احسان خ. الراوي
الحوار المتمدن-العدد: 905 - 2004 / 7 / 25 - 11:18
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مداخلة حول ( موضوعات للحوار حول مسالة كركوك .. للدكتور كاظم حبيب )
الأستاذ الدكتور كاظم حبيب المحترم
تحية طيبة
كنت أقرا ما تكتبه في جريدة " طريق الشعب " , أثناء فترة صدورها العلني , بعيد قيام"الجبهة الوطنية و القومية التقدمية" في العام 1973 , و بعد ما جرى من ملاحقات للقوى الشيوعية و القومية التقدمية على يد الطاغية في العام 1978 , و ما تبعها من إعدامات لخيرة أبناء شعبنا و بناته , أغلقت الجريدة و انقطعت معها متابعتي لكتاباتكم .
و أثناء تصفحي لاحد المواقع في الانترنيت تعر فت على موقع " الحوار المتمدن " , و أول ما جلب انتباهي هو كتاباتكم , فقررت أن أقرئها بكل تمعن , لعلها تعيد وصل ما انقطع من متابعة .
و بروح المثقف الديموقراطي طالعة مقالتكم " موضوعات للحوار حول مسالة كركوك " , المنشورة بتاريخ 16/3/2004 , و أود أن أدون هنا بعض الملاحظات التي تكونت لدي بعد قراءة الموضوع , مع ملاحظة أنى قمت بترقيم اسطر المقالة من الرقم (1)(1.سياسات الحكم المركزي الملكي في بغداد إزاء كركوك) إلى الرقم (205) (العراقي و يتطلع إلى إقامته في العراق المدني الديمقراطي الفيدرالي الجديد) :-
1. تقول في المقالة من السطر (12-14) مايلي } و أدت هذه السياسات إلى تغيير في نسبة السكان الأكراد ….. الأكراد أكثرية السكان { , هل المقصود من هذا الكلام , أن نسبة الأكراد الأعلى من بين سكان المحافظة , يسمح لهم بالإعلان عن أن المحافظة , (محافظة كردية) و أنها تابعة لكردستان العراق , و وفق منطقكم هذا فان العراق هو بلد عربي لان السكان العرب يشكلون النسبة الأعظم من بين سكانه , وهو بهذا يشكل جزء من ارض العرب , و لكن الأكراد ليسوا جزءا من الأمة العربية.
2. و من السطر (15-17) تقول في مقالتكم , مايلي } و على صعيد المسالة الكردية كلها وقف الحكم المركزي ضد المطالب العادلة للشعب الكردي و ضرب بالحديد و النار انتفاضاته و وثباته و حركاته النضالية المسلحة … سقوط النظام الملكي { , ألا تعتقد يا سيدي العزيز بأنك تطلب المستحيل , حينما ترتجي و لو من اكثر الأنظمة ديمقراطية في العالم أن لا ترد بالقوة المسلحة على أعمال مسلحة تجري ضدها , و لكنك يمكن أن تقصد من كلامك هذا , أن الحكم المركزي كان يجابه بالنار و الحديد نضالات الشعب الكردي السياسية السلمية , و لكن و أنت خير العارفين بان سياسة الحديد و النار , كانت تستخدم ضد كل أشكال النضال السياسي لابناء شعبنا , فابسط مظاهرة أو إضراب عمالي يمكن أن يتطور إلى صدام مسلح مع أجهزة السلطة ينتج عنه موت و جرح العديد من المتظاهرين , الذي اقصده , أن سياسة الضرب بالحديد و النار ليست موجهة ضد الأكراد دون غيرهم من سكان العراق , و لكني أتساءل , لماذا التميز بين ما تعرض له أبناء شعبنا في (قضاء الحي) أو في (انتفاضة الجسر) من قمع من قبل أجهزة السلطة الحاكمة آنذاك و بين ما تعرض له أبناء شعبنا الكورد من قمع على من قبل نفس الأجهزة وفي نفس الفترة الزمنية , هل هذا الكلام يعني أن أبناء شعبنا من العرب كانوا يستحقون ما ينالونه من قمع على أيدي جلاوزة السلطة الحاكمة آنذاك , بينما كانوا أبناء شعبنا الكردي لا يستحقون أن يعاقبوا كإخوانهم العرب , ألا ترى يا سيدي بان كلامك هذا عن الضرب بالحديد و النار للأكراد تفوح منه رائحة الانحياز غير المبرر .
3. أما أحداث كركوك عام 1959 فقد تحدثت عنها بشكل مختصر جدا , لم يتعدى السطر الواحد إلا بكلمتين اثنتين , و لكن يبدو لي ان سبب هذا الاختصار , ناجم عن كون الأكراد هم من قاموا بالدور الرئيسي في هذه الأحداث , مدعومين من الشيوعيين , و لان الضحية كانوا التركمان , فانك آثرت أن لا تطيل الحديث عن هذا الموضوع لكي لا يتحول وضع الأكراد من المعتدى عليهم دائما إلى المعتدين , و أني أتساءل, لماذا هذا الابتعاد عن الحقيقة ؟ .
4. تحدثت من السطر (105-107) بما يلي (كما هو حال محافظة كركوك التابعة لإقليم كردستان العراق , كما لا يمنع هذا من تمتع القوميات الأخرى ….. فيها.) ,أنت هنا قررت بان محافظة كركوك تابعة لإقليم كردستان , هنا اوجه لكم السؤال التالي , لماذا هذا التركيز على كركوك (السيد جلال الطالباني يسميها (قدس الكورد)) ؟ , أنا اعتقد و حسب رأيي المتواضع , بان الحقيقة تكمن في نفط كركوك لا في أكراد كركوك ,و أنت خير العارفين بأسباب القتال الدامي بين الحزبين القوميين الكرديين الحاكمين , حالهم هذا بدون وجود نفط كركوك , فكيف سيكون حالهم مع وجود هذه الثروة التي تؤهل من يمتلكها ان يؤسس دولته المستقلة , وإذا ما سيطروا على نفط كركوك و أقاموا دولتهم , ماذا سيكون مصير العرب و التركمان و الأقليات الأخرى ؟ , فإذا كانوا هم الآن بلا دولة و يطالبون بترحيل العرب الذين سكنوا أراضيهم خلال العقود الثلاثة الأخيرة ,فبكل تأكيد إذا أعلنوا دولتهم فانهم لن يبقوا عربيا واحدا في دولتهم الموعودة .
5. و في السطر (114) تقول حول السيد (مزهر الدليمي) مايلي (فهو يقول بان العراق كان و سيبقى عربيا) ,أنت تتهمه بعدم الموضوعية و عدم الإدراك , و تريد مصادرة رأيه , هنا سأعود معك إلى النقطة التي استندت إليها في تقرير قومية محافظة كركوك , و أسألكم يا سيدي , كم تمثل نسبة السكان العرب من العدد الكلي لسكان العراق ؟ , و هل أن كون العراق بلدا يغلب على سكانه العنصر العربي , يمثل برأيك مصادرة لحقوق الآخرين , مع انك لم تتردد من إعلان مدينة كركوك مدينة كردية , و أنت مطمئن البال إلى أن الأكراد لن يهضموا حقوق الآخرين , هل أن موقفك هذا مستندا إلى قناعة بان الأكراد اكثر إنسانية من العرب أم انه موقف معادي للعرب ؟ .
6. تعود لتقول من السطر (116-118) مايلي (إن العراق موطن العرب و الكرد و التركمان و الآشوريين و الكلدان في أن واحد , كما انه موطنا لاتباع الديانات المختلفة من مسلمين و مسيحيين و صابئة مندائيين و ايزيديين و غيرهم) , أن هذا كلام جميل , و هو ما كنا نحلم به كمثقفين يساريين و وطنيين ديمقراطيين و قوميين تقدميين , من أن نرى كل من يعيش على ارض العراق له نفس الحقوق و عليه نفس الواجبات اتجاهه , فالعراق بلد الجميع و لا تمييز بين أبنائه .
7. و من السطر (118-120) تقول مايلي (و أن العراق من الناحية الجغرافية يتكون من إقليمين هما كردستان العراق و المنطقة العربية أو عربستان العراق . و ان العراق بحدوده الراهنة لا يشكل جزء من ارض العرب و ليس سكان العراق كلهم جزء من الأمة العربية .) , هل تقصد بالناحية الجغرافية أل(تضاريس الأرضية) , فحسب معلوماتي الجغرافية المتواضعة ( بالمناسبة أنا احمل بكالوريوس علوم -فيزياء - و دبلوم نظم حاسبات) فان تضاريس العراق تتكون من (1-المنطقة الجبلية و تشكل 6% من مساحة العراق , 2-المنطقة المتموجة و تشكل 15% من مساحة العراق , 3-الهضبة الغربية و تشكل 55% من مساحة العراق , 4-السهل الرسوبي و يشكل 24% من مساحة العراق) , و إذا ما اعتبرنا أن المنطقة الجبلية تشكل موطن الأكراد ,فهذا يعني أن نسبة ما تشكله ارض الأكراد من ارض العراق لا تتعدى أل 6% , أما إذا قصدت بالناحية الجغرافية أل(ناحية الإدارية) , فالعراق يتكون من 18 محافظة يسكن على أرضها جميع سكان العراق من عرب و أكراد و تركمان و جميع الأقليات القومية الأخرى , و أما و انك قسمت العراق إلى إقليمين كردي و عربي لتصل كما يبدو إلى هدف القوميين الأكراد بإقامة الفدرالية الكردستانية التي ستكون بكل تأكيد المسمار الأول في تفتيت وحدة العراق و الخطوة الأولى في نفس الوقت لاقامة دولة كردستان الكبرى , فالفدرالية التي تقوم على أساس قومي ستكون بكل تأكيد فيدرالية عنصرية يمكن ان تؤدي في المستقبل إلى اعمل تهجير متبادلة بين القوميات إلى مناطقهم الفدرالية , مما سيؤدي إلى التقسيم العملي و الواقعي على الأرض , ان كل هذا الاتجاه هو ضد مصلحة وحدة ارض العراق و ضد وحدة شعبه , إن الفدرالية التي ننشدها يا سيدي ليست الفدرالية القومية التي تدعون إليها و لا إلى الفيدرالية الطائفية التي يدعون الآخرين إليها , إننا ندعوا إلى الفيدرالية الإدارية , فيدرالية العراق المتكون من 18 محافظة . و لماذا ( أن العراق بحدوده الراهنة لا يشكل جزء من ارض العرب ) , فماذا يشكل العراق برأيك إذن ؟ , أيشكل جزءا من إيران أم جزءا من تركيا أو لربما يشكل جزء من كردستان الكبرى , فالعراق ليس جزيرة منفردة وسط البحر , إن حدود العراق مع إيران و تركيا (هما الدولتان الوحيدتان غير العربيتان اللتان تحدانه من مجموع ستة دول تشكل حدوده الخارجية) هي حدود طبيعية تشكلها سلاسل الجبال و شط العرب بينما حدوده مع جيرانه العرب هي حدود سياسية مصطنعة . أما قولك ( و ليس سكان العراق كلهم جزء من الأمة العربية ) , فلا اعتقد انك ستجد من يختلف معك في هذا , فالعربي ينتمي إلى القومية العربية و الكردي ينتمي إلى القومية الكردية و هكذا التركماني و بقية الأقليات القومية الأخرى .
8. تقول أثناء حديثك عن الحل الأمثل للمسالة الكردية , في الفقرة :أولا , من السطر (152-153) مايلي (الاعتراف الكامل بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره … لأنها قضية مبدئية ثابتة) ,الحديث عن حق تقرير المصير كثيرا ما يتردد , ولو انك تحدثت عن ما المقصود بتقرير المصير بشكل اكثر وضوح , و لأزلت الغموض عن هذا المفهوم المبهم , ولأمكنك الحديث بصراحة اكثر عن خارطة طريق عراقية , لاقامة دولتين (عربية و كردية) , كما يجري الحديث عنه في خارطة الطريق الفلسطينية .
9. تحدثت ضمن الفقرة ثانيا عن تقرير المصير , من السطر (156-157) بما يلي (تقرير المصير يعني تصويت الشعب الكردي على الموقف الذي يراه … و بغض النظر عن النوايا.) , انك بحديثك هذا قد فصلت الأكراد عمليا عن بقية سكان العراق , و كأنهم يعيشون وحدهم على هذه الأرض بدون شركاء , فلو سيطر القوميون الأكراد على نتيجة التصويت الذي تقترحه و فازوا بأغلبية الأصوات لاعلان دولتهم المنشودة و حسب خريطتهم لكردستان الكبرى فإنها تشمل اكثر من ثلث مساحة العراق فهي تشمل (دهوك و السليمانية و اربيل و كركوك و أجزاء واسعة من الموصل و أجزاء من بعقوبة و مندلي و زرباطية و بدرة وجصان ) , عندها و حسب رأيك هذا , سيكون على بقية سكان العراق السمع و الطاعة و إعطاء الأكراد كل ما يتمنون , و التفرج عليهم و هم يفتتون هذا البلد الذي عاش على أرضه آبائهم و أجدادهم و يعيشون هم عليه في حاضرهم و يعملون جاهدين لتوفير حياة افضل لابنائهم و أحفادهم على أرضه . أهذا هو الحل الذي تبحث عنه , أتبحث عن تفتيت العراق إلى دويلات قومية , و بعد حين ستتفتت هذه الدويلات القومية إلى دويلات طائفية , أهكذا تحل الأمور و تقرر مصائر الشعوب , أنا لا اعرف بالضبط ماذا يعني لك العراق , ولكن العراق يعني لنا الكثير , نحن الذين لم نغادره و تحملنا كل الأذى من اجله , نحن الشعب الذي قدم آلاف الشهداء من خيرة أبنائه و بناته قرابين لنيل حريته و كرامته , لن نسمح بتفتيته لتتحقق مقولة القائلين بان (صدام حسين ضمانة لوحدة العراق) .
10. في الفقرة ثالثا , من السطر (158-159) حيث قلت (الاعتراف بوجود شعبين في العراق و قوميات أخرى , و ان الشعب الكردي يعيش في إقليم كردستان وان الشعب العربي يعيش في المنطقة العربية , إضافة إلى وجود قوميات أخرى تعيش في هذين الإقليمين) , و هو تكرار لما قلته سابقا من السطر (118-119) عندما قلت ( و أن العراق من الناحية الجغرافية يتكون من إقليمين هما كردستان العراق و المنطقة العربية أو عربستان العراق), فلماذا هذا التكرار؟ , وما الفارق بين الفقرتين أعلاه , و هل هناك من لا يقر بوجود شعب كردي يعيش على جزء من ارض العراق تعرف ب (كردستان العراق) , أم انك تقصد من وراء قولك هذا بان العراق يتكون من دولتين عربية و كردية تضمهما (جمهورية العراق الفيدرالية) .
11. وفي رابعا من السطر (160-163) تقول ( أن كردستان العراق لا تشكل جزء من الوطن العربي , كما أن الشعب الكردي لا يشكل جزء من الأمة العربية…..) , وهو تكرار لما قلته سابقا من السطر (119-120) عندما قلت ( و أن العراق بحدوده الراهنة لا يشكل جزء من الوطن العربي و ليس سكان العراق كلهم جزء من الأمة العربية ) , و لا املك هنا إلا أن أقول , بما انك قررت ان العراق بحدوده الراهنة لا يشكل جزء من الوطن العربي , فبكل تأكيد أن الجزء يتبع الكل , و على هذا الأساس فان كردستان العراق لن تكون جزء من الوطن العربي , أنا استغرب من هذا التكرار , و كأنك في كل مرة تريد أن تذكرنا بان كردستان العراق هي جزء غير تابع للعراق و إنما ضم بالقوة إلى العراق و سيأتي اليوم الذي تتحرر فيه من العراق , أليس كذلك ؟ .
12. في الفقرة سادسا من السطر (165-166) تتحدث عن ( ضمان الفصل الكامل بين السلطات الثلاث و تكريس استقلال القضاء ,….. على مستوى الفيدرالية و الدولة العراقية ) ,الحديث هذا واضح جدا و لا تجد من يختلف معك حول ضرورة فصل السلطات الثلاث التشريعية و التنفيذية و القضائية , وعدم جواز التداخل فيما بينها , و عدم السماح لإحداهن بالتجاوز على الأخريات , و لكن يبدو لي أن ضمان الفصل بين السلطات في دستور الدولة العراقية , هو الضمان للفصل بين السلطات في الفيدرالية , و لا يستحق التأكيد على ضمان الفصل على مستوى الفيدرالية , إلا إذا كان لديك هدفا آخر من وراء هذا .
13. تعود في ثامنا من السطر (170-171) لتقول (ضمان حرية اتباع الديانات و المذاهب المختلفة في العراق…… في الفيدرالية الكردستانية و في الدولة العراقية ) , يبدو لي أن المهم لديكم تكرار لفظة الفيدرالية الكردستانية , لكي يتعود عليها المواطن العراقي .
14. عندما تتحدث عن (سبل معالجة مسالة كركوك) من السطر (177) تؤكد حقيقة ثابتة لديك و هي أن (مدينة كركوك , فهي جزء من إقليم كردستان …) , و في السطر (184) تقول (أن حل مسالة كركوك ممكن تماما وفق الضوابط و الآليات الديموقراطية التي يفترض أن يعتمدها مجلس الحكم الانتقالي أو الحكومة العراقية المنتخبة القادمة..) , ولكنك لم تدع مجلس الحكم يقرر ماهي الضوابط و الآليات الديموقراطية , و إنما أنت قررت (التي يفترض أن تعتمد على الخطوات التالية..) , فأنت ناشدت مجلس الحكم استخدام الضوابط و الآليات الديموقراطية و في نفس الوقت فرضت عليهم اتباع ما تراه أنت مناسبا لحل المشكلة .
15. أولى هذه الضوابط و الآليات الديموقراطية , تحدثت عنها من السطر (186-189) و التي هي (توفير سريع لمستلزمات نقل العوائل العربية التي هجرت إلى محافظة و مدينة كركوك خلال العقود الثلاثة الأخيرة من حكم البعث , مع الحفاظ على كرامة الإنسان و عدم التعرض إليها , ….) , أنا أتساءل هنا , لماذا أعتبر إسكان هذه العوائل في محافظة و مدينة كركوك عملا تعسفيا , بينما يعتبر ترحيل هذه العوائل بعد استقرارها لاكثر من ثلاثين عاما عملا ديموقراطيا ؟, و ما هو الفرق بين التطهير العرقي ضد الأكراد و التطهير العرقي ضد العرب , ثم من سيضمن , أن من سيرحلون هم فقط الذين جاءت بهم الدولة , وكيف ستضمن الحفاظ على كرامة الإنسان و عدم التعرض إليها في ظل هذا الهيجان القومي و الذي للأسف يرعى من قبل أحزاب حاكمة .
16. بعد كل ما تقدم أود أن اطرح عليكم الأسئلة التالية :-
• من سيشرف على عمليات نقل العوائل العربية من كركوك
• إلى أين سيتم نقل هذه العوائل
• كيف سيتم التحقق من أن الذين سيتم ترحيلهم هم فقط الذين جاءت بهم الدولة و ليس من السكان العرب الذين هم موجودين أصلا في المدينة
• من سيراقب إعادة العوائل الكردية إلى كركوك , للتأكد من أن العائدين هم فقط المرحلين
• ما هو موقفك من تهجير جميع الوافدين إلى بغداد من بقية المحافظات بعد تعداد العام 1957
• هل يمكن لأي مواطن عراقي أن يشتري دار أو قطعة ارض في مدن إقليم كردستان
17. إذا كنت تعتبر أن الفكر القومي العربي الشوفيني هو المسؤول عن عمليات التهجير و التعامل السلبي مع القضية الكردية , فماذا ستسمي الفكر القومي الكردي الذي يقود عمليات التهجير المعاكس للعوائل العربية و الذي باعتقادي يهيئ العدة لعمليات تهجير كبرى ضمن مدى كردستانهم الكبرى .
و هل أن الفكر القومي برأيك يختلف من عربي إلى كردي إلى تركماني إلى ألماني أو مهما اختلفت
المسميات , أن ضمان حقوق المواطن هو الضمان الأكيد لحل كل مشاكل العراق , وإذا كانت حرية
التنقل و السكن من الحقوق التي ضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , فانك معي , في أن من
يحاول تقيد هذه الحرية , هو بكل تأكيد شخصا دكتاتوريا فاشيا .
أنا لا أقول أن ندع الأمور كما تركها لنا النظام السابق , و لكني أنادى بحلها إذا كانت تخص قضية
تهجير الأكراد أو غيرهم من المهجرين,ولكني في نفس الوقت ادعوا للتعامل مع هذه القضية الشائكة,
كقضية إنسانية و عدم النظر إليها كقضية سياسية ,لانك بكل تأكيد ستنحاز لجهة ما و تتعاطف معها ,
مما سيؤدي بكل تأكيد إلى تعقيد القضية بدل حلها .
أنا ادعوا للتعلم من التجربة الهندية ,من هذه الديموقراطية التي تضم الآلاف من القوميات و الأديان و
اللغات المختلفة , و لكنها جميعا تتعايش على ارض الهند , أو لدراسة الجاليات الروسية التي سكنت
مختلف دول الاتحاد السوفيتي السابق و لاسباب معروفة , وكيف جرى التعامل معها بعد انهيار الاتحاد
السوفيتي .
لنكتب عن حقوق الإنسان الجديد في العراق الجديد , لنكتب عن المواطنة و عن حب الوطن و الدفاع
عن حريته و عن وحدته , ولنبتعد بالحديث كن كل ما يمكن أن يزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد و
أن يفكك لحمته التي بنيت عبر مئات بل آلاف السنين .
شاكرا لكم طيلة البال و معتذرا في نفس الوقت عن الإطالة و عن ما يمكن أن يكون قد بدر مني أزعج
سيادتكم
اكرر شكري مرة ثانية
بغداد
#احسان_خ._الراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟