|
أكاديب العرب الحقيقية
علي جديد
الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 09:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن كان في كل أرض ما "يشان" به فإن المغرب فيه القومية العربية وبائعوا صكوك الغفران الإسلامية الذين يصرون على وقف عجلة ديموقراتيتنا الفتية وإرجاع المغرب إلى جو سنوات الرصاص والسنوات العجاف وسنوات الحزب الوحيد واللغة الوحيدة والقناة الوحيدة وكأ نهم أهل الكهف الذين مازالوا لم يدركوا بعد أن الوقت قد تغير عندما وفر الإنترنت جزاه الله خيرا مساحة واسعة من التواصل عبر مختلف بقاع العالم .. فأصبح الفييس بوك منبر لا منبر له من الأمازيغ وحتى العرب المتنورين الدين ضاقوا درعا بعروبة حميش وعنصرية السفياني وتناقضات الجابري وحر بائية نيني وغيبيات ياسين وأحلام العثماني و تعصب الريسوني .. وحماقات القدافي و تعريب بوتفليقة ..وفقر المشرق العربي .. فأصبحوا مقتنعين بواقعية عصيد وتسامح إسلام جمال البناء وصراحة الدغرني وعلمانية شاكر النابلسي و انفتاح وفاء سلطان .. و حرية الغرب و غناه ..
كل الشكر ل "بيل غيتس" ( اليهودي) الذي وضع العالم بين يدي الشباب العربي و علمه بالإنترنت عن العرب ما لم يعلم بعد أن جعلت له القومية العربية الأرض أضيق من ثقب الإبرة .. فدفعه حب الاستطلاع للبحث عما كان محظورا -إسرائيل- فذهل حين اكتشف أن لإسرائيل صورة أكثر إشراقا من التي دستها البرامج التعليمية العروبية و إعلامها في عقولهم وهم صغارا .. وأن البريق الذي أحاط به العرب صورتهم لم يكن إلا محاولات فاشلة من الحفيد العطار لإصلاح ما أفسدته عصبية الأجداد .. فبدت الصورة " مثل امرأة لا تثقن الطهو تضيف كثيرا من السمن أو كما هائل ا من السكر لتخفي به عيوب الوجبة التي تقدمها لك " على حد تعبير الفنان حلمي التوني ..
كما اكتشفوا كون أمريكا فيها بأس شديد ومنافع للناس .. و صفقوا للديموقراطية التي طبقها أبناء " العم بوش" وتقمصها حفدة أبو جهل .. وإلا فليبرروا لنا كل دلك الكره الشديد لأمريكا التي يحبها حتى اليابان و الفيتنام و يوغوزلافيا .. وكيف سيقنعون دوي ضحايا عملياتهم "الإستشهادية" نتيجة فتاويهم المضللة في العراق و المغرب و إسبانيا في الوقت الذي ترقد فيه القواعد الأمريكية في البحرين و الكويت و السعودية و "قطر الجزيرة" في حفظ القرضاوي و رعايته .. وما السر من عدم ذوبانهم من الخجل عندما يطالبهم البعض بتبرير تخوينهم لأمازيغي واحد (الدغرني) لزيارته الخاطفة لإسرائيل -لأغراض سلمية - و السكوت عن " الإخوة العرب" الدين يصافحون أبناء عمومتهم أعضاء الحكومة الإسرائيلية في السر و العلن .. ويقبلون أيادي تسيفي ليفني و هيلاري كلينتن ويقولون لهما قولا لينا لكي لا تنزلا عليهم من السماء أسرابا من الطائرات تقصفهم بقنابلها الذكية و البليدة و ترسلا لهم من البحار شواظا من نار صواريخ الطومهاوك لتدك مخابئهم دكا دكا .. ولتكفا عن مطاردة "عظماء" العربان حتى جحورهم .. و لكي لا تستمرا في البحث عن المطلوبين منهم للعدالة الدولية ..
كما اكتشف هﺬا الشباب أن حظهم الغاشم أسقطهم تحت رحمة أجداد مخادعين أخذوا أرض الغير في حروب ليس فيها لأخلاق الحروب نصيب بتحويله لفتوحاتهم إلى غزو و مصدر حيوي للدخل .. و إخراج شعوب بأكملها من لغاتهم و إدخالهم في لغة العرب و احتقار أعزة أهلها .. و كونوا ب"اسم الله" إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس و سيلة للبقاء .. وهدا الجانب المظلم في تاريخ العرب هو الذي عجل بانهيار دولتهم و حكمهم بعد أن عمد الله إلى كل ماكانوا يبنون وجعله هباء منثورا.. و أصبحوا عبارة عن مجموعة من الدويلات كالجزر يسكنها أناس لا يمت الواحد منهم إلى الآخر بصلة .. و لله في خلقه شؤون ..
كانت دهشة الشباب العربي عظيمة أيضا عندما وجدوا أن الغرب تقدم بفضل وزراء و رجال دين ومفكرين و صحافيين وطنيين صادقين وواعيين ونزيهين مؤمنين بفصل السلط وبصحافة حرة لا تتملق أحدا .. وليس بمسؤولين يسيرون في الإتجاه المعاكس لآمال شعوبهم و يكثرون من الأقوال و يقللون من الأفعال .. وينخرطون في حزب الله أفواجا حبا في برامج حزب الشيطان و يغضون الطرف على الجرائم العربية حتى الأكثر وحشية منها .. و يتفننون في كيل الإتهامات للسكان الأصليين الإمازيغ و القبط و الكر د و الاشوريين و الصائبة و الكلدان .. و يصبحون على تقبيح العولمة و يمسون على التنقيص من إغرائها .. هكذا فطن الجيل الإنترنتي لحجج القوميين العرب و الوهابيين أصحاب التبريرات الأشد تضليلا و تشويها للوعي .. هكذا اتضح للشباب الإنترنتي العربي أخيرا أنهم كانوا ضحية النفاق السياسي العربي لكون "كل الذين ضد الولايات المتحدة هم بالتالي ضد العولمة لكنهم لاينزعجون في الوقت عينه من ركوب السيارة واستخدام الكهرباء و اللجوء إلى الإنترنت" كما قال المفكر الفرنسي إدغر فيبير ..
فتبين للشباب العربي من سيرة أجدادهم الغير الناصعة أن كل ما بني على باطل فهو باطل كما يقال .. وأن سعي العرب إلى امتلاك التاريخ – على حد تعبير أحمد عصيد – انتهى بهم خارج أسوار التاريخ ... وللعرب في إسرائيل أسوة حسنة إن كانوا لمكانة بين دول العالم يبتغون .. لأن الأوطان لا تبنى على أنقاض حضارات الآخرين و بفرض " أولمبياد المحفوظات" العربية في بلد غير عربية فقد دخلت العالمية على صهوة العلم و بنت ديمقراطيتها بقوة الفكر و استطاعت أن تنفد من أقطار السماوات و الأرض بسلطان "العلم" .. فحطمت بذلك الرقم القياسي في الحصول على جوائز نوبل .. وتربعت على عرش تكنولوجيا صناعة الأسلحة .. و أبهرت العالم بإدراجها للغة العبرية و العربية في الدستور .. وباحترامها لحق الاعتقاد بإدراجها في مناهجها الدراسية لليهودية لليهود و التربية الإسلامية للمسلمين و المسيحية للأقلية الدرزية ولا تتذرع بكونها في حالة حرب تهربا منها من الإصلاحات الدستورية التي يطالب بها الشعب كما تفعل الدول العربية ..
وبعد اطلاع هؤلاء الشباب "العربي" على الحقيقة من منابعها الصافية / الإنترنت تيقن أن العرب غير قادرين على إيقاف قطار التغيير الذي ل ا ينتظر المترددين .. و أنه لن تقوم لهم قائمة بتعريب العج م و تكفير الآخر وتحريم الفنون و التلويح بالسيوف لسفك المزيد من الدماء .. و لن تكون لهم عودة (أن كانوا فعلا قد حضروا يوما) إلى الساحة الدولية إلا " بسلاح أمضى من سلاح الفتح هو سلاح المحبة لأ ن زمن الفتوحات بكل بطولاته و ماسيه قد مضى وبزغ زمن جديد آن فيه للشعوب أن تتكافأ بالهوية .. تتوافر فيه الحرية و الكرامة للجميع .. إن الدماء تنبت أشواكا لا أزهارا وقد مللنا من السير على الأشواك فلنتطلع معا إلى فضاء يعبق بشذا المحبة و السلام" .. كما قال عبد العزيز سعود البابطين (رئيس مؤسسة الشعر) بالأندلس ..
هكذا فلن يغير العالم المتحضر نظرته السلبية إلى العالم العربي إلا إذا اهتدى ساكنته إلى صراط مستقيم .. صراط الذين أنعم عليهم الله بقطع دابر القومية و التدين الزائف .. لكن سواء نجحوا في قطعها أو التخفيف من حدتها تضل المصيبتين محتفظتين بذكرى خاصة على سنوات الحقد و الإقصاء التي تعقبها صفحات من الألم تأبى النسيان..
#علي_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قطاع الطريق إلى قطاع التاريخ
-
حمى المطالبة بالإنفصال في الوطن العربي
-
وصايا طارق بن زياد -العروبي-
-
الأمازيغ: -حواريو النبي محمد (ص)-
-
العرب و اليهود و احترام العالم
-
العرب والهلوكوست اللغوي
-
الأمازيغ و الصواريخ العربية العابرة للقارات
-
سبحان الحاكم العربي العظيم ! !
-
ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...
-
عدالة الشيطان
-
عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ
-
رسالة إلى الرئيس أوباما
-
- العروبة - إله العرب الجديد
-
امة اقرا لا تقرا
-
اعتبروا يا أولي الألباب !
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|