أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - إخوان سوريا ونصرة المنصور














المزيد.....

إخوان سوريا ونصرة المنصور


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أحد ينكر الإساءة البالغة التي قام بها المدعو، والمؤذن السابق في مساجد دبي، أحمد منصور ضد سوريا والسوريين ومن على منبر الجزيرة، حين قال عنهم بأنهم مرة يقبلون حذاء عبد الناصر ومرة...إلخ فهو ينتمي لتيار معروف للغادي والبادي بعدائه المطلق لسوريا أرضاً وشعباً ومستقبلاً، وكان قد مرر تلك الإهانة، وبكل أسف، من على منبر قناة الجزيرة الرائدة إعلامياً، ونكاد نجزم براءتها من تجنيه وشططه. ولو كان هناك من مجال لمحاكمة المؤذن السابق بأية طريقة، بتهمة القدح والذم والسب ضد سوريا وشعبها الأبي، الذي ناله الكثير من أصحاب هذا التيار الظلامي، سابقاً، ولاحقاً، لما تورعت البتة عن فعل ذلك، لأن الوطن كالعرض، ومجرد المساس به يعني مساساً بعرض وشرف الإنسان، ومن هنا أنصب من نفسي مدع شخصي، بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن كل وطني سوري شريف، غير إخواني، بحق المؤذن السابق في أي مكان من العالم يمكن أن يطاله القانون بسبب تعرضه لوطني الحبيب وشعبي بما لا يليق. ومن لا ينتفض لوطنه لن ينتفض لعرضه.

ردود فعل عنيفة وغاضبة جاءتنا من إخوانيين سوريين على ذلك المقال البسيط والبريء وهو أقل ما يمكن تقديمه من أجل وطننا الحبيب. فقد ربط البعض بين مواقفهم، وبين جغرافية المؤذن السابق الإيديولوجية، وانتمائه لذاك التيار المعروف، وقد كشفت جملة من المواقف الصادرة عن بعض من إخوان سورية، أن ولاءهم الأول والأخير هو للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وليس لسوريا وشعبها، وذلك لمناصرتهم للمنصور، وعدم إدانة تصريحاته، لا بل صبوا جام غضبهم على تلك الأصوات التي ارتفعت ضد المؤذن السابق، وأكملوا حفلة الردح التي بدأها المؤذن السابق، بحفلة ردح أخرى ضد تلك الأصوات الوطنية، واستعاروا من قاموسهم التكفيري والتعليني، خطابهم المعهود. وإننا ننتظر بهذا الصدد موقفاً رسمياً من الجماعة السورية وزعامتها، تضع فيه النقاط على الحروف، وتوضح أين تقف حيال ما جرى.

وكم كنا نتمنى لو قام هؤلاء الإخوان السوريون الذين انتفضوا للمؤذن السابق بتوجيه كلمة عتب واحدة، أو لوم، ولو بقلوبهم، وهو أضعف الإيمان، ضد تلك الإهانة الفظيعة التي لا تغتفر. لا بل أماطوا عن تخندق فظيع وتكور مريب مع "أخيهم" المؤذن السابق، مبررين له فعلته الشنعاء، ضاربين بعرض الحائط بكل القيم الوطنية والأخلاقية المتعارف عليها في هكذا حالات حيث الولاء أولا وأخيراً للوطن وليس لأي شيء آخر.

وفي الحقيقة هذه المواقف ليست غريبة أبداً عن مواقف هذا التيار، ذي الولاءات الفئوية والعصبوية والحزبوية والتنظيمية، ويؤكدونه في كل مرة ومناسبة، ولو على نحو غريزي، وفطري، فمصلحة التنظيم الدولي عندهم هي في المقام الأول. وهذا يحيلنا إلى جملة مواقف سابقة ومشهودة، لزعمائهم، وقادتهم ومرشديهم الروحيين، وعلى رأسها التصريحات الشهيرة لمهدي عاكف الزعيم المصري السابق للتنظيم، حين قال إن أي مسلم ماليزي أفضل وأحب إليه من أي مصري قبطي، وقال في حينه، كلامه غير اللائق البتة عن الوطن المصري، والذي لا يسمح هذا المقام، واحترامنا لذوق القراء الأكارم من ترديده هنا. فالوطن بالنسبة للإخواني لاشيء، وولاؤه هو للتنظيم الأممي وحسب.

نعم لقد كانت ردود الإخوان المسلمين السوريين على مقالنا المعنون "ماذا تنتظرون من مجرد مؤذن سابق في مساجد دبي"، والمنشور في الحوار المتمدن، وعدة مواقع أخرى، فيما وراء المحيطات والبحار والسموات والمجرات، وفي قارة أوقيانوسيا، اللهم باستثناء المواقع السورية، وكل الحمد والشكر لله، وننتهزها فرصة ها هنا لتوجيه شكر خاص أيضاً للسيد وزير الإعلام السوري شخصياً، نقول كانت تلك الردود عنيفة وغاضبة ومؤيدة للمؤذن السابق أكثر مما هي متعاطفة مع محنة وألم ودهشة كل سوري سمع تصريحات المؤذن السابق في برنامج شاهد على "العهر" العربي، (وكالعادة لا يوجد خطأ إملائي هنا)، ما يعطي فكرة واضحة عن حقيقة توجهاتهم، ويضع آلاف علامات الاستفهام حول ولائهم الوطني الذي يصدعون الرؤوس به، ويجعلنا نرمي بكل خطابهم وكلامهم عن استعدادهم للانخراط بالمشروع الوطني، وأدبياتهم عن الوحدة الوطنية في أقرب مكب لنفايات، وهذه نفايات خاصة، من نوع خاص، غير النفايات النووية التي دفنها حليفهم الخلاصي السابق، في عمق الأرض السورية الطيبة العذراء، ولاذوا بالصمت حيال تلك الجريمة، أيضاً، كما لاذوا اليوم بصمت غريب، ومريب حيال تصريحات المؤذن السابق، في مساجد دبي، المدعو أحمد منصور، والتي أهان فيها، عن سابق قصد وتصميم، كل وطني سوري حر أبي.
وكم هو جميل أن يقف إخوان سوريا يوماً واحداً، فقط، مع سوريا، وبعيداً عن حسابات الإيديولوجيا والتنظيم؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تنتظرون من مؤذن في مساجد دبي؟
- يوم في حياة الرئيس مبارك
- أوربة ديار الإيمان
- تهنئة للأخوة المسيحيين بأعياد الفصح المجيد
- هل بدأت الحرب على أسلمة أوروبا؟
- ابن تيميه في قفص الاتهام
- من يجرؤ على الكلام في حقب الظلام؟
- العلاقمة الجدد قادمون
- الله الإنسان أو الإنسان الإله، بين أنسنة الله وتأليه الإنسان
- سيناريو افتراضي لمؤتمر القمة العربية عام 2048
- الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون
- هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار
- متى سيكون الرد السوري؟


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - إخوان سوريا ونصرة المنصور