أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالرحمن محمد النعيمي   - اسرائيل دولة عنصرية توسعية خارجة على القانون  















المزيد.....


اسرائيل دولة عنصرية توسعية خارجة على القانون  


عبدالرحمن محمد النعيمي  

الحوار المتمدن-العدد: 905 - 2004 / 7 / 25 - 11:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان التي صوتت لصالح قرار محكمة العدل الدولية، 150 من ضمن الدول الـ حول الجدار العنصري، في الجمعية العمومية للامم المتحدة دول الاتحاد الاوربي ، بينما وقفت الولايات المتحدة ضده ومعها خمس دول اخرى من بينها الكيان 25الـ الصهيوني واستراليا!! وامتنعت عشر دول عن التصويت، مما جعل شارون يستشيط غضباً ويستدعي سفراء ثلاث من الدول الاوربية لابلاغ حكوماتها غضب الحكومة الاسرائيلية على موقف الاتحاد الاوربي الجماعي الذي يشكل منعطفاً ـ قد تكون لديه دلالالته التاريخية ـ في الموقف الاوربي الجماعي ضد حكومة شارون.

بما يشبه الاجماع، وقف المجتمع الدولي ضد الجدار العنصري الذي تقيمه حكومة شارون في % من 40الاراضي الفلسطينية تحت دعوى حماية مواطنيها من هجمات الفدائيين.. مقتطعة قرابة اراضي الضفة الغربية لاقامة الجدار عليها… ممزقة القرية الواحدة والبلدة الواحدة والمدينة الواحدة بل والبيت الواحد والبيدر الفلسطيني..  وبالتالي فانها ترفض اقامة الجدار الفاصل الواقي ـ ، وتواجه بشكل يومي هجمات ثوار فلسطين 1948حسب زعمها ـ على الاراضي التي احتلتها عام وتريد ان تقنع العالم بأن هذا الجدار سيحميها من 1948على التجمعات الصهيونية في اراضي غضبة الشعب الفلسطيني المناضل لتحرير وطنه .. بينما تدعي بالامس بأن حزب الله قد تغلغل وسط وفي الوقت ذاته تصر على احتلال المزيد من الاراضي واقامة المستوطنات في الضفة 48عرب والقطاع.

وبين قرار محكمة العدل وقرار الجمعية العمومية، وعلى ضوء موجات العنف المتصاعدة  ضد اليهود الفرنسيين المتعاطفين مع اسرائيل .. طالب رئيس الحكومة الصهيونية، اريل شارون، وبشكل وقح معبراً عن طبيعة القائمين على المشروع العنصري في فلسطبن، .. طالب  يهود فرنسا بالهجرة الجماعية الى اسرائيل.. كما أكد في ذات الخطاب بأن المكان الطبيعي ليهود العالم هو اسرائيل.. مما استثار الرئيس الفرنسي .. بل واستثار كل الرأي العام الاوربي الذي يسعى جاهداً للتأكيد بأن العالم الديمقراطي الحر يرفض النظر الى مواطنيه على اساس الدين او العرق او الجنس، ولا يتردد عن الوقوف ضد كل المظاهر التي تشير الى أي شكل من اشكال التمييز بين المواطنين وخاصة في المؤسسات الرسمية كما شاهدنا في قضية الحجاب.. مما يشير الى الاخطار المستقبلية الكبيرة التي تهدد الكيانات الديمقراطية الاوربية، اذا انساقت وراء دعوات شارون وأضرابه..


وكان الرئيس الامريكي، وهو يواجه المأزق العراقي، قد أيد يهودية الدولة العبرية.. وجاء رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات،  ليبارك هذا الموقف متوهماً انه سيحصل على الدعم الامريكي وسيرضى عنه بعض الصهاينة ليساعدوه على الضغط على شارون لاخراجه من المقاطعة، والسماح له بالتنقل بين القطاع والضفة!!


دولة، في فلسطين، نقية يسكنها فقط يهود العالم!!!


لن نهدم الجدار العنصري!! ولو وقف العالم كله ضدنا.. فالولايات المتحدة يمكنها ان توقف قرار مجلس الامن بقوة الفيتو!!


هذا منطق العنصرين في فلسطين المحتلة..


الذي3379 عندما صوتت الجمعية العمومية للامم المتحدة لصالح قرار 1974وهذا يعيدنا الى العام اعتبر الصهيونية عنصرية وشكلاً من اشكال التمييز العنصري!! فقامت الولايات المتحدة واسرائيل عندما توافقت مع القيادة الفلسطينية ـ بعد اتفاقيات اوسلو ـ على 1994الدنيا ولم تقعدها حتى عام في مؤتمر دربن للمنظمات غير 2001الغاء القرار من ملفات الامم المتحدة!!! ولكن ليعود عام الحكومية في جمهورية اتحاد جنوب افريقيا ليقف العالم كله مع القرار مندداً بالعنصرية الصهيونية. وانسحبت الدول الاوربية وقاطعن امريكا واسرائيل المؤتمر!!


**


الحركة الصهيونية افراز سلبي للراسمالية


برزت المشكلة اليهودية مع التطور الرأسمالي في اوربا وروسيا.. ونتيجة للدور الربوي الذي لعبه كثرة من اليهود في العواصم الرأسمالية الغربية.. ولذلك برزت موجة معادية لليهود في الكثير من هذه البلدان في نهاية القرن التاسع عشر، سواء في روسيا القيصرية او المانيا او غيرها من دول اوربا الشرقية.. وتنوعت التحليلات والحلول التي قدمها المفكرون لحل المشكلة اليهودية، فمنهم من رأى خصوصية لليهودي على امتداد التاريخ واستمرارية هذه الخصوصية وبالتالي الحاجة الى اقامة جيتوات لليهود او اقامة وطن لهم..  ومنهم من رأى ان الحل يكمن في اندماجهم في الصراع الاجتماعي الطبقي السياسي في البلدان القاطنين فيها وبالتالي التخلي عن اوهام الخصوصية التي تغذيها تعاليم التوراة الصهيونية .. ومنهم من اراد ان يكونوا راس حربة في المشاريع الاستعمارية في المشرق العربي بعد ان فشلت غزوات الفرنجة التي ارادت السيطرة على المشرق تحت راية الصليب (فقاتلها المسيحيون العرب كما قاتلها المسلمون العرب).. فطرحت الدول الاستعمارية امكانية الاستفادة من اوهام أكثر تخلفاً وايغالاً في التاريخ عبر اقامة دولة يهودية في فلسطين، بالاعتماد على الاوهام التوراتية.


قدمت الحركة الاشتراكية الاوربية وبالتحديد الماركسية الحل الانساني الحقيقي للمسالة اليهودية.. وبها الحل الانساني لمشاكل التمييز بين بني البشر.. حيث اعتبر ماركس ان انخراط اليهود في بلدانهم في الصراع السياسي الاجتماعي كفيل بحل المشكلة ولذا انخرط الكثير من المثقفين اليهود في الحركة العمالية والاشتراكية ومن بينهم ماركس نفسه. كما برزت الصراعات داخل الحركة الاشتراكية نفسها حول اندماج اليهود في الحركات الاشتراكية أو اقامة تجمعات خاصة للعمال اليهود داخل الحركة الاشتراكية وخاصة في روسيا القيصرية (حركة البوند مثلاً).. هذه التجمعات اليهودية الاشتراكية التي بدأت بغزو فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر باقامة مستوطنات زراعية جماعية يهودية لتحقيق الحلم الاشتراكي حسب زعمهم.. وهي مسالة لاقت كل الرفض لدى الاشتراكيين الروس وخاصة لدى قائد الثورة الروسية،  لينين الذي رفض رفضاً قاطعاً تشكيل منظمات اشتراكية يهودية باعتبار ان اليهود ليسوا قومية وانهم جزء من مكونات شعوبهم وعليهم أن ينخرطوا في الصراع السياسي والاجتماعي على اساس انتماءهم الطبقي وليس بصفتهم يهوداً… معتبراً حركة البوند حركة رجعية يجب التصدي لها واقناع اليهود الاشتراكيين بالانخراط في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي (ولاحقاً الحزب الشيوعي السوفيتي).


وفي الضفة الاخرى كانت البيوتات المالية اليهودية الكبرى تدفع باتجاه تشكيل حركة صهيونية عالمية تجمع يهود العالم لتقوية مراكزها في الخارطة الرأسمالية الاوربية او الاميركية ولتجعل منهم وقوداً لمغامراتها وسياساتها العدوانية في المناطق التي تنوي الدول الرأسمالية الكبرى السيطرة عليها. وبالتالي تشكل (لوبيات) ضاغطة يهودية في هذا البلد او ذلك.. تخدم توجه رأسمال البريطاني او الفرنسي او الامريكي. ضمن عملية الصراع داخل مكونات الطبقة الرأسمالية في تلك البلدان.


وقاده يهود لا علاقة لهم بالتدين .. بل يمكن 1898هكذا برز المؤتمر الصهيوني الاول في بال ادراجهم كعلمانيين (هرتزل).. وبدأت هذه الحركة تنظم صفوفها داخل البلدان الرأسمالية وبالتعاون مع الحركات الفاشية (النازية بالدرجة الاساسية، حيث ثبت تعاون زعماء الصهيونية وهتلر لتشجيع اليهود على الهجرة الى فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني، عبر المذابح التي راح ضحيتها الملايين من اليهود وغير اليهود، ويتم التركيز على القتلى اليهود وهم نسبة قليلة قياساً الى مجازر النازية من كافة شعوب القارة وروسيا) .. ووجدت الدولة البريطانية فائدة في استخدام هذه الحركة ، لتضمن سيطرتها على مفصل 1917باعطائها وعد بلفور باقامة وطن لليهود في فلسطين عام اساسي في المنطقة العربية، فلسطين،  واصرت ان يكون نصيبها في اتفاقية سايكو بيكو، فلسطين 1922 (بلغ عدد اليهود عام 1948والاردن والعراق لتبدأ مشروع التهويد الذي وصل الى ذروته عام الفاً) حيث طرحت بريطانيا مشروع اقامة دولتين 640 الف بينما كان عدد العرب 48ما مجموعه على ارض فلسطين.. وبدأت كافة الدول الكبرى تتبارى في كسب ود الحركة الصهيونية بما فيها الاتحاد السوفيتي المعادي للصهيونية.. الا انه في ظل القيادة الستالينية وضمن منطق الحرب الباردة اعتبر وقوفه الى جانب المشروع الصهيوني خطوة للتغلغل في المشرق العربي، ساحباًً معه الاحزاب الشيوعية العربية التي كان موقفها مشرفاً قبل ذلك الموقف السوفيتي الخاطئ والضار للغاية  الذي لم تلتزم به العصابات الصهيونية فاحتلت الجزء181.. وهكذا صدر قرار التقسيم رقم الاكبر من فلسطين (قرابة ضعفي ما نص عليه قرار التقسيم) وبقيت الضفة الغربية لامارة شرق ) وقطاع غزة للممملكة المصرية قبل ان تقوم الثورة 1951الاردن (التي تحولت الى مملكة عام ان تحرير فلسطين 1948المصرية بقيادة جمال عبدالناصر الذي اكتشف إبان حصار الفالوجة عام يمر عبر تحرير القاهرة والعواصم العربية من الاحتلال الخارجي والداخلي على حد سواء، ولا يمكن تحرير فلسطين قبل ان يتمكن العربي، من ان يرفع راسه عالياً ليقيم النظام الديمقراطي المعبر عنه والذي بالضرورة سيرفض الصلح والاعتراف والتطبيع مع هذا العدو!!


**


الخطر الصهيوني على العالم


لم يقل شارون جديداً في معرض حديثه عن وضع اليهود في فرنسا.. فالحركة الصهيونية تريد تجميع يهود العالم في فلسطين وبالتالي فانها حركة عنصرية معادية لكل قوى التقدم والديمقراطية والاشتراكية في العالم التي تعمل جاهدة لتعميق المواطنة والنزعة الانسانية وعدم التمييز بين بني البشر.. والحركة الصهيونية التي تسعى لتجميع يهود العالم تعرف انها لا تستطيع ذلك.. لكنها تريد تقوية الاواصر بينها وبين يهود العالم.. وبالتالي استخدامهم وتوريطهم  في كل اصقاع العالم لصالحها.. وهذه الحركة ليست متمركزة في فلسطين وانما في مركز القرار الامبرياليى، أي في الولايات المتحدة الاميركية التي ترى في اسرائيل قاعدة متقدمة لها.. وترى الحركة الصهيونية انها تستقوى ضمن صراعها الداخلي الرأسمالي لتقوية مواقعها في الولايات المتحدة الاميركية.. وبالتالي فان هناك علاقة جدلية متينة بين قادة اسرائيل وبين مراكز القرار في الولايات المتحدة.. الا ان من يصنع القرار هو المركز وليس الطرف ـ القاعدة حتى لو بدا للبعض بأن تل ابيب هي التي تقود البيت الابيض..!!


وحيث يريد قادة الكيان الصهيوني أن تشكل اسرائيل قبلة لليهود في العالم ، فانها تعمق فيهم التمايز عن بقية المواطنين في بلدانهم وبالتالي تدق اسفين في الولاء الوطني لهؤلاء اليهود.. وعندما تصطدم مصالح ذلك البلد بمصالح الدولة العبرية كما نشاهد في الكثير من الحوادث (تركيا، فرنسا، الارجنيتين.. ) فان الدور الخطير للحركة الصهيونية يبرز بوضوح مؤكداًَ بأن هذه الحركة رجعية معادية للتقدم، ومعادية للوطنية والاندماج الوطني .. وانها من افرازات النظام الرأسمالي السابقة قبل العولمة حيث تشكل حالياً ارباكاً في التداخل بين شعوب العالم ..


كيف يمكننا النظر الى الخارطة الاوربية اذا ارادت اسرائيل ان يكون الولاء لها من قبل يهود اوربا.. في الوقت الذي تسعى القارة الى خلق ولاء اوربي لكل مواطني الدول الخمسة والعشرين الذين .. ويبذلون جهوداً خارقة لمواجهة الاختراقات الاميركية (ومن2004اقاموا الاتحاد في الاول من مايو ضمنها الصهيونية) سواء في السياسة او العسكر او الاقتصاد او الولاء للوطن الاوربي!!؟


**


مأزق اسرائيل والاحتلال الامريكي للعراق:


تزداد ازمة الكيان الصهيوني يومياً بفضل صمود الشعب الفسطيني وتضحياته ومقاومته المستمرة لنيل استقلاله وتحرير وطنه، وتعرية اساسه الايديولوجي، واصرار الامة على رفض التطبيع مع هذا الكيان العنصري واقامة اية شكل من اشكال العلاقات معه.. الا ان الاحتلال الامريكي للعراق قد فتح ثغرة واسعة في الجدار العربي الاسلامي حيث توهمت الحركة الكردية وبعض الخونة من طراز الجلبي انهم قادرون على الاستقواء على الشعب العراقي بتقوية العلاقات مع الصهاينة.. وهذا مانلاحظه من علاقات بيت الجلبي مع الشركات الصهيونية وما نشاهده من علاقات قادة الحركة الكردية مع قادة الكيان الصهيوني خوفاً من ان تلقي بهم الولايات المتحدة في المزبلة.. ولذلك اثار الوجود الصهيوني في كردستان العراق الكثير من المخاوف العربية وبالتحددي السورية وكذلك الايرانية.. خاصة اذا توهم القادة الاكراد انهم قادرون على الاستقواء بصواريخ شارون ضد ايران وتركيا بتقديم تسهيلات استخباراتية وعسكرية اذا ارادت اسرائيل القيام بعمل عسكري نوعي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية!!


او بتزايد الوعي 48اقول تزداد ازمة الكيان الصهيوني الداخلية في فلسطين، سواء بصمود عرب وسط العديد من اليهود الذين يرون الهاوية التي يجرهم اليها شارون وزمرته وبالتالي ينحازون الى جانب الحق الفلسطيني ويرفعون صوتهم مؤيدين لنضال الشعب الفلسطيني، وضد الطبيعة العنصرية لدولة اسرائيل وضد مشاريعها النووية العدوانية التي قد تجر العالم كله الى حرب نووية سنة في السجن ليعلن وهو يخرج من 18مدمرة وهذا ما مثله عالم اذرة الاسرائيلي الذي قضى السجن بأن اسرائيل دولة تشكل خطراً على السلام العالمي وان على البرادعي ان يفتش مفاعلها النووي ويراقب برامجها النووية.. فجاء الاخير على استحياء ليعلن دون حياء ودون شعور بالمسؤولية التي يقتضيها موقعه العالمي بانه يتفهم مخاوف اسرائيل وانه لم يناقش البرامج الذرية الاسرائلية مع شارون ، في الوقت الذي أهلك العرب والعراقيين خاصة في التفتيش عن اسلحة غير موجودة ويتابع بعنفوان وغلظة الايرانيين في برامج تطوير قدراتهم لاستخدام الذرة لاغراض سلمية .. مطيعاً تعليمات بوش وزمرته في البيت الابيض!!!


**


ولكن الجدار العازل لا يشير الى الخوف الاسرائيلي من الفلسطينين فقط.. حيث سعت حكومة شارون الى سرقة المزيد من الاراضي الفلسطينية .. لكنه يشير الى نزعة الانغلاق والعزلة التي يتوهم اليهودي بأنها قادرة على تأمين سلامته من بقية المجتمع الانساني بدلاً من الانخراط في الحركة وعدم الانعزال عنها..


الجدار يسعى لعزل اليهودي عن الفلسطيني .. ويرفض الفلسطيني (وهو الذي يعاني من الاحتلال) هذه العزلة ويريد تحرير اليهودي بالاندماج في الوسط العربي حيث انها الحقيقة التاريخية بأن الارض عربية ولا يمكن لمستوطنة او قاعدة مهما كبرت (ومهما تم تجزئة وتصغير الكيان العربي بكيانات صغيرة تعتد بنفسها بينما مخرجها التاريخي في الوحدة) ان تستمر .. وهذه المفارقة المضحكة التاريخية ان القوي المتسلط المستعمر يخشى من الفلسطيني المقموع الذي لا يوجد شعب في العالم حالياً يعاني ما يعانيه من اضطراب واستلاب وقمع وتدمير.. ليس فقط من المستعمر الصهيوني وانما من السلطة المحلية  التي ترفض الا استمرار القديم الذي شاخ ولابد من تجديده فتبرز علينا القيادة الفلسطينينة مذكرة بأن القرار فتحاوي من اللجنة المركزية وان القائد التاريخي بيده الحل والربط!! ولا يمكن لأي اصلاح ان يمر الا من تحت عباءته!!


كم يبدو المشهد سريالي وتراجيدي ومثير للاعجاب في الوقت ذاته..


فالشعب الذي صمد طيلة عقود في وجه آلة الحرب الصهيونية .. يجد عدوه يقيم جداراً حول كيانه خوفاً من الفلسطيني!! ويقف العالم كله الى جانب الفلسطيني رافضاً لسياسة المعازل والجدران .. حيث لا يمكن للجدران ان توفر الامن في عالم اليوم!! وبالتالي فان الجدار بات يعزل اسرائيل عالمياً ويفضح حقيقتها العنصرية الاستيطانية التوسعية.. وبدلاً من التقدم الى الامام.. نرى شارون يدعو يهود العالم للتجمع وراء السور !!! بينما يريد المتحكمون في مفاصل النظام الرأسمالي السيطرة على العالم باسره بل والوصول الى عالم السماوات للسيطرة عليه.. هادمين كل الاسوار!!


وفي الوقت الذي يقف العالم بأسره الى جانب شعب فلسطين.. تعجز القيادة المتنفذة عن التخلي عن امتيازاتها وتجديد شبابها ومواجهة الفساد ودكتاتورية الحزب الواحد والقيادة التاريخية والزعيم الملهم.. بل لا يتردد احد قادة فتح (هاني الحسن) من اتهام من يريد اصلاح الوضع الفلسطيني بأنه ينفذ مخططات شارون وانه فتح النار على السلطة وهي تتابع انتصارات الشعب الفلسطيني!! .. مذكرنا بالدول العربية الاخرى التي تتمسك بقوانين الطوارئ وتتحدث باستمرار عن العدو الخارجي لتبرير رفضها للاصلاح..


كيف يمكن للحركة الشعبية العربية ان تضع خططها الهجومية ضد الحركة الصهيونية ، ضد الجدار، ضد الدولة العنصرية، متسلحة بالحق التاريخي، متسلحة بقرارات محكمة العدل والموقف الاممي، ودعوات شارون العنصرية، وسياسات الذبح والقمع والتجريف والهدم اليومية للاراضي الفلسطينينة التي تعود اصلب من سابقتها كل يوم!؟؟.


**


وبالرغم من الهزائم التي نشاهدنا يومياً في المسرح العربي .. لكننا نرى تلك الانوار القوية بين الحين والاخرى تشير الى الطريق الذي يجب السير فيه… ضد اسرائيل ومشروعها العنصري.. بحل انساني يرى الاندماج في المجتمعات حلاً للمشكلة اليهودية.. بما فيها ارض فلسطين.. وضد الاحتلال الامريكي للعراق بالرغم من الممارسات البشعة التي ترتكبها عصابات القتل والاختطاف، الخارجة من كهوف افغانستان، المطالبة بتهجير كل العاملين العرب والاجانب في العراق!! ومع الوحدة العربية التي لا يمكن اقامتها الا على اساس ديمقراطي، تعبر عن مصالح الشعوب، متمثلين في الاتحاد الاوربي اذا لم يكن لدينا قدرة على التمثل بمشروع عربي لم يتمكن من الاستمرار أكثر من ثلاث سنوات لانعدام الديمقراطية في بنائه..


وبالتالي فاننا نثق بأن المستقبل سيكون مع تحرير فلسطين من العنصرية الصهيونية، وراقبوا نائباً200الحركة الاوربية وابرزها ما يجري في البرلمان البريطاني حيث طالب اكثر من   بفرض عقوبات على اسرائيل اذا لم تنصاع للقرار الدولي بهدم الجدار.. وراقبوا ردود الفعل الفرنسية وغيرها على دعوات شارون ليهود العالم…


ولكن..


مطلوب ايضاً أن نقدم المثل للعالم .. ولن يكون المثل: قطع الرؤوس والتنكيل بها، او خطف الابرياء والتهديد بقتلهم كما تفعل بعض العصابات في العراق والسعودية، مشوهة مقاومة الشعب العراقي للاحتلال الامريكي ومشوهة صورة المناضلين العرب من اجل الاصلاح الشامل في البلدان العربية..



#عبدالرحمن_محمد_النعيمي   (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالرحمن محمد النعيمي   - اسرائيل دولة عنصرية توسعية خارجة على القانون