علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 00:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
((أيهما أشد خطورة على الاديان ,العلمانيين أم دعاة الدين))
الصورة الثانية/عسكرة الشعوب
بين الحين والاخر تطلق تصريحات بضرورة الجهاد من قبل جهات محسوبة على الدين الاسلامي ,بفتاوي شيوخهم الذين صنعوهم بايديهم لخدمة كراسيهم ونظمهم المستبدة.
كثيرا من الحكام من أتخذ الدين سورا منيعا لنظامه من الانهيار ,فقسم منهم اتخذ الدين سبيلا للوصول الى السلطة ,وقسم منهم اتى بشعارات قومية ووطنية وعند اشهار افلاسه السياسي من تلك الشعارات يبدأ بالتعكز على الدين وتعاليمه.والاخر أتخذه كستار لحكمه القبلي,والاخر اتخذه لمحاربة الفكرالعلماني,وهناك من يتخذ الدين وشعاراته لاغراضه الشخصية ضد خصومه من السياسيين او من أطراف دولية.
فمثلا النظام السعودي ذو الصبغة الثيوقراطية ,ولكونه يريد الاحتفاظ بالسلطة بالتوارث لابناء عائلته ,أتخذ الدين كوسيلة له للنجاة من خصومه السياسيين ,متخذا من شعار خادم الحرميين الشريفين كغطاء لتفرده بالسلطة الدينية والسياسية , وهو يمتلك من وعاظ السلاطين الكثير من الذين أنشأهم على اطاعته وعند الحاجة اليهم لم يألوا جهدا في أصدار فتاويهم والتي قد تزهق أرواح الملايين من البشرمسلمين او غير مسلمين, أرضاءا لولي نعمتهم خادم الحرميين الشريفين.فكلمة الجهاد أصبحت من أيسر الفتاوي التي يصدرها شيوخ المملكة وفي أي ظرف يشاء الملك.
ففي سبعينات القرن الماضي وعندما تدخل الاتحاد السوفيتي السابق عسكريا في أفغانستان ,صدرت الفتاوي السعودية بضرورة الجهاد ضد الخطر الشيوعي الداهم لارض المسلمين,وأخذ نظام المملكلة وبأيعاز من الحليف الاساسي أمريكا مهمة تعبئة المقاتلين العرب والاجانب وتدريبهم وتمويلهم من المال السعودي وتسليحهم امريكيا ,ومن ثم أرسالهم الى افغانستان بعد فترة أعداد تتخللهاغسل الادمغة وحشوها بالافكار السوداء,ورغم انتهاء تلك الحقبة الزمنية بكل مأسيها من القتل والتدمير الا أن أثارها لا زالت باقية ليومنا هذا وأن الدول التي تم أرسال مقاتلين منها لا زالت تعاني من القاعدة وأفعالها الاجرامية تجاه الشعوب ,بل وان دول العالم كافة لا تسلم من خطرها,وما نشاهده اليوم وفي مناطق ودول مختلفة من العالم من أفعال مشينة بحق البشرية ترتكبها القاعدة وصراعات دموية ودمار وتخريب للمدن والحضارة الانسانية هي بالاساس وليدة الفكر السعودي الوهابي المتشدد.
وهناك النظام الليبي الذي يتزعمه القذافي وبعد مرور 40 عام على حكمه الديكتاتوري التسلطي لم يجني الشعب الليبي غير عنوان دولته(الجماهيرية العربيةالليبية الاشتركية الديمقراطية العظمى)فتراه يتخبط في سياسته فتاره يحسب نفسه على التيار العروبي العربي ومرة على التيار الاسلامي,واخرى يحسب نفسه على أفريقيا وهو ملك ملوكها وامبراطور افريقا العظمى,وتارة عندما تعرض أبنه هنيبعل الى مسائلة قانونية لاسائته الى خدمه في دول هي من قمم الحضارة الانسانية(سويسرا)ثارت ثائرته وأعلن الجهاد ضد سويسرا متهمها بالكفرلمنعها بناء مأذن لجوامع المسلمين .,لكنه لم تثر ثائرته عندما أزهق أرواح المدنيين الابرياء في حادثة تفجير طائرة لوكربي,وغيرها من الجرائم التي أرتكبها ضد الشعوب الافريقية من جراء تدخلاته السافرة في شوؤنها الداخلية.
عمر البشيرحاكم السودان والذي وصل للسلطة بانقلاب عسكري عام 1989م والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهم ارتكاب جرائم بحق الانسانية ,نراه كثيرا ما أستخدم الدين بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية وقام بعمليات تطهير عرقي في الجنوب ,وبأسم الدين والشريعة ذبح الالاف وجاع وتشرد الاخرون وفتكت الامراض بهم, فأن أعماله هذه يجسد بها الديكتاتورية الدينية,وقد تكون سياسته هذه السبب الى تقسيم السودان الى دويلات مستقبلا خصوصا ان الجنوبيين بداو فعلا بالمطالبة بالانفصال للتخلص من حكم البشير الاسلامي ونهبه ثرواتهم النفطية,,,
هذاه أمثلة للنظم الاسلامية السنية التي تتولى الحكم في عالمنا العربي.
أما الجانب الاخر من الاسلام الشيعي فنجدالنظام الايراني في المقدمة ومنذ مجيئه للسلطة والى يومنا هذا يتخذ من عسكره شعبه وزجه في معارك ستراتيجية له لغرض ديمومة نظامه وبقائه على رأس السلطة وقمع خصومه السياسيين بأسم الدين,فبالامس أحتل الجزر العربية الثلاث(طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى)و خاض حرب الثمان سنوات مع النظام الصدامي تحت شعار تصدير الثورة الاسلامية وكانه في زمن الفتوحات الاسلامية,وبعد انتهائها بلا غالب او مغلوب بدا بخلق الاعداء الوهميين لغرض أستمرار نهجه في عسكرة المجتمع,فتارة يعلن عن تاسيس جيش الخمسة مليون لتحرير الاراضي الاسلامية من الصهاينة وتارة اخرى يعلن عن تشكيل جيش الامام المنتظرلتحرير جميع البلدان الاسلاميةودول افريقا ,وبذلك يسعى الى أقامة أمبراطورية أسلامية ....
أحمد نجاد الرئيس الحالي لايران والذي قام بقمع التظاهرات والاحتجاجات الايرانية التي خرجت ضد تزوير أنتخابات الرئاسة الايرانية الاخيرة,وقمع خصومه السياسيين وأن كانوا من نفس المدرسة الدينية لغرض تأمين بقاءه على كرسي الرئاسة,وهو يعلم جيدا بان الشعب الايراني قد رفض تدخلات نظامه في شؤون الدول الاخرى وما يرافقها من تبديد ثرواتهم النفطية وكذلك الدول الاسلامية بدات شعوبها ترفض التدخل الايراني بشوؤنها الداخلية وخصوصا الشعب العراقي واللبناني وما لحق بشعب غزة من قتل ودمار ,وهناك مسألة البرنامج النووي الايراني المصر بالمضي به ورفضه لكل القرارات الدولية وعدم أحترامه للارادة الدولية قد تفرض على شعبه عقوبات قاسية أو تعرض شعبه لضربة عسكرية من أسرائيل أو امريكا ,لهذه الاسباب بدا نجادي بالنقر على وتر جديد أسمه (ظهور الامام المهدي)وأنه على أتصال به هذا ما صرح به نجادي في أجتماع جماهيري في أقليم خراسان بمدينة ببرجند في شهر شباط من هذا العام,مخاطبا الجماهير (بأن الولايات المتحدةتشكل أكبرحاجز امام ظهور المهدي المنتظر,وعلل أسباب غيبة المهدي الى امكانية تكرار حادثة كربلاء(مقتل الامام الحسين وعائلته وصحبه)وبالتالي تصبح حياته عرضة للخطر على حد تعبيره,مؤكدا بان على العالم يستعد بسرعة لاستقباله,ومعتبرا الثورة الايرانية جزء من الثورة العالمية التي سيقودها المهدي ,وأن وجود أمريكا في العراق يعتبر من الحواجز على طريق الظهور والعمل على عرقلة تشكيل الحكومة العالمية التي سيشكلها الامام المهدي,وأكد أن أسباب وجود القوات العسكرية الامريكية في العراق هو معرفتها بساعة ظهور الامام المهدي في العراق,مدعيا بان لديه وثائق تثبت أدعائه,وأن الشعب الايراني سيمهد الظهور وسيشكل جيش الامام المنتظر,وأن الامام المهدي المنتظر قد قدم له الدعم المعنوي له خلال خطابه في المنظمة الدولية).وأخر ما تفتقت به عقلية نجاد نشر وحدات أنتحارية في دول الخليج بمسمى (أستشهاديون)مهمتهم تفجير الطائرات والاغتيالات والتفجيرات,وذلك لغرض أرهاب دول الخليج والمنطقة بأسرها,ولضرب المصالح الامريكية والغربية في حال حصول الضربة العسكرية المتوقعة لها..أن أسلوب النظم الاسلامية لعسكرة شعوبها يعني المحافظة على كراسي زعاماتها اولا ,والثاني هو هدر وتبديد لثروات شعوبهم وأستنزاف القدرات العقلية والبدنية في غير موقعها الصحيح ألا وهوالاعمار والبناء.
هذه الغيبيات يراد منها أستمرار شد الشعب الايراني الى عالم مجهول وعدم الالتفات الى مشاكل,(وعلى غرار ما جرته سياسة الطاغية صدام لشعب العراق )ومصاعب الحياة التي يواجها الشعب الايراني جراء سياسة نجاد وما سوف يلحق بهم من الجرائم وويلات الحروب,المهم البقاء على رأس النظام وأرضاء الولي الفقيه المؤيد له في كل سياساته الاجرامية في عسكرة الشعب الايراني,هذا هو الدجل الديني بعينه وهذا هو الاصرار لتغذية أفكار الشعوب بالعنف والقتال والحروب وسفك الدماء,أما مبادئ المحبة والتسامح ولغة الحوار لحل المشاكل فهذه أصبحت مفردات ممنوعة في ظل حكم الديكتاتورين والطغاة ..
أن كثيرا من رجال الدين الايرانيين المختصين بقضية ظهور الامام المهدي وعلى رأسهم (السيد علي الكوراني)وفي كل كتاباته لم يشر فيها الى ان الامام يخاف الظهور من أحد عندما يريد الظهور ,لان مسالة ظهوره حسب السيد الكوراني هي امر من الله لا بد من أطاعته,والشئ الاخر المهم أن الامام المهدي ليس بحاجة الى جيش وأنما هو من يقوم بتشكيل جيش له عند ظهوره,وأن ساعة ظهوره لا يعلمها غير الله ,ويذكر كذلك بأنه عندما يظهر فسوف يقتل الكثير الكثير من رجال الدين حتى يشك الناس في امره ,وعندما يسأل عن فعله هذا فيقول (هؤلاء من الدجالين والمحرفين والمزورين لكتاب الله وأحكامه,والمفسدين في الارض)فنتمنى ان صحت هذه الاقاويل والاحاديث ان يكون الاول من بين هؤلاء القتلى الدجاليبن طواغيت عصرنا هذا وعلى رأسهم نجادي ومن لف لفه لتخليص البشرية من شرورهم,,,,,,
والى صورة ثالثة اكثر سوداوية في مجتمعنا العراقي ,,,,,,,,ترقبوها
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟