ئاشتي
الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 09:10
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تمضي بك السنوات بعيدا،حيث ضبابية الأفق تغلفُ مدى الرؤيا،فينحسرُ بريق الأمل في زاوية مسكونة بصراخ الحرية،ذاك الصراخ الذي كان يعوَزنا،منذ أن بدأت حكاية وطن،يرفل بكل تفاصيل مديات الفرح المقتول بين منحنيات أنهاره،وثنايا عباءات النسوة،حين يوزعن (خبز العباس) من أجل عودة الغائب الذي طال انتظاره،لعل القادم من الأيام،يحمل بين أصابعه لحن أغنية،اشتقنا لسماعها،منذ أن تعلمنا نخط حرف الحاء على السبورة في درس التربية الوطنية.
تمضي بك السنوات بعيدا،وأنت الحالم أبدا،والغارق في متاهة بديهيات الأحلام،الغد أفضل من اليوم،واليوم أفضل من الأمس،وكأن تقادم الزمن في وحدات لحظاته،ليس سوى أيقونة كنيسة لا عليك سوى أن تجعل الشموع تحترق ابتهاجا عند قاعدتها،ليباركك الرب في متاهات أحزانك القادمة،ولتـُغلفْ هذه الأحزان بمزيد من تراتيل الصبر والأناة والتحمل،كي تورق شجرة ضياعك أشكالا من ذلك الحرف الذي رسمته على السبورة،تتجسد هذه الأشكال في كلمة واحدة يدعونها: الصــــــــــــــــراخ .
تمضي بك السنوات بعيدا،والسنوات هذه المرة سبع عجاف،ليس لها ما تأكله،غير هشيم خلفته أربعة عقود من نار الحرب،وبوابات السجون،وخبز نشارة الخشب،ووديان الحرمان،وتوابيت القتل المجاني،وقتلى تتوحد في قبر واحد،وتجارة الأجساد،وتهريب التاريخ،وتزيف العملة،وهجرة مفتوحة على كل الاصقاع،وأناشيد خاوية تمجد الرمز الخاوي،ولعنات من نساء ترملنَّ،وصراخ من أطفال تيتموا،مجانين ومجذومين ومشردين،وباحثين في براميل القمامة عن لقمة حتى لو كانت متسخة.... كل هذا أكلته السبع العجاف،كي تنفخ في وجوهنا مكرمة:الصـــــــــــــــــــراخ
تمضي بك السنوات ليس بعيدا،فالسبع العجاف علمتك الصراخ !!أو في الحقيقة هي تـَمنُ عليك بالصراخ،ما دامت تعوزك الصرخة!!هههههههههههههه الصراخ؟!!،لم نكن بعوز لحرية الصراخ،فقد امتلأت رئاتنا بالصراخ منذ أن أبصرنا نور الشمس،نحن بعوز إلى صراخ الحرية ،كي تصرخ في وجوههم:
ضايع فرح روحي
بحزن وجه الوطن
ضايع مثل بسمة طفل
مرسومه عالحيطان
ومضيعه الزمن.
#ئاشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟