أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي














المزيد.....

قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 12:31
المحور: حقوق الانسان
    


تسكن قبيلة " الماساي" الأفريقية المناطق الحدودية المشتركة بين تنزانيا وكينيا . وهي من القبائل البدائية الأفريقية . التي لم تخضع أو تستجيب لعروض الإرساليات التبشيرية للديانات الثلاث . أي هي قبائل حسب تعبير البعض ( ملحدة ) ويعاون كبير السحرة ، رأس القبيلة على إدارة أمورها الحياتية الأرضية . لذا فقد بقيت في منأى عن الصراع الطائفي داخل القبيلة الموزعة على مساحة كبيرة من المناطق الحدودية المشتركة. ولم يتمكن أحداً من إستخدام الوجود القبلي في أراضية ضد الدولة المجاورة . يعيش أفرادها على الرعي والصيد . أحد ابرز عاداتهم شرب دماء الذبيحة المقدمة كقربان للطبيعة الأم . وكدليل على النضج الجسدي لمحارب الماساي، الذي يقف منتصباً على ساق واحدة متكئاً على رمحة ساعات طويلة بإنتظار مرور غنيمته من الحيوانات . كشرطي مرور وسط صحراء قاحلة ،أو مثل شجرة السافانا التي توازي بطولها طول قامات محاربي الماساي . تنتظر نسمة ريح أو مطر لتبعد ما علق عليها من ذباب أزرق مختبئاً من قسوة الطبيعة . أعيادهم ليست ذات طابع طقسي ديني ، بل تتمحور حول الزواج بواحدة فقط ، وهو أهم الأعياد ، حيث تجري إحتفالات جميلة راقصة تعبر عن الفرح والحب والسلام . لا علاقة لها بأي إله سماوي .
ورثت أفريقيا عن الإستعمار حدوداً متنازعاً عليها ، لم يراعى فيها توزع الأعراق القبلية ، والإنتماءات الدينية الطارئة والوافدة على القارة سواء عبر تجار الرقيق الأبيض أم غيرهم من التجار، أو عبر الإستعمار المباشر والإرساليات التبشرية الدعاوية بمختلف هوياتها العقائدية . وهذه الديانات الوافدة غالباً ما شكلت أحد أسباب التناحر القبلي والصراعات الطائفية في مجتمع متخلف يعاني الفقر والجهل والمرض . وما حدث سواء في نيجيريا مؤخراً ، أم على يد جيش " الرب " في أوغندا وحتى الصراع في ساحل العاج .. أو الصراعات السابقة في تشاد ، وحتى الصراعات الحالية في السودان . في مجملها رغم كونها ذات مظهر طائفي أو قبلي ، بيد أنها دائماً تخفي وراءها صراع مصالح إقتصادية يختفي خلف أيديولوجيا وهم الإله والأنبياء . الغزو التبشيري الديني من الناحية العملية ، ساهم بقتل النزعة الإنسانية الطبيعية ، وأدى الى تحويل الدين كأداة لتأجيج مشاعر قومية وهمية لم تكن قائمة سابقاً قبل الغزو التبشيري . فأصبح العداء يستقي أسبابه من واقع النصوص التبشيرية لمختلف العقائد الغازية . أيديولوجية دينية طارئة هبطت على أرضية إجتماعية متخلفة تعليمياً .
كل حمل صليبه ، أو كتابه المقدس وخاض حرباً على هواه ضد شعوب بدائية لا تعرف معنى الحدود والتضاريس الجغرافية ، فكيف بالتضاريس والجغرافية الدينية ..؟ لذا يصبح من الطبيعي القول أن ما يجري من صراعات وتناحرات طائفية هي جزء من عقلية عدائية متناحرة تلقي بظلالها على الحاضر والمستقبل الى مالا نهاية ّإذا لم يجري عملية ضبط لتدخل الديانات الوافدة في حياة الناس اليومية وتقرير مصيرهم .
فإن المستقبل أكثر من مظلم لهذه القارة الغنية بثروتها الطبيعية . في شمال شرق تشاد تسيطر قبيلة " الزغاوة " وهي من القبائل العابرة للحدود على الأراضي الحدودية المشتركة بين تشاد والسودان . ثلثي القبيلة يتواجد في تشاد والثلث الباقي في السودان مع بدايات تطور أزمة دارفور سعى كلا الجانبان التشادي والسوداني لإستثمار ما لدية من وجود بشري قبلي على أراضية ضد أبناء ذات القبيلة في الطرف الأخر . الأول أجج الصراع القبلي العنصري ، والثاني ركب موجة الدين ، والخاسر كان أبناء القبيلة الواحدة من كلا الطرفين .وما حصل في جنوب السودان ،كثر من نموذج حول سوء تدخل الدين في حياة البشر .
في أوغندا ، عندما أشهر ( عيدي أمين ) الديكتاتور السابق ( إسلامة ) بدأت حملة تشجيع على ( الختان ) بإعتبارها أحد ( شروط ) الدين ...؟ مقابل مبلغ من المال قدر بنحو ألف دولار ، تولت إحدى البلدان تغطية هذه النفقات الشرعية ( ؟؟ ) وجرت حملة دعائية مفادها ، قطعة لحم صغيرة مقابل ألف دولار تدخل بها ( جنة الخلد ) أحد المواطنين الأوغنديين أجرى العملية المطلوبة ، لعضوة التناسلي ، بيد أنه بعد أيام عاد طالباً إستقطاع قطعة أخرى مقابل ألف دولار نظراً لحاجته المالية لإستكمال بناء بيته . هذه الواقعة ليست دعابة ، بل هي حادثة حقيقية نقلاً عن صديق كان على صلة بالموضوع وحالفة حظه بالهجرة الى بلاد لا تعرف معنى ختان العقل .
الخلاصة هنا ، أن مستقبل القارة الأفريقية سيكون أكثر من قاتماً إذا إستمر الهذيان الطائفي في تسعير الخلاف في صفوف أبناء المجموعة البشرية الواحدة التي لم تتعرف بعد على معنى المجتمع المدني والديمقراطي . وما أكثر الفراعنة .
في جنوب شرق أسيا ، وفي مالاوي ، يقع هناك أحد اضخم المعابد الهندية . في بلدة " تابو " وهو عبارة عن عشرون كهفاً ، تصعد اليهم بواسطة درجات حجرية . يضم كل كهف منهم ( إله ) مختلف عن الأخر تتداخل الكهوف مع بعضها . وتتجاور ( الإلهه ) ببساطة ووداعة مع القرود والثعابين ومختلف أنواع الحشرات الزاحفة الى جانب الطبيعة الجميلة . كل زائر يقصد ( إلهاً ) خاصاً او يحبذه عن ( الإله ) الأخر . يقدم الزائر ، قرابين من الفاكهة والخضروات والزهور. لا أحد يناقش بصحة أو أفضلية هذا ( الإله ) عن الأخر . فكل يعبد مايشاء . ورغم أن العديد من أتباع هذا وذاك يدرك أن هذا ( الإله ) لا يضر ولا ينفع ، بيد أنها جزء من تراث وطقس إحتفالي جميل ، لا يقرر مصير الإنسان . ولا يحرض على القتل . بل تعقد هناك حفلات الزواج ، ويتناول المدعون الأرز على أطباق مصنوعة من أوراق الشجر .
عندما يعود الإنسان الى طبيعتة الإنسانية ويتخلى عن عقدة الخوف من الأخر ويتخلص من عقدة النقص المركبة نتيجة الجهل تتحول ( الأنا ) الفردية الى ( نحن ) أبناء هذه الأرض . تتراجع عندها كافة الأفكار المعادية للإنسان . ربما هي أفكار رومانسية .. لكن أيهما أهم أن تقتل الأخر المختلف أم تعرف كيف تتعايش معه فوق بقعة جغرافية واحدة . أو تخضع لعملية ( ختان العقل ) ..؟



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة
- لماذا إختفى مفهوم الرجعية / من أدبيات اليسار ..؟
- من إسراطين ..الى نيجيريا / حوار هادئ مع الأخ العقيد القذافي
- ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟
- مؤتمر - قمة - العائلات الحاكمة / في العالم العربي
- ببغاء - السيدة مرتا - / وأبونا الخوري..؟
- برج - الأسد -
- إعلان- الجهاد - النووي ..؟
- هل - الملائكة - سعاة بريد / لتوزيع النصائح ..؟
- تلميذ في الإبتدائية .. مدير جمعية تعاونية ..؟
- أنت ... كافر ونص ..؟
- رقص - هز - البدن ..؟
- البحر ... يلد النساء ...
- ثقافة - صباح الورد -
- إمرأة .. وكاهنان .. ونهر ..؟
- عندما تحولت تشو يينغ تاي / الى فراشة ملونة ..؟
- جلسة تحضير أرواح / في قرية (بريفزا) ..؟
- العودة من المستقبل الى / عصر نهاية الديانات ..؟
- في حفلة زيزي حتى القطط والكلاب/ تعلمت معنى المساواة..؟
- دعوة الى صديقي الكلب المحترم / لحضور حفلة عيد ميلاد..؟


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي