حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 12:50
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
تجدهم في كل مكان . في كل حارة أو زقاق . في الحقول وفي المصانع . في المدارس والجامعات والمكتبات . لا تخلو منهم حتى دور العبادة . يشاركون الناس في أفراحهم وأحزانهم . سباقون لأعمال الخير . مبادرون خلاقون . يؤلمهم ما يؤلم الآخرين . ينتفضون لكل ظلم يقع على شعبهم ووطنهم . لا بل تجاوزوا الوطنية الضيقة إلى ألإنسانية الأرحب , هموم الدنيا همومهم . لا يفرقون بين الناس على أساس انتمائهم العرقي أو الديني أو الجغرافي . أينما يخوض الناس معاركهم المشروعة تجدهم في مقدمة تلك المعارك أو منتصرين لها . كما في الثورة الجزائرية والعدوان الثلاثي على مصر وثورة اليمن ودعم الثورة في فيتنام وفلسطين وجنوب أفريقيا و و -- . ما من معاهدة جائرة وقعتها حكومات العهد البائد مع المحتلين إلا وكانوا السبب الرئيس في إفشالها . ولكل مواقفهم تضحيات جسام . الشهيد تلو الشهيد على مذبح الحرية . لم يعرفوا الإحباط يوما من الأيام أو التلكؤ . بالرغم من كل المثبطات . أين نحن اليوم من شيوعيي الأمس ؟ لقد بلغ الظلم مديات لا يمكن السكوت عليها . ألا يهزنا هذا الكم الهائل من دماء ألأبرياء من العراقيين الذي يسيل في كل لحضة وعلى مدى سبع سنوات من عمر الاحتلال ؟ ألا يهز ضمائرنا وجود هذا العدد من الأرامل والأيتام والمعاقين والمشردين هنا وهناك ؟ ألا يخجلنا أن يكون بيننا ملايين من الناس يعيشون تحت خط الفقر وبضعة ألاف ممن استحوذوا على ثروة هذا الشعب من اللصوص ومصاصي الدماء . ؟ أيعقل أن نسكت ولا نحرك ساكنا أمام كل هذه الفواجع التي يعيشها شعبنا وأهلنا تحت شعارات واهية مثل العراق الجديد والديمقراطية والمحاصصة ورأي الناخب والكتلة البرلمانية واجتثاث البعث والشهادات المزورة وإعادة الأعمار والمليشيات الطائفية !. أكثر من ثلاث عقود ونحن نعيش دوامة الحرب العراقية الإيرانية وحرب احتلال الكويت وتحريرها والحصار الجائر وحرب تحرير العراق أو احتلاله وحروب داخلية لا حصر لها . سبعة سنوات مضت ونحن نعيش ماسات حقيقية في كل متطلبات الحياة ولا يحرك الشيوعيين وحلفائهم من اليسار العراقي ساكنا . الم يحن الوقت لقلب الطاولة على رؤوس المحتلين وأدواتهم ؟ ألم يحن الوقت للوقوف صفا واحدا ومجابهة ألإرهاب الأمريكي وكل قوى الإرهاب الذي يتعرض له شعبنا صباح مساء ؟ لا بد من قراءة جديدة للوضع الحالي في العراق . والبدء بمعالجته وفق اسلوب جديد يعيد للعراق وشعبه السكينة والاطمئنان .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟