أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - ماذا أعدت القوى الديمقراطية لمجابهة قوى الظلام والفاشية















المزيد.....

ماذا أعدت القوى الديمقراطية لمجابهة قوى الظلام والفاشية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يجتاز شعبنا العراقي في هذه الأيام مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد بسبب تنامي النشاط الإرهابي للقوى الصدامية الفاشية ،والقوى الظلامية المتسترة برداء الإسلام كذباً وزوراً ولاسيما وأن هذه القوى قد بادرت إلى تنسيق نشاطها الإرهابي وأججت حربها المسعورة ضد شعبنا وطموحاته المشروعة في خلق عراق ديمقراطي حر يتمتع فيه سائر المواطنين بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم بسائر الحقوق والحريات الديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات ،والعيش الكريم ،والشعور بالأمن والسلام الذي افتقده قرابة الأربعة عقود ، بعد أن تحرر من نير أبشع دكتاتورية فاشية دموية عرفها النصف الثاني في القرن العشرين .
أن العفالقة الفاشيين وحلفائهم عصابات أبن لادن والزرقاوي والسلفيةالمجرمة ،والقوى الظلامية الأخرى تحلم بعودة فردوسها المفقود بعد انهيار النظام الصدامي الذي كان يغدق على أعوانه ومناصريه بلا حساب في وقت حرم فيه الشعب المظلوم من ابسط مقومات الحياة وحوله إلى شعب معدم يفتقد حتى رغيف الخبز .
ويخطئ من يعتقد أن هذه القوى الشريرة لا تمثل خطراً حقيقياً على مستقبل شعبنا ، فهي تمتلك السلاح بكميات وافرة ،وتمتلك المال الذي سرقه النظام الصدامي من لقمة أبناء شعبنا ، وهي مدربة على استخدام السلاح بعد أن جيش الدكتاتور صدام كل العراقيين في حروبه العدوانية الداخلية منها والخارجية ، كما أن أجهزته القمعية الواسعة والمتشعبة تمتلك الخبرة في الأعمال الإجرامية .
ومما زاد في الطين بله تدخل القوى الإقليمية ،وبوجه خاص إيران وسوريا في الصراع الدائر في البلاد في سعيها للحفاظ على أنظمتها ونقلها للصراع مع الولايات المتحدة إلى الساحة العراقية من جهة ، وسعيها لتحقيق مكاسب إقليمية بحيث أصبحت حدود هذين البلدين معبراً للعناصر الإرهابية من مختلف بلدان العالم العربي وأفغانستان وإيران .
لم يكد يمر يوم دون أن يعكر صفو الأمن والنظام انفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات التي يذهب ضحيتها العشرات ، بل المئات ،وكذلك الخطف والسرقات وجرائم الاغتصاب مما جعل الشعب يعيش في دوامة القلق والرعب باستمرار .
وإزاء هذا الوضع المقلق والخطير والمعقد يتساءل كل حريص على مصلحة الشعب والوطن عن الدور الذي تمارسه القوى الديمقراطية على الساحة العراقية ،وهل أن ما تؤديه يتناسب مع خطورة الأحداث الجارية ؟
ولا أغالي إذا قلت ، وبدافع الحرص على مستقبل العراق ، أن القوى الديمقراطية ليست في مستوى الأحداث ، بل هي مقصرة في تقييمها لهذه المخاطر ، ودرجة الاستعداد للتصدي لها من خلال توحيد جهودها في جبهة وطنية تضم سائر القوى المؤمنة حقاً وصدقاً بعراق ديمقراطي فيدرالي تعددي ، جبهة تأخذ على عاتقها تعبئة جماهير شعبنا وزجها في الصراع الدائر مع القوى الفاشية والقوى الظلامية الساعية للعودة بالمجتمع العراقي إلى القرون الماضية المتخلفة ، وبذل أقصى الجهود لنشر الثقافة الديمقراطية التي افتقدها شعبنا خلال العقود الأربعة الأخيرة .
أن بناء عراق ديمقراطي حقيقي لا يمكن تحقيقه من دون شعب يتشرب بالمفاهيم الديمقراطية ،ويدرك أهميتها لمستقبله ، ولاسيما وأن قوى الظلام تسعى لفرض مفاهيمها وأجندتها المتخلفة بكل الوسائل والسبل ،ومن ضمنها العنف وقوة السلاح .
إن على القوى الديمقراطية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية، وتبادر إلى عقد لقاء جدي يضع الخطوط العريضة لبرنامج وطني متفق عليه ، وتضع نصب أعينها تنفيذ هذا البرنامج بكل إخلاص واندفاع ،وتقديمه على كافة المصالح الحزبية الضيقة ،ولاسيما وأننا مقدمون على إجراء الانتخابات العامة لمجلس تأسيسي في نهاية هذا العام ، أو أوائل العام المقبل يأخذ على عاتقه سن دستور دائم يضمن قيام نظام حكم ديمقراطي فيدرالي تعددي ، وانتخاب قيادة عراقية وحكومة وطنية للبلاد .
ولا بد لي أن أشير إلى أن المثقفين الديمقراطيين تقع على عاتقهم مسؤولية كبرى في هذه الظروف التي ستقرر مصير العراق وشعبه .
إن أمامهم مسؤولية نشر المفاهيم الديمقراطية بين الجماهير ، والتذكير بأهميتها في تحقيق الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد الذي يصبو إليه شعبنا بعد تلك السنوات العجاف وذلك من خلال كتاباتهم الهادفة ، ومن خلال بعث المنظمات الديمقراطية ودفع الجماهير الشعبية للانخراط فيها ، وممارسة الأنشطة الديمقراطية كي تتعزز تلك المفاهيم في ذاكرة الإنسان العراقي الذي حرمته السلطة الفاشية من ممارستها ، بل وحتى التعرف عليها ، وأغلقت عليه كل سبل ووسائل الاتصال بالعالم الخارجي ، فلا انترنيت ولا ستلايت ولا كتاب و صحيفة أو مجلة إلا ما يمجد بالدكتاتور وحكمه الأرعن ويديم بقائه سيفاً مسلطا على رقاب الشعب .
لقد انطلق شعبنا من القمقم الذي وضعه الفاشيون فيه ، وأصبح العالم أمامه اليوم كقرية صغيرة يطّلع على الأحداث الجارية في العالم دقيقة بدقيقة ، وأصبح العلم والأدب والفن متاح أمامه من دون أي عائق أو منع وحرمان ، وأتيحت الحرية للصحافة دون حدود وانتشرت صحافة الإنترنيت ،وهذا ما يسهل على مثقفينا الديمقراطيين العمل في صفوف الجماهير لإشاعة النزعة الديمقراطية .
ويقع على عاتق الحكومة الوطنية مسؤولية أصلاح النظام التربوي والمناهج الدراسية بشكل عاجل ، ونشر المفاهيم الديمقراطية في نفوس الناشئة بدءً من رياض الأطفال ، واقتلاع أية مفاهيم فاشية زرعها النظام البائد ،والتي تمجد بالدكتاتور ونظام حكمه البغيض .
أن هذه المسؤولية لا يمكن القيام بها على الوجه الأكمل من دون جهاز تربوي كفوء يؤمن حقاً وصدقاً بالديمقراطية ، وعليه فإن الجهاز التربوي بوضعه الحالي لا يمكن أن يلبي هذا الطموح ، وهو بحاجة إلى ثورة حقيقية لخلق كادر تربوي ديمقراطي يؤمن بالفكر الإنساني ،والحقوق والحريات التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويقتلع المفاهيم الفاشية من جذورها ، لكي لا يعود إلينا دكتاتور بثوب جديد، ويفرض علينا حكماً فاشياً آخر .
إن الديمقراطية ليست ثوباً يلبسه الإنسان ليغدو ديمقراطياً ، بل هي تربية تتطلب جهداً ومثابرة حقيقية منذُ الطفولة الأولى ، ومتواصلة جيلاً بعد جيل تجعل الإنسان يدرك قيم الحرية وحقوق الإنسان ،ويدرك أهمية ارتباط حرية الفرد بحرية المجموع فحرية الإنسان تتحدد بضرورة احترام حرية الآخرين والحرص على عدم تجاوزها .
لتتشابك أيادي كل الديمقراطيين أحزاباً ومنظماتٍ وأفراداً من أجل تحقيق هذا الهدف السامي فهو السبيل لخلق عراق حر ينعم فيه المواطنون كافة بالحرية والسعادة والعيش الرغيد .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السادسة والأبعين لثورة 14 تموز1958 المجيدة
- إقامة الجبهة الديمقراطية العريضة سبيلنا للتصدي للقوى الصدامي ...
- استلام السلطة خطوة على طريق توطيد الاستقلال ،وبناء العراق ال ...
- في ذكرى استشهاد القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو
- من أجل قطع دابر الإرهاب والإرهابيين
- مَنْ يتحمل مسؤولية إرهاب القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة
- هل يمكن أن يتوب البعثيون القتلة يا سيادة رئيس الوزراء ؟؟؟
- في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران 1967 مسؤولية الأنظمة العربية في ا ...
- القيادة العراقية الجديدة والمهمات الآنية الملحة
- ماذا تخطط الولايات المتحدة للعراق ؟
- هذه هي حقيقية مقاومة المخربين!!
- أعيدوا راية 14 تموز،ومدينة الثورة لبانيها الشهيد عبد الكريم ...
- أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!
- الشعب العراقي والخيارات المرة!!
- أي كابوس دهانا - في ذكرى حملة الأنفال الفاشية
- ماذا يريد السيد مقتدى الصدر ؟
- التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر
- في العيد السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي مسيرة نضالية ش ...
- تحية لأشقائنا الكورد في عيد النورز المبارك
- بعد عام من الاحتلال ،العراق إلى أين ؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - ماذا أعدت القوى الديمقراطية لمجابهة قوى الظلام والفاشية