أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد حسنين الحسنية - لا حصانة لدبلوماسي في وطنه














المزيد.....

لا حصانة لدبلوماسي في وطنه


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 11:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تعارف العالم على أن هناك أفراد معينين ، بحكم أعمارهم ، أو جنسهم ، أو وظائفهم ، لهم نوع من الحصانة ، و أعتبر إنتهاك تلك الحصانة يستحق العقاب ، المعنوي ، أو المادي ، أو كلاهما .
الأطفال ، و الشيوخ ، بحكم أعمارهم ، و النساء ، بحكم جنسهن ، أسبغ عليهم نوع من الحصانة في النزاعات العنيفة ، بإعتبارهم أطراف غير فعالة في تلك النزاعات .
بعض الطبقات الإجتماعية المهمشة في بعض المجتمعات - و منها المجتمعات العربية - تمتعت ، و ربما لازالت تتمتع ، بنوع من الحماية من الإنتهاكات العنيفة .
الهيئات الطبية بحكم وظائفها ، تتمتع أيضا بالحصانة ، و التي أصبحت تحكمها مواثيق رسمية .
الرسل - أي حملة الرسائل بين أطراف النزاعات - تمتعوا منذ قديم الزمن بالحصانة ، و ربما كانت هذه الحصانة هي منشأ الحصانة الدبلوماسية المتعارف عليها الأن ، و التي تحكمها المعاهدات الدولية .
و لكن مثلما كان إنتهاك تلك الحصانات ، يعد فعل مشين ، يستحق العقاب المادي ، و المعنوي ، فإن إستغلال تلك الحصانات في غير وظائفها - كإستعمال سيارات الإسعاف لمهاجمة طرف أخر في النزاع ، أو لتهريب سلاح ، أو إستغلال المستشفيات لتخزين الأسلحة ، أو تحول السفارات إلى مراكز للمساس بأمن الدول القائمة بها - يعد جريمة كبرى .
من المعروف أن للهيئات الدبلوماسية مهمتان رئيسيتان ، أولهما : رعاية مصالح مواطني الدولة التي تمثلها تلك الهيئة ، و هي المهمة التي يقوم بها الشق القنصلي ، و ثانيهما : رعاية المصالح السياسية ، و يقوم بتلك المهمة القسم السياسي بأي سفارة .
يضاف لتلك المهمتين الرئيسيتين مهام أخرى ثانوية ، منها : رعاية المصالح التجارية ، و الترويج الثقافي .
على إن هناك مهمة أخرى غير مكتوبة ، هي التجسس ، فكل سفارة تقريبا تحوي بداخلها محطة تجسس لإستخباراتها .
إنها مهمة كما قلت غير منصوص عليها في العمل الدبلوماسي ، و لكن الكل يغمض عينيه عنها ، و لو إلى حين ، لأن جميع الأطراف تفعلها .
لكن تلك المهمة ، التي هي بالمنظور الوطني لأي دولة مهمة سامية ، لضرورتها لحماية أمن الوطن ، تحولت في البلدان غير الديمقراطية إلى مهمة قذرة ، لإنها أصبحت تعمل على التجسس على مواطني تلك الدول .
لقد تحولت محطات المخابرات في السفارات المصرية ، إلى محطات لمباحث أمن الأسرة الحاكمة .
تجربتي الشخصية في منفاي في رومانيا ، و التي أشرت إليها في مقالات سابقة على حادثة الكويت ، تشهد ، و حادثة الكويت دليل كبير أخر مدوي .
الأدهى إن سفارتنا تحولت أيضا إلى وكر لتدبير الإغتيالات ، و لعل أشهر حادثة إغتيال بالخارج ، حادثة إغتيال الملك فاروق الأول ، في إيطاليا ، فضلا عن إغتيالات أخرى لشخصيات معارضة ، و أخرى هددت بفضح النظام ، و هي القائمة التي يعرفها المواطن المصري المتابع للأخبار .
على إننا قبل أن ننهال بالهجوم على تلك الهيئات ، و نظام أسرة يوليو الحاكم ، الذي لوث العمل الدبلوماسي ، و حوله إلى عمل إجرامي ، يجب أن نلتفت إلى أنفسنا ، و نفحص صفوفنا .
لا يمكن أن ينجح أي عمل للتجسس بدون وجود العنصر الإنساني الذي يقوم بإختراق الصفوف ، و هنا يأتي دور الخونة من المواطنين المصريين ، الذين خانوا الشعب المصري في نضاله نحو الديمقراطية ، فتحولوا إلى مخبرين يرفعون تقاريرهم عن أنشطة أفراد الجاليات المصرية بالخارج .
لكي نشل مراكز أمن الأسرة بالخارج ، و نفرغها من فعاليتها ، فيجب أن نكشف هؤلاء المخبرين ، و أن نفضحهم ، بالإشارة إليهم داخل المجتمعات التي يعيشون بها ، و لكن دون إلحاق أي أذي مادي بهم ، يكفي تحطيمهم معنويا ، و شل أجهزة أمن الدولة التي تستقي معلوماتها منهم ، و بالإمكان أيضا تضليلها ، متى عرفنا من هم أولئك المخبرين .
أما هؤلاء الكبار ، الجالسين مرفهين في مباني سفاراتنا بالخارج ، المحتمين بالجوازات الدبلوماسية ، و الذين يمتصون قوت الشعب في شكل رواتب ، و حوافز ، ضخمة ، و يوقوعون بالأحرار ، فإننا نقول لهم مهلا ، فالمهم الأن هو إسقاط النظام الحاكم .
سيأتي وقت حسابكم فيما بعد ، و في مصر ، و بقضاء مصري نزيه ، و بقانون مصري عادل ، فلا حصانة للدبلوماسي في وطنة .

14-04-2010

ملحوظة : أرجو من القارئ الكريم تجاهل التلاعبات الصبيانية الأمنية سواء في الهجاء ، أو في النص ، و ليكن التركيز دائما على المضمون .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني
- نريدها كالقرغيزية
- ليس من مصلحتنا تجاهل ذلك العلم
- علم السلالات البشرية ، هذه المرة سينفع البشرية
- و حقوق الإنسان تأتي بالديمقراطية
- مشروع إنهزامي لا شأن لنا به
- حسني مبارك أخر حكام أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية الأولى
- البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي
- الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية
- لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003
- آل مبارك يعملون على تدمير الجيش ماديا و معنويا
- إسرائيل لا تغلق الباب تماما مثلنا
- و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟
- عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة
- توماس فريدمان يتجاهل البيئة السياسية كعامل حاضن للإعتدال الد ...
- حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا
- المصرفي الصالح لا يسرق عملائه يا جيمي
- الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية
- الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية ف ...
- شبيبة مبارك ، و هلال معقوف ، نظرة للتغيرات الثقافية ، و السي ...


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد حسنين الحسنية - لا حصانة لدبلوماسي في وطنه