أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل حورس - التصحر الثقافى للغرب















المزيد.....



التصحر الثقافى للغرب


محمد نبيل حورس

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتآكل مساحة الأخضر ويحل محلها تدريجيا رمال الصحراء ، وتحصل الظاهرة الطبيعية المعروفة بالتصحر ، ماشى ... التصحر ظاهرة طبيعية ، ما علاقتها بالثقافة ؟
الحقيقة أن بعض ظواهر الفيزيا والطبيعة ليها نظائرها فى عدة جوانب من الحياة الانسانية النفسية والاجتماعية ، فلو بصينا مثلا لرغبة الانتقام اوالتار أو لتشريع (العين بالعين) اليهودى الاسلامى على سبيل المثال ، لوجدنا تشابها مذهلا بينه وبين قانون (الفعل ورد الفعل ) الفيزيائى الشهير لنيوتن الذى ينص على أن لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه ، وكذلك قانون تجاذب المتناقضات وتنافر الأشباه الحاكم لعلاقة الذكر والانثى وعلاقات الصداقة القوية التى تجمع أشخاصا لهم أنماط سيكولوجية متناقضة وغيره وغيره ، وطالما أن هناك حاجات كتير فى السيكولوجى أو السوسيولوجى تحاكى وتشابه بعض ظواهر وقوانين الطبيعة ، فان الثقافة باعتبارها مركبا ذهنيا نفسيا اجتماعيا تحاكى بدورها بعض مظاهر وقوانين الطبيعة .
لكن لازم نشير إلى أنه لا ينبغى إقصاء البعد الذاتى من الصورة ، فالبعد الذاتى يعبر عن وجوده بقوة ويتسبب أغلب الأحيان فى أن تفقد القوانين الفيزيائية آليتها وشرطيتها الصارمة اذا انتقلت للأرضية النفسية والاجتماعية والثقافية ، (على سبيل المثال ، قد تهوى صفعة على خد رجل ما (ولنسميه الفعل (أ)) فيرغب هذا الرجل فى الانتقام ممن سبب له الصفعة أى يرغب فى رد الفعل فى الاتجاه المضاد ( ولنسميه رد الفعل (ب) )، الآن نتوقع من صيغة القانون النظرية أنه فى كل مرة لازم يكون (ب) = (أ) . لكن قد يرد هذا الرجل الصفعة صفعتين أو ثلاث أو حتى بالقتل ، وتصبح قيمة (ب) أكبر بكتير من (أ) ، أو قد يتنازل الرجل عن فعل الانتقام تماما اذا ما كان مقتنعا بقيم التسامح أو اذا كان خائفا من عواقب انتقامه مثلا ، وفى هذه الحالة تكون (ب) مساوية للصفر . أو قد يتوجه غضب هذا الرجل لداخله فيؤنب ذاته ويلومها ، وهكذا تصبح (ب) سالبة وفى اتجاه (أ) نفسه ، هذه الانحرافات العملية عن صيغة القانون النظرية لا يفسرها سوى تدخل البعد الذاتى لحد كبير فى سلوكياتنا ، مما يطبع عملية المحاكاة والمشابهة بين الظواهر الانسانية ومثيلتها الطبيعية بطابع الجدلية والذاتية وليس الميكانيكية والآلية) .
ماشى ، لكن كيف يحدث التصحر فى الثقافة ؟
يحدث التصحر الثقافى عندما تقوم المنظومات الثقافية الصحراوية بالازاحة التدريجية أو العنيفة للمنظومات الثقافية غير الصحراوية ، عشان تحل محلها فى الآخر . يعنى خلينا نفترض أن هناك قبيلة من البدو تعيش خارج حدود بلدة زراعية مثلا ، وقد قررت هذه القبيلة لسبب الجفاف مثلا أن تغزو هذه البلدة الزراعية ، القيم البدوية هى قيم ذكورية أبوية ، بخلاف القيم الريفية التى تكون أمومية ، لذا عند نجاح الغزو ، فإن منظومة القيم الأبوية الذكورية الغازية تبدأ فى الإزاحة العنيفة لمنظومة القيم الأمومية ، فتتحول بؤرة الأخلاق والمثل والأعراف والتشريعات فى هذا البلد الزراعى عن الأم الى الأب ، وتنتقل من التسامح الى الثأر والانتقام ، ومن حب الأم الى طاعة الأب ، ومن تقديس صفات الأنثى الى تقديس صفات الذكورة ، ومن واحدية الزوجة الى تعدد الزوجات ، وغيرها وغيرها من الأمور اللى كانت غريبة على البلدة الزراعية دى ، قبل تصحير عقولها وثقافتها .
الإزاحات الثقافية ما هى إلا تحولات تحدث فى مستويات ثانوية أو بنى فوقية ، و المستويات أو البنى الأخيرة بشكل عام ليست إلا استجابة (آلية حينا و جدلية أحيانا أكتر) لما يحدث فى المستويات الأولية أو البنى التحتية التى تشمل المسائل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأنثروبولوجية . يعنى التصحر الثقافى لا يحدث غيبيا ، وإنما تقف وراءه أصوله المادية الواضحة شأنه شأن أى تحول ثقافى آخر . ودى نقطة بالغة الأهمية فى المنهج اللى هنطبقه ، وهناك نقطة مهمة أخرى فى سياق هذا المنهج لازم أؤكد عليها وهى أنه سيتم التعامل مع الدين من منظور أنه منظومة ثقافية انسانية كباقى المنظومات الثقافية الانسانية الأخرى . وانطلاقا من المنظور ده ، فالتصحير الثقافى يشمل بالتبعية ازاحة التصورات الدينية البدوية لنظيرتها غير البدوية ، وده هيخلى مفهوم التصحر الثقافى ممتد ومعمم ومشتمل على حالات كتيره جدا من التحولات الثقافية فى التاريخ ، زى التحول الثقافى اللى طال معظم أهالى الحضارات القديمة واللى وصل لذروته فى القرون الوسطى ، حينما ازيحت بالكامل كل تصوراتهم الدينية لصالح التصورات الدينية الخاصة بقبائل من البدو العبرانيين ، و كان من ضمن النتائج الكارثية مثلا أن اعتنق كل العالم فى القرون الوسطى آراء سفر التكوين وحده بخصوص مسألة نشأة الكون والانسان ، و أدى ذلك فيما بعد إلى اضطهاد واقصاء الآراء العلمية التى لم توافق سفر التكوين ، بل أن أجزاء واسعة من العوالم المعاصرة كالعوالم العربية والاسلامية المتخلفة مازالت تعتنق هذه الآراء حتى الآن وتدافع عنها ضد حقائق ونظريات العلم الحديث ، وده مثال قوى للمدى البعيد اللى وصل له التصحر الثقافى واللى ممكن يوصل له مجددا لو لم نكن واعين له
ولازم نشير الى أنه بافتراض أن التصحر الثقافى هو مؤثر، فإن المؤثر عليه هو أى مجتمع تحتم جغرافيته أو يشهد تاريخه أو حاضره احتكاكا ما مع انسان الصحراء ، وبما أن المؤثر عليه يستجيب للمؤثر استجابة جدلية ، إذن لا بد أن نجد اختلافا فى درجة الاستجابة للمؤثر عند كل مؤثر عليه .
خلينا دلوقتى نتخصص أكتر ، هنعتبر المنظومات الثقافية الصحراوية هى المؤثر وهنختار منها منظومة الدين ، بالتحديد أكتر : الإسلام ، كما سنركز على مجتمع معين ومنظومة ثقافية محددة من المؤثر عليه وهى مجتمعات الغرب (بالتحديد : أوروبا الغربية) ومنظومتها الثقافية ، ولا بد ان أنبه بشدة على أن المقارنة هنا تتم بين منظومة ثقافية ومنظومة ثقافية أخرى ، وليس بين دين ومنطقة جغرافية كما قد يظن البعض . السؤال دلوقتى هو : ما هى العناصر أو المحددات الثقافية اللى بتشكل وتميز كل منظومة ثقافية منها ؟ ، يعنى ما الذى يجعلنا نقول عن الاسلام أنه اسلام وعن الغرب أنه غرب ، وأن الاسلام حاجة والغرب حاجة تانية خالص ؟ قبل أن نجيب ، لازم أولا نرد على الزعم اللى بيقول أن الاسلام لا يمكن حصره واختزاله فى عناصر أو محددات ثقافية معينة لأنه الآن يشمل مساحات جغرافية سياسية شاسعة و متباينة عرقيا ولغويا واثنيا . ونقول ردا على الكلام ده أنه برغم اعتناق شعوب متباينة للاسلام واضافة كل منها لتنويعاته ونكهته الخاصة له ، الا ان ذلك لايعنى أنها لا تشكل تكتلا ثقافيا يشترك فى مجموعة من العناصر والمقومات والنزعات المشتركة التى تفرضها مركزية النظرية المعتنقة . الكلام نفسه صحيح بالنسبة للغرب (أوروبا الغربية) فبرغم أنها تشمل مساحات جغرافية واسعة وجماعات عرقية ولغوية واثنية متباينة الا انها تشترك فى مجموعة من العناصر والمقومات والنزعات الثقافية بحكم التقارب الجغرافى المسافاتى والعرقى والنوعى بينها ما يجعل منها تكتلا ثقافيا متميزا عن باقى التكتلات الثقافية الأخرى ، هذه العناصر والمقومات والنزعات المشتركة لأى منظومة ثقافية هى اللى بتشكل اللى هنسميه : المستويات القاعدية للمنظومة الثقافية ، واللى بتتفرع منها بعد كده كل التنويعات والنكهات الخاصة لكل شعب وعرق أعتقد دلوقتى أنه يمكننا الرجوع لسؤالنا والاجابة عليه ، ماشى ، من وجهة نظرى ، عناصر المستويات القاعدية الآنية لكل منظومة ثقافية تتعدد فى الآتى :
المنظومة الثقافية الاسلامية : الواحدية الشمولية ، عبودية الانسان لله ، سيطرة النص المقدس وسنة النبى المؤسس ، النزعة الماضوية السلفية ، غياب النزعة العلمية ، أحكامها مطلقة وقاطعة واستاتيكية ، معادية للابداع
المنظومة الثقافية الغربية : التعددية ، حرية الانسان ومركزيته ، سيطرة العقل والمنطق ، النزعة الاستشرافية المستقبلية ، الحضور الطاغى للنزعة العلمية ، أحكامها نسبية ومتشككة وديناميكية ، مناصرة للابداع
وحتى لا نقع فى شرك التعميم (وهو سمة من سمات التفكير الدينى والمثالى فى الأساس) ، لا بد أن نعترف بأن هناك استثناءات معاصرة و تاريخية عند كلا الطرفين ، لكن ممكن اعتبارها نتوءات أو بلغة البيولوجي : صفات متنحية ، يعنى مش صفات سايدة ، و ف حالتنا دى فاننا نعنى بالسائد مش بالمتنحى . ( فى الوقت نفسه ، لا ننظر للاتجاه السائد فى منظومة ثقافية ما على أنه الاتجاه الوحيد والمطلق والثابت لها وانما هو بدوره رهينة لعمليات الجدل والديالكتيك والصراع ، فيشتد حينا ويخفت حينا وفقا لنتائج صراعه مع الاستثناءات المنشقة عليه ومع غيره من الاتجاهات السائدة فى المنظومات الثقافية الأخرى ).
والاسلام هو أحدى المنظومات الثقافية الصحراوية، بحكم نشأته الجغرافية وتشابه مستوياته القاعدية الثقافية مع المستويات القاعدية لباقى المنظومات الثقافية الصحراوية كاليهودية مثلا ، وبالتالى فإن وقوعه كمؤثرعلى أى منظومة ثقافية غير صحراوية يعنى أننا أمام حالة تصحر ثقافى بلا شك .
والإسلامى بحسب تعريفنا هو الفرد المشتغل بالاسلام و الممارس والداعى له ، وهو يختلف بطبيعة الحال عن المسلم العادى وهو الشخص الذى التصقت به صفة الاسلام كصفة اجتماعية لا أكثر ، اكتسبها فى الأغلب عن طريق التوريث .
أن عين الراصد لا يمكنها اغفال عمليات التوسع الإسلامى فى الغرب حاليا فيما يعرف بأسلمة الغرب ، وتنامى حدة المنظومة الثقافية الاسلامية كمؤثر على المنظومة الثقافية الغربية كمؤثر عليه ، وذلك على أيدى هؤلاء الاسلاميين
وحتى لا نخاصم المنهج العلمى عندما نصدر قولا دون سرد الأدلة عليه ، ينبغى علينا ذكر الآتى :
أولا : الإحصائيات فى 2009 تشير إلى أن المسلمين فى أوروبا الغربية قد بلغوا 20 مليونا على الأقل أى حوالى 5% من عدد سكان أوروبا الغربية ، وقدرت أعداد المسلمين مثلا فى فرنسا صاحبة أكبر جالية اسلامية ب 6.5 مليون مسلم بنسبة 10% من السكان ، وفى المانيا ب 4.3 مليون مسلم بنسبة 5% من السكان ، وكلنا عارفين أن الأرقام الحقيقية أكبر بكتير من الأرقام دى ، لأن معظم المهاجرين المسلمين مهاجرين غير شرعيين وصعب توافر إحصاءات دقيقة عنهم .
ثانيا : أصدرت احدى المؤسسات البحثية الكندية فى 25 ابريل 2009 فيلم وثائقي مدته تمن دقايق تداولته أغلب مواقع النت ومنها اليوتيوب وشافه أكتر من خمسين مليون بنى آدم ، الفيلم يوضح الشكل المروع لمعدلات النمو الديموغرافى الاسلامى فى أوروبا بسبب الهجرة الاسلامية المتدفقة والتوالد الاسلامى الهائل ويقارنها بمثيلاتها عند الأوروبيين ، و يحذر من خطر ده على مستقبل الحضارة الأوروبية اللى بقت مهددة بالاندثار ، فمثلا، فى حين تبلغ نسبة التوالد فى فرنسا 1.8% ، فإن نسبة التوالد المقابلة تبلغ 8.1 % فى العالم الاسلامى ، و فى مدن فرنسا الكبرى مثل باريس ونيس يشكل الشباب المسلم تحت سن العشرين أكثر من 30% من سكان تلك المدن ،و فى هولندا أصبح الآن نصف مواليدها من المسلمين الذين سيصيرون نصف عدد السكان بعد 15 سنة ، وفى بلجيكا فان 25% من السكان و50% من المواليد من المسلمين ، وفى بريطانيا ازداد المسلمون من 82 ألف الى 2.5 مليون خلال الثلاثين سنة الأخيرة ، أى ازدادوا ثلاثين ضعفا ، كما توقعت حكومة الاتحاد الأوروبى أن تتضاعف أعداد المسلمين فى أوروبا كلها (الشرقية والغربية) من 53 مليونا فى الوقت الراهن ، إلى 104 مليونا فى 2050 ، ليشكلوا بذلك خمس سكان أوروبا وأكدت الابحاث أنه اذا استمر معدل النمو الديموغرافى الاسلامى فى أوروبا على ما هو عليه الآن ، فان فرنسا ستتحول الى دولة اسلامية فى غضون 39 عاما ، وستلحق بها ألمانيا فى 2050 ، وستتحول أوروبا كلها لقارة مسلمة بحلول 2100.
ثالثا : من المعروف أن الجاليات الاسلامية فى أوروبا هى أكثر الجاليات الدينية تدينا ، وبالتالى الزيادة فى أعداد الجالية معناها الزيادة فى أعداد مؤسساتها الدينية ، ففى ألمانيا وصل عدد المساجد إلى 240 مسجد و2600 مصلّى (بفتح اللام المشددة) ، وفى خريف 2008 تم تدشين أكبر مسجد فى ألمانيا فى دويسبوبورك ، كما يوجد حوالى مائة وثمانين مشروع بناء مساجد جديدة فى الولايات الألمانية ، وعشرات المراكز الاسلامية التبشيرية ، وفى فرنسا ارتفع عدد الجمعيات والمراكز الاسلامية الى 2000 جمعية ومركز اسلامى ، كما بلغ عدد المساجد حوالى 1500 مسجد يتركز معظمهم فى الجنوب الفرنسى ، وعموما التقديرات ترجح وجود 8000 مؤسسة اسلامية تنتشر فى طول أوروبا الغربية وعرضها
رابعا : تحت بند أسلمة أوروبا الشاملة ، تندرج عملية أسلمة الاقتصاد الأوروبى ، وهى العملية التى تقوم بالازاحة العنيفة لجملة الاقتصاديات الحديثة ذات الأساس العلمى ، لصالح اقتصاد آخر ذو أساس ثقافى يعود إلى صحراء القرون الوسطى ، انه الاقتصاد الاسلامى ، الاقتصاد الصحراوى الدخيل اللى بيتوغل بشدة داخل الكيان الاقتصادى الأوروبى يوما بعد يوم ، ففى سويسرا أفتتح أول مصرف اسلامى سنة 2006 ، وتتابعت بعدها انشاء المصارف الاسلامية هناك وآخرها المصرف بتاع بنك الكويت الوطنى ، ويقول الخبراء أن هناك 200 مليار دولار من رؤوس الأموال الاسلامية تستقر فى جنيف وحدها ، أما بريطانيا فهى البلد الغربى الوحيد من بين 15 دولة على مستوى العالم اللى بتعتمد نظام التعامل بالسندات الاسلامية ، كما انها الدولة الأوروبية الوحيدة اللى رخصت لتأسيس مؤسسات مالية اسلامية قائمة بذاتها ، وتقوم باصدار تراخيص العمل للبنوك الاسلامية من بنكها المركزى نفسه ، وهناك أربعة بنوك اسلامية كبرى تجرى معاملاتها بالكامل طبقا للشريعة الاسلامية وهى المصرف الاسلامى البريطانى ، والمصرف الأوروبى للاستثمار الاسلامى ، وبنك لندن والشرق الأوسط ، وبيت التمويل الأوروبى، بالاضافة ل 21 بنكا خصصت فروعا للمعاملات الاسلامية ، كما أنه وفق آخر دراسة أعدتها مؤسسة الخدمات المالية الدولية فإن لندن بها سوق ثانوية فى الصكوك الاسلامية بتعاملات تصل قيمتها الى مليارى دولار شهريا ، الى جانب سوق متنامية لخدمات الرهن العقارى بالتجزئة حسب الأصول الاسلامية ، وتأتى لندن فى المركزالخامس عالميا فى التعامل بالنظام المصرفى الاسلامى بعد دبى وكوالالمبور والمنامة والدوحة !! تخيل !! ، أما فرنسا صاحبة اكبر دستور علمانى على الأرض فقد وافق برلمانها على تعديلات قانونية تسمح باصدار سندات اسلامية ؟! ، كما وافق على الطلب المقدم له من بنك قطر الاسلامى للترخيص له كأول بنك اسلامى فى فرنسا ، وتدرس جامعات فرنسا مواد الاقتصاد الاسلامى بغرض تطبيقه المباشر وادماجه فى نظامها المالى والمصرفى !! ، فى العموم يقدر الخبراء الاقتصاديون حجم سوق المال الإسلامى العالمى ب 700 مليار دولار مشيرين الى أن معدل نمو قطاع المعاملات المصرفية الاسلامية يبلغ نحو 15% ، وتوقعوا أن يصل حجم الاستثمارات الاسلامية الى ترليون دولار بنهاية 2010 .
ده غير عشرات القنوات السلفية ع الفضائيات الأوروبية ، وغير التغلغل السياسى الإسلامى الكبير فى البرلمانات ومجالس المقاطعات والبلديات الأوروبية ، وغير الكتير من أدلة التوسع الاسلامى فى الغرب واللى سايبينهالك تبحث عنها و تكتشفها بنفسك ...
لكن ازاى يتم الأمر ؟ وماهى آليات وتكنيكات هذا التوسع الاسلامى الواسع النطاق ؟
من منظورنا ، التكنيكات دى بتنقسم لفرعين : تكنيكات تتم فى المستويات الأولية المادية ، وتكنيكات أخرى تتم فى المستويات الثانوية الثقافية ، وكلها فى عرف الاسلاميين تندرج تحت باب الجهاد ، فمفهوم الجهاد فى العقيدة الاسلامية واسع ولا يقتصر على الفعل المسلح والعنف المباشر ، وإنما تؤكد الكتب الاسلامية على نوع آخر من الجهاد تسميه (الجهاد الأصغر) ، وهو يشمل كل فعل غير مسلح يهدف لنصرة العقيدة والتمكين لها ، ونعتقد بقوة أنه الدافع والاطاروالتوصيف لكل تكنيكات التوسع الاسلامي فى الغرب حاليا .
ان تكنيكات المستويات الأولية تشمل :
أولا : الهجرة المتدفقة ثم التكاثر الأرنبى وهكذا ، وهذا الأسلوب يهدف لاحداث نوع من الازاحة والخلخلة لنسب الخريطة الديموغرافية فى الغرب ، بغرض اعادة توزيعها بشكل تزداد فيه حصة الديموغرافية الاسلامية إلى حد السيادة على المدى البعيد ، الأسلوب ده بدأ بعد الحرب العالمية الثانية لما دول أوروبا الغربية سمحت بالهجرة الواسعة ليها والتجنيس بجنسيتها ، فاستغل الاسلاميون الأمر ، وهاجروا بكثرة الى الغرب وشجعوا كتير من المسلمين العاديين على الهجرة ، حتى شكل المسلمون 90% من المهاجرين لأوروبا منذ سنة 1990 ، وبدأ الإسلاميون وأتباعهم من المسلمين العاديين ، فى التكاثر كالأرانب بشكل متعمد ومحرّض عليه داخل العقيدة الاسلامية نفسها ، مجاهدين بانجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال المسلمين ، عشان يوصلوا للتفوق العددى على أتباع الديانات والمذاهب الأخرى فى الغرب ، وده طبعا مالهوش غير تسمية واحدة عندنا : غزو بيولوجي ، غزو ديموغرافى بيولوجى ، والموضوع عندنا مش منفصل خالص عن النشأة الصحراوية للاسلام ، فسلاح الزيادة العددية كان من أهم اسلحة القبيلة البدوية فى تنازع البقاء ، والقبيلة ذات الكثرة العددية الأعلى كانت تفوز دائما فى معارك الماء والكلأ ، ولأن الاسلام افراز ثقافى صحراوى فان لهذه الضرورة المعيشية الصحراوية انطباعها عليه ، من هنا جاء النبي الاسلامى (محمد بن عبد الله ) بحديثه الأشهر : تناكحوا تكاثروا فانى مباه بكم الأمم يوم القيامة ) .
ثانيا : ضم أكبر عدد ممكن من الرؤوس غير المسلمة الى حظيرة الاسلام ، وهى تشترك مع أولا فى السعى نحو التضخيم العددي لمعتنقى الاسلام فى الغرب ، لكنها تختلف عنها فى كون الأسلمة لا تتم بالتوريث وانما بالتبشير ، المحتكر حاليا من قبل التيار السلفى ، ومع كل أوروبى يتحول للاسلام ، تهلل البروباجاندا السلفية وتطبل لما تعتبره حكمة وقوة الاسلام فهو الدين الحق القادرعلى الانتصار والانتشار السريع فى بلاد الكفر اذا أتيحت له الفرصة ، وهكذا ، يعتقد البسطاء والعامة أن الأوروبيين يعتنقون الاسلام بمجرد السماع عنه ، اعتقد أننى سأضيع عليهم كثيرا من فرحتهم عندما أقدم لهم الاحصاءات التى تقول أن60 % من الغربيين المتحولين للاسلام هن نساء تزوجوا بمهاجرين مسلمين !! ، يعنى ستات غيروا ديانتهم فى البطاقة عشان يرضوا أجوازهم المهووسين دينيا ، لا أكثر ولا أقل . بغض النظر ، ربما يكفى ذلك للكشف عن طريقة اخرى من طرق الجهاد الأصغر فى الغرب ، وهى الجهاد بالزواج من الغربيات لادخالهن فى الاسلام ومن ثم تكوين الأسرة المسلمة فى مجتمع الكفر ، جدير بالذكر أن الشريعة الاسلامية تسمح بالزواج فى هذا الاتجاه وليس العكس انطلاقا من تصور ذكوري يرى أن الرجل يؤثر فى المرأة وليس العكس، و مرة أخرى اذا تأملنا هذا التصور لوجدنا أنه لا ينفصل عن النشأة الصحراوية للاسلام ، فالذكر يمثل العنصر الفاعل الأول فى بيئة الصحراء الموحشة القاسية ، وطبقا لمنهجنا فمن الطبيعى أن يكون لذلك انعكاسه فى أى افراز ثقافي صحراوي .
ويندرج تحت ثانيا فئة أخرى من فئة الرؤوس الداخلة لحظيرة الاسلام ، أقصد فئة (المؤلفة قلوبهم ) ، ودول شوية الأوروبيين اللى بيعانوا من ظروف مادية صعبة واللى الاسلاميين بيستغلوا ظروفهم وبيشتروهم بالفلوس مقابل اعتناقهم للاسلام ، عشان يعملوا عليهم شغل الشو بعد كده . وده يقودنا لثالثا وهوأقوى وأشهرطرق الجهاد الأصغرفى الغرب : الجهاد بالمال ، المال البترو- اسلامى هائل الكم والمخصص لأغراض الأسلمة ، العصب الرئيسى والشريان المغذى لكل تكنيكات المستويات الأولية السابقة وتكنيكات المستويات الثانوية اللاحقة ، المال الريعى القذر اللى رايح للغرب عشان يدعم ويمول كل الأنشطة التوسعية الاسلامية هناك .
باختصار ، تكنيكات المستويات الأولية تتلخص فى كلمتين مالهومش تالت : المال والرجال
أما تكنيكات المستويات الثانوية أو البنى العلوية فهى :
أولا : التكييف أو التعديل النظرى للخطاب الاسلامى بحيث يتم تأجيل العنف المسلح المفروض والمنصوص عليه فى لب العقيدة الاسلامية نفسها ، باستعمال وسائل من داخل العقيدة الاسلامية نفسها : التقية أو فقه الأولويات عند السنة . الوسائل دى تبيح النفاق والكذب ، فى سبيل دفع الضررعن المسلمين أولا وتحقيق بعض المكاسب ثانيا ، يعنى كل ما يقولونه عن سماحة الاسلام وقبوله الآخر ليس الا تقية ونفاقا اضطروا اليه كى يدفعوا عن الاسلام أضرار الصدام المباشر مع الغرب القوى المتفوق ، وحرصا على مكاسبهم المادية فى الغرب وتمتعهم فى ظله بحرية الحركة والتعبير والانتشار والاتصال والتخطيط .وهى حريات لا يحلمون بربعها فى بلدانهم الأصلية المؤمنة.
ثانيا : ممارسة كافة أشكال الضغط على المؤسسات والجهات القانونية فى الغرب ، من أجل استصدار القوانين والتعديلات والتسهيلات والامتيازات الداعمة للوجود الاسلامى ولانتشاره . زى قرارتحويل حركة المرور فى شوارع سويسرا ساعة صلاة الجمعة والأعياد الاسلامية ، وزى قرار تدريس الدين الاسلامى فى مدارس ودور حضانة مقاطعة بيرن فى سويسرا ، وهكذا .
ثالثا وأخيرا : بناء أكبر عدد ممكن من المساجد والمراكز الاسلامية السلفية ذات الأنشطة التبشيرية ، و بث أكبر عدد ممكن من الفضائيات الاسلامية ، وانشاء الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية ، ذات الصبغة الاسلامية ، وتجهيز جيوش من المبشرين السلفيين المتفرغين واطلاقهم فى الغرب ، وتخصيص المنح الدراسية فى المعاهد والجامعات الاسلامية ، وطبع الكتب والمجلات والجرائد والأشرطة ، و انشاء أكبر عدد من المواقع والجروبات والمنتديات الاسلامية باللغات الأوروبية على النت ، والحصول على مساحة وحضور أكبر فى الاعلام الرسمى الغربى ، (وطبعا مش هيقولوا منين ، البركة فى فلوس البترول)
ان تكنيكات المستويات الأولية هى الأساس والأصل المادي لتكنيكات المستويات الثانوية حيث تحدث عملية التصحر الثقافى ، يرتبطان ببعضهما ارتباط العلة والمعلول ، والسبب والنتيجة .
و المفارقة ، أن المنظومة الثقافية الاسلامية غير قادرة على الاعتماد الكامل على نفسها فى عملية التصحير، فهى تستخدم المنجزات الحضارية للغرب من أجل ازاحة المنظومة الثقافية الغربية والحلول محلها . ودى نكته أخرى من نكت العصر الحديث ، بس نكته مأساوية شوية
مش بس المنظومة الثقافية الغربية هى اللى بتتعرض للتصحر الثقافى ، وانما المعرفة العلمية أيضا تتعرض لنفس التصحر ، فعصابة الاعجاز العلمى للقرآن حولت العلم الحديث لمجرد خادم وأداة لاثبات عظمة كتاب دينى يرجع لأكثر من 1400 سنة ، انها مهزلة ومسخرة حقيقية أن ترى عصابة من قطاع طريق العلم والمعرفة يزعمون أنهم يقدمون اعجازا علميا بينما هم عاجزون عن اضافة أى شئ ولو تافه لعلومنا ، مابيعملوش غير أنهم يتعيشوا على الاكتشافات العلمية للكفرة ، زى الحشرات الطفيلية اللى بتستنى الكائنات الأخرى تكافح وتناضل من أجل الحياة عشان تيجى هي فى الآخر وتمص كل شئ ع الجاهز.
لكن هل كل ده ظهر فجأة ؟ وهل الغرب حديث العهد بمشروع أسلمته؟ ، نظرية التطور بتاعت داروين علمتنا أن لا شئ يأتى للوجود بنفخة سحرية من الرب الخالق ، وانما يقف وراء كل شئ موجود ، تاريخ طويل من النشوء والتطور ، وفعلا ، لو بصينا لموضوع أسلمة الغرب من المنظور التاريخى ، لوجدنا أن الموضوع قديم جدا جدا ، حتى إنه يمكن القول ، أن عمره من عمر الاسلام نفسه تقريبا .....
فبمجرد رسوخ نواة الدولة فى مكة ، تطلعت طموحات الرعاة الحفاة (على حد وصف نبيهم نفسه) إلى الخروج من صحراء القحط والمحط اللى اسمها شبه جزيرة العرب ، واحتلال بلاد الحضارات المجاورة ذات الثروة والخيرات : فارس ومصر والعراق والشام ، و طبعا كان معاهم المبرر النظرى المقدس لكده ، فبدأوا بتحرش مؤتة الذى يعتبر - رغم فشله الذريع- فاتحة الصراع الطويل بين الاسلام والغرب والذى ابتدأه الاسلام كما هو معروف ، و سار الصراع بعدها لصالح جيوش الرعاة الحفاة ، واحتل المسلمون بلاد فارس والعراق والشام ومصر ونهبوا الكثير مما كانوا يحلمون به من خيرات هذه البلاد ، لكن البحر يحب الزيادة ، وبعدين كان فى ايديهم توكيل الهى لاحتلال العالم كله ، مش شوية البلاد دى بس ، فانطلقت أسراب الرعاة الحفاة تجتاح المستعمرات البيزنطية فى شمال أفريقيا حتى استولت على آخر مستعمرة فى غرب القارة ، ثم وصل الصراع فى تطوره الى آفاق جديدة تماما ، عندما وقف قائد الرعاة الحفاة الأمازيغى : ( طارق بن زياد ) على شط البحر المتوسط بعدما انتهى من آخر فرائسه فى شمال أفريقيا ، ناظرا الى ماء البحر ، يفكر فى بلاد ما وراء البحر، وفى المكاسب العظيمة والمجد التاريخى ، لو فتح هذه البلاد ، فقرر وعزم ، وبعث الى أمير المؤمنين (موسى بن نصير) يستأذنه ، فأذن ، واقتحمت جحافل الرعاة الحفاة شبه جزيرة أيبريا (الأندلس) فيما يشكل اول عدوان اسلامى على الغرب ، وأبادت كل من قاومها ، بما فيهم سلالة بشرية كاملة تدعى القوط الغربيين ، أبيدت بالكامل ، وعاما بعد عام أخذوا يتوسعون أكثر نحو الشمال ، و راحوا ينقضون على مافى طريقهم من البلدان والقرى الغربية ناهبين مخربين سافكين للدماء بتعطش صحراوى لا يرتوى ، حتى وصلوا الى بلدة فرنسية تدعى بواتييه على بعد 10كم من باريس ، ساعتها كان الرعاة الحفاة تحت قيادة رجل يدعى (عبد الرحمن الغافقى) ، و كان عليهم مواجهة القائد الفرنسى الشجاع (شارل مارتيل) الذى ظهر لهم هناك وتصدى لهم ببسالة نادرة ، فألحق بهم أول هزيمة ساحقة عرفوها منذ خروجهم من صحرائهم القاحلة ، ، متسببا فى اول انتكاسة لحقت بمشروع المد الاسلامى قديما ، ولقد كان المؤرخ الغربى (أدوارد جيبون) على بصيرة بالآثار بعيدة المدى لهذا الانتصار الغربى عندما قال أنه (لولا معركة بواتييه (بلاط الشهداء) لكان ما يدرس فى أوكسفورد الآن هو علوم القرآن والسنة ولكان وعاظ الجامعة يشرحون للطلاب المختونين مدى عظمة وصدق الوحى النازل على محمد) .هذا يعنى فى رأيى ، إن (شارل مارتيل ) ، قد حمى العقل الغربى والعقل الانسانى ككل من الوقوع تحت طائلة التصحر الثقافى الاسلامى الكامل والمطبق .
لكن علقة بواتييه الساخنة لم تكن كافية لتهذيب التعطش الصحراوى الرهيب نحو الغزو والتوسع ، هى فقط أوقفت تقدم جيوش الرعاة الحفاة فى بلاد الغال (فرنسا) مرة واحدة وللأبد ، لكن فى مكان آخر و بعديها بكام سنة ، استولى الرعاة الحفاة على جزيرة صقلية ، و كريت و رودس و كورسيكا وكل جزيرة أوروبية فى البحر المتوسط ، واقتحموا الأراضى الايطالية عبر حملة بحرية دخلت نهر (التيفيرى) مكتسحين (أوسيتيا) ثم (روما) نفسها ، وبعديها بكام قرن ، فى القرن الخمستاشر بالتحديد ، احتل الأتراك العثمانلية مدينة القسطنطينية (المدينة الغربية المسيحية العريقة) ، ثم غزوا شبه جزيرة البلقان(أوروبا الشرقية) واحتلوها مهددين قلب أوروبا نفسه : الجميلة (فيينا) اللى طوقها الوحش الاسلامى عام 1529 على يد السلطان العثمانلى سليمان القانونى .
هنا ، يمكننا التوقف قليلا لاعطاء صورة أشمل وأوضح ، كانت الخطة العامة للتوسع والأسلمة قديما تعتمد على غزو عسكرى واسع يفتح الطريق أمام هجرة جماعية للقبائل العربية كى تستوطن البلاد المغزوة ، ثم تبدأ العقيدة الاسلامية المحمولة عبر ادمغة بدو هذه القبائل فى ازاحة المنظومات الثقافية للسكان الأصليين للبلاد ، والحلول محلها ، يعنى كانت خطة التوسع عبارة عن مثلث غزو : (غزو عسكرى ..غزو أنثروبولوجى .. غزو ثقافى) ، ومع تقدم الزمن ، وتراكم الرواسب الثقافية جيلا بعد جيل ، يتشبع أحفاد السكان الأصليين للبلاد المحتلة بعقيدة هذه القبائل العربية ويتحمسون لها ، ويتكفلون بعناء نشر عقيدة القبائل الغازية أينما ذهبوا وهاجروا ، وهكذا ، تتكون كرة الثلج الاسلامية التى كانت تكتسب زخما وانتشارا ورسوخا متزايدا مع مرور الزمن ، شمل كل العالم المعروف قديما .
لكن برغم كل ذلك ، فالغرب كان البقعة الوحيدة فى العالم القديم اللى أسلمتها و احتلالها كان جزئيا ومنقوصا لو قارنته بباقى مناطق العالم القديم من حيث خضوعها الكامل للحكم الاسلامى وتمكن المؤثرات الثقافية الاسلامية منها ، فشمال أفريقيا وأواسطها ، وغرب آسيا وأواسطها و وحتى شرقها فى الهند والصين وروسيا ،كلها كانت يوما مناطق خاضعة كليا للامبريالية الاسلامية القديمة سياسيا و ثقافيا ، لكن الأمر مختلف مع أوروبا الغربية اللى كان خضوعها جزئي ومحصور فى المناطق الجنوبية المطلة على المتوسط ، سبب ده عندى مش لأن الغرب كان معتنق للمسيحية اللى كانت أكبر منافس للاسلام ، لأن لو كان السبب ده صحيح ، فلماذا تأسلمت مصر والشام بهذا الشكل الهائل رغم أنها كانت مجتمعات مسيحية ؟ السبب من وجة نظرى يرجع للطبيعة الجغرافية والمناخية للغرب أولا و للطبيعة النفسية للغربيين شديدة الاستقلالية والتمرد ثانيا ، كما يرجع للميراث الحضارى والعسكرى الغربى من أيام الرومان ، المهم والخلاصة ، أن الغرب كان الجوهرة الناقصة فى التاج الاسلامى ، والأرض التى أتت منها أول انتكاسة كبرى للمد الاسلامى القديم ، والتى أتت منها أيضا بداية النهاية التاريخية لهذا المد ، هتقوللى ازاى ؟ هقولك
بداية النهاية كانت فى الحروب الصليبية اللى كانت ردة فعل أوروبية على الاحتلال الاسلامى للأندلس، وهى رغم انتقاميتها التى تصل لحد التوحش ، فشلت فشلا ذريعا فى النهاية ، بس كان ليها آثارها المهمة والخطيرة : أولا هى عطلت مؤقتا مشاريع التوسع الاسلامى نحو الخارج لأن الأمراء المسلمين انشغلوا بطرد الصليبيين من قلب العالم الاسلامى بدلا من غزو بلاد جديدة ، وثانيا وده الأخطر أنها لذلك التعطيل شكلت إلهاما وحافزا للشعوب الخاضعة تحت سلطة الاحتلال الاسلامى لكى تثور وتتحرر . وبالفعل لم يكد ينتهى القرن الحادى عشر (قرن الحروب الصليبية) حتى ثارت صقلية وتحررت ، ثم نجح الكفاح الوطنى الأسبانى فى طرد المحتل العربى البربرى الاسلامى شر طردة ، و انتقلت نار الثورة الى روسيا وانتفض الروس ضد حكامهم التتار المسلمين حتى اسقطوهم وطاردوهم خارج البلاد ، بينما فى النمسا استبسل الرجال الشجعان للدفاع عن الجميلة (فيينا) ضد الحصار العثمانلى الثانى عليها سنة 1683 ، حتى جعلوا المؤرخ العثمانلى (السلحدار) يندب : (لقد هزمنا هزيمة نكراء لم نشهد لها مثيلا منذ قيام الامبراطورية العثمانية لأول مرة) ، الهزيمة النكراء دى أشعلت سلسلة من الهزايم السريعة المتتالية انتهت بالانهيار التام للامبراطورية العثمانلية ، آخر الإمبرياليات الاسلامية الكبرى .
يعنى الغرب كان العقدة التاريخية لمشروع المد الاسلامى ، وعقدة زى دى ليس لها حلول داخل أى وعى صحراوى أو أى منظومة ثقافية صحراوية الا حل واحد أحد : التار ، شريعة الصحراء الأزلية ، والدافع السيكولوجى الأكثر ترجيحا لتصرفات الاسلاميين فى أوروبا.... لكن........................
زمان أيام عز ومجد الاسلام ، كان الاسلام قادرا على الغزو بالسيف وفتح البلاد عنوة ، بس الدايرة بتدور ، والدنيا يوم ليك ويوم عليك ، وثالوث ( الغزو العسكرى .. الغزو الديموغرافى البيولوجى .. الغزو الثقافى ) ماينفعش يرجع زى زمان ، لأن الاسلام دلوقتى مش زى زمان ، وهيخسر فى أى صدام مباشر مع الغرب الأقوى ، بل انه غير قادر حتى على الدخول فى أى صدام من هذا النوع مع أى طرف ، لذا نجد أن أسلوب الغزو العسكرى والعنف قد تأجل وانحسر عن المشهد العام لعلاقة البلاد الاسلامية مع الغرب وانحصر فى بعض العصابات الارهابية المسلحة التى منعها صدق ايمانها وصحيح اسلامها من القيام بهذا التأجيل .
ف الوقت نفسه ، هناك الرغبة فى الأخذ بالتارمن الغرب ، وهناك الرغبة فى التوسع والغزو واخضاع الغرب و العالم كله لراية لا اله الا الله ، وهو الشئ الأصيل الواجب والمفروض فى الاسلام ، نصا وتاريخا ونظرية وتطبيقا ، لذا فى مقابل تأجيل الغزو العسكرى ، تم التركيز على الغزو الديموغرافى البيولوجى والغزو الثقافى للغرب باستغلال حرية النظام الاجتماعى والثقافى فيه ، بل إنه مع هذه الحرية ، لم يعد للأسلوب العسكرى والعنف ضرورة آنية و ملحة لتحقيق الأهداف الاسلامية.
لكن خلينا نبص شوية للجانب المضئ ، لأن زى مافيه فعل ، هناك رد فعل ، وزى مافيه غزو ، هناك مقاومة ، فهناك نخبة من المثقفين الغربيين الذين يملكون قدرا كبيرا من الوعى بمخاطر الأسلمة الموجودة فى بلادهم ، وقد وقفوا يتصدون لهذه الغزوة الصحراوية الثقافية الشرسة المعادية للحداثة والتقدم ، زى (روبرت مورى) اللى عمل كتاب (الغزو الاسلامى) قبل 11 سبتمبر بتسع سنوات كاملة ، وزى بروس بويير اللى ألّف كتاب (الاستسلام ..الرضا بالاسلام أو التضحية بالحرية) ، فاضحا الطابور الخامس من المثقفين والكتاب الغربيين المضللين للرأى والمنكرين لحقيقة التهديد الاسلامى للغرب ، وواضعا اياهم فى نفس الجبهة مع المشايخ الاسلاميين الكدابين أصحاب التقية من أمثال ( طارق رمضان ) ، ومن ضمن كتّاب المقاومة الغربية هناك أيضا روبرت رايت بتاع كتاب (تطور الاله) وأدولف كوتى صاحب كتابى (حرب المسلمين المقدسة فى أوروبا) و (الهلال فوق أوروبا) اللى اتكلم عن عصابة الاخوان المسلمين وكيف أنها أصل عصابات العنف المسلح الاسلامية فى العالم كله ، والرسام الألمانى (فان جوخ) اللى قتله الاسلاميون ببرود أعصاب ، والنائب الهولندى (جرت فيلدرز) بتاع فيلم (فتنة) ، أول وثيقة مصورة تؤصل للعنف فى الاسلام نصا وخطابا ، وغيره وغيره من الشجعان الذين يعملون ويقاومون تحت سيل من تهديدات الاغتيال الاسلامية الجادة كل يوم
لكن لحد هنا ، كان الوعى بمخاطر الاسلمة يقتصر كما قلنا على النخبة ، حتى جاء الاستفتاء السويسرى الأخير ليفاجئ الكل بأن هذا الوعى قد انتقل من مستوى النخبة الضيق الى المستويات الشعبية الأوسع ، وهو فى رأيى منعطف مهم و خطير للغاية فى مسيرة المقاومة الغربية ضد الغزو الاسلامى الراهن ، شكل إلهاما وحافزا للمقاومة الغربية فى باقى البلدان الأوروبية ، وهو ما بدأ فعلا فى فرنسا حيث انطلقت استفتاءات شبيهة ، من المنتظر ان تتكرر فى ايطاليا والدانمارك وبلجيكا والسويد وغيرها ، يعنى الدش هيتفتح علي أخواننا الاسلاميين جامد ، الأيام اللى جاية.
العجيب أنه برغم أن الاستفتاء حظر فقط بناء المزيد من المآذن ، وبرغم أن المآذن نفسها بدعة لم يعرفها الرسول ولا السلف الصالح طيلة حياتهم ، وبرغم انعدام الحاجة العملية للمآذن فى نشر الآذان فى هذا العصر ، وبرغم أن مسلمى سويسرا العاديين أنفسهم لم يبالوا بهذا الاستفتاء أبدا ، الا أن ردود أفعال القيادات الإسلامية كانت هائجة ومتضخمة ومحتشدة لحد هائل ، قد يبدو هذا غريبا ، لكن الغرابة تزول عندما نفهم أن هذه القيادات تصرفت بهذه الشكل لأنها قد وعت الدلالة الخطيرة لهذا الاستفتاء وهى أن مقاومة الأسلمة قد انتقلت من النخبة الى رجل الشارع ، كما قلنا سابقا .
أذكر من ضمن ردود الأفعال أن علقت مجلة التبيان الاسلامية على الاستفتاء بعبارة بالبنط العريض على صفحة الغلاف كان نصها : ضربات موجعة وأخطار محدقة توقظ النائم وتنبه الغافل ، هأ هأ ، المغفلون النائمون كانوا يعتقدون أن غزواتهم التوسعية المباركة ماشية زى الفل ، واذا بهم يفيقون على صدمة أن فريستهم الأوروبية البيضاء بدأت تقاوم بشدة قبل أوان التمكن منها . هأهأ ، المضحك أكثر أن زعماء عصابات الاسلام السياسي وقفوا بكل بجاحة فى المنابر الاعلامية ليتهموا الشعب السويسرى بالتطرف والتعصب !! تخيل ! ياعينك يا جبايرك يا أخى .
أنا واثق أن عقلية الاسلاميين لم ولن تستطيع تجاوز هذه الحالة أبدا ، حالة الشهوة الدائمة فى الغزو وحكم العالم و نصرة الاسلام على غيره من العقائد والمذاهب الباطلة ، فالمعروف أن التسامح الدينى والحرية الدينية أفكار غير دينية بالمرة ولم تعرفها الأديان فى تاريخها الممتد عشرات القرون ، وإنماهى فكرة علمانية خالصة ، ظهرت كرد فعل على الدمار الهائل الذى جلبته الديانات الابراهيمية للانسانية ، لأن التفكير الدينى الابراهيمى تفكير مطلق و شمولى لا يعرف الاحتمالات ولا النسبية ولا التغير ، و بالتالى لا يعرف التسامح ولا الاختلاف ولا التعايش ، وانما فقط يعرف التعصب والاستعلاء ثم الغيرة ثم التكفير ثم الصراع والقتال الضارى الفتاك ، فماذا تنتظر من فرق يعتقد كل منها أنه قد امتلك الحقيقة المطلقة ؟
هذا هو شأن الاسلاميين كما نعرف مع الديموقراطية و الليبرالية والعلمانية و الاشتراكية والقومية والشيوعية كلها عندهم فى سلة واحدة وتحت حكم قيمى واحد : أنها باطل وضلال و كفر وشرائع وضعية خرجت من عقل الانسان، والإثم أن تأخذ بشرائع المخلوق دون شريعة الخالق ، وشريعة الخالق هى الدين وآخر الأديان هو الاسلام ، والاسلام يجبّ ما قبله ومابعده ، يعنى الناس دى خلصانة معاهم الدنيا م القرن السابع الميلادى ، و مش محتاجين أى حاجة تانية بعد كده ، و أنا شخصيا اقتنعت تماما بأن أى محاولة لتطوير وتحديث عقلية بهذا الشكل هو من قبيل العبث السيزيفى بعينه ، واقتنعت أكتر بأن من يؤمن بشريعة تأمر بقتل المرتد ، لا يمكنه فى نفس الوقت أن يؤمن بالحرية و لا بقبول الآخر ولا بأى من تلك البدع العلمانية الخربة ، هو لايؤمن بحق هذا الآخر فى الحياة أصلا ، كيف تنتظر منه أن يصبح عنصرا فاعلا وايجابيا فى مجتمع حر ومتعدد ومفتوح ؟ ، المفارقة المضحكة المبكية أن كتير من الاسلاميين يروجون لفكرة أنهم الضحية وأنهم الغلابة المضطهدين فى الأرض ، وأن القيادات الأوروبية الوحشة بتقاوم الاسلام بالذات عشان هى عارفة أن الأوروبيين هيدخلوا كلهم الاسلام بمجرد مايسمعوا عنه !! يعنى م الآخر عايزين يفهمونا إن الغرب بيقاوم الأسلمة دفاعا عن هويته ، طب منين قاعدين تولولوا وتصوتوا بأن فيه غزو ثقافى غربى للمجتمعات المسلمة وف نفس الوقت بتقولوا أن الغرب نفسه خايف على هويته من الاسلام ؟؟!! ، دى شيزوفرانيا محضة ، و إسقاط واضح جدا ، أنتوا فاكرين أن الغرب مصاب زيكوا بهوس الهوية والخصوصية والانكفاء على الذات ؟؟ ، ده طبعا مش صحيح ، الغربيون يقاومون الأسلمة لأنهم يعلمون أنها تدفع بالجثث الثقافية التى قتلتها حداثتهم للعودة للحياة ، فتكون النتيجة أن تتقاتل الأصوليات المسيحية واليهودية و الاسلامية مع بعضها البعض بشراسة وتوحش كما هو عهدها دائما ، مما يضع السلام الاجتماعى فى الغرب فى خطر داهم ، ويهدد قيم ومنجزات التقدم والحداثة الحضارية والفكرية والأخلاقية اللى حققتها الانسانية و دفعت تمنها من دمها
وبعدين ، من حقنا أن نسأل : ايه اللى بيضيفه الاسلاميون المقيمون فى الغرب للحضارة الغربية ؟ ، ماذا يعطونه فى مقابل تمتعهم بالحرية والأمان والثروة فيه ؟ هل يعطونه مخترعات واكتشافات وابتكارات علمية أو تقنية ؟ هل يضيفون اليه ابداعا وفنا وفكرا وثقافة مستقبلية ؟ أبدا ، لا يعطونه سوى الجعير والكراهية على المنابرو التحريض على عدم دفع الضرائب للدولة لأنها تذهب لحاكم مسيحى ، والجرى فى المحاكم الغربية لحظر بابا نويل فى أعياد الميلاد بحجة أنه رمز وثني ، والدعوة لمنع المرأة من العمل وتأديبها بالضرب ، ومنع الأطفال من دروس السباحة فى المدارس لأنها فسق و عرى ، والكفاح لانشاء مقابر خاصة بالمسلمين حتى لا يدفنون مع الكفرة ، والصراخ لأجل السلخانات الاسلامية والذبح الحلال و الجلباب القصير والذقون الطويلة والشوارب المحفوفة والعطور غير الكحولية و الحجاب والخمار والنقاب هذا كل ما يستطيع الاسلاميون اضافته للغرب وللانسانية كلها ، هذه هى ملامح الحلم الاسلامى ، فى وسط مجتمع غربى يحلم برخاء اقتصادى أكبر وتقدم علمى وتقنى أكبر واستكشاف أوسع للفضاء وقهر أمراض كالسرطان والكبد ، وايجاد مصادر بديلة ونظيفة ومتوفرة للطاقة الأحفورية اللى قربت تخلص ، وغيره
أخيرا ، مش محتاجين نقول أن العبط الخام أن تمنح الحرية لأعداء الحرية وأن تتعامل بديموقراطية مع من يكفّر الديموقراطية ، وأنه من الخيانة العظمى أن تمنح الحرية لأعدائك التاريخيين ، حتى لو افترضنا حسن النية فى الموضوع ، وقلنا أنك تبادر لكسب احترامهم ، هتكتشف فى النهاية أنك لا تتعامل مع نبلاء أو جنتلمانات يعرفون معنى احترام العدو ، وانما مع بدو هجامة شرسين وان ارتدوا الكرافتات وتعطروا ببرفانات فرنسا وباسوا جزمتك كل يوم الصبح ، فهذا كما قلنا ليس الا تقية ومهادنة حتى يأتى الله بأمره ويتمكنوا من رقبتك . لوأعطيت لهم أصبعا ، سيطمعون فى ذراعك كله ، ولو أعطيت لهم ذراعك ، فسيطمعون فيك كلك ، انظر مثلا للسلفى شديد البجاحة المدعو (عمر بكرى) زعيم عصابة (المهاجرون فى لندن) اللى بعت رسايل لملكة بريطانيا يأمرها باعتناق الاسلام ، (أسوة بنبيه اللى كان بيبعت الرسايل للملوك والقياصرة يهددهم ويأمرهم باعتناق الاسلام ، بس طبعا النبى كان أذكى بكتير) ، واللى تمادى فى اجرامه وحرض رجال الشرطة والجيش المسلمين فى بريطانيا على الانقلاب واعلان الدولة الاسلامية اللى هتطبق الشريعة الاسلامية! أعتقد أن هذا الجربوع اللاجئ لم يكن من الممكن أن تخطر بباله هذه الجرائم لولا تسامح بريطانيا معه ، وديمقراطيتها مع أمثاله ..
صدقونى يا جماعة ، عندما يخاطب الغرب امثال هؤلاء البدو الهجامة برقى وتحضر فسيعتقدون تلقائيا أن الغرب أصبح ضعيفا يخشاهم ، فهو لو اعترف بديانتهم كديانة رسمية زى ما عملت النمسا مثلا ، أو سمح بحجابهم ونقابهم فى مؤسساته زى بريطانيا ، أو قام بتدريس عقيدتهم الدينية فى مناهجه المدرسية زى سويسرا ، فلن يشكروا له تسامحه وليبراليته ومحاولته التعايش معهم ، وإنما سيشكرون ربهم على تأييدهم بهذا النصر ، يعنى باختصار الناس دى لو نالوا أية مساحة من الحرية أو أية مزايا ديموقراطية من الأوروبيين ، فلن يفهموها الا على أساس أنها تقهقر أمام قوة الاسلام والمسلمين الصاعدة ، وبشارة بأن أنيابهم الصحراوية تنغرس أكثر وأكثر داخل اللحم الأوروبى الأبيض .
إذن..........
لو لم يفق الغرب قبل فوات الأوان ، وينفض عن عقله غبار الأوهام الرومانسية ، وينشئ الأحزمة الخضراء السميكة فى وجه الرمال الاسلامية الشرق أوسطية الزاحفة ، فسينطمر هو والعالم كله تحت هذه الرمال ، وتعود عجلة التاريخ الانسانى إلى الوراء حيث القرون الوسطى وظلامها الحالك مرة اخرى .
لكنى واثق أن الله متم نوره ولو كره الإسلاميون .



#محمد_نبيل__حورس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل حورس - التصحر الثقافى للغرب