|
الأنتماء الوطني وتوحيد مفهوم الوطنية
مازن فيصل البلداوي
الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 14:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نطرق ويطرق الكثيرون من السيدات والسادة كتاب الحوار المتمدن باب التمدن والتقدم بمختلف صورهما وباستخدام مختلف الطرائق ابتداءا من النقر الخفيف وصولا الى استخدام المطقة الثقيلة،محاولين بكتاباتهم ان يأخذوا بالقارىء المتعدد والمتنوع الأنتماءات الى افق المستقبل الموحد المزايا والصفات والذي يعتبر حاضرا لبعض الأمم ألأخرى التي سبقتنا في الوصول الى هذا المستقبل المنشود،وينشد هؤلاء السيدات والسادة استخدام الحوار كمفتاح اساسي لفتح هذا الباب في حالة ان لم يفتح احد الباب الذي يطرقن ويطرقون عليه. ومايهمني شخصيا هو موضوع العراق،كتبنا ونكتب حول مفردة الوطنية او مرجعية الأنتماء الوطني!وبرغم ادراكنا لأهمية هذه المفردة الا اننا ندرك بان الأختلاف في تفسير مفهوم وخصائص هذه المفردة والمرتكز الى الأنتماءات الأيديولوجية المختلفة هو العائق الأساس لتوحيد الجهود ووحدة الصف،وعليه فليس من المستغرب او المستبعد ان نرى ان الوضع العم في العراق باق على ماهو عليه ورغم كل التقدم الذي حصل على نواح عدة قد تكون غير مرئية الا انها موجودة عندما تفتش وتبحث عنها الا ان ظهورها ليس مكتملا بعد وذلك بموجب الظروف المرحلية التي احاطت بعوامل التغيير التي تمت على تلك النواحي المقصودة. وببساطة واستشفافا مما نسمعه ونراه على القنوات الفضائية ومقالات المواقع الألكترونية نجد بان الجميع متفق على المسمى ومختلف على المعنى،وهذا مما سيطيل عمر الفوضى النسبية هنا وهناك متذبذبة بين عوامل التأثير على نسبية تلكم الفوضى،ادارية كانت او سياسية او خبراتية او امنية!الا ان الأجماع على ان العوامل السياسية او المشهد السياسي هو المتحكم والمتسيد للمشهد العام وترتبط به كافة العوامل الأخرى المؤثرة على طبيعة المشاهد الأخرى في حياة المواطن العامة والتي يطلبها المواطن تحت عنوان (الخدمات).....! وبعيدا عن الدخول في موضوعة الخدمات لأنها مفردة واسعة النطاق لايستطيع احد ان يتحكم بحجمها بسبب نسبيتها،فاني اود التركيز على موضوعة الأنتماء الوطني!كيف نفسر الأنتماء الوطني؟ الأنتماء الوطني هو عبادة الوطن وحمايته وخدمة وحماية من يعيش على ارضه،على ان يكون التصدي للمسؤلية لمن يطلبها انطلاقا من داخل حدود الوطن وبلغة يفهمها من هم على ارضه على تعدد مناهلهم الفكرية وانتمائاتهم الدينية والعرقية وبمفهوم يبتعد كثيرا عن أيديولوجية المتصدي او المتصدين لتلك المسؤلية ناهيك ان يكون المواطن ايضا يتناغم مع هذا السياق بعيدا عن اية ايديولوجيات او افكار خارج حدود الوطن. من هنا فأن اية مفردة تخالف هذا السياق سيكون مصيرها الفشل والفشل الذريع،لأنها لن تؤدي بصاحبها الا الى الخروج عن الخط الوطني والأنزلاق بعيدا في اودية من يتربصون شرا بهذا الوطن ومواطنيه. ولو اخذنا الموضوع الأمني مثالا على مانطرحه،نجد ان الكلام الكثير والمتنوع عن هذا الأطار قد طفح من شاشات التلفاز وكاد ان يغرقنا!الملف الأمني هو ليس مسؤلية جهاز الأمن لوحده وانما يعتبر الواطن الركيزة الأولى لهذا الموضوع،اما الأجهزة الأمنية فهي اجهزة تأخذ على عاتقها تجميع الجهود المتعددة،العامة والمتخصصة لتضعها في بوتقة الأمن الوطني!والا لن ينجح اي جهاز امن في العالم اذا كان يعمل منفردا..........والا ماذا نسمي الحاضنات المتعددة الموجودة في مختلف ارجاء العراق والتي تطلع علينا بين فترة واخرى بعملية انتحارية او تفجير ارهابي؟؟؟ لاضد الأحتلال،بل ضد المواطن!اذ نسأل...أين المواطن من مراقبة مايدور حوله....(والعراقي مفتح بالتيزاب مو بس باللبن) كيف يسمح المواطن لشخص او حدث مريب يدور حوله ولايخبر الأجهزة الأمنية عنه! التفجيرات الأخيرة في بغداد هي خير دليل على ان المواطن وثقافته الأمنية ضعيفة بشكل قد ساهم في نجاح تفجيرات اسقطت مبان متعددة الطوابق!ويعلم المواطن جيدا آلية ألأيجار والأستئجار! ولكن طمع البعض بالمال اعمى عيونهم وقلوبهم عن الأهداف المرجوة من سياق الأستئجار الذي تمت بموجبه عمليات التفجير. يعلم الأخوة القراء بان اغلب دول العالم لديها نظام دقيق جدا لعملية الأيجار والأستئجار،فأما يكون المبنى متعدد الطوابق تحت مسؤلية ادارية لشركة ادارية متخصصة ومرتبطة مباشرة بالأجهزة الأمنية او ان يكون صاحب المبنى تحت شروط أمنية قاسية اذا كان يعمل لوحده! ان الأنتماء الوطني هو الوازع الرئيسي كي يجعل المواطن بان يكون متعاونا للحد الأقصى مع الأجهزة الأمنية بهذا الخصوص،ومن نفس النافذة نستطيع ان نرى وضع السوق المحلي وانواع البضاعة المستوردة وصلاحياتها،المواطن هو الذي سيقرر اذا كانت البضاعة تليق به ام لا،وهو من سيعزف عن شراء البضاعة السيئة وهو من سيجبر التاجر كي يغير خطوط استيراده وتنويع مصادره،وهو الذي سيجبر وزاة التجارة على ان توفر له أحسن مفردات للبطاقة التموينية.....وهكذا! وهو من سيجبر الذين يتحدثون باسم الأخرين على ان يتركوا الحديث بالنيابة عنهم او ترك ارض العراق بلا رجعة غير مأسوف عليهم! وحدة الكلمة ووحدة الصف تأتي انطلاقا من تفاصيل متطلبات المواطنين المشتركة وليس الجزئية على طول الأرض العراقية وعرضها،وغير هذا سنبقى ويبقى العراق اسيرا للتنظيرات الفلسفية البائدة وللتجارب التي يريد الأخرون خوضها ليستفيدوا ولايفيدوا! ودمتم سالمين
#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأنتخابات التشريعية وأعادة تشكيل الأئتلافات
-
الملف الأمني....... والتداعيات السياسية
-
الذكرى الثامنة.......... وبعدها التاسعة!
-
أغتصاب
-
الكتابة بين المنطق والسياسة
-
المواصفات والمقاييس............وحقوق الأنسان....1
-
المواصفات والمقاييس..............وحقوق الأنسان
-
سؤال الى الأخوة العزّل في فلسطين....!
-
خلف بن أمين ...وكثرة الورثة!
-
هل أستوعبنا ماسنقوم به في السنوات الآتية ..!
-
هل حقا يعرفوك...!
-
مذبحة القرابين
-
العقل بين د. علي الوردي وصراع غزّة !!
-
جدار كتاباتي........!
-
هل نطلق لعقولنا العنان....!
-
هل سنطلق العنان لعقولنا..........!
-
الأسلحة وثقافة التسلّح الحربية...!
-
قرار صحيح وشجاع ومثل يقتدى به...!
-
تصرّف لاأخلاقي من مساعد المدرب....!
-
لوحة مائية
المزيد.....
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
-
أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ
...
-
-حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي
...
-
شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل
...
-
-المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|