أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد حسنين الحسنية - ليس من مصلحتنا تجاهل ذلك العلم














المزيد.....

ليس من مصلحتنا تجاهل ذلك العلم


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 17:15
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


منذ بضعة عقود ، و في إحدى القرى اليونانية ذات الطابع الإجتماعي التقليدي ، و التي أبتلى أهلها بنسبة عالية من حملة الجين المسبب لمرض خلايا الدم المنجلية ، قامت مجموعة من العلماء بتجربة توعية وراثية لسكان القرية لتفادي الوفيات الناتجة عن ذلك المرض ، و الذي يحدث حين يمتلك الفرد مورثين مسببين للمرض ، حيث أن مورث واحد لا يكفي لتشكيل خطورة على حياة الفرد .
قامت المجموعة المذكورة بمسح وراثي لكل سكان القرية ، ثم أوضحت لهم التركيب الوراثي لكل فرد ، فيما يخص ذلك المرض ، ثم طلبت منهم تفادي زواج طرفين حاملين للجين المسبب للمرض ، لتفادي ولادة أطفال حاملين للمورثين .
مع ملاحظة أن الزواج في تلك القرية ، في زمن إجراء التجربة ، كان يتم بالطريقة التقليدية ، أي من خلال ترتيبات عائلية .
بعد بضع سنين رجعت المجموعة للقرية ، فسرها في البداية أن تجد أن الحديث عن التركيب الوراثي ، فيما يخص هذا المورث ، هو جزء من حديث أهل القرية ، و لكنها فوجئت بأن ذلك الحديث ليس في الصورة التي أرادوها ، لقد قام سكان القرية المذكورة بعملية تمييز ، أو بأقول أدق : عزل ، و أصبح الأفراد الخالين من المورث المسبب للمرض يتزاوجون فيما بينهم ، و الحاملين لمورث واحد يتزاوجون فيما بينهم ، فأصبح الوضع أسوء مما كان قبل إجراء التوعية ، أو التجربة .
مثال كذلك الذي ذكرته في بداية المقال يدلل على كيفية إساءة إستعمال المعلومات في بعض المجتمعات ، و هو ما قد يحدث مع زيادة المعرفة الشعبية بعلم الأصول الجينية للأفراد .
فربما ، و مع إنتشار فكرة تحليل الهابلوجروب الذكري ، يبدأ أفراد بعض المجتمعات في إجراء عملية تمييز ، و فرز ، و عزل ، خاصة فيما يخص الزواج .
ربما لن يحدث هذا في مصر ، على الأقل في المدى القصير ، و أيضا في المدى المتوسط ، و أستبعده حتى في المدى البعيد ، لما عرف عن المجتمع المصري من حرية الحراك الإجتماعي ، منذ عهد الفراعنة ، و إلى اليوم ، و إنخفاض نسبة المشاعر العنصرية بالمقارنة بالشعوب الأخرى .
المجتمعات المرشحة لذلك ، في منطقتنا ، هي مجتمعات الجزيرة العربية التي تنتشر فيها مصطلحات : حضري ، و بدوي ، و خضيري ، و عبد ، و خادم ، و هتيمي ، و صليبي ، و إلى أخر القائمة العنصرية البغيضة ، المعروفة في الجزيرة العربية .
في مصر الخوف هو دائما من السلطة ، و ليس الأفراد ، بإساءة السلطة إستعمال تلك المعلومات الوراثية ، بإضافتها للقائمة التمييزية التي أصبحت معروفة في عصر أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية الأولى ، و التي تشمل إستبعاد كل سكان المناطق الحدودية من العمل في المؤسسات الأمنية ، و السياسية ، الهامة ، و التمييز الطبقي الذي إستفحل في عهد آل مبارك بحق أبناء البسطاء ، و إستبعادهم أيضا من العمل بتلك المؤسسات ، و من تولي مناصب تنفيذية عليا .
الخوف هو في إستبعاد المنحدرين من أصول معينة مثل الأصول الأفريقية ، و الأوروبية ، و بعض الأصول الأسيوية ، و حصر السلطة في عدد من الأصول ، تكون حسب هوى الأسرة الحاكمة ، و الذي سيكون بالتأكيد حسب تركيبها الوراثي .
البعض قد يخلص بالتالي إلى إنه من الأفضل إغلاق هذا الباب منعا لسلبياته ، و لكني لا يمكن أن أتفق مع أصحاب هذا الرأي ، لأن إغلاقنا للباب ، لا يعني إن الأخرين لن يفتحوه .
الأسرة الحاكمة بالفعل سمحت بفحص التركيب الوراثي للمومياوات الفرعونية الملكية لمعرفة أصولها ، و هو موقف كانت ترفضه بشدة منذ عشر سنوات ، و تعتبره مؤامرة خارجية .
كذلك بدأت الأجيال الصاعدة ، المطلعة ، تتعرف على ذلك العالم الجديد ، عالم معرفة أصول الأفراد بالفحص الجيني .
تجاهلنا لن يمنع الأخرين من فتح باب ذلك العالم الجديد ، و لهذا علينا أن نخوض فيه ، و أن نوظفه لخدمة هدفنا السامي ، و هو مكافحة التمييز بكافة أشكاله ، و درجاته ، و بالتالي الحد من إساءة إستخدام ذلك العلم .
تجاهلنا لذلك العالم الجديد ، لن يعني سوى إننا سنظل نعيش في عصر تجاوزه أخرون ، و بدأوا في تلوين المجتمع بألوانهم ، و التي غالبا لن تعجبنا .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم السلالات البشرية ، هذه المرة سينفع البشرية
- و حقوق الإنسان تأتي بالديمقراطية
- مشروع إنهزامي لا شأن لنا به
- حسني مبارك أخر حكام أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية الأولى
- البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي
- الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية
- لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003
- آل مبارك يعملون على تدمير الجيش ماديا و معنويا
- إسرائيل لا تغلق الباب تماما مثلنا
- و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟
- عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة
- توماس فريدمان يتجاهل البيئة السياسية كعامل حاضن للإعتدال الد ...
- حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا
- المصرفي الصالح لا يسرق عملائه يا جيمي
- الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية
- الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية ف ...
- شبيبة مبارك ، و هلال معقوف ، نظرة للتغيرات الثقافية ، و السي ...
- الجمالية ، خير إسم للعقيدة الإقتصادية التي تحكم مصر
- النضال الحوثي ، نضال لمضطهدين ، و ليس نضال لبناة دول و مجتمع ...
- حماس باقية ، ما أبقت قيادها في يد متطرفيها ، و كبحت معتدليها


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد حسنين الحسنية - ليس من مصلحتنا تجاهل ذلك العلم