أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نزيه الزياني - أي عمل شيوعي يستجيب لمقتضيات الوضع الراهن ؟؟- الجزء الأول –















المزيد.....



أي عمل شيوعي يستجيب لمقتضيات الوضع الراهن ؟؟- الجزء الأول –


نزيه الزياني

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 21:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




لقـــــــــــد ارتأينا تقسيم هذه المساهمة إلى جزأين . الجزء الأول سنحاول من خلاله الوقوف – وبشكل سريع - على أهم أسباب و كذا تداعيات انهيار تجربة البلاشفة في الثورة الاشتراكية والمرور على بعض المقاربات ووجهات النظر التي تبدو لنا غير علمية وغير سديدة إطلاقا في العلاقة مع موضوع انهيار تلك التجربة العظيمة . أما الجزء الثاني و الأخير سنخصصه لأسئلة العمل الشيوعي اليوم , مع مايقتضيه دلك من ضرورة وملحا حية العمل الجدي والجماعي من اجل تصميم مشروع للثورة الاشتراكية ضمن منظورات محلية وأممية بالاستفادة بطبيعة الحال من دروس وخلاصات التجارب الثورية السابقة .
سنركز حتما على الجزء الثاني لما له من أهمية قصوى في الوضع الراهن .

فمنـــــــــد انهيار مشروع البلاشفة في الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي –كأول تجربة اشتراكية في التاريخ - انقسم الباحثون والدارسون لأسباب انهيار هذه التجربة العظيمة إلى ثلاثة فرق أو اثنين على الأقل, أسيل على إثرها الكثير من الحبر وكتبت المئات إن لم نقل الآلاف من الكتب و المقالات , كل واحدة حاول أصحابها والمقاتلين في صفوفها ، تناول هده التجربة وما آلت إليه من انهيار تام , من وجهات نظر وزوايا مختلفة ومتباعدة إلى حد بعيد , ولازال السؤال المرتبط بأسباب انهيار التجربة محل خلاف كبير ، بل ربما أصبح أكثر تعقيدا وأكثر حدة من أي وقت مضى . نشير إلى أن دواعي هذا الانقسام والاختلاف في قراءة التجربة الاشتراكية السوفياتية ، والغور في تضاريسها الوعرة , تجد أهم تفسيراتها في وجود خطوط طبقية متصارعة . يمكن في هذا الصدد ،الإشارة فقط إلى خطين أساسيين يمكن اعتبارهما خطين للتماس , فمن جهة خط الخيانة والردة والمراجعات المقيتة والمكبل بأسلاك تحريفات خروتشوف وخطه الخياني , والدي لازال ممتدا بيننا إلى حدود اليوم , وفي الجهة الأخرى المقابلة نجد خط التحزب للبروليتاريا ومناصرة قضاياها مهما كانت خاتمة تجاربها الثورية الماضية ومهما عرفت من انهيار , خط يعتبر أن المعطى الحاسم والرئيسي في تحديد مصائر المجتمعات البشرية , هو الصراع الطبقي وحركية هدا الصراع من داخل نفس المجتمعات البشرية وليس غيرها . أضف إلى ذلك أن هناك من لاعلاقة له إطلاقا بالفكر الماركسي والشيوعي ،و ورغم ذلك لازال يرفع عقيرته بالصياح ويسمعنا بين الفينة والأخرى ، أناشيده الصبيانية عبر اسطوانته المشروخة ، ينتقد فيها المشروع اللينيني....

عبثــــــــــــا يحاول البعض إيجاد تفسير وشرح آخر لسبب انهيار مشروع البلاشفة في الثورة الاشتراكية ، خارج الصراع الطبقي وحركية هذا الصراع من داخل نفس المجتمع . عبثا يحاولون تضبيب الرؤية ودر الرماد في العيون وهو أسلوب حقير وسلاح صدئ أصابه التقادم ولم يعد صالحا لأي شئ ، ربما صالح فقط لتخدير عقول البسطاء والتشويش على تفكيرهم . العبث كل العبث هو حين يتم التركيز على أمور سطحية تافهة وجعلها حاسمة في تغيير وتحديد مسار تاريخ الشعوب ومصائر المجتمعات البشرية. العبث كل العبث بل للدقة نقول الخيانة كل الخيانة هي حين يتم تزوير حقائق التاريخ ومسار التاريخ بدعاوى مختلفة، اغلبها قطعا ينطلق من العداء للماركسية وبالتبعية للشيوعية..... لقد قال فريق منهم بعدم جدوى الماركسية وأنها أصيبت بالتقادم ولم تعد صالحة لأي شئ، وصرح المعسكر الآخر بانهيار المشروع اللينيني للثورة الاشتراكية بأيدي الديكتاتورية والبيروقراطيين ، والتقى المحرفون والمرتدون من كل الأطياف ، التقوا في النهاية على إدانة وتجريم دولة دكتاتورية البروليتاريا ومشروعها الاشتراكي . لكن ما يكشف زيف ادعاءاتهم وزعيقهم ، بلا لف ولا دوران ، وما يؤكد عداءهم المطلق و خيانتهم لطبقة البروليتاريا ومشروعها الاشتراكي هو أنهم أغمظوا أعينهم و تجاهلوا – وبشكل يثير الاستغراب والسخرية - الردّة التي قادها خروتشوف وحلفه من عسكر وفلاحين ، والتي تجلّت بصورة واضحة ومدوية ، في مؤتمرات الحزب العشرين والحادي والعشرين والثاني والعشرين في الأعوام 56 و 59 و 61 بالتتابع .

ظل لينين يردد قبل الثورة الاشتراكية كما بعدها سوا بسواء ، أن أي انحراف عن خط شعاع منارة البروليتاريا كما جاء على لسان ماركس ، هو مايلحق قطعا ، الهزائم النكراء والمشينة بالروليتاريا وبتجاربها الثورية . لم يكن هذا التأكيد من لينين محض صدفة ، بقدر ماهو نابع من خبرة لينين ومن الدروس الثمينة التي راكمها على طول حياته الثورية . كيف لا ، وهو من خاض الحروب الضارية تلو الحروب ، ضد جميع أطياف التحريفيين والمرتدين∙∙∙∙∙∙∙∙ لقد اصطدم عام 1902بالمناشفة ، و بأب الماركسية الروسية كما يلقب بليخانوف ، من العام 1912 حتى العام 1917 اصطدم بتر وتسكي ، في العام 1917اصطدم بكتلة زينوفيف – كامينيف ، وفي العام 1921 اصطدم بتر وتسكي حول مفهوم " الثورة الدائمة " وبناء الاشتراكية في بلد واحد ....

يقوم علم الاجتماع الماركسي على أساس الصراع الطبقي الذي تدور رحاه بين طبقات تتصارع على أسس طبقية محضة , ويطبع صراعهما التناحر والتنابذ ، أي أن حضور مصلحة هذه الطبقة تعني مباشرة غياب مصلحة الطبقة / الطبقات النقيضة ، و لايمكن إلغاءه أو نفيه , رغم كل الظروف والأحوال إلا بزوال المجتمع الطبقي نهائيا . كما تدلنا الماركسية كذلك على انه لايمكن إطلاقا اعتبار الاشتراكية نظاماً اجتماعيا يتسم بالاستقرار و يرتكز على علاقات إنتاج ثابتة ومحددة .لقد وصفها ماركس بمرحلة الإعداد وبرزخ للحياة للشيوعية , واعتبرها مجرد فترة عبور قصيرة نحو الشيوعية , لا تتجاوز حسب لينين 30 سنة بالنسبة إلى الحلقات الضعيفة في سلسلة النظام الرأسمالي ، وعشرة أعوام على اكبر تقدير بالنسبة إلى البلدان الرأسمالية المتقدمة. خلال هذه الفترة القصيرة تكون المهمة المطروحة في جدول أعمال التاريخ هي " محو الطبقات " , أي أن المهمة الملقاة على دولة ديكتاتورية البروليتاريا في ذات الفترة هي القضاء على جميع الطبقات في المجتمع ، بما فيها البروليتاريا ذاتها .
فادا كانت الاشتراكية بالتحديد الماركسي هي محو الطبقات والقضاء عليها , فهدا يعني أن الاشتراكية لايمكن وصفها بالنظام الاجتماعي المستقر والذي يرتكز على علاقات إنتاج تتسم بالثبات ، وهو مايعني أن المجتمع في فترة البناء الاشتراكي ، هو في حالة من ثورة دائمة لاتتوقف ولا تنتهي إلا بالانتقال إلى المجتمع الشيوعي ، مجتمع اللاطبقات وسيادة الملكية الجماعية لوسائل الانتاج . لقد ظل لينين يردد دائما "....لايمكن بناء الاشتراكية بإسقاط طبقة ما , بل بإعادة تنظيم كل الاقتصاد الاجتماعي ....ينبغي تحويل الجميع إلى شغيلة .....الاشتراكية إنما هي محو الطبقات..."

لينين درس و فهم ماركس وانجلز جيدا وبعمق شديد ، وطور إسهاماتهم بما استجد في مناخ الرأسمالية الامبريالية ، وعرف كيف يكون وفيا وأمينا لخط ماركس وانجلز، في ظروف مستجدة وفي روسيا التي لم تكن بعد قد بلغت درجة عالية من التطور الرأسمالي ، ستالين فهم لينين وفهم متطلبات تشييد مشروع لينين جيدا وعرف كيف يبني ويشيد هذا المشروع الاشتراكي الذي صممه وهندسه لينين ووضعه بين يديه وحمله مسؤولية صيانته مهما كان الثمن ومهما كان حجم التضحيات . عرف ستالين بعبقريته ودهاءه ووفاءه للخط البروليتاري البلشفي , كيف يصارع "الأمواج العاتية "من كل الجهات ويتغلب عليها بشراع الديكتاتورية البروليتارية , عرف كيف "يدق المساميروالاوتاد " في نعش الخونة والمرتدين بمطرقة ديكتاتورية البروليتاريا , عرف كيف يشيد المشروع الاشتراكي البلشفي في إطار الوحدة العضوية مابين الثورة الاشتراكية العالمية وثورة حركة التحرر الوطني .

جلــــــــــي انه , لايمكن إنكار وجود اختلاف بين التكتيكات المؤدية إلى الثورة الاشتراكية من ماركس إلى لينين ومعه ستالين , لايمكن إنكارها بطبيعة الحال إلا من قبل جاهل بكل شئ . فلينين اعتبر أن المسالك والدروب المؤدية إلى الثورة الاشتراكية البروليتارية تجد أعمق تعبيرها بالتحديد في وجود ثلاثة تناقضات أساسية : التناقض الأول هو التناقض بين رأس المال من جهة والعمل من جهة أخرى , التناقض الثاني يتجلى في تسعير وتطوير التناقض بين قلاع الامبريالية والشعوب المستضعفة الطامحة إلى الاستقلال والتحرر, أما العامل الثالث فيتجلى في تطوير التناقض بين مراكز الرأسمالية الامبريالية ذاتها , في حين رأى ماركس ثورة بروليتارية عالمية تطيح بالأنظمة الرأسمالية الاستغلالية و الاستبدادية في كل أطراف الأرض مرة واحدة والى الأبد وبدون رجعة . لايمكن بأي حال من الأحوال تلمس وفهم كل ماسلف ذكره من رؤوس أقلام نعتبرها ضرورية قد تمكننا من الإمساك ببعض خيوط الإشكالية التي نحن بصدد تناولها , لايمكن تلمس دلك دون الإشارة إلى أهم الظروف العالمية التي ساهمت بشكل كبير في ميلاد اللينينية . تلك الظروف التي يمكن بشكل سريع تلخيصها في ثلاثة تناقضات رئيسية : التناقض الأول بين رأس المال والعمل , ثانيا التناقض بين القوى الامبريالية والمجموعات المالية الكبرى لإعادة اقتسام العالم , ثم ثالثا وأخيرا التناقض بين الشعوب الخاضعة والمستعبدة وبين عدد قليل من الأمم الطاغية والمسيطرة . في المؤتمر الذي جمع زعماء الشرق في باكو 1921 وجه العظيم لينين خطابا جاء فيه "....لقد قال ماركس : ياعمال العالم اتحدوا !! , أما أنا فأقول " ياعمال العالم ويا شعوبه المضطهدة اتحدوا !!


كانت روسيا أكتوبر 1917 , من اضعف الحلقات في السلسلة الرأسمالية الامبريالية , نظرا لما كانت تعرفه من تخلف من حيث التطور الرأسمالي بحيث كانت طبقة البروليتاريا تحتل موقعا ضعيفا وهامشيا بالمقارنة مع طبقة الفلاحين. و استحضارا لهده الثغرة الناجمة عن تخلف أدوات الإنتاج , شدد الرفيق لينين على الوعي الثوري للبروليتاريا وعلى نقاء حزبها الثوري .
لاحظوا ماذا قال لينين في هذا الصدد ، عام 1923: " .... إن روسيا تقع على الحدود بين البلدان المتحضرة و ... كل البلدان الشرقية غير الأوربية ، .... لذا كان على روسيا - وهي فعلا كذلك – أن تظهر بعض الخصوصيات التي ، وان اتبعت الخط العام للتطور العالمي ، تميز ثورتها عن كل الثورات السابقة في البلدان الغربية، والتي تدخل بعض الميزات الجزئية الجديدة في الطريق نحو بلدان الشرق " ، ويضيف " من الواضح قطعا القول بان المقدمات الاقتصادية الموضوعية للاشتراكية لاتوجد في بلدنا على الإطلاق .......إذا كان خلق الاشتراكية يتطلب مستوى معينا من الثقافة – بالرغم من أن أي فرد لايستطيع أن يقول ماهو هذا المستوى الثقافي المعين - ، فلماذا لانبدا بتحقيق الشروط الأساسية لهذا المستوى الثقافي المعين بطريقة ثورية ، و بعدئذ نتابع السير لإدراك الأمم الأخرى بمساعدة حكومة من العمال والفلاحين وسلطة سوفياتية " لينين - الأعمال الكاملة، المجلد السادس – "ثورتنا " .
وفي نفس الاطار قال ستالين ، في مؤتمرالحزب الرابع عشر المنعقد عام 1925: " ان تحول بلدنا من مجتمع زراعي الى مجتمع صناعي قادر على انتاج الالات الصناعية الي يحتاجها بجهوده الخاصة ، انما يشكل جوهر واساس خطنا العام ...ان تصنيع البلد سيؤكد استقلاله الاقتصادي ، سيعزز قوته الدفاعية وسيخلق الشروط لانتصار الاشتراكية " . وقال أيضا ، في خطاب موجه الى مؤتمر المدراء الصناعيين السوفيات عام 1931 :" نحن خمسون عاما خلف البلدان المتقدمة ، علينا ان نختصر هذه المدة في فترة عشر سنوات فقط . اما ان نفعل ذلك او سيسحقنا الغرب " . لاحظوا الانسجام التام بين كلام لينين وكلام ستالين ، وهو يعكس سدادة الخط البلشفي وانسجاميته من لينين إلى ستالين ، ويؤكد مدى فهم ووفاء العظيم ستالين للمشروع الاشتراكي الذي صممه وهندسه لينين.

طبعا بدأت الثورة الاشتراكية في روسيا التي كانت في الغالب مجتمعا زراعيا ، لكن نود الإشارة هنا ، إلى انه عندما بدا الانهيار أواسط الخمسينات ، لم يكن الاتحاد السوفياتي إطلاقا مجتمعا زراعيا بل كان من بين الدول الصناعية الكبرى . وفي نفس الإطار ، تشير أغلب المعطيات التاريخية , أنه في العام 1919 لم يتواجد في المجتمع السوفياتي سوى طبقتين رئيسيتين وهما العمال والفلاحون , أما مابين 1950و1990 , فقد تواجدت ثلاثة طبقات في المجتمع, فمن جهة طبقة الفلاحين الكولخوزيين , طبقة العمال ثانية ثم الموظفين والمهنيين من جهة ثالثة . لقد حذر لينين مرارا من دوي "الياقات البيضاء "من عسكر ومهنيين وموظفين , إلا أنه لم يشر إلى طرق الخلاص منهم في معمعان الصراع الطبقي , بعكس طبقة الفلاحين والتي أشار إلى طرق تصفيتها , وهدا راجع في اعتقادنا إلى أن لينين لم يستطع تحديد كيف سيكون عليه التناقض في المستقبل المنظور مع دوي الياقات البيضاء في خضم عملية البناء الاشتراكي !!!.

كان العنوان الأبرز لسياسة ستالين ، يتجلى في مبدأ الصراع الطبقي وملحا حية تأجيجه ، و كان الصراع في فترته لمصلحة البروليتاريا وبعد انقلاب خروتشوف على دولة ديكتاتورية البروليتاريا غدا هدا الصراع بالنتيجة لمصلحة الطبقة الوسطى وخاصة الفلاحون والعسكر. كل الإعدامات والتصفيات التي جرت في عهد ستالين كانت بحق الطبقة الوسطى ، وأبرز تلك الإعدامات تلك التي جرت بحق المئات من قادة الجيش .ولايمكن فهم وتفسير هده الإعدامات إلا ضمن مقتضيات الديكتاتورية البروليتاريا ...لقد صرح ستالين مرارا وخصوصا أمام مهندس ومصمم مشروع الثروة الاشتراكية ، الرفيق لينين قائلا"...سوف أكون فظا قاسيا مع أعداء الثورة الاشتراكية ..."

في إطار الهجوم على ستالين دائما ، ومن بين ما يسوقه حلف الوضاعة والردة ، نشير إلى مجموعة من الشطحات البهلوانية من قبيل مايسمى بسنوات الرعب 1932-1938 !!! . هذا الزعيق لن يصمد طويلا أمام بعض الحقائق الدامغة .نشير فقط في هذا الإطار إلى بعضها : بالنسبة للخونة ، ريكوف زينوفيف وبوخارين ، فقد تمت محاكمتهم واعترفوا بما نسب لهم من تهم ، وصدرت بحقهم أحكاما بالإعدام أمام مراقبين من دول غربية...وكيما يتحقق أصحابنا من عدالة الأحكام الصادرة في حق هؤلاء الخونة ، ندعوهم إلى العودة للاطلاع على خطاب بوخارين الذي ألقاه لدى صدور الأحكام..... .
أما بالنسبة إلى الفلاحين الذين تم ترحيلهم ونفيهم إلى سيبيريا ، فقد حازوا على خيرة الأراضي من حيث الشساعة والخصوبة ورغم ذلك تركوها بورية و بدون خدمة ، وكانت مؤامرتهم على الثورة وإبادة الشيوعيين واضحة ، بحيث عملوا على إحراق جميع محاصيلهم الزراعية ، كما عملوا على إبادة وإحراق جميع قطعان الماشية المتوفرة ، بهدف تجويع البروليتاريا .
لقد طرح ستالين موضوعة نظرية مرتبطة بمهام الحزب في المؤتمر التاسع عشر لسنة 1952 جاء فيها "بقدر مايتقدم المجتمع في بناء الاشتراكية ، بقدر مايزداد الصراع الطبقي حدة واستعارا...." وكان يعلم علم اليقين أن إيقاف الصراع الطبقي وتبريده لضرورات ما , كما كان الحال خلال فترة الحرب وفترة إعادة الاعمار , سيؤدي لامحالة ، إلى أمور خطيرة على مستقبل الثورة الاشتراكية , لكن مالم يشر له ستالين هو الجهة المفروض توجيه القمع الطبقي ضدها , وهدا راجع في اعتقادنا إلى انه كان يفترض أن برنامج التصنيع المطروح للمؤتمر التاسع عشر ,ربما سيبرز تناقضات جديدة إلى السطح وعندئذ سيتم معالجتها ضمن خط توطيد وترسيخ ديكتاتورية البروليتاريا ، لكن بعد رحيله في العام 1953 تمكن العسكر من إزاحة مالنكوف الذي كان مدافعا شرسا عن السياسة الستالينية ، القائمة على زيادة إنتاج البضائع الاستهلاكية لتقوية وتغليب طبقة البروليتاريا على طبقة الفلاحين ، كخطوة ضرورية وحاسمة تروم محو هذه الطبقة ، لكن عندما تقلد خروتشوف مهام الدولة والحزب عمل وبدون تردد ، على إلغاء الخطة الخماسية وقام بزيادة الإنتاج الحربي كما رغب العسكر في ذلك ، وكما اقتضاه الزواج الكاثوليكي بين خروتشوف والعسكر ،والذي كان يروم الهدم النهائي لدولة ديكتاتورية البروليتاريا.

لقـــــــد أدرك ستالين – كما ماركس وانجلز ولينين من قبله -- صعوبة وتعقيد التناقض بين البروليتاريا والطبقة الوسطى وصعوبة تجاوزه و عبوره، وشهدت قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي في العام 1950 نقاشات حادة حول ذات الموضوع وطالب بعض القادة البارزين في الحزب الشيوعي ، بضرورة اتخاذ وانتهاج خطوات حاسمة وضرورية لصالح البروليتاريا ودلك بالعمل على إلغاء طبقة الفلاحين , لكن ستالين رفض وطلب من الحزب بعدم التسرع في اتخاذ هذا القرار لما له من خطورة في الشروط الحالية , وطلب التريث بضع السنوات قبل اتخاذ ذلك القرار وترجمته على ارض الواقع. لكن بعد رحيله وكذا إزاحة وتنحية مالنكوف المدافع الشرس عن سياسة ستالين , كانت النتيجة معاكسة تماما , حيث ألحقت الطبقة الوسطى بزعامة خروتشوف هزيمة مشينة و نكراء بالبروليتاريا وبحزبها الشيوعي , وتم طرد جميع البلاشفة من القيادة في العام 57 .

ظـــــــل ستالين مند 1924تحديدا حتى رحيله عام 1953 , وللدقة نقول انه رحل مسموما , كما جاء في مذكرات مولوتوف , ظل وفيا لتكتيكات لينين ومشروعه في الثورة الاشتراكية , إلى أن جاء خروتشوف وانقلب على كل شيء , فبدل تطوير التناقض الأول قام خروتشوف باستبدال دولة ديكتاتورية البروليتاريا بدولة البرجوازية الوضيعة السوفياتية تحت عنوان " دولة الشعب كله " وهو ماانعكس في شعاره المقيت الداعي إلى الانتقال إلى الاشتراكية بالطرق السلمية الغير الثورية . كما نادى بضرورة "التعايش السلمي " مع الدول الرأسمالية الامبريالية وهو مايعني ضرورة العمل على الالتقاء والتصالح معها . أما بخصوص التناقض الثالث فقد نادى خروتشوف في تقريره للمؤتمر الاستثنائي العام الحادي والعشرين للحزب في فبراير 1959 , نادى بوضع حد فاصل بين الثورة الاشتراكية وثورة حركة التحرر الوطنية .

يقينا ، أن النقد الذي وجهه خروتشوف في تقريره السري لستالين , لايدل على قناعات ومبادئ شيوعية وثورية لخر وتشوف , بقدر ما هو تعبير دقيق وصريح عن تغير جوهري وعميق في طبيعة الحزب وفي تكتيكاته وفي إستراتيجيته . لقد حل محل النهج اللينيني المتمثل في تأجيج الصراع الطبقي وهجوم البروليتاريا المستمر على أعدائها الطبقيين في المجتمع السوفياتي ، حل محله نهج مختلف تماما , نهج يقوم على إطفاء جذوة الصراع الطبقي وتسييد روح " الإخاء الطبقي " بين الطبقات المتناحرة والمتصارعة , وهو نهج منافي إطلاقا للأفكار والمبادئ الشيوعية , ويصب في طاحونة فكر الطبقة الوسطى .فعندما ينحرف الشيوعي أو أي حزب شيوعي عن المبادئ الشيوعية ، لايعود ولايمكن أن يعود إطلاقا شيوعيا ، فالانحراف عن المبادئ الشيوعية هو تبديل جدري للانتماء الطبقي البروليتاري .

الأسئلة المفصلية المرتبطة بردة خروتشوف و التي نوجهها لأصحابنا المشككين والمحرفين براياتهم المتعددة هي كالتالي :

1- كيف يجوز تجاوز إلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا واستبدالها بدولة اسمها " دولة الشعب كله " ؟
2- كيف يجوز تجاوز إلغاء مبدأ الصراع الطبقي أساس العلوم الماركسية و كيف يجوز تجاوز سياسة إلغاء طبقة الفلاحين التي أقرّها الحزب في العام 52 لصالح تقوية طبقة الفلاحين في العام 57 ؟
3- كيف يجوز تجاوز إلغاء التضامن الاقتصادي بين المؤسسات الإنتاجية المختلفة لصالح استقلالها الاقتصادي ؟
4- كيف يجوز تجاوز إلغاء الوحدة العضوية بين الثورة الاشتراكية وثورة التحرر الوطني التي كرسها لينين في العام 21 لصالح فصل الثورة الاشتراكية عن ثورة التحرر الوطني ؟.
5- كيف يجوز تجاوز إلغاء سياسة الصراع مع المعسكر الرأسمالي لصالح سياسة ما سمي ب " الوفاق الدولي " والالتقاء مع الإمبريالية في منتصف الطريق ؟

أسئلة كثيرة وكبيرة حين نطرحها ،لانجد سوى أجوبة الخشب ، والقفزات البهلوانية في الفراغ ، والاتهام بالستالينية ، وهو في الحقيقة ليس اتهاما بل هو وسام لنا ،لان ستالين بلشفي عظيم و سيبقى حاضرا فينا ومعنا ولو رحل عنا ، وسيبقى شامخا واسمه منقوشا بعنوان ديكتاتورية البروليتاريا ، وكم نحن اليوم في حاجة إلى ستالين آخر ، كم نحن مرة أخرى في حاجة ماسة ومصيرية إلى دولة ديكتاتورية البروليتاريا ، للقضاء على البرجوازية الوضيعة وجميع الأعداء الطبقيين ، ومن لف لفهم !!! .

تجدر الإشارة ، أن شعار"دولة الشعب كله" , والدي رفعه خروتشوف كبديل عن "دولة ديكتاتورية البروليتاريا " , هو شعار يثير السخرية والضحك حقا . فالدولة أية دولة , هي أداة للقمع الطبقي تستخدمها الطبقة الحاكمة في قمع الطبقات المحكومة ,.....هذه موضوعة ماركسية أصيلة ، لكن مقتضيات ومستلزمات النهج التحريفي الخياني لخر وتشوف , كانت تستند على هده الخرافة المسماة "دولة الشعب كله " . فالدولة التي تنظم هدا الصراع وتخوضه , لايمكن إطلاقا اعتبارها تمثل كل طبقات المجتمع .......فمند 1956 ، لم تعد الدولة السوفياتية دولة للعمال ، وللدقة نقول لم تعد لادولة للعمال ولا حتى دولة للفلاحين ، رغم محاولات خروتشوف المتتالية لإظهار عناية ما بالفلاحين ، إلا أن الحقيقة كل الحقيقة ، هو أن الدولة السوفياتية بعد هذا التاريخ ، أضحت دولة للقيادات العسكرية . بعد شعورهم بالخطر الذي أصبح يتهددهم ، جراء ارتفاع حدة الصراع الطبقي داخل المجتمع ومعه ستتلاشى وتخبو امتيازاتهم ، عمل العسكر كل ما في وسعهم ، خصوصا في المؤتمرات الحزبية على التوالي ، المؤتمر العشرين والثاني العشرين ، عملوا على تجميد الثورة الاشتراكية في النقطة التي بلغتها ، وبالتالي الحيلولة دون تقدمها ، وهو مايعني موضوعيا هدمها نهائيا فوق رؤوس أصحابها !!!.

حزب" الشعب كله "، هو بحسب خروتشوف ، حزبا يشكل طليعة كل الطبقات الاجتماعية الأخرى ولو بقيادة بروليتارية !!!. هذا غريب ، ودلالة قاطعة على أن شرعنة وتبرير خط الخيانة ، استدعت من " صاحبنا " خروتشوف ، عدم أخد بعين الاعتبار ألف باء الماركسية والعلوم الاجتماعية والاقتصادية ، لابل ذهب إلى حدود " التبول " على سرواله بدون شعور !!؟؟ .الحزب هو طليعة أي طبقة اجتماعية معينة ، فإذا كان للبروليتاريا حزبها ، الذي تدافع وتعبر من خلاله على مصالحها ومطامحها الطبقية الحقيقية ، التي هي في تناقض حاد ودائم مع مصالح وطموحات الطبقات الاجتماعية الأخرى ، فماذا يعني حزب الشعب كله ؟؟ لايعني شيئا سوى كونه شعارا فارغا يروم ترسيخ خط التوافقات الطبقية المزعومة ، التي عمل الفلاح الاكراني خروتشوف وزبانيته ، على رفعها إلى أعلى ، كبديل عن خط الصراعات والتنا حرات الطبقية وضرورة تأجيجها وتسعيرها ، بما يخدم مصالح ومطامح البروليتاريا في شموليتها وعلى المدى البعيد.

هناك سؤال يتردد كثيرا ، يقول :" لماذا لم تقاوم البروليتاريا هذا الخط الخياني الجديد دفاعا عن دولتها البروليتارية ، التي تتعرض للوأد وشتى أصناف التخريب ؟؟؟؟".
لا أبدا لقد قاومت البروليتاريا السوفياتية ذلك منذ اللحظة التي بدأت تشم رائحة الخيانة تفوح من "طنجرة" دولتها ،التي أضحت تفقد ديكتاتوريتها البروليتارية ومن "طنجرة " حزبها الشيوعي الذي بدا مع خروتشوف يفتقد إلى بلشفيته ، المعهودة زمن لينين وبعده ستالين .
نشير في هذا الإطار إلى حقيقة ساطعة غالبا مايلتف حولها المشككون من كل طراز ولون ويعملون على طمسها ، ونسوق هذه الحقيقة عبر السؤال التالي : كيف يمكن تفسير ، فشل جميع الخطط الاقتصادية مند العام 1961الى حدود 1991 ولم تحقق أيا من أهدافها المسطرة والمعلنة ؟؟ كيف يمكن تفسير وإعطاء شرح معقول ومقبول – من زاوية نظر مقتضيات ومستلزمات البناء الاشتراكي - للشعار الدي رفعته كتلة خروتشوف – بريجنيف والمتمثل في مايسمى بحوافز الربح الفردية ؟؟ أليس كل هذا دلالة قاطعة وساطعة ، كون الطبقة العاملة قد خاضت وتخوض ، وعلى طول الخط صراعا ضاريا ، يتجسد في التعطيل السلبي لجميع الخطط الاقتصادية المطروحة ودلك من خلال التقاعس في الإنتاج، ضدا على خط الخيانة الجديد الدي بدأ مع خروتشوف ، مرورا ببريجنيف ،إلى حدود تاريخ الإعلان الرسمي عن انهيار مشروع الاشتراكية السوفياتية عام 1991...... أما بخصوص مايسمى بحوافز الربح الفردية فهو تعبير كذلك عن محاولة للالتفاف على مقاومة البروليتاريا لنفس الخط الخياني ...نعم بمجرد ماادركت البروليتاريا السوفياتية أن الدولة م تعد دولتها بل أضحت" دولة الشعب كله"!!! ، لم تعد هناك أية ضرورة للدفاع عنها .... نعتقد جازمين أننا لم نفي الغرض بعد ، بخصوص هذه النقطة المرتبطة بعلاقة البروليتاريا بخط الخيانة مند عهد خروتشوف ، ولهذا سنخصص مقالة مستقلة أخرى لاحقا لنفس الموضوع !!!!


ستاليـــــــــــن البلشفي العظيم الذي رحل في العام 1953، ورغم ذلك أصبح مجرد ذكر اسمه اليوم ، يثير حقدا دفينا وكرها مجانيا حتى من طرف مناضلي بعض التيارات التي لازالت تدعي انتماءها للعائلة الماركسية ، والذين رضعوا الحليب – حتى حدود الثمالة والإدمان- من ثدي و من رضاعة البرجوازية الوضيعة مند تقرير خروتشوف السيء الصيت وماقبله بكثير ، ووقفوا راكعين ساجدين لوضاعتهم ووضاعة الأحزاب المسماة شيوعية والتي ورثنا امتداداتها واستمراريتها ، مند المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي ، وهي ذات الأحزاب التي تقف اليوم معرقلا وحجرة عثرة أمام أية إمكانية لتقدم العمل الشيوعي الحقيقي المستند إلى القواعد والأطروحات الماركسية الأصيلة ......أحزابا تتخفى وراء ارث البلاشفة و البلشفية بهدف إفراغها من محتواها ومضمونها الطبقي الثوري ، أحزابا لاتتوانى ولو لحظة ولا تدخر جهدا في الترويج لبضاعة الأعداء الطبقيين في عناوين وشعارات بالية ، شعارات حقوق الإنسان ، العدالة الاجتماعية ، دولة الحق والقانون وغيرها من الشعارات البرجوازية المضمون لكنها مخدرة بطبيعتها من حيث الشكل والرنين . أحزابا تجهد نفسها وتجتهد في إضافة الملح والسموم إلى جراح الحركة الشيوعية العالمية. أحزابا طلقت العمل الشيوعي الحقيقي بصفة نهائية ولا رجعة فيها ورغم ذلك لازالت تلهث وراء اسم الشيوعية والاشتراكية بدون خجل ...... حينما نسرد هذه الحقائق فإننا لانتجنى على احد ولسنا من هواة وعشاق إطلاق الكلام المجاني والمجانب للصواب ، بل الوقائع و الواقع ، بما فيه واقع ذات الأحزاب المسماة شيوعية اليوم ، يتكلم بلغة أكثر قسوة مما يتصوره أي كان !!! .

راهنيــــــــــــــة تناقض البروليتاريا مع الطبقة الوسطى وخطورته ، هو مايحاول أنصاف الماركسيين تغييبه ونفيه ، و دلك بالتخفي وراء شعارات ومفردات الاستعمار و الامبريالية والعولمة وما إلى ذلك من تخريجات تنم عن تيه فكري وسياسي فظيعين. فعلى طول وعرض خريطة العالم اليوم , تعاني البروليتاريا من تدهور خطير ومستمر في ابسط شروط الحياة كما في شروط العمل , وما صاحب ذلك من انكماش سواء من حيث أعدادها أو من حيث المساحة الاجتماعية ، و عرفت تراجعا خطيرا في دورها التاريخي و في تقرير مصائر مجتمعاتها ورسالتها التاريخية ...... . فعلى مادا يدل كل هدا ؟؟ فهوان دل على شئ ، فإنما يدل بطبيعة الحال ، وفي جانبه الكبير و الحاسم ، على انحطاط فظيع في الوعي الطبقي وفي الفكر السياسي . انحطاط الوعي الطبقي والفكر السياسي لدى بروليتاريا العالم اليوم , يعود بصورة رئيسية إلى طبيعة القيادات البورجوازية الوضيعة للأحزاب المسماة شيوعية ؛ هذه القيادات التي شاركت بشكل كبير في انهيار المشروع اللينيني , هي بالضرورة ليست ذات مصلحة حقيقية في استعادة بريق القوى الذاتية للعمل الشيوعي الحقيقي القادر على فتح الباب أمام القوى الثورية الضاربة للبروليتاريا ، لانجاز رسالتها التاريخية والحسم في مصير مجتمعاتها .

فـــــــــإذا كان وازعنا الأول والأخير من خلال هذه المقاربة ، هو تحفيز ودعوة جميع الماركسيين والشيوعيين الذين تعنيهم مصلحة البروليتاريا والشيوعية ، إلى التفاعل والتحاور وبايجابية عالية بعيدا عن المزايدات الصبيانية والمجانبة للصواب ، فان هذا لن يمنعنا بطبيعة الحال من التاكيذ على أننا مقتنعون وبشكل راسخ لايتزحزح , أن أي هجوم على البلشفي العظيم ستالين ، ومن أي جهة صادر ، هو هجوم على دولة ديكتاتورية البروليتاريا . نعم هو هجوم على دولة ديكتاتورية البروليتاريا وعلى تجربتها الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي سابقا...... بل إذا أردنا أن نصدم هؤلاء نقول لهم بصوت عالي ، إن من يهاجم ستالين بوعي أو بدونه لامكان له في بيئة الماركسيين والشيوعيين ، وان الدموع التي يذرفها حول الاشتراكية والشيوعية و التجارب الثورية العظيمة وحول ضرورة و راهنية وحدة الحركة الشيوعية وغيرها ، ماهي إلا دموع التماسيح ليس إلا ، كما أن أي دفاع على ستالين هو في نفس الوقت ، دفاع عن دولة ديكتاتورية البروليتارية وعن الاشتراكية وبالتبعية دفاع عن الشيوعية .

لانريــــد بطبيعة الحال أن نجعل من السخرية سلاحا لنا ضد الخصوم أو حتى ضد الأعداء ، ولكن ونحن نرفع راية التحدي الرفاقي الثوري والشيوعي عالية وبدون اطلاقية أو تنطع اومغامرة ، فإننا في نفس الوقت ندعو صادقين كل الماركسيين اللينينيين المعنيين بالعمل الشيوعي الحقيقي والذين تستفزهم أسئلته المؤرقة واللزجة اليوم ، ندعوهم إلى الاقتراب العلمي الديالكتيكي من ذات الأسئلة والتخلص من ثقافة توجيه السهام والتوجيهات النارية من الأبراج العاجية ونناشدهم إلى ضرورة الابتعاد والقطع مع موضة خفض و استظهار نصوص ماركس انجلز لينين ، وفي اغلب الأحيان ترديدها كالبغاء دون فهمها ، ندعوهم إلى الاعتماد على / والاحتكام إلى بوصلة التحليل العلمي ، التحليل الملموس للواقع الملموس بعيدا عن الجمود والتحنيط من جهة ، وبعيدا عن الأوهام والطوباويات والانتظارية القاتلة من جهة ثانية ......

فالماركسيـــــــــــــــة لاتخاف ولايمكن أن تخاف من الواقع أي واقع في تحولاته وتغيراته وتطوراته ، لقد نقلها ماركس ورفيقه في الدرب انجلز ومنذ مدة من ضفة الدجل و الأوهام الفلسفية الفارغة إلى عالم العلم . فالتمرغ في الممارسة الثورية بدروسها وخلاصاتها ، بإبداعاتها واجتهاداتها الفكرية والعملية الميدانية ...... هو الكفيل من بين أمور أخرى ،لإنارة الطريق أمام شيوعيي وشيوعيات العالم , خصوصا ادا عرفوا كيف يستجمعون قواهم وأحسنوا تنظيمها واخذوا بوصلة نجمة الشمال البروليتارية كم سماها ماركس ، اخدوها بين أيديهم بدون وضاعة وبثورية عاليــــة .


ملحـــــــــــــــق: " خطاب لستالين لعام 1952، أي تقريبا سنة قبل رحيله" . ندعو الرفاق صادقين، إلى قراءته بتركيز شديد.فهو خطاب غني ، كثف فيه الرفيق ستالين مجموعة من المواقف والنقط الساطعة ،والكفيلة بان تقدم للرفاق وتدلهم ، على واقع حال الحزب الشيوعي السوفياتي قبل المؤتمر التاسع عشر للحزب وأمور أخرى .

خطاب لستالين القاه في الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب البولشفي في ١٦ تشرين الاول سنة ١٩٥٢ نشرته لاول مرة جريدة غلاسنوست الروسية بمناسبة الذكرى المائة والعشرين لميلاده ترجمته الى الانجليزية مجلة Northstar Compass ونشرته في عددها الصادر في نيسان ٢٠٠٠. عثرت عليه صدفة حين كنت ابحث عن موقع هذه المجلة فقررت ترجمته الى العربية ونشره ربما لاول مرة على قراء اللغة العربية.

نعم، لقد عقدنا مؤتمر حزبنا. ومر ذلك بصورة جيدة جدا، وقد يعتقد الكثيرون منكم بان الانسجام التام والوحدة تسود بيننا. ولكننا لا نمتلك هذا الانسجام وهذه الوحدة في الفكر. فبعضكم حتى يعارضون ولا يحبون قراراتنا.
يقولون لماذا نحتاج الى لجنة مركزية موسعة. ولكن اليس من الواضح الجلي اننا نحتاج الى الحصول على دم جديد والى قوة جديدة في اللجنة المركزية للحزب؟ اننا نتقدم في السن وسنموت عاجلا ام اجلا، ولكننا يجب ان نفكر في ايدي من سنسلم مشعل مشروعنا العظيم، من سيحمله الى الامام ليبلغ هدف الشيوعية؟ نحتاج لهذا الى شخصيات شابة تتحلى بالمزيد من الطاقة، الى رفاق وقادة سياسيين يكرسون انفسهم لذلك. وما معنى ان نربي قائدا مكرسا حياته ومخلصا للدولة؟ نحتاج الى عشرة اعوام او خمسة عشر عاما لكي نتمكن من انشاء قائد للدولة قادر على حمل هذا المشعل.
ولكن مجرد الرغبة في حدوث ذلك لا يكفي. لكي نربي كوادر جديدة كهذه نحتاج الى الوقت والى مساهمتهم في عملية الحكم اليومية للدولة، ان يتعلموا في الامور التطبيقية التي تشمل كامل سلسلة جهاز وخطط الدولة وجهازها الفكري لكي يواصلوا رفع بناء المجتمع الاشتراكي الى مستويات اعلى وان على الرفاق ان يستطيعوا تمييز كافة انواع الميول الانتهازية والنضال ضدها. على الرفيق ان يكون عاملا لينينيا، يعلمه حزبنا تاريخه وتكتيكه وخططه ومستقبل الاتحاد السوفييتي كما تصورها لينين.
اليس من الواضح الجلي اننا يجب ان نرفع من اهمية ومن دور حزبنا ولجان حزبنا؟ هل بامكاننا ان نواصل اتباع رغبة لينين في تحسين عمل الحزب على الدوام؟ كل ذلك يحتاج الى دفق من الدم الفتي داخل القيادة، وخصوصا داخل اللجنة المركزية للحزب. وقد اتبعنا ذلك كما كان يقترحه لينين دائما. وبهذه الطريقة نمت حتى عضوية حزبنا.
قد يسأل المرء لماذا اعفينا بعض الرفاق المشهورين من مناصبهم في الحزب ومن جهاز الدولة. فما الذي نستطيع قوله بهذا الصدد؟ لقد استبدلنا مولوتوف وكاغانوفيتش وفوروشيلوف وغيرهم واعيد انتخابهم الى مراكز اقل تطلبا للجهد ولكنها ليست اقل اهمية. ان عمل الوزير عمل شاق للغاية يتطلب قوة وقدرة على الاحتمال وتفكير جديد حول المشاكل الجديدة. ولماذا وضعنا في اماكنهم رفاقا اقل منهم عمرا واكثر كفاءة وقدرة؟ لانهم رفاق اكثر شبابا يحوزون اكثر قدرة واكثر قوة. فنحن البلاشفة القدماء لن نكون هنا الى الابد. وعلينا ان نساندهم ونساعدهم.
ان الرفاق المستبدلين، البلاشفة القدماء، موجودون في مناصب جديدة مهمة، حيث لا شك في خبرتهم وتكريسهم واحترامهم. فكلهم الان نواب رؤساء في مجلس وزراء الاتحاد السوفييتي. بحيث حتى انا لا اعرف عدد نواب الوزراء الذين لدينا.
علينا باعتبارنا شيوعيين ان نكون انتقاديين ذاتيين وانتقاديين لغيرنا.
لقد وجهت في اللجنة المركزية انتقادات للرفيق مولوتوف والرفيق ميكويان.
فالرفيق مولوتوف – هو اكثر الرفاق تكريسا لقضيتنا. انه مستعد ان يقدم حياته لقضية الحزب.ولكننا لا يمكن ان نتغاضى عن ضعفه في بعض جوانب عمله. ان الرفيق مولوتوف باعتباره وزيرنا للشؤون الخارجية، واجدا نفسه في خضم استقبال ديبلوماسي "زلق"، قدم ضمانا الى دبلوماسي بريطاني بان الراسماليين يمكنهم ان يبدأوا نشر صحف برجوازية في بلادنا. لماذا؟ هل كان هذا هو المكان لاعطاء مثل هذا الضمان بدون علم اللجنة المركزية للحزب؟ اليس من الواضح الجلي ان البرجوازية هي عدونا الطبقي وان ترويج الصحف البرجوازية بين اشخاص حزبنا اضافة الى تسبيب الاضرار لن يقدم لنا اية فوائد؟ لو سمح لهذا ان يحدث لكان بامكاننا ان نتوقع ظروفا حيث تبدأ الهجومات ضد الاشتراكية وضد الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، برقة في البداية ثم بشكل مفضوح. هذا هو الخطأ السياسي الاول للرفيق مولوتوف.
وماذا عن اقتراح مولوتوف الخاطئ باعطاء القرم لليهود السوفييت؟ انه خطأ فاضح للرفيق مولوتوف. لماذا جاء مثل هذا الاقتراح اساسا؟ على اي اساس قدم الرفيق مولوتوف هذا الاقتراح؟ لدينا جمهورية يهودية ذات استقلال ذاتي. فاية حاجة اخرى نحتاج اليها؟ توجد اقليات قومية عديدة اخرى لها الان مناطقها المستقلة ذاتيا وكذلك جمهوريات مستقلة ذاتيا. اليس هذا كافيا الان؟ او هل هذا يعني عدم الثقة بالدستور السوفييتي للاتحاد السوفييتي وسياسته حول القوميات؟ ان الرفيق مولوتوف لم يعينه اي شخص كي يكون محاميا لمتابعة المطالب القومية في الجمهوريات الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي. هذا هو الخطأ الثاني لرفيقنا المحترم مولوتوف! لهذا، وفي هذا الخصوص، فان الرفيق مولوتوف لم يكن محقا في تصريحاته بصفته عضوا في المكتب السياسي. ان اللجنة المركزية دحضت هذا الاقتراح دحضا قاطعا.
ان الرفيق مولوتوف يكن من الاحترام العميق لزوجته بحيث ما ان يجري في اللجنة المركزية او المكتب السياسي اتخاذ العديد من القرارات حول هذه القضية او تلك، حتى يجري نقل هذه القرارات مباشرة الى زوجة مولوتوف، جيمتيشوزينا، وجميع صديقاتها. ان صديقاتها كما هو معروف جدا لدى كافة الحاضرين هنا لسن موضع ثقة، كما اظهرته اوضاع سابقة. وهذا بالطبع ليس الطريق الذي ينبغي ان يسلكه عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي.
والان فيما يخص الرفيق ميكويان. انه قطعيا ضد اي ضريبة تفرض على الفلاحين ولذلك فهو يناضل ضدها. فما هو الامر غير الواضح للرفيق المحترم ميكويان؟
النائب الفلاحي – لنا علاقات جيدة مع الفلاحين الجماعيين. فمزارعنا الجماعية مكرسة للحياة الجماعية تكريسا ابديا. انتاجنا وافر وعلى جميع مزارعنا الجماعية ان تدفع ضرائب الى الدولة اسوة بالعمال. لذا لا نوافق على الاقتراح الذي اقترحه الرفيق ميكويان.
ميكويان – متقدما الى منصة المتكلمين شرع في الدفاع عن سياساته نحو المزارع الجماعية.
ستالين – حسنا رفيق ميكويان، انك تائه في سياساتك الخاصة وتحاول الان جر اعضاء اللجنة المركزية معك. اما زال ذلك غير واضح لديك؟
مولوتوف – متقدما نحو منصة المتكلمين يعترف كل الاعتراف باخطائه امام اللجنة المركزية ولكنه صرح بانه وسيبقى دائما تلميذا مخلصا لستالين.
ستالين – (مقاطعا مولوتوف) هذا هراء. ليس لي اي تلميذ اطلاقا. اننا جميعا تلاميذ لينين العظيم.
اقترح ستالين بعد هذا ان يواصل المجتمعون جدول الاعمال نقطة بعد نقطة وانتخاب اعضاء في مختلف لجان الدولة.
والان، بدون مكتب سياسي، يوجد مجلس رئاسة منتخب للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي في هذه اللجنة المركزية الموسعة وفي سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي قوامهم جميعا ٣٦ عضوا.
تضم هذه القائمة الجديدة المنتخبة جميع اعضاء المكتب السياسي القدماء – عدا اندريييف الذي كما يعلم الجميع اصيب الان لسوء الحظ بالصمم التام ولهذا لا يستطيع ان يمارس مهامه.
صوت من القاعة – اننا بحاجة الى انتخاب الرفيق ستالين سكرتيرا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي ورئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفييتي.
ستالين – لا! انني اطلب ان تعفوني من هذين المنصبين!
مالينكوف – متقدما نحو المنصة: ايها الرفاق! علينا كلنا بالاجماع ان نطلب من الرفيق ستالين قائدنا ومعلمنا ان يكون مرة اخرى السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي.



#نزيه_الزياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نزيه الزياني - أي عمل شيوعي يستجيب لمقتضيات الوضع الراهن ؟؟- الجزء الأول –