|
مقتدى الصدر يشكل محكمة شرعية لإجهاض الحلم العراقي ..!!
سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 906 - 2004 / 7 / 26 - 10:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ليس هنالك رؤية سياسية للتيار الصدري نتيجة لضبابية الأحداث العامة وتغيير ملموس في موازين القوى الإقليمية والداخلية خاصة بعد زيارة علاوي لبعض الدول الإقليمية سوريا – الأردن وما آلت أليه هذه الظروف بشكل عام نتيجة للوعود التي قطعها علاوي للحكومة السورية من أن لن يسمح العراق بمهاجمة سوريا إن وقع المكروه مع قوى أخرى!! ونتيجة لكل هذه التغيرات بدأت تتساقط أوراق الجهاد !! البعثي في الفلوجة بشكل واضح بعد القرار الذي اتخذته حكومة سوريا على نفسها من إنها سوف تقوم بكل الإجراءات اللازمة لمنع المتسللين من أراضيها وطرد بعض الوجوه المشكك بها التي تلعب دورا إجراميا في عملية الإرهاب في العراق ؛ لكن الغريب في الأمر هو ما لاحظه البعض منا من التناقض الحاصل داخل التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر من خلال تصريحاته الأخيرة. حيث صرح السيد الصدر في خطبة الجمعة في جامع الكوفة من أن التيار الصدري شكل محكمة شرعية !! لمحاسبة كل الذين يتهمون العربية السورية وإيران بمساعدة الإرهاب !! وفي الوقت نفسه نرى إن السيد أوس الخفاجي من التيار نفسه في مدينة الصدر ( الثورة ) اتهم إيران في التدخل في الشؤون الداخلية للعراق ومساعدة الإرهاب فيه خاصة وان تعليق السيد الخفاجي جاء متزامنا مع زيارة السيد الحكيم لإيران !! ولكن الغريب في الساحة العراقية أصبحت هناك حكومتين أحدهما حكومة علاوي والثانية هي حكومة الصدر !! بعد أن أصبح السيد الصدر يتصرف في الحياة الاجتماعية للعراقيين بشكل سافر حينما يقوم بتشكيل محكمة شرعية بمعزل عن المحكمة التي تدار من قبل القضاء العراقي ومن هنا نسجل واحدة من أخطر البرامج الخارجة على القانون التي تمارس ضد الحياة الاجتماعية والمدنية من قبل التيار الصدري والسيد الصدر شخصيا وكأنه هو من يتحكم بالعراق أو أن العراق اصبح ملكا للتيار الصدري بمعزل عن الشعب والحكومة السياسية القائمة أو الطوائف الأخرى .. أن هذا التفرد المجحف الذي يمارس بحق المواطن العراقي يعيدنا إلى الصورة المرعبة التي كانت تمارسها فصائل البعث الصدامي من خلال تضيق الخناق على حرية الفرد والتدخل في خصوصيته وشؤونه الخاصة الأمر الذي يجعلنا نقف موقف المتفرج المحتار عما يدور داخل العراق ويطالبنا هذا الأمر أن نقف موقفا ضد الحكومة العراقية التي أثبتت عدم قدرتها في إدارة شؤون الحياة العراقية المدنية منها والسياسية ؛ خاصة وهي ترى بأم عينها ما تقوم به جماعة التيار الصدري التي تضيق الخناق على الحريات الشخصية من جانب ومن جانب آخر الاستهتار المجرم الذي تمارسه الجهات الإرهابية ؛ الأمر الذي جعل المواطن العراقي يصرخ بحرقة باكية وهو يرى نفسه حائر بين سندان الحركات الإرهابية ومطرقة التيار الصدري وقهر الحكومة العراقية التي جمعت بين طياتها كل وجوه الذل والجبن نتيجة العلاقات الخاصة ودور المحسوبيه داخل إدارة الدولة . إن حرية المواطن العراقي الذي دفع الكثير من أجل أن يكتسبها بعد سقوط الطاغية صدام حسين نراه اليوم بدأ يفتقدها بشكل تدريجي . والغريب في الأمر أن يخرج من بين ضحايا الطاغية عدة طغاة جدد ؛ لكن بزي آخر وبنفس أسلوب الدكتاتورية الباسلة التي أصبحت تسكن في صدور البعض من هؤلاء!! كنا نتأمل من التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر الذي ذاق الاضطهاد ولمس حجم الحقد الشعبي على الأنظمة الدكتاتورية خاصة وهو من رأى بأم عينه مصرع والده وأخوته وعاش الدرس الباكي بحسرة أن لا يكون ما فيويا أخر خاصة بعد أن شكل محكمة خاصة بجلالته !! الدكتاتورية بعد أن كان يدافع عن الديموقراطية التي تجاوزها وأخذ ركب الطغاة ؛ نراه اليوم تجاوز كل هذا الأمر وأخذ يمارس الدور الدكتاتوري الذي كان يمارسه صدام حسين من خلال عنجهية التيار الذي يترأسه على رقاب العراقيين المتعبين نتيجة لعدة أبواب فتحت له بعد سقوط النظام وفقدان الأمن واستهتار بعض قطاع الطرق الذين زجوا بأنفسهم داخل هذا التيار مستغلين بذلك دور رجال الدين في هذه المرحلة الفاشلة التي لا بد لها وأن تنجلي بعد أن تتكون حكومة عراقية منتخبة تفشل كل المخططات الساذجة التي يمارسها شياطين العمائم الذين تسيرهم منظومة الخراب الفكري من بعض دول الجوار . أن التشتت الفكري الذي ينتشر على أطلس العراق بهذا الأسلوب الساذج سوف يعرض الوحدة العراقية الشعبية إلى التناحر من على كل المستويات ومن كل القوميات بسبب ضعف دور الحكومة الحالية التي تحاول أن توجه كل طاقاته الأمنية داخل العاصمة بغداد وتتناسى أن هنالك مدن عراقية أخرى بحاجة ماسة إلى نفس التركيز الذي تعيره حكومة بغداد على العاصمة والدليل أن ما يحصل الآن في مدينة البصرة ثاني أكبر مدن العراق من خلافات ومصادمات على كرسي قيادة المحافظة دون تدخل وزارة المحافظات أو الحكومة بنفسها وهذا العجز يدعوا للحيرة ( ولا يسعنا سوى شتيمة هذه الحكومة !!) . أن ممارسة الشتيمة بحق هؤلاء الذين جلسوا على عرش العراق بشكل محاصصة حزبية يجعلنا واثقون من أنهم لا يهم العراق بقدر ما تهمهم نفوسهم وتوسع دور أحزابهم داخل العراق بكل أشكال التوسعية القطرية .. أن غالبة الأحزاب السياسية العراقية التي وصلت إلى مراكز متقدمة داخل الحكومة الجديدة أثبتت عزلتها عن المجتمع ونراها الآن تعيش في وادي يبعد سنين ضوئية عن الجماهير العراقية التي أنهكها الدكتاتور السابق وأكملت عليها الأحزاب السياسية التي تفتقد إلى هوية المواطنة الشريفة وانتمائها لشعبها .. كنا في وقت قريب جدا نحاول أن نقف كأصوات في دعم هذه الحكومة متجاوزين كثيرا من الأمور الحساسة لغرض استغلال الوقت من أجل إعادة الأعمار وبناء الإنسان العراقي لكن أتضح الأمر أن هؤلاء لا يصلحون لشيء طالما وهم يفتقدون إلى أبسط مقومات القيادة المركزية خاصة بعد أن أصبحوا يتناحرون داخل حمامات النساء لغرض أن لا تراهم الأعين الأمريكية التي أحسنت عليهم وأصبحت تسوقهم ببساطيل قتلاها دون أن تعيرهم بشيء.. أن المرحلة القادمة في عمر المواطن العراقي سوف تكون من أشد المراحل الحاسمة إن لم يكن هنالك موقفا واضحا من هذه الحكومة و شلتها من بعض وجوه البعث الفاشي الذي لا يقبل أن يتوب ويستغفر من خطاياه .. أما السيد مقتدى الصدر نراه تجاوز على حدود المواطن العراقي الطامح للديموقراطية من خلال كم الأفواه تجاه سوريا وإيران وهنا نقول لقد اتضحت العمالة لهذه الدول على حساب الشعارات البراقة التي ساقها علينا السيد مقتدى الصدر ..
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سفر إلى السماوات في سفينة رسالة الغفران ..!!!
-
حروب الردة على أجهزة الكومبيوتر الكافرة يشنها المغفلون ..ّّ!
...
-
مواخير السياسة السورية .....وعلاقة الشعوب ..!!
-
( ما معنى يتفاوض الفلبينيون مع السوريين حول إطلاق سراح ارهين
...
-
ثورة الرابع عشر من تموز شمس العراق التي لا تغيب ..!!
-
اختلاف فلسفة الأديان هل تؤدي إلى توحيد المعبود ..؟!!
-
إزدواجية المعايير بين الدين المحمدي و الدين السياسي الجديد .
...
-
التطبيل لحكومة منفى ... غطاء مفضوح بعد أن سقطت الأقنعة وبانت
...
-
رجال قرية الوداع يشربون القهوة ويدخنون التبغ الرخيص .!!
-
حكومة علاوي تمارس المقايضة السياسية على حساب الأمن الدائم ..
...
-
حكومة أياد علاوي توعد البعثيين في العودة من جديد ..!!
-
شرف الفتاة العربية يغسله سكين المطبخ ..!!
-
قال يا بني لا تقص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان
...
-
سورية وإيران محور الشر الثنائي على العراق ..!!
-
كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!
-
من ينصف شهداء المقابر الجماعية وشهداء حلبجة من لجنة الدفاع ع
...
-
مابين الشيخ سعيد وسعدون الشرطي ضاع أبو عراق ..!!!
-
بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!
-
أرد للناصرية ردود مخنوق بألف عبره ...!!
-
أليس الجولان المحتل أقرب إلى السوريين ... أم إنه العهر ..؟!!
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|