|
مسلسل المستشار والإعلامى
أحمد سوكارنو عبد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 00:02
المحور:
الصحافة والاعلام
تتسابق البرامج التليفزيونية المعروفة بالتوك شو في جذب أكبر عدد من المشاهدين، ومن أهم آليات كسب السباق هو دعوة شخصيات بارزة تتصارع حول مسائل شخصية، من الملاحظ أن معظم المشاهدين يستمتعون بذلك الصراع الذي يحدث الآن بين المستشار مرتضي منصور والإعلامي أحمد شوبير في ساحة المحاكم وفي الساحة الإعلامية حيث يساند البعض مرتضي منصور ويساند البعض الآخر أحمد شوبير. ورغم فشل كل محاولات الصلح بينهما إلا أن المحاولة الأخيرة في برنامج «مصر النهاردة» الذي يقدمه الإعلامي اللامع محمود سعد علي الفضائية المصرية شهدت موقفا قلما يحدث في الإعلام المصري أي المناظرة التليفزيونية حيث جلس الغريمان وجها لوجه. كان من الممكن أن تنجح هذه المحاولة لو بذل القائمون عليها جهدا زائدا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين في غرفة مغلقة علي أن يرتبط الظهور التليفزيوني بإعلان المصالحة حسب الطريقة المتفق عليها.
من المعروف أن الخلافات والمشاحنات بين المستشار مرتضي والإعلامي شوبير بدأت قبل ظهور برنامج «مصر النهاردة» بعدة شهور وبلغت ذروتها مع انطلاقة انتخابات نادي الزمالك في فبراير 2009م حيث كانت المنافسة شديدة بين مرتضي منصور وممدوح عباس علي مقعد الرئاسة. ربما كان شوبير مساندا لممدوح عباس ودائم الانتقاد لمرتضي سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال برامجه التليفزيونية في قناة الحياة ومقالاته الصحفية في جريدة الفجر. لقد أسفرت نتائج الانتخابات التي أعلنت في مايو 2009م عن فوز ممدوح عباس غير أن مرتضي ظل متيقنا أن شوبير لعب دورًا رئيسيًا في فشله في الانتخابات. لعل المستشار أصدر تصريحات هنا أو هناك استفزت شوبير الذي كرس إمكاناته الإعلامية لمواصلة هجومه. من المؤكد أن شوبير لا يمتلك الخبرة القانونية التي يتسلح بها زميله في الإعلام الرياضي، الكابتن مدحت شلبي، الأمر الذي أوقعه في المحظور مما دفع المستشار للجوء إلي المحاكم حيث استطاع أن يحصل علي حكم قضائي مفاده إيقاف بث برامج شوبير الرياضية علي قناة الحياة: «الكرة مع شوبير» و«الملاعب اليوم» و«استاد الحياة» عندئذ لاحت في الأفق محاولات الصلح بين الطرفين.
لقد بدأت محاولات الصلح بمبادرة من رؤساء القنوات الخاصة من أمثال الدكتور وليد دعبس رئيس قناة مودرن والدكتور السيد البدوي رئيس قناة الحياة ثم قام الشيخ خالد الجندي بمبادرة فردية حيث استضاف المستشار مرتضي في برنامجه الديني علي قناة «أزهري» لنفاجأ بالكابتن شوبير يجري مداخلة تليفونية استجاب خلالها للاعتذار لمرتضي قائلاً: «حقك علي وحق أمك علي كمان» غير أن مرتضي اعتبر الاعتذار خطوة طيبة نحو المصالحة التي قد تري النور إذا ردد شوبير ذات العبارات في مؤتمر صحفي يضم كل الفضائيات. تجدر الإشارة إلي أن مرتضي وشوبير لم يلتقيا من قبل وجها لوجه في أي برنامج تليفزيوني. فقد كانت المناوشات تتم بحيث يكون أحدهما في الاستوديو والآخر يقوم بمداخلة تليفونية. لذلك عقدت المفاجأة ألسنة المشاهدين حين علموا أنهما وافقا علي الظهور معًا في برنامج «مصر النهاردة» الذي أذيع يوم الأربعاء 7 أبريل والتي حضرها الشيخ خالد الجندي.
اعتقدنا للوهلة الأولي أن شوبير سوف يكرر الجملة التي رددها علي قناة أزهري لكننا شاهدنا مسلسلا من تكرار الاتهامات بطله مرتضي ومسلسلا من المقاطعة والردود الساخرة بطله شوبير. لقد بدأ مرتضي اللقاء بقراءة حيثيات الحكم الذي حصل عليه بإيقاف برامج شوبير الرياضية وأخذ يكرر علي مسامعنا ما سمعناه من قبل في برامج عديدة بينما بدا شوبير مستفزا وساخرا كلما وجد الفرصة لذلك. وانتهي المشهد عندما هب مرتضي معلنا انسحابه من اللقاء وموجها اتهاما جديدًا لشوبير. الغريب أن محمود سعد لم يستطع السيطرة علي مجريات الحوار وفي الواقع فإنه لا يوجد مقدم برامج يستطيع أن يفرض سيطرته علي حوار تليفزيوني مباشر بين خصمين لدودين بينهما قضايا في ساحات المحاكم.
لقد تعرض القائمون علي برنامج «مصر النهاردة» لانتقادات لاذعة علي اعتبار أنهم فشلوا في الإعداد الجيد لهذا اللقاء ولأنهم غامروا بدعوة هذين الخصمين اللدودين. وفي الحقيقة فإن مواجهة الخصوم لبعضهما البعض تعتبر من تعاليم الإسلام. ففي الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري ومسلم: عن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». لقد كان من الممكن إعداد جلسة المواجهة في غرفة مغلقة يتحدثان فيها كيفما يشاءان ثم يتفقان علي طريقة عادلة لإنهاء الخصومة. كما كان من الممكن أن ينجح اللقاء في إنهاء الخصومة لو كرر شوبير الجمل والعبارات التي رددها علي قناة أزهري ولا سيما أن الشيخ الجندي كان الحاضر الغائب في هذا اللقاء.
#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
-
الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
-
الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
-
الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
-
النوبة بين التدويل والانفصال
-
جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
-
الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
-
الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
-
القبض على مخرج سينمائى شهير
-
الإعلام المصرى والموقف من السودان
-
ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
-
حوار مع شاب جزائرى
-
المحظوظون فى مباراة أم درمان
-
العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول
-
اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
-
العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
-
معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر
-
أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟
-
جائزة نوبل والحفاوة المصرية
-
القرد النوبى
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|