أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الحيدر - في فلسفة الاخلاق...















المزيد.....

في فلسفة الاخلاق...


عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 20:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في فلسفة الاخلاق...
الخير عند الإنسان والحيوان ؟........!!
يشكل علم الأخلاق(ethics) الركن الثالث من أركان الفلسفة إضافة الى ركني علم المعرفة او المنطق( الابستميولوجي )( science of logic ) وعلم الجمال(aesthetic ), وبالرغم من أفول أو ما يعتقد او يروج له من افول نجم الفلسفة فانه مازال على رأس كل العلوم الحرس الأمين على سلامة ما تطرحه من نظريات وفرضيات وما تتوصل اليه من استنتاجات , وفي موضوعة الأخلاق تظل الفلسفة تحتفظ بحيويتها, وبحقها الشرعي في التدخل في اى معطى علمي .. فان اشتراطات الأخلاق ومقدمات منطقها وثيماتها تصلح لكل زمان ومكان, وعلى الرغم من أن الفلاسفة الأقدمين تناولوا الأخلاق على انه ما يتصف به الكائن الإنساني وما تترتب عليه من مسؤولية حمل أعباء القيم الاجتماعية التي تفرضها الأديان والشرائع والعلاقات الاجتماعية بين بني البشر والتي لا تستقيم الحياة وتستمر بينهم بدونها,إلا أن دراسات حديثة خلال القرن العشرين وكما تشير التقارير الصحفية التي كشفت عن بعض جوانبها , أجريت وتجري لدراسة موضوعة الاخلاق كسلوك حيواني بحت... وهو ما يدفع الى دراسة مجدده للمذاهب الفلسفية التي تناولت موضوعة الأخلاق.
حيث يذهب الفلاسفة في ذلك مذهبين أساسيين , أحدهما, المذهب المثالي المطلق والذي أسس له أفلاطون, وفيه يتجاوز الخير( وهو موضوعة علم الأخلاق الاساسيه ) التغيرات في المكان والزمان ويكون موجوداً لذاته بلغة أهل الفلسفة , وبذلك يفرض الخير نفسه على العقل المجرد وليس من خلال العواطف والأحاسيس ولذلك يكون فعل الخير واجباً على الإنسان من حيث انه أنسأن. والمذهب الأخر موضوعي بحت يؤكد أن الخير أمر نسبي وتأثر بالظروف القائمة وبعنصري المكان والزمان وهو بذلك يكون وسيلة وليس غاية في ذاته بمنطق الفلاسفة وبه كوسيلة
لتحقيق الغاية وهي اللذة أو المتعة أو المنفعة أو السعادة كما نهج ابيقور على تعريفه وفي تقسيم الفلاسفة الخير فهو خير يراد من اجل الخير أي يطلب لذاته وأخر يطلب لأجل غيره وليس لأجل ذاته كونه خير وثالث يطلب للغرضين معاً. والتحقيق الصحفي الذي نشر مؤخراً في 20/3/2007 في مجله النيويورك تايمز حول اكتشاف العلماء لعناصر بدائية من التصرفات الأخلاقية لدا الحيوانات من الرتبة العليا كالقرود والشمبانزي يقود إلى تساؤلات لا تخلو من طرافة.
فقد وجد إن بعض الحيوانات تتمتع بحساسية مدهشة في حماية الآخرين من أفراد جنسها فان بعض الشمبانزيا والتي لا تعرف السباحة غرقت في خنادق حديقة الحيوان وهي تحاول إنقاذ أفراداً من جنسها سقطت في هذه الخنادق. وفي تجربة مثيرة استخدمت فيه سلسلة تؤدي سحبها إلى توفر الغذاء ولكنه يؤدي في نفس الوقت إلى صدمة كهربائية إلى رفيق معه وجد أن القردة من نوع الرسس سوف تمتنع عن استخدام السلسلة وتتحمل الجوع لعدة أيام في سبيل أن لا تجلب الأذى لرفيقها.
يؤكد علماء البايلوجيا بان هذه التصرفات هي بوادر وتباشير على قواعد تصرفات أخلاقية إنسانيه ...؟ وهم يعتقدون إن هذه التصرفات ذات الطابع الأخلاقي قد تمت في مجرى تطور السلوك وتحول السلوك إلى قواعد وبالنسبة لهم فإنهم يرفضون تفسيرات و تدخلات الفلاسفة وعلماء المنطق في تحليل هذه الظاهرة, ولكن فلاسفة الأخلاق بدورهم يقللون من شأن ادعاءات البايلوجيين باحتكار تفسير هذه الظواهر ولكنهم وجدوا متعة في دعوة البايلوجيين وبدءوا بمباحثات أكاديمية معهم . إن البحوث في هذا المجال انطلقت بالأساس قبل ثلاثين عاماً من قبل العالم البيولوجي الدكتور ادوارد.و . ولسن حين افترض عام 1975 في كتابه المعنون( علم الاجتماع ) بان الوقت قد حان لعزل علم الأخلاق من الفلسفة وعلوم البايولوجيا , وكان في دعوته هذا متجاوزاً على الزمن ولم تكن لدى البايلوجيين دراسات مهمة في حقل الأخلاق . ولكنهم في العقود الأخيرة حققوا تقدماً كبيراً , وفي العام الماضي قام احد علماء فرع التطور البايلوجي من جامعة هارفارد وهو الدكتور مارك هوسر في كتابه ( العقول الخلو قه ) باقتراح مفاده إن العقل له ( في تركيبته الوراثية ) , ميكانيكيه خاصة تنظم قواعد للسلوك الأخلاقي المكتسب . وادعى بان هنالك قواعد للسلوك الأخلاقي الموحد والعالمي شبيه بتلك القواعد العصبية الموحدة والعالمية لتعلم اللغات . وفي كتاب احدث بعنوان ( الفلاسفة والحيوانات العليا) دافع العالم المتخصص في الكائنات العليا(primatologist ) الدكتور فرانس دي ويل بالضد من النقد الفلسفي الموجه إلى ادعاءه بان جذوراً أخلاقية يمكن أن ترى في التصرفات الاجتماعية للقردة ويضيف الدكتور دي ويل والذي يشغل أدارة مركز الارتباطات الحية في جامعة إيموري إن كل الحيوانات الاجتماعية ملزمه ومقيدة أو إنها تقوم بتغيير تصرفاتها بطرق مختلفه تصب في صالح العيش الجماعي باهتمام جدير بالاعتبار . هذه الالتزامات نجد لها أدلة في تصرفات القردة وبشكل أكثر وضوحاً في تصرفات الشمبانزي هذه التصرفات التي هي أيضاً جزء من التركيبة الوراثية للإنسان, وفي استعراضه حدد مجموعة (set ) من التصرفات التي تشبه التصرفات الأخلاقية للإنسان.
يؤكد العديد من الفلاسفة أن من الصعب اعتبار الحيوانات كائنات خلوقه , والحقيقة إن الدكتور دي ويل لم يتمكن من الادعاء بذلك حتى بالنسبة للشمبانزي ولكنه يقول بان الأخلاق عند الإنسان مستحيلة بدون اطر لبناءات عاطفيه محددة , والتي يلاحظ بوضوح بأنها تعمل (أي هذه الأطر) ويتم تفعيلها بطريقة ما في مجتمعات الشمبانزي والقردة .
إن استعراض الدكتور دي ويل مبني على مراقبة استمرت لسنوات طويلة لتصرفات أنواع من الحيوانات العليا, والتي بدأت من ملاحظة لمعركة بين بعض أفراد الشمبانزي في الستينيات من القرن الماضي حيث لاحظ انه وبعد انتهاء المعركة بين رفيقين بان بقية المجموعة كانت تقوم بتعزية ومواساة الخاسر . ولكنه لم يكن في مستوى متحمس في معركته مع علماء السلوك في اسناد هذا التصرف الى الحالة العاطفيه , واستدعى الامر عشرون عاماً للعودة الى الموضوع. حيث وجد ان تصرفات المواسات والتعزيه تصرفات عالميه ( موحدة وعامه ) بين القردة العليا ولكنها بصورة عامة غائبه في الانواع الاخرى منها كالماكوكس, حيث ان الامهات في هذا النوع لاتهتم حتى بمواساة طفلها الرضيع في حال اصابته بجرح ناهيك عن مواساة الغير .ان ادعاءات دكتور دي ويل تحتاج الى مستوى من التعاطف والوعي الذاتي الذي لا يعكسه سوى الانسان والقردة العليا , واخذه لنوعية هذا التعاطف بالاعتبار قاده الى اكتشاف حالات التصرفات الاخلاقيه الجديدة . بالرغم من ان فكرة الخيروالحق والعدل تكمن وتميز الاخلاق الانسانيه ولكنها البدايه في اعتقاد الدكتور دي ويل في الاهتمام بنواحي اخرى للاخلاق وفهم امثل لقواعد السلوك الاجتماعي وكيفية التعامل معها. وفي هذا المستوى المحدود تمكن علماء الحيوانات العليا ان يوضحوا ما كانوا يعتبرونه تداخلا ً كبير بين تصرفات الشعوب البشرية وتصرفات بعض مجتمعات الحيوانات الاخرى من رتبة الحيوانات العليا .
ان الحياة الاجتماعية تتطلب تعاطفاً, وهو ما يلاحظ بوضوح في مجتمعات الشمبانزي كما في طرق انهاء القتال داخل المجموعه. ان لكل نوع من القردة العليا والقرده مجموعتها الخاصة من القواعد ( بروتوكول ) للتوفيق بين المتصارعين كما وجد الدكتور دي ويل في بحثه , فاذا فشل ذكري شمبانزي في التصالح فان الانثى عادة ما تقوم بدور للمصالحة بينهما كما لو كان هناك احساس بان استمرار الخلاف يمكن ان يؤدي الى سهولة الاعتداء الخارجي على المجموعة من قبل الجيران وتقوم الاناث بنزع الاحجار من ايدي الذكور المتصارعين كاجراء اخير لايقاف القتال .ويعتقد الدكتور دي ويل بان هذه التصرفات هي لخير اوفر للمجتمع والجماعه وهي تختلف في علاقات شخص الى اخر, ولكنها تباشير او مادة بدائية لتكوين اخلاق انسانيه ...
ان الموضوع بالطبع بحاجة الى المزيد من البحث وربما تكون هذه الابحاث بداية لعلم جديد يركز على اكتشاف قواعد السلوك الاجتماعي ويحددها علمياً,
والسؤال الان اذا كانت التصرفات الحيوانيه تحمل مثل هذا المقدار من الاخلاقيه وهي اخلاقية اساسها حماية المجموعة فهل تكون مثل هذه القواعد المادية للاخلاق هي الدافع وراء الحروب التي شنتها المجاميع البشري ضد بعضها عبر التاريخ ,حمايةً لمكوناتها الاجتماعية, ام سيكون هناك اكتشاف لغريزه تدفع الى السلام والحفاظ على الحياة كسلوك مقرور لدى الانسان وحيوانات المرتبه العليا ....!!
ان هذه الدراسات حتماً بحاجة الى ان توضح المراكز الدماغية وميكانيكية العمل على التصرف الاخلاقي وان تتوصل الى تحديد هذه لمراكز في الدماغ البشري وادمغه حيوانات المرتبة العليا الشمبانزي على الاقل لكي تتمكن من الحديث عن اسس مشتركه للتصرف...



#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجود عابث
- اوقات
- مرايا مهشمة
- هجوم غريب غير مبرر
- بعض المفاهيم الفلسفية والتناول العراقي لها... درس في الفلسفة
- ثرثرة
- داخل الزمن ..خارج الزمن
- لابديل للحياة الا الحياة
- أيها الصعلوك الصغير
- الطريق
- بنية المجتمع العراقي وضرورات التغيير
- أحياناً
- الخطيئة
- الحجر
- شحه
- مدينة في البحر
- المنطق في الحكم
- الحرية
- رحلة
- رسالة في منطق التاريخ


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الحيدر - في فلسفة الاخلاق...