أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - كيف يفترض أن نتعامل مع الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث؟















المزيد.....

كيف يفترض أن نتعامل مع الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتبت مرة حول الفتوى القرقوشية التي أصدرها آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري منذ شهور طويلة وأدنت الطريقة التي حاول التعامل بها مع كل البعثيين, وكأنهم كأسنان المشط, وبينت رأيي بهذا الصدد. كما كتبت فيما بعد مقالاً عن الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث وقلت بأن مثل هذه الهيئة لا يمكن أن تكون ذات فائدة للعراق, بل يفترض أن يجري التعامل مع الملايين من الناس العراقيين, نساء ورجالاً, الذين فرضت عليهم العضوية في حزب البعث فرضاً وقسراً بطريقة أكثر عقلانية وأكثر وطنية وأكثر تجاوزاً للأحقاد والضغائن والإساءة للبسطاء من الناس الذين فرضت عليهم العضوية بغض النظر عن الوظيفة الحكومية التي كانوا يشغلونها, إذ كان الضغط على هؤلاء أكثر من الناس غير الموظفين في الدولة, وأن المصالحة الوطنية ضرورية التي لا تعني في كل الأحوال السكوت عن أولئك الذين لطخت أيديهم بدماء ومصائب الشعب العراقي, وهم كثرة في عراق اليوم. وقد ثبت لي من الرسائل التي وصلتني من كثرة من العراقيات والعراقيين الذين أعرفهم جيداً وأثق بكونهم لم يكونوا يوماً ما مؤمنين بالبعث الحاكم أو ارتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي, ولكنهم أجبروا على ذلك بسبب قتل بعض قرباهم والخلاص من الضغوط المتفاقمة عليهم ومن التهديدات باعتقالهم أو إزاحتهم من الوظيفة ورميهم على قارعة الطريق ومن الجحيم الذي كانوا يعيشون فيه والذي لم يتعرف عليه رئيس وبعض أعضاء الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث, عن ممارسات تتوجه صوب كثرة من هؤلاء بالذات. وفي الأونة الأخيرة أصدرت هذه الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث قوائم بأسماء هؤلاء بهدف فصلهم من الوظيفة أو إحالتهم على التقاعد دون أن يكون هناك أي تدقيق فعلي بالأسماء!
لقد وجهت لي منذ حوالي الشهر دعوة كريمة من السيد محمد الأوقاتي, سكرتير الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث, للمشاركة في المؤتمر الذي كان يفترض عقده في بغداد بتاريخ 5/7/2004. لقد كتبت ونشرت كثيراً عن فكر البعث وممارساته وعن الفكر العنصري الذي طبع فكر البعث في العراق وشاركت في المؤتمر الأكاديمي الخاص بمجازر الأنفال في كردستان العراق بالشهر الرابع من عام 2002 وقدمت بحثاً علمياً عن طبيعة العنصرية وفكر البعث العنصري وممارساته. وكان لهذا دوره في دعوتي للمشاركة في هذا المؤتمر. فكرت في البداية أن أشارك فيه وقدمت لهم بعض المقترحات لضمان دفع المؤتمر وفق الوجهة الصحيحة التي أتبناها والتي تصب بالأساس على الجانب الفكري والسياسي وعلى الحوار في هذا الصدد, إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال اجتثاث فكر معين من الدنيا ما لم يقتنع البشر بخطأ وخطر تلك الأفكار ويتخلوا هم عنها طواعية لا بالتهديد بالفصل والإحالة على التقاعد وما إلى ذلك التي عاشها العراق كثيراً وتعب الشعب منها. ولكن بعد تفكير طويل واستشارة أصدقاء أحبة, إضافة إلى تدهور وضعي الصحي في حينها, قررت عدم المشاركة والاعتذار إلى الهيئة التي وجهت لي الدعوة عن المشاركة وأبديت استعدادي لتزويدهم بآرائي حول موضوع فكر البعث وممارسات قادته وكوادره الحزبية المتقدمة وجلاديه في السجون والمعتقلات العراقية.
لقد علمتنا تجربة ألمانيا بعد سقوط النازية بأن علينا أن نتعامل مع مثل هذه القضية الحساسة بحذر شديد وباتجاهات ثلاثة أساسية, وهي:
1. دفع الشعب كله, من خلال مثقفيه وساسته الديمقراطيين, إلى استيعاب المرحلة السابقة بكل جوانبها وهضمها جيداً واستخلاص الدروس والعبر منها, سواء أكانت بصدد الأسباب التي أدت إلى مجيء البعث إلى السلطة أم استمرار وجوده بالحكم 35 عاماً أم القبول به والتعامل معه من جهة, أم خوض الحوار الذاتي والجماعي حول فكر البعث الصدّامي الذي حكم العراق والذي تميز بالاستبداد والعنصرية والإرهاب والقمع والقسوة في التعامل مع البشر من جهة ثانية. إذ لا يمكن رفض فكر ما لم تحصل مناقشات جادة وصريحة وحيوية ودون خوف أو تردد.
2. تقديم أكبر المسئولين والجلادين إلى المحاكمة لا باتجاه الانتقام, بل باتجاه تثقيف الشعب بأهمية رفض مثل هذا الفكر والسياسة والممارسة العدوانية على الصعيدين الداخلي والخارجي, وبالتالي إصدار الأحكام التي تتفق مع القوانين الديمقراطية والتي يستحقونها فعلاً بسبب التهم الثقيلة الموجهة لهم.
3. إيجاد الأجواء الحضارية المناسبة لاستيعاب الآخرين ممن يمكن استيعابهم في الأطر السياسية والاجتماعية الموجودة مع دعوتهم الجادة لإعادة نظرهم بالمرحلة المنصرمة وتبني الأسس الديمقراطية في بناء الحياة الجديدة, ويفترض في هؤلاء بذل أقصى الجهود للبرهنة على إخلاصهم لهذا الشعب.
وإذا كانت تجربة ألمانيا قد سارت بهذا الاتجاه, فإننا في العراق بحاجة إلى إجراء رابع بسبب الواقع الراهن ونشاط قوى الإجرام الإرهابية الجارية في العراق حالياً, إذ يفترض أن نضيف فقرة رابعة تعتبر ضمن الدروس التي يفترض استخلاصها من الوضع القائم, وأعني بذلك:
4. تجنب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بدفع مزيد من الناس للتذمر من الواقع الجديد والمساهمة في دفعهم للوقوف إلى جانب فلول صدام حسين أو القوى الأخرى التي تزيد في الطين بلة أو تأييدهم أو حتى المشاركة معهم في أعمالهم الإجرامية, وهو ما لا يساعد على إيقاف الإرهاب الدموي ودفع المسيرة الديمقراطية نحو الأمام.
أتمنى أن لا تكون المنافسة والصراع بين القوى السياسية العراقية, وخاصة بين جماعة المؤتمر الوطني والوفاق الوطني سبباً في اندفاع رئيس الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث, الدكتور أحمد الجلبي وهيئته, إلى اتخاذ جملة من الإجراءات التي تقود إلى تعقيد أكثر في الوضع القائم. وأملي أن تلعب القوى السياسية الديمقراطية الأخرى دوراً ملموساً في منع تنفيذ إجراءات الفصل أو الطرد أو الإحالة على التقاعد لأناس لم يكونوا يوماً جزءً من النظام الدكتاتوري, رغم كونهم كانوا موظفين وفي مستويات مختلفة في أجهزة الدولة المدنية. إن علينا أن نتعامل بوطنية وحرص ومسئولية عالية إزاء هذا الموضوع الحساس لكي لا نرمي مزيداً من الحطب في النار المشتعلة, ولكي لا نرتكب أخطاء لا تميزنا كثيراً عن بعض ما ارتكبه صدام حسين.

برلين في 22/07/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القتلة بيننا ؟
- هل من مستقبل لقوى الإرهاب والقتل في العراق؟
- هل القوى السياسية العراقية قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديم ...
- هل القوى السياسية العراقي قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديمق ...
- متى يتعامل الحكام والقوميون العرب بحس حر وديمقراطي إنساني إز ...
- حوار في مطعم حول الأوضاع في العراق
- ما العمل من أجل إنجاز المهمة الأمنية وإعادة الطمأنينة للمجتم ...
- نحو محاكمة عادلة لصدام وأعوانه في العراق
- هل مسموح به ارتكاب أخطأ جديدة في تقدير إمكانيات عدوانية العد ...
- ذكريات مُرّة في ضيافة التحقيات الجنائية في العهد الملكي·! -ف ...
- الحلقة الخامسة- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال 5-5 مهمات بنا ...
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الرابعة
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الثانية
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الثالثة 3-5
- حوار عن الهوية مع صديق عبر الهاتف
- مفهوم الصدّامية في القاموس السياسي الحديث
- هل من سبيل لمواجهة الإرهاب المتفاقم في العراق؟
- هل مَن تَعرضَ يوماً للتعذيبِ, يرضى بتعذيب حتى جلاديه؟
- العراق وفضيحة التعذيب في السجون العراقية (1-4 حلقات) الحلقة ...
- هل من نهاية قريبة للإرهاب والاحتلال ومآسي القسوة والتعذيب في ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - كيف يفترض أن نتعامل مع الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث؟