البتول الهاشمية
الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:25
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
نحن.......... والحظ
لم تستحي صحيفة التايمز عندما ذكرت منذ عدة أيام أن الطفل العراقي علي الذي فقد أطرافه في الحرب العراقية الأخيرة كان محظوظا ...فقد تم صنع أطراف صناعية له بعد أن لقي على حد وصف الكاتب عناية منقطعة النظير ...علي كما نعرف جميعا فقد منزله وأهله وأطرافه ومع هذا فهو سعيد الحظ ونتساءل كيف يكون إذا سوء الحظ من وجهة نظر الصحيفة ؟؟
العدوى انتقلت إلى لسان المتحدثة باسم الأمن القومي حيث أعلنت المستشارة كوندليزا رايس أن الشرق الأوسط محظوظ هو الأخر لان الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة به وهاهي انهار الدم في العراق تكاد تصل شقيقتها انهار فلسطين وحاملات الطائرات والدبابات تتسكع في المنطقة .
علي قطعت أطرافه ... والأمة أيضا في كل يوم تتقطع أوصالها
علي صنعوا له أطراف صناعية تمكنه من تناول كاس ماء أو الإمساك بمقبض باب والأمة أيضا سيصنعون لها أطراف صناعية فبواسطة الجيش الأمريكي ستتمكن من نشر الديموقراطية وتحقيق رفاه الشعوب,
علي لم يدفع شئ من جيبه من أن العملية مكلفة جدا وبورصة الأطراف الصناعية في ارتفاع رهيب نتيجة زيادة الطلب عليها في العالم الثالث ولكن فاتورة الحساب تضمنت أهله ومنزله, كذلك الأمة العربية سوف لن تكون ملزمة بأجور عملية صنع الأطراف الصناعية ولكنها من الممكن تخسر وحدتها وإسلامها وثرواتها .
علي فقد منزله المتواضع وغرفته الصغيرة وتلفازه الأبيض والأسود لكنه محظوظ وسيشترون له بيت اكبر يعيش فيه لوحده بعيدا عن مضايقات أخوته ونصائح أمه وسيشترون له تلفزيون ملون وسيشاهد أفلام كرتون لراعي البقر وميكي ماوس , كذلك الأمة فكثير من أهلها في فلسطين والعراق فقدوا منازلهم لكنهم محظوظون فالولايات المتحدة الأمريكية ستبني لهم –كما وعدت- قصور ومحطات فضائية وها قد بدأت بالجدار العازل في فلسطين والمحطة الفضائية الجديدة في العراق حيث يمكن مشاهدة بول برا يمر يتحدث عن ديموقراطية شيكاغو وحرية صالات القمار في لاس فيغاس
فرضوا علينا قوتهم وثقافتهم ووجودهم والآن يريدون فرض منطقهم الذي ينص على آن علي محظوظ والأمة محظوظة مع أن الحقيقة أنهم اكبر محظوظين على اعتبار أننا لم نستيقظ من غفلتنا بعد .
#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟