليس له أي علاقة بالدين واللاهوت. فرجل بذكائه وعلمه من غير الممكن أن يؤمن بإله يتدخّل في شؤون البشر ويشغل نفسه بمشاكلهم وذنوبهم الصغيرة، يكسر قوانينه الخاصّة ليصنع معجزات، يرسل الرسل والأنبياء ويستجيب للصلوات، وكأنّ البشر سيكون لهم أي تأثير على الإرادة المقدّسة وأن يغيّروا القوانين الطبيعية الكونية من خلال التضرّع. لذلك يصف معتقده وإيمانه بالشكل التالي: ((لم يسبق لي أن نسبت للطبيعة أي هدف أو دور أو أي شيء يمكن فهمه بالمعنى الأزلي أو السرمدي. ما أراه في الطبيعة هو بنية مدهشة ورائعة، ونحن نفهمها بشكلٍ ناقصٍ بأحسن الأحوال، وهذا ما يملأ المفكّر المتواضع بالنشوة والسرور. وهذا على العموم شعور بالتديّن من دون أن يكون له أي علاقة بالروحانيات، وبهذا المعنى أنا متديّن وعميق التديّن بعدم الإيمان، وهذا نوع جديد من التدين بشكلٍ أو بآخر)) كان آينشتاين قد استاء كثيراً من إصباغ صفة التديّن بمعناه التقليدي عليه، وقد صرّح موضّحا: ((ما قرأتموه عن موضوع تديّني هو كذب بالطبع، كذب تكرّر بشكلٍ مدروس. أنا لا أؤمن بالإله الشخصي ولم أنكر ذلك أبداً بل على العكس، فقد عبّرت عن هذا الموضوع بشكلٍ واضح وصريح. لو كان في داخلي شيء من الممكن دعوته بالدين فهو الإعجاب غير المحدود بعظمة هذا الكون المحكم بقدر ما استطعنا الكشف عنه بواسطة العلم حتى الآن)) هناك بعض العقول العظيمة متديّنة إلا أنّ تديّنها هذا مختلف تماماً عن الدين بمعناه التقليدي والرّجعي. ستيفن هوكينغ العالم الرياضي والضليع بمجال علم الكونيّات، الذي تحدّث عن "عقل الله" عندما سأله لاري كينغ في مقابلة على محطّة السي إن إن CNN ما إذا كان يؤمن بالله، كان جوابه ((نعم، إذا كان معنى الله هنا يتضمّن القوانين التي تحكم الكون)). سواءً أكان الله موجوداً أم غير موجود، هذه مسألة مختلفة بالكامل. فحتى إن كان موجوداً، فمن غير الممكن إدراكه وفهم طبيعته من قبل العقل البشري. أمّا ما نعتبره نحن البشر أنه الإله، هذا من اختراعنا نحن. وتحديد ما إذا كان هذا الاختراع جيداً أم سيئاً عائد بالكامل إلينا نحن المبتكرين. إله يسوع جيّد وجميل لأنّ يسوع كان رجلاً صالحاً ويحبّ الخير والناس أجمعين. أمّا يهوه إله شعب إسرائيل فكان شريراً قاسياً، وذلك لأنّ شعبه كان يبتغي الانتقام والثأر. لكنّ ولا إله من الديانات التوحيدية الثلاثة هو إله حقيقي. بل الأمر أشبه بأساطير سانتا كلوز ودراكولا. ومع ذلك، نلاحظ أنّ الإيمان بإله شرير قد يكون مدمّراً، كما حدث مع الآزتك واليهود، والمسلمين. ليس جميع المسيحيين يؤمنون بنفس الإله اليسوعي. الكنيسة القروسطية آمنت بإله مختلف تماماً. كان إلههم متأثر بعض الشيء بالإله الإسلامي. وهذا هو سبب ابتعاد الكنيسة عن تعاليم يسوع. اليوم أيضاً، نلاحظ أنّ ليس جميع المسيحيين يؤمنون بالإله نفسه، فبالنسبة للبعض منهم، الله محبّة، تسامح، وقدرة كليّة. وبالنسبة للبعض الآخر فإنهم يرونه بأنه إله غيور، محبّ للتملّك ومفاضل. ليس هماك إله واحد فقط. بل هناك مئات الآلهة الأخرى. وهناك المئات من الآلهة المنسيّة مع مرور الزمن. لا أحد الآن يتذكّر Huitzilopochtli أو شريكه الألطف والأكثر بشاشة منه Quetzalcoatl، الذي لم يطالب شعبه إلا ببعض الأضاحي الحيوانية حصراً كالأفاعي والفراشات. لم يعد هناك أحد يعبد "مارس: إله الحرب"، أو "فينوس: آلهة الحب"، أو "بلوتو: إله الموت". ومع ذلك كان لهذه الآلهة مجدها في يومٍ من الأيام الخوالي، حيث حكمت عام البشر بشكل مطلق وفعّال. ((إنّها الكذبة المنسية تلك التي تقول أنّ الشهداء يرقدون في سراديب قبورهم المرتّبة، أمّا المعتقدات والأفكار التي ماتوا في سبيلها، فهي باردة وجامدة وميّتة)) [2] حسب بعض التقديرات الإحصائية هناك حوالي 240 إله. وإذا افترضنا أنّ الله يعاني من فصام الشخصية المزمن، علينا أن نعترف أنّ "يهوه" إله اليهود، ليس هو نفسه إله يسوع. إنهما مختلفان تماماً ولهما سمات وخصائص مختلفة. أمّا "الله" فإنه لا يشبه أياً منهما. فهو قاسٍ، دموي، وسادي. ثمّ، هذا الإله نفسه يحظى في بعض الأحيان ببعض الصحوات الروحية ويظهر بشخصية مختلفة تماماً عندما يتمثّل ببهائه وضيائه ويبدأ بالحديث عن الحب والأخوة بين البشر. جميع الآلهة هي مخترعات بشرية. نحن خلقناها، وعبدناها ثمّ هجرناها ونسيناها عندما اخترعنا آلهة جديدة. والآن جاء دور الله ليتمّ وضعه مع البقية المنسية. هذا الإله عاش فترة أطول من جميع أصحابه. كما أنه غير مناسب لعصرنا وزمننا الحالي. الله، مثل Huitzilopochtli هو غله متعطّش للدماء، ولا يرتوي أبداً، يطالب بالأضاحي بشكلٍ دائم. علينا قتله لكي لا يستطيع الصعود مرّةً أخرى. ليس هناك أي حقيقة في الإله. كما ترى عزيزي القارئ، نحن البشر قد قطعنا طريقاً طويلة في فهمنا لطبيعة الله، وكلّ ما فهمناه هو أنّنا لا نفهم شيئاً. كنّا نؤمن بالحيوانات، بالشخصيات الميثولوجية، بالنجوم والكواكب، بالأشباح والأطياف، بالعديد من الآلهة وبإله واحد. بعض الآلهة كانت تحمل صفات الحب والتعاطف وأخرى كانت ناقمة وقاسية. وجميعها كانت نتاج خيالاتنا وآمالنا. مفكّرونا العظماء، لا يؤمنون بالله بعد الآن ككائن متفرّد وخارق، بل كقانون عام يحكم الكون ويسيّر الطبيعة. لقد تطوّر فهمنا لله، مع تطوّر أدمغتنا. فآلهة أجدادنا وأسلافنا، لم تعُد ترضي فضولنا وعطشنا المتعاظم إلى المعرفة. لقد حان الوقت لهجر تلك الآلهة وتركها خلفنا، وأن نسعى لإيجاد طرق وأساليب جديدة معاصرة للبحث وتحصيل المعرفة.
********************************* (1) http://nv.essortment.com/aztecsacrifice_raif.htm (2) Margaret A Murray in The Genesis of Religion
عن موقع Faithfreedom.org علي سينا: محرّر الموقع السابق الذكر ومشارك في منظّمة (Beyond Jihad - Critical Voices from Inside Islam). ومؤلّف كتاب: فهم شخصية محمد: السيرة النفسية لرسول الله. Understanding Muhammad: The Psychobiography of Allah s Prophet.
#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسباب الجيدة والسيئة للإيمان... ريتشارد دوكينز
-
ما الفائدة من الدين؟... ريتشارد دوكينز
-
أكذوبة الإصلاح الإسلامي... Ali Sina
-
جدال حول القرآن... حوار مع كريستوف لوكسنبرغ
-
فلسفة الإلحاد... إيما غولدمان
-
هل الإسلام دين أم طائفة؟
-
هل تحسّن وضع المرأة في الإسلام؟؟... Ali Sina
-
تصوّري!!... Ali Sina
-
هل جاء محمد بأية معجزة؟
-
مرور الكرام: ردود على قرّاء مقالة -حدث ذات مرة في مكة-
-
حكى يوسف البدري... وانشرح صدري
-
حدث ذات مرّة في مكّة
-
الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة العاشرة)
-
الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة التاسعة)
-
الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الثامنة)
-
الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة السابعة)
-
مع ألبير كامو ضدّ المقصلة 2
-
مع ألبير كامو ضدّ المقصلة 1
-
الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة السادسة)
-
الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الخامسة)
المزيد.....
-
أناشيد طول اليوم على قناة طيور الجنة.. تردد قناة طيور الجنة
...
-
انقسام آراء الكنائس عالميا حول المثلية يؤدي إلى تصاعد العنف
...
-
محافظ نينوى السابق ينفي محاولة اغتيال بابا الفاتيكان
-
مسيحيون في سوريا: نتطلع للأمان ونخشى التطرف
-
إيران وماليزيا: لضرورة التعاون بين الدول الإسلامية لمواجهة ا
...
-
اسماعيل بقائي: الدول المشاركة تشكل 65% من سكان الدول الاسلام
...
-
اسماعيل بقائي: نهتم بتعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية والجا
...
-
هيئة البث الاسرائيلية:اندلاع النيران في كنيس يهودي بمدينة مو
...
-
تونس.. تسعة معالم دينية في القيروان مهددة بالانهيار
-
بزشكيان:العلاقات الطيبة بين البلدان الاسلامية تحبط مؤامرات ا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|