أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسين حامد حسين - السياسيون وطموحاتهم العمياء...















المزيد.....

السياسيون وطموحاتهم العمياء...


حسين حامد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 09:09
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


في مقال لي بعنوان "مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي" كنت قد نشرته في الحوار التمدن قبل أسابيع , حاولت ان أشرح به مخاوف العراقيين من بوادر ظلال سوداء تعبر عن خيانة للموقف الوطني بعد ان تم العثور على بعض التزويرات الرخيصة اثناء فرز نتائج الانتخابات وقد حصلت من قبل القائمة العراقية من أجل الفوز ظلما وزورا . وحاولت في المقال الاشارة الى اوضاع تلوح في الافق من شأنها ان تبعث هواجسا في النفوس الخيرة . وبعد نشر المقال , كتب لي احد الاصدقاء يعاتبني كوني ذكرت في المقال أيضا : (أليس كل ذلك كفيلا بتعكير النفوس لما جرى من قبل القائمة العراقية في تكتيكاتها السياسية الغريبة وفي اصطفافها مع السنة والبعثيين حصرا في الداخل) , وقال لي أني ربما قد اوحيت للقاريئ الكريم فكرة من أني منحاز الى الطائفة الشيعية ضد الطائفة السنية . فاعتذرت لصديقي وها أنا ذا أعتذر للقارئ الكريم عن ذلك . فمعاذ الله ان أكون قد قصدت ذلك أبدا . فكرجل مؤمن ولله الحمد , فاني لا ابالي من سيحكم العراق ولكن بشرط ان يفي هذا الرجل او تلك المرأة بالتزاماتهم الوطنية تجاه عراقنا والعراقيين جميعا وبلا تمييز . واني وان كنت لاأجد ضيرا من التصريح كوني شيعي جعفري اثنا عشري , فان اهلي , وكما هو الحال مع العراقيين جميعا , هم مزيج كبير من سنة وشيعة . وتحت هذه الروابط العائلية في منظورها القيمي والاجتماعي والبايولوجي مع بعضنا البعض , فمن الجدير الاستشهاد عليه بما يقوله المثل العراقي العامي (حينما ينضرب الانف , تدمع العين) , للصلة الوثيقة بين السنة والشيعة كالعلاقة بين ألانف والعين . ولكن مخاوفي ومخاوف العراقيين كانت وما تزال نابعه من عودة النماذج البعثية المجرمة الى ساحة الحياة العراقية من خلال تبني القائمة العراقية لهم وتوقع اختراقهم للمجتمع من جديد وعبثهم بالقيم والمبادئي الديمقراطية التي يعمل العراقيون جاهدين من اجل توطيدها في المجتمع . ففي عودتهم تعود الويلات والدمار للوطن .
فالقائمة العراقية باعتقادي وبما اتسمت به من استماتة من أجل الفوز وعلى حساب كل شيئ , قامت بتجاوز اكثر من خط احمر . فقد جعلت من الفوز , والفوز وحده موطئ قدم لفلول البعثيين . وقامت بطعن ألاخلاق العراقية والدستورية من خلال تبنيهم لتلك الدعوة البغيضة من اجل عودة أجندات النظام المقبور بعد ان أكدت بنود الدستور العراقي تحريم عودتهم أوتبنيهم أوالتعامل معهم .

فالقائمة العراقية باعتقادي قد تجاوزت الخطوط الحمراء من أجل الفوز في الانتخابات في أمرين مهمين :
اولهما : ان القائمة العراقية كانت قد قبلت لنفسها تمويل الدول الاجنبية من النظام السعودي وقطر وغيرها من أجل الترشيح للانتخابات . وفي ذلك بنظري خيانة لمباديئ الوفاء الوطني والصدق مع الشعب في التعامل السياسي . وهي حالة لا ترضاها الشعوب الابية ومن بينها العراق من ساستها . فالذي يدعي الوطنية ويريد خدمة شعبه ووطنه فعليه ان لا يكون خؤونا لوطنه ولشعبه . وان لا يقبل بصفقات دولة أجنبية من اجل التنافس مع الوطنيين . ثم يتوجب عليه ان يكون طاهراليد . فاستلام السياسي لملايين الدولارات من دولة اجنبية سيكون له تبعات , وورائه ثمنا والتزامات من بينها بقاء تلك الدولة , قادرة على التدخل والعبث به وتمزيق العراق . وسيتم فرض ارادتها وأجنداتها على العراق وشعبه , الامر الذي لن ينال معه العراق استقراره . بل على العكس , ستتحطم مباديئ الديمقراطية التي ضحى من اجلها الشعب العراقي . واهداف الدول العربية (الشقيقة) واضحة , فهم مستميتون من اجل اعادة الظلام للعراق وتدمير شعبه اكثر . وهم يتمنون أن يبقى العراق وشعبه ممزقا ومتناحرا مع بعضه البعض ؟ وهاهم بقايا بعث صدام وجدوا من يتبناهم ويغدق عليم بسخاء من أجل الانتقام .
أما الخط الاحمر الثاني الذي تجاوزته القائمة العراقية ككتلة عراقية : هو طبيعة نشوء وتكوين القائمة العراقية وتبنيها لاهدافها المعلنة والتي بألامكان ان يطلع عليها كل من يرغب على الانترنيت
وغيرها . Google, كالكوكل

فأنا هنا لا اغمط حق أحد بغير حق . كما وليس لي من ناقة ولا جمل في ان هذا أو ذاك من سيحكم العراق . ولكن الذي يهمني كثيرا فقط ان يكون من يقود الحكومة عراقيا ووطنيا لا يخضع الى اجندات أجنبية وأن يؤمن بالعراق والعراقيين ومستعد حتى للموت من أجلهم . فالنقرأ شيئا مما كتب على (كوكل) عن نشوء حزب الوفاق الوطني والذي يرأسه الدكتور أياد علاوي والذي يتطلع الى حكم العراق :

( يضم حزب الوفاق الوطني برئاسة أياد علاوي ,عسكريين سابقين وضباط مخابرات ومسؤولين في حزب البعث في المنفى . و قد تم تنظيم هذا التجمع في الأصل من قبل المخابرات السعودية . ثم استمر تمويله لاحقا من قبل وكالة المخابرات المركزية والاستخبارات البريطانية والسعوديين . وكانت محاولته الانقلابية في عام 1996 تتسم بالكارثية . وعلى الرغم من فشلها الذريع ظلت هذه المجموعة تتمتع برعاية وكالة المخابرات المركزية ) .
فاذا , ان النماذج البشرية التي فازت باكثرية الاصوات والمقاعد في القائمة العراقية هي من بين من كان وما يزال هاجسا يؤرق العراقيين ليتساءلوا بمشروعية عن مصير العراق اذا ما قدر لاياد علاوي في قيادة الحكومة الجديدة و تأريخ هذه الكتلة السياسية مكشوفا للجميع ؟
فحزب البعث مشخص في أزلامه في القائمة العراقية وعلى رأسهم الدكتور علاوي نفسه وان كان قد ترك حزب البعث من قبل . ولكن يبقى تعامله وتعاطفه ووثوقه بهم واعتماده على وحشيتهم واجرامهم في دعمه للوصول الى السلطة يعني انه واحد منهم . و يعني أيضا , أن تبنيه لهؤلاء ألازلام انما هو تبني لمن كانوا يمثلون سلطات نظام البعث التشريعية والتنفيذية والسياسية والايدولوجية . وهم ذاتهم تلك المجموعات وألاشخاص من قاموا بذبح العراق وشعبه وزجهم في غياهب الموت والدمار والقتل العشوائي والاعدامات والمقابر الجماعية . وان كان الدكتاتور قد اعدم واقبر , فاني أعتقد ان هؤلاء لديهم من طغيان للثأر للنظام ما قد يكونوا اكثر دونية ونذالة من صدام نفسه . فهم قد تتلمذوا على يدي دكتاتور بشع , والمثل يقول (صانع الاسطة , اسطة ونص . ومن شب على شيئ شاخ عليه ) . وهؤلاء وللاسف هم من يطمع السيد علاوي في تنصيبهم على رقابنا ثانية . وعلاوي لا يبالي ماذا فعله النظام لنا , وهنا اتكلم (على المستوى الشخصي) ولا أظن السيد علاوي يبالي بذلك . والحري بجماعته الذين انتخى بهم , وجوب ادانتهم وان يقدموا للمحاكمات لياخذوا حقهم العادل , لا أن يعودوا لقهرنا واذلالنا من جديد . فلقد ولى عهد العبودية والاذلال والسفالة بغير رجعة يا سيد علاوي .

وفي ختام المقال اود ان اسرد هذه القصة والتي تنطوي في مكنوناتها على حكمة بليغة تقع ضمن المنظور الفولكلوري في تداولها اليومي بين الناس .
قيل ان صياد للطيور أصابه الاحباط واليأس في محاولات كثيرة غير مجدية ولعدة أسابيع في الحصول على صيد يبيعه لاطعام عائلته. فكان الصياد يرى امامه عدد كبير من الطيور تنتشر على الاشجار ولكن , عندما كان يهم بصيدها تفر منه . وكانت الطيور تتجنب وبحذر فخاخه التي كانت ينصبها لهم . وحار الرجل في هذه الظاهرة الغريبة وقرر ان يقوم بمراقبة سلوك تلك الطيور . واخيرا , اهتدى الصياد الى ان احد الطيور بينهم كان من الذكاء والمكر بحيث كان يقودهم ويحميهم من خلال مراقبته المتواصلة لتحركات الصياد وانذار بقية الطيور . وأضطر ألصياد ان يقوم هو من جانبه بعمل شيئ من اجل القضاء على ذلك الطائر بأي ثمن . فتخلى عن بيته وظل يقضي ليله ونهاره محاولا رصد سلوك ذلك الطائر اليومي حتى قام بجمع معلومات عن مكان نومه بين الطيور ومكان ورده للماء وغيرها . وبمحولات شتى مستميتة استطاع اصطياده . وبعد ان اصبح في قبضته , استل سكينه وهم بذبحه ليشفي غليله . وهنا قال له الطائر ان لا فائدة له في قتله , ولكن من اجل الابقاء حياته فسوف يجعل من الصياد رجلا واسع الثراء . فسأله الصياد عن كيفية عمل ذلك فأجابه الطائر بانه فسوف يقوم بغش وايهام الطيور للسقوط في شباكه . فوافق الصياد واطلق الطائر . وفعلا راح الطائر يقود مجموعات الطيور غاشا اياها للوقوع في شباك الصياد , والصياد يقوم ببيعها . وبعد فترة , اصبح ذلك الصياد الفقير واحدا من أغنياء المدينة . وكان للصياد جار غني دفعه الفضول لمعرفة سبب هذا الثراء المفاجئي لجاره الصياد الفقير . ولماسأله , قص عليه الصياد ما حصل بينه وبين الطائر من صفقة . فأ راد الجار شراء الطائر من الصياد وقال له ان الطيور لا تعيش طويلا وانه مستعد لدفع مبلغا كبيرا من المال من اجل شرائه . ووافق الصياد وباع الطائر لجاره . وما ان أصبح الطائر بيد الرجل , استل سكينه وقام بذبحه في الحال . وهنا صرخ الصياد عن سبب ذبحه للطائر العزيز فأجابه الرجل بهدوء :
"انه يستحق الموت , فهو يخون جنسه" .



#حسين_حامد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كتاب -راحلون وذكريات-
- النظام السعودي (جمجمة العرب) ... الى اين؟
- مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي
- فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... ...
- تحية للعراق ...حبيبي
- تعقيباً على مقال الدكتور عبد الخالق حسين -الكذب ديدن البعث -
- رسالة وتصريح لاحق ...
- ألحوار المتمدن ...بين النظرية والتطبيق
- زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات
- (خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير .. ...
- ... دور ديمقراطيتنا العليلة في الازمة العراقية
- لماذا اصلاح الاسلام ...مداخلة ورأي


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسين حامد حسين - السياسيون وطموحاتهم العمياء...