أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - في مديح نقد الذات














المزيد.....

تأملات - في مديح نقد الذات


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 19:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في سياق الأفكار التقييمية الأولية نسعى، في هذه التأملات، الى إضاءة ركن أساسي من أركان التقييم متجسداً في نقد الذات، حتى نعرف معرفة حقيقية أسباب تراجعنا وعاقبة وضريبة انتكاسنا، ونشخص، بجرأة، سبل النهوض والسير بروح اقتحامية جديدة حقاً.
ولابد من الاشارة، أولاً، الى أننا في سجال مع أنفسنا. ولهذا السجال، بالطبع، ضوابطه، ذلك أنه لا يمكن أن يكون سجالاً "مائعاً" يحول الحزب الى نادٍ للنقاش، يتبارى فيه "مثقفون" يائسون اعتادوا على تحويل جزعهم الى استنتاجات نظرية.
وهذا يعني، من بين أمور أخرى، أننا لا نبدد الوقت والجهد في جدال الشامتين بنا ممن ظلوا ينتظرون "خسارتنا" حتى ينتهزوا الفرصة، فيشرعوا في تشويهاتهم. ونحن، من باب أولى، لا نجادل المعادين، فراية معاداة الشيوعية باتت مفضوحة منذ زمن بعيد، وانتهى رافعوها الى مزابل التاريخ. ونحن لا نرد على تلك المقالات المغرضة، المأجورة والمشبوهة، التي تهلّل لـ "هزيمة" الحزب الشيوعي.
نحن نساجل أنفسنا، ونساجل الحريصين المختلفين معنا، والمتسمين، مثلنا، بالانفتاح وروح الحوار وتقبل النقد .. نساجل أولئك الذين تصب نواياهم ومنطلقاتهم في مجرى مسيرة الحزب، ولكننا، أو بعضنا، نضيق بـ "ليبراليتهم"، فنلجأ الى إطلاق توصيفات تبسيطية عليهم، معتبرينهم مرة من ذوي "الأكتاف الرخوة"، وأخرى من ذوي "الأفكار الغريبة"، وهم، في الغالب، ساخطون على ظواهرنا السلبية وقصورنا الذاتي، وحريصون على حزبنا .. علينا التخلص من "الحساسية" من الرأي الآخر المنتقد لسلوكنا ومواقفنا السياسية والفكرية، وعدم الخوف من الانفتاح على الآراء الأخرى، والترحيب بها وفسح المجال لنشرها في صحافتنا في إطار تبادل الرأي المتحضر وقواعد النشر السليمة .. نساجل، كماركسيين، من أجل أن يتحول الفكر الى قوة مادية تسهم في التغيير الاجتماعي.
ومن بين سمات هذا السجال أن يكون سجالاً نبتعد فيه عن المواقف العصبوية المسبقة، والتزمت والانغلاق والتفكير الرغائبي و"الأوهام"، وننأى فيه عن ردود الأفعال المنفعلة في الموقف من الآراء المعارضة أو المختلفة.
ينبغي، في هذا السجال، أن نحلل أنفسنا ونغيّرها، أولاً، حتى نكون قادرين، حقاً، على تحليل الواقع وتغييره.
يتعين علينا ألاّ نكتفي بكوننا حزباً معروفاً على الساحة السياسية. لابد أن نجيب، من بين أسئلة أخرى كثيرة، على سؤال: ما العمل من أجل أن نتحول من حزب معروف الى حزب يوسع الصلات الحية بالناس، ويعزز القدرة على اجتذابهم والتأثير فيهم والسعي الى تبصيرهم وتوعيتهم، وحثهم على تجسيدهم إرادتهم وممارستهم حقهم عبر المشاركة الفعالة في التغيير.
وعلينا ادراك حقيقة أن التعكز على تاريخ حزبنا المجيد، وهو مجيد حقاً ومبعث فخرنا وفخر كل وطني حقيقي، ليس هو ما ينجينا من عواقب "خسارة". فلابد للفخر بهذا التاريخ من أن يكون منطلقاً للوصول الى محطات أخرى في مسيرة حزب المكافحين ذوي الأيادي البيضاء.
ومن ناحية أخرى فان التقييم المتوازن يتطلب منا عدم المبالغة في حجم ثغراتنا وتقصيراتنا، وعدم السقوط في جلد الذات. لكنه يتطلب، في الوقت ذاته، رؤية الحقائق والأخطاء ومواضع الخلل ومواقع الترهل، بعين فاحصة، رؤية الموضوعي والذاتي على نحو دقيق.
لا غرابة، بالتالي، في القول إننا بحاجة الى هزة حقيقية، لا شكلية، من ناحية التنظيم والنشاط السياسي والفكري وصلاتنا بالناس. فهذا هو الذي يوصلنا، من بين سبل أخرى، الى مبتغانا في تحويل حزبنا الى حزب جماهيري فعلاً.
وارتباطاً بسيادة ثقافة التخلف وتدني الوعي لابد من إعادة النظر بمحتوى وأسلوب عملنا الفكري والاعلامي والثقافي، وهو عمل أساسي في معركتنا الاجتماعية، يتكامل مع العمل التنظيمي الذي يفعّل جميع المنظمات والهيئات والرفاق في إيقاع منسجم ومسير مفعم بروح التحدي والاقتحام.
واذا كنا لا نخشى من الاعتراف بحقائق بينها غيابنا عن مواقع كان الناس يفتقدون فيها وجودنا ونشاطنا، فان علينا الاقرار بأن هناك امكانيات هائلة لم تستثمر بعد، وهو ما يستحق دراسة وتشخيص أسبابه.
ومن نافل القول إنه لا يمكن لمنصف أن يتجاهل المهمات الجليلة وذات الدلالة التي أدتها منظماتنا، وأبدع فيها جيش من رفيقات ورفاق حزبنا، وخصوصاً حملة طرق الأبواب، التي برهنت، من بين حقائق أخرى ساطعة، على أهمية خروج الشيوعيين، قادة وقواعد، من الغرف والمكاتب التي تنمّي الترهل والعزلة، الى فضاء الناس وتحسس معاناتهم.
* * *
يتعين أن نقيّم تجاربنا بروح نقدية، إذ جوهر نظريتنا هو نقد الواقع بقصد تغييره .. ألاّ نتهيّب من تشخيص "هزيمة"، فماركس نفسه يتحدث عن البروليتاريا التي ستهزم مئات المرات قبل أن تنتصر.
نمضي الى أمام متطلعين، دوماً، الى الأفق .. نقاوم الفشل بالأمل والعمل .. نشخص الأخطاء ولا نتشبث بعصمة زائفة .. ندرس الأسباب ولا نبرر .. نضع خططاً لتجاوز قصورنا الذاتي، ونتابع تنفيذ هذه الخطط بابداع.
وفي هذا المسير ينبغي على الشيوعيين، والقادة أولاً وخصوصاً، أن يجسدوا، على الدوام، المثال الجذاب من حيث المصداقية والتواضع والزهد الثوري والقيم الرفيعة والانفتاح الفكري والنزعة التقدمية والثقافة العميقة ..


طريق الشعب 6/4/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - تزييف الوعي
- تأملات - توازن التقييم
- تأملات - التباس المحاصصة مرة أخرى !
- تأملات - لا يريدون للأجراس أن تقرع !
- تأملات - غياب المصداقية .. إخفاق الوعود
- تأملات - في نفق التنافس الانتخابي
- تأملات - منعطف سياسي حاسم
- تأملات - ذاكرة لا تشفى وعدالة مشبوهة !
- تأملات - تحت خط الفقر . . ما بين النهرين !
- تأملات - مرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !
- تأملات - ننحت في حجر .. هذا هو مجدنا !
- تأملات -ثقافات جديدة- بينها الترقيع !
- تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟
- تأملات - هوس الاستحواذ !
- تأملات - رايات المرتجى في أيادٍ بيضاء !
- تأملات - فأر البرلمان تحت خيمة الأميركان !
- تأملات - تلك الأبواب .. هذه المرايا !
- تأملات - ائتلاف السخط والأمل !
- تأملات - أصوات .. وأصوات !
- تأملات - هواجس العزوف ولحن الصراع !


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - في مديح نقد الذات