|
جولة علاوي العربية الفاشلة !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:23
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
رغم حرارة العناق ، التي أظهرتها لنا صور اللقاء ، ما بين رئيس وزار العراق الجديد ، أياد علاوي ، وبين مضيفيه في كل من الأردن ومصر ، كان جوّ تلك الزيارة ملبدا بالغيوم ، مع أن الوقت وقت صيف حار ، محرق ! فقد بدا الأخوة العرب ! متمسكين بذات النهج الذي ساروا عليه في تعاملهم مع العراق وشعبه ، وذلك منذ رحيل بطل عروبة صحافتهم ، وخروجه من حفرته اشعث الشعر ، أغبر الوجه ، ينادى : أنا صدام حسين، أنا رئيس جمهورية العراق ! لقد ذلّ الشارع العربي بسقوط صدام ، وهو البطل الهمام ، وقعقاع زمانه كما صوره اعلام الرشوه في مصر والأردن ، بينما عز العراق واهله بزوال أعتى نظام قذر شهده العالم في هذا الزمن الماثل 0 لقد بكى العرب صدام وزوال نظامه ليس حبا به ، وليس حبا بالعراق والعراقيين كذلك ، بكى العرب صداما وزوال نظامه ليس لاخوة عربية كما يدعون ، وليس لرابطة اسلامية وجيرة كما يزعمون ، بكوه لما أغدق على سماسرة الكلمة من رشى ، ولما قدم لعلية القوم منهم من اموال الشعب العراقي المنهوبة ، والمسروقة في رابعة النهار ! فقد أهدى صدام سحتا سيارة مارسيدس سوداء لكل صحفي مصري كان قد رافق الريس حسني مبارك ! في احدى زياراته الى العراق ، وما كان من الرئيس المؤمن ، حسني مبارك ، إلا ان يقوم بتحليل هذه الرشوة المقدمة من أخيه الهمام ، صدام ! وبعد مباركة شيخ الأزهر لها ، وذلك بتسجيل هذه السيارات باسماء المؤسسات الصحفية التي كان رؤساها قد رافقوه برحلته تلك ، وبتعبير عراقي أدق : يعني خوجة علي ملا علي ! وحين صار صدام في ضائقة مالية ، تطور اسلوب الرشوة ، وعلى ما نصح به عيارو مصر وشطارها وقدعانا ، من سيارات المارسيدس ، والدولار الاخضر ، والشيك المسحوب على هذا المصرف أو ذاك الى كوبانات النفط ، وبهذا استمر تصفيق الاعلام العربي ! في مصر وفي الأردن ، فصدام كان يعلم علم اليقين أن الشعب العراقي بعامته تقريبا كان يكره ، ويتمنى زواله على أي شاكلة كانت ، وما كان هذا الشعب ليبدي اسفا على واحد مثله ، سواء جره جندي أمريكي من حفرة قذرة ، او جره كلب أسود مجذوم 0 كان صدام يدرك هذه الحقيقة ، ولهذا راح يفتش على من يصفق له ويرقص ، فاتجه الى العرب في الأردن ومصر ، فاشترى هناك ما فيه الكفاية من المصفقين ، والمستعدين للرقص والتهليل مثل أية راقصة تهتز جميع أعضائها في شارع الهرم ، أو مثلما تهتز سماهر في ملاهي عمان ، ولا فرق في ذلك أبدا ، ثم لا فرق في ذلك أبدا 0 فعلام ذهب علاوي لقوم مثل هؤلاء القوم ؟ هذا السؤال يطير من أفواه العراقيين الآن ، فهل يستطيع أن يجيب رئيس الوزاء على هذا السؤال وهو: لماذا أعلن الأردن ، وبعد أن اقلعت طائرة الرئيس علاوي من مطار عمان صوب القاهرة مباشرة ، أن الأردن تصرف بربع مليون دولار من اموال العراق المجمدة في المصارف الأردنية ، وقام بدفعها لتجار أردنيين لهم ديون مزعومة على العراق ، عهد حبيبهم صدام ؟ أما كان العرف يقضي بأن تدفع حكومة أياد علاوي دين التجار الأردنيين لهم ، هذا إن كان لهم دين ، وأن تصان أرصدة العراق في المصارف الاردنية ، وتعاد للشعب العراقي فيما بعد 0 أليس في هذا التصرف من قبل الحكومة الأردنية انتقاص من سيادة العراق ، وانتقاص من الحكومة العراقية ، وسخرية من رئيس الوزاء وزيارته للأردن الشقيق ! هل اعتقدت الحكومة الأردنية ، وبما فيها الملك عبد الله ، أنهم اصبحوا ورثاء شريعين لاموال العراقيين ، كي يتصرفوا بها حسب أهوائهم ورغباتهم ، وخلافا للقانون الدولي ، والعلاقات المعروفة بين الدول ؟ والاعجب من كل هذا هو سكوت حكومتنا المؤقرة عن هذه الفعلة الشنيعة التي ترتكب بحق العراق ، والشعب العراقي ، وسكوت أحزابنا وقوانا الوطنية والاسلامية عن نهب ثروة العراق ، والتصرف بها من قبل دولة أخرى ، وكأن لا وجود لوطن اسمه العراق 0 وما زاد الطين بلة هو ما تناقلته الأخبار على لسان وزير خارجيتنا ، هوشيار زيباري ، من أنه أباح لدول الجوار أن تقوم بالتفتيش عن الاسرائيليين الذين لا وجود لهم في العراق ، في حين يتجول الاسرائيليون في شوارع عمان والقاهرة وبلدان عربية أخرى ، وان عناصر موسادهم يتناولون طعامهم قرب قصر القبه ، ويشاركون الملكة نور احتفالات الجرش ! دون أن تنبس دول الجوار بابنة شفة 0 كان المفروض بوزير خارجيتنا أن يحترم مشاعر العراقيين ، وأن لا يتصاغر ، ويفتح حدود العراق لكل من هبّ ودبّ ، فالعراقيون يرفضون طرحا ذليلا كهذا ، ولا يمكن لاحد أن يزايد على وطنيتهم ، وحبهم للعراق0 واخيرا ليكن في علم السيد الرئيس ، أياد علاوي ، أن موقف العرب الحالي من العراق ، ومن حكومته لا يستند الى موقف مبدئي ، وانما هو موقف ابتزاز لا غير ، يراد منه أن يعود العراق الى سياسة الرشوة الاقتصادية التي عودهم صدام عليها ، وهذا ما يفسر موقف رؤساء الصحف المصرية في رفضهم الحضور للمؤتمره الصحفي الذي عقد في القاهرة ، فهل يعتقد رئيس الوزاء ، بعد ذلك ، أن هؤلاء كانوا مبدئين في موقفهم الرافض هذا ، وهم أنفسهم الذين استمروا رشى صدام حراما 0 وعلى الرئيس علاوي أن يعتبر بموقف العرب من الزعيم عبد الكريم الذي رفض ابتزازهم بشدة ، وانتصر للعراق وأهله ، مما حدا بالعرب الذين يحل الرئيس في ربوعهم الآن الى أن يتعاونوا مع المخابرات المركزية الأمريكية ، لينفذوا انقلابا دمويا ، راح ضحيته الآلآف من العراقيين ، في ساعة كانت فيها اذاعة صوت العرب من القاهرة تغني للقتلة في بغداد ، والذين جاءوا على ظهر دبابة أمريكة : بغداد يا بلد الأسود ! وبعد كل هذا ، على الرئيس علاوي أن يثق أن جلّ العراقيين يصفون زيارته للبلدان العربية بالفاشلة ، رغم كل العناق الذي حازه ، ولهذا فلا يحاول كثيرا معهم ، وليفتش عن طريق أخرى !
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السفارة والسفراء !
-
ويقتلون بالدينار الأردني !
-
الزرقاوي بوب دينار العرب !
-
المقهى والجدل
-
رحيل تينيت !
-
من سرّاق الى شحاذين !
-
ويُقادون مثل الخرفان
-
لصوص النهار !
-
حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية
-
العرب وجثة النظام الصدامي !
-
من اللاهوت الى الواقعية السياسية !
-
ظرف الشعراء ( 17 ) : الأحوص
-
على تخوم أبي غريب !
-
من سيرهب من ؟
-
البازار يستعجل رحيل الصدر !
-
ويقتلون بالذهب !
-
ايتام عفلق ودفاع آل ثالث !
-
ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد
-
من وحي الذكرى !
-
ظرف الشعراء ( 15 ) : إبن هرمة
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|